بشارت (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
بشارت:
(فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ اَلِیمٍ) «
البشارة» هي إخبار الرجل خبرا سارّا يبسط أسارير وجهه. و استعمال هذه الكلمة في الإخبار
بالعذاب في هذه
الآية و في غيرها إنّما هو نوع من
التهديد و
الاستهزاء بأفكار
المذنبين. و هذا أشبه بما هو متداول بيننا اليوم، إذ نقول- مستهزئين- لمن أساء الفعل: حسنا، سوف نكافؤك على ذلك.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأیضاح معنی
«بشارت» نذكر أهمها في ما يلي:
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَ يَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: و قوله:
(فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) تصريح بشمول
الغضب و نزول السخط و ليس هو العذاب الاخروي فحسب بدليل قوله تعالى عقيب الآية:
(أُولَـئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ) فهم مبشرون بالعذاب
الدنيوي و الاخروي معاً، أما الاخروي فأليم عذاب
النار، و أما الدنيوي فهو ما لقوه من التقتيل و الإجلاء و ذهاب الأموال و الأنفس، و ما سخط
الله عليهم بإلقاء
العداوة و
البغضاء بينهم إلى يوم
القيامة على ما تصرح به آيات الكتاب العزيز.
قال
الطبرسي فی
تفسير مجمع البيان:
(فبشرهم بعذاب أليم) أي: أخبرهم بأن لهم العذاب الأليم، و إنما قال (بشرهم) على طريق
الاتباع و الاستعارة. و البشارة تكون في
الخير دون
الشر، لأن ذلك لهم مكان البشارة للمؤمنين، و لأنها مأخوذة من البشرة. وبشرة الوجه تتغير بالسرور في الخير، و بالغم في الشر. و يقال: كيف قال (فبشرهم) و إنما قتل
الأنبياء أسلافهم و الجواب: لأنهم رضوا بأفعالهم، و اقتدوا بهم، فأجملوا معهم. و قيل: معناه بشر هؤلاء بالعذاب الأليم لأسلافهم.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.