سورة الزمر، هي السورة التاسعة و الثلاثون و هي مکیة في الجزء الثالثة و العشرين و الجزء الرابع والعشرين من القرآن الكريم،و سمّيت هذه السورة بهذا الاسم في كثيرٍ من المصاحف و التّفاسير لقوله تعالى في الآية الواحدة و سبعون فيها،وتسمى أيضاً بسورة الغُرَف، وتتحدث عن الدعوة إلى توحيد الله، وعن الإخلاص في العبادة، وتتطرق السورة إلى مسألة المعاد، وعن الثواب والعقاب وغُرَف الجنة، كما تتناول أهمية القرآن الكريم، وعن مصير الأقوام السابقة، وتُبيّن مسألة التوبة وأنّ أبوابها مفتوحة لمن يرغب في العودة إلى الله تعالى. محتويات۲ - أسماء السورة ۳ - وجه التسمية ۴ - عدد الآيات ۵ - عدد الکلمات ۶ - عدد الحروف ۷ - أغراض السورة ۸ - المحتوی و الموضوعات ۹ - الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة ۱۰ - محل النزول ۱۱ - زمان النزول ۱۲ - جوّ النزول ۱۳ - الترتيب في المصحف ۱۴ - الترتيب حسب النزول ۱۵ - العلاقة مع السورة السابقة ۱۶ - الخصوصية ۱۷ - المراجع ۱۸ - المصدر الزُمرة: الجماعة من الناس. و الزُمَر: الجماعات. سورة الزمر، سورة الغرف. «سورة الزمر»؛ سميت سورة الزمر لوقوع هذا اللفظ فيها. «سورة الغرف»؛ سميت بسورة الغرف ، لقوله تعالى («لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ »). هي خمس و سبعون آية. هي ألف و مائة و اثنتان و سبعون كلمة.(الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة) هي أربعة آلاف و تسعمائة و ثمانية أحرف. (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة) ما يبرز لنا من أغراض هذه السورة الحثّ على إخلاص العبادة للّه تعال ى، و النهي عن اتخاذ الوسائل من الأولياء و الأولاد و نحوهم، و لهذا يدور السياق فيها على إقامة الأدلة و الآيات على بطلان هذا الاعتقاد. إنّ هذه السورة تضم عدّة أقسام مهمّة: ۱- تتطرق السورة إلى مسألة الدعوة إلى توحيد اللّه، توحيده في الخلق، توحيده في الربوبية، توحيده في العبودية، كما تسلط الضوء على مسألة الإخلاص في العبادة للّه، و آيات هذه السورة في هذا المجال مؤثرة جدّا بحيث تجذب قلب الإنسان و تدفعه نحو الإخلاص. ۲- الأمر المهم الآخر الذي تكرر في عدّة آيات في هذه السورة من بدايتها و حتى نهايتها، هو مسألة المعاد و المحكمة الإلهية الكبرى، و مسألة الثواب و العقاب، و غرف الجنّة، و كور النّار في جهنّم، و مسألة الخوف و الرهبة من يوم القيامة، و ظهور نتائج الأعمال في ذلك اليوم، و تجسّدها في ذلك المشهد الكبير، إضافة إلى أنّها تستعرض قضية ا سوداد أوجه الكاذبين و الذين افتروا على اللّه الكذب، و سوق الكافرين صوب جهنم، و تعرض الكافرين لتوبيخ و ملامة ملائكة العذاب و دعوة أهل الجنّة[[]] إلى دخول الجنّة و تقديم ملائكة الرحمة التهاني و التبريكات لهم، و هذه الأمور التي تدور حول محور المعاد ممزوجة مع قضايا التوحيد بشكل كبير و كأنّها تشكل معها نسيجا واحدا. ۳- قسم آخر من السورة يتناول أهمية القرآن المجيد، و رغم قلّة عدد آيات هذا القسم، فهو يجسّد بصورة لطيفة القرآن و تأثيره القوي على القلوب و الأرواح. ۴- قسم آخر أيضا يبيّن مصير الأقوام السابقين و العذاب الإلهي الأليم الذي نزل بهم من جراء تكذيبهم لآيات اللّه الحقّ. ۵- و أخيرا قسم آخر من هذه السورة يتحدث عن مسألة التوبة، و كون أبواب التوبة مفتوحة لمن يرغب في العودة إلى اللّه، و قد تضمّن هذا القسم أقوى آيات القرآن تأثيرا في مجال التوبة، و يمكن القول بأن آيات هذا القسم تزف البشرى و تحمل أخبارا سارّة قد لا يوجد مثيل لها في بقية آيات القرآن. «أبي بن كعب عن النبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) قال: من قرأ سورة الزمر لم يقطع الله رجاه و أعطاه ثواب الخائفين الذين خافوا الله تعالى» «روى هارون بن خارجة عن أبي عبد الله (علیهالسلام) قال: من قرأ سورة الزمر أعطاه الله شرف الدنيا و الآخرة و أعزه بلا مال و لا عشيرة حتى يهابه من يراه و حرم جسده على النار و يبني له في الجنة ألف مدينة في كل مدينة ألف قصر في كل قصر مائة حوراء و له مع ذلك عينان تجريان و عينان نضاختان و جنتان مدهامتان و حور مقصورات في الخيام.» «سورة الزمر مكية كلها عن مجاهد و قتادة و الحس»ن و «قيل سوى ثلاث آيات نزلن بالمدينة في وحشي قاتل حمزة («قُلْ يا عِبادِيَ») إلى آخرهن» و «قيل غير آية (قُلْ يا عِبادِيَ)». نزلت سورة الزّمر بعد سورة سبأ، و نزلت سورة سبأ بعد الإسراء و قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة الزّمر في ذلك التاريخ أيضا. يظهر من خلال آيات السورة أن المشركين من قومه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) سألوه أن ينصرف عما هو عليه من التوحيد و الدعوة إليه و التعرض لآلهتهم و خوفوه بآلهتهم فنزلت السورة- و هي قرينة سورة ص بوجه- و هي تؤكد الأمر بأن يخلص دينه لله سبحانه و لا يعبأ بآلهتهم و أن يعلمهم أنه مأمور بالتوحيد و إخلاص الدين الذي تواترت الآيات من طريق الوحي و العقل جميعا عليه. و لذلك نراه سبحانه يعطف الكلام عليه في خلال السورة مرة بعد مرة كقوله في مفتتح السورة: («فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ ») ثم يرجع إليه و يقول:(«قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ ») إلى قوله («قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ »). ثم يقول: («إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ») إلخ ثم يقول:(«أَ لَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَ يُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ») ثم يقول:(«قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ ») ثم يقول: («قُلْ أَ فَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ ») إلى غير ذلك من الإشارات. ثم عمم الاحتجاج على توحده تعالى في الربوبية و الألوهية من الوحي و من طريق البرهان و قايس بين المؤمنين و المشركين مقايسات لطيفة فوصف المؤمنين بأجمل أوصافهم و بشرهم بما سيثيبهم في الآخرة مرة بعد مرة و ذكر المشركين و أنذرهم بما سيلحقهم من الخسران و عذاب الآخرة مضافا إلى ما يصيبهم في الدنيا من وبال أمرهم كما أصاب الذين كذبوا من الأمم الدارجة من عذاب الخزي في الحياة الدنيا و لعذاب الآخرة أكبر. و من ثم وصفت السورة يوم البعث و خاصة في مختتمها بأوضح الوصف و أتمه. و السورة مكية لشهادة سياق آياتها بذلك و كأنها نزلت دفعة واحدة لما بين آياتها من الاتصال. هذه السورة هي السورة «التاسعة و الثلاثون» من القرآن بترتيب المصحف. هذه السورة هي السورة «التاسعة و الخمسون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد سبأ. (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة) ختم الله سبحانه سورة ص بذكر القرآن و افتتح هذه السورة أيضا به . هذا السورة من المثاني. قال ابن قتيبة: المثاني ما ولي المئين من السّور التي دون المائة، كأنّ المئين مباد، و هذه مثان. و تلک السور هي: الأحزاب و الحجّ و القصص و النمل و النور و الأنفال و مريم و العنکبوت و الروم و يس و الفرقان و الحجر و الرعد و سبأ و فاطر و إبراهيم و ص و محمد و لقمان و الزمر. «قال رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصل .» مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية الفئات في هذه الصفحة : سور الجزء الثالث والعشرين | سور الجزء الرابع والعشرين | سور القرآن الكريم | سور المثاني | سور ذات آيات مشهورة | سور مکیة
|