بَدْو (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
بَدْو:
(وَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى) القرية في اللغة من معنى المدينة او الرّيف في مقابل
«البدو» التي تطلق على اهل الصحراء، فإنّها قد تشير الى انّ
أنبياء اللّه لم ينهضوا من بين سكنة الصحراء- كما صرّح بذلك بعض المفسّرين- لانّ سكّان البادية يتّصفون بالجهل و عدم
المعرفة و قلوبهم قاسية و يمتازون بقلّة معلوماتهم عن
الحياة و متطلّباتها. صحيح انّ اكثر سكّان ارض
الحجاز كانوا من البدو، و لكن
الرّسول من اهل
مكّة التي تعتبر مدينة كبيرة نسبيّا، و صحيح ايضا انّ مدينة كنعان لو قيست بأرض
مصر التي كان
يوسف يحكم فيها لكانت صغيرة و غير مهمّة و لذلك كان يعبّر عنها بالبدو. و لكن نحن نعلم انّ
يعقوب و أبناءه لم يكونوا من اهل البادية ابدا، فهم كانوا يعيشون في هذه
المدينة الصغيرة
كنعان.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأیضاح معنی
«بَدْو» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَ لَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان:فقوله:
(وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى تطبيق) لدعوة
النبي (صلىاللهعليهوآله) على دعوة من قبله من الرسل. ولعل توصيفهم بأنهم كانوا من أهل القرى للدلالة على أنهم كانوا من أنفسهم يعيشون بينهم و معروفين عندهم بالمعاشرة و المخالطة و لم يكونوا
ملائكة و لا من غير أنفسهم ، ويؤيد ذلك توصيفهم بأنهم كانوا رجالا فإن
الرجال كانوا أقرب إلى المعرفة من
النساء ذوات الخدر.
قال
الطبرسي فی
تفسير مجمع البيان:
(و ما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى) بين سبحانه أنه إنما أرسل الرسل من أهل الأمصار، لأنهم أرجح عقلا وعلما من أهل البوادي، لبعد أهل البوادي عن
العلم و أهله، عن
قتادة. و قال الحسن: لم يبعث الله نبيا قط من أهل البادية، و لا من الجن، و لا من النساء، و ذلك أن أهل البادية يغلب عليهم القسوة و الجفاء، و أهل الأمصار أحد فطنا.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.