• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

كيفية الاستخارة

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



لتصفح عناوين مشابهة، انظر الاستخارة (توضيح) .
قد ذكر الفقهاء و المحدثين معانٍ مختلفٍ للاستخارة منها: ۱- الدعاء و التوسل ، ۲- استعلام الخير. ونحن نتعرّض أوّلًا لكيفيّة الاستخارة التي هي مجرّد الدعاء، ثمّ نتعرّض لكيفيّة الاستخارة التي هي بمعنى استعلام الخير.




أمّا الاستخارة التي هي بمعنى الدعاء فيستحبّ الإتيان بها بعد أن يصلّي ركعتين. ويدلّ على ذلك ما رواه ابن حريث عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «صلّ ركعتين واستخر اللَّه، فو الله ما استخار اللَّه مسلم إلّا خار له البتّة».
والأولى الإتيان بها بإحدى الكيفيّات المأثورة عن الأئمّة عليهم السلام مثل: ما في المرسل عن القسري ، قال: سئل أبو عبد اللَّه عليه السلام عن الاستخارة، فقال: «استخر اللَّه عزّ وجلّ في آخر ركعة من صلاة الليل وأنت ساجد مائة مرّة ومرّة»، قال: كيف أقول؟ قال: «تقول: أستخير اللَّه برحمته، أستخير اللَّه برحمته».
وصحيح حمّاد بن عثمان عنه عليه السلام أيضاً قال: في الاستخارة: «أن يستخير اللَّهَ الرجلُ في آخر سجدة من ركعتي الفجر مائة مرّة ومرّة، وتحمد اللَّه وتصلّي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثمّ تستخير خمسين مرّة، ثمّ تحمد اللَّه وتصلّي على النبي وتمم المائة والواحدة». والخبر صحيح سنداً يمكن الاعتماد عليه، وكذا على غيره من الأخبار الضعيفة الواردة في المقام بناءً على تماميّة قاعدة التسامح في أدلّة السنن .
وكذا خبر ناجية عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنّه كان إذا أراد العبد أو الدابّة أو الحاجة الخفيفة أو الشي‏ء اليسير استخار اللَّه عزّ وجلّ فيه سبع مرّات، فإذا كان أمراً جسيماً استخار اللَّه مائة مرّة.
وخبر معاوية بن ميسرة عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «ما استخار اللَّه عبد سبعين مرّة بهذه الاستخارة إلّا رماه اللَّه بالخيرة، يقول: يا أبصر الناظرين ، ويا أسمع السامعين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين، صلّ على محمّد و أهل بيته، وخِر لي كذا وكذا».
قال المحقّق الهمداني : «والمراد بهذه الأخبار بحسب الظاهر هو طلب تيسير الخير و الإرشاد إليه، وأوضح منها دلالةً على ذلك خبر مرازم ، قال: قال لي أبو عبد اللَّه عليه السلام: «إذا أراد أحدكم شيئاً فليصلّ ركعتين، ثمّ ليحمد اللَّه وليثنِ عليه، وليصلّ على النبي وعلى أهل بيته، ويقول: اللهمّ إن كان هذا الأمر خيراً في ديني ودنياي فيسّره لي وقدّره، وإن كان غير ذلك فاصرفه عنّي»، فسألته: أيّ شي‏ء أقرأ فيهما؟ فقال: «اقرأ فيهما ما شئت، وإن شئت فاقرأ فيهما قل هو اللَّه أحد، وقل يا أيّها الكافرون ...».
وخبر جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: «كان علي بن الحسين عليه السلام إذا همّ بأمر حجّ أو عمرة أو بيع أو شراء أو عتق تطهّر ثمّ صلّى ركعتي الاستخارة وقرأ فيهما بسورة الحشر وسورة الرحمن ، ثمّ يقرأ المعوّذتين، وقل هو اللَّه أحد إذا فرغ وهو جالس في دبر الركعتين، ثمّ يقول: اللهمّ إن كان كذا وكذا خيراً لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فصلّ على محمّد و آله ويسّره لي على أحسن الوجوه وأجملها، اللهمّ إن كان كذا وكذا شرّاً لي في ديني ودنياي وآخرتي وعاجل أمري وآجله فصلّ على محمّد وآله واصرفه عنّي، ربّ صلّ على محمّد وآله واعزم لي على رشدي، وإن كرهت ذلك أو أبته نفسي» ».
[۸] مصباح الفقيه (الصلاة)، ج۱، ص۵۱۷ (حجرية).

وقد أفاد المحقّق‌ النجفي أنّ الكيفيات المذكورة من الصلاة وتكرار الدعاء المزبور بمقدار العدد المذكور لا تكون على وجه الشرطيّة، بل هي من مكمّلات هذا النوع من الاستخارة و آدابه ». وقال بعض الفقهاء في المقام : تعتبر الكيفيّات المأثورة منها على وجه الأكمليّة لا الشرطيّة، فيجوز التعدّي عنها إلى مطلق ما بدا له من الدعاء وكيفيّاته؛ لأنّه نوع منه بالفرض.
[۹] مجموعة رسائل (اللاري)، ج۱۰، ص۵۳۰.




وأمّا الاستخارة بمعنى استعلام الخيرة وتعرّف ما فيه المصلحة فلها أقسام متعدّدة، نتعرّض لجملة منها، وهي كما يلي:

۲.۱ - الاستخارة بالرقاع


الاستخارة بالرقاع ، ادّعى الشهيد الأوّل أنّ هذه الاستخارة مشتهرة بين الأصحاب ، وادّعى الشهيد الثاني أنّ ذات الرقاع الستّ أشهر الاستخارات.

۲.۲ - الاستخارة بمراجعة القلب أو المصحف الشريف


الاستخارة بمراجعة القلب أو القرآن ، تعرّض بعض الفقهاء لهذه الاستخارة وحكمها في كلماتهم لورودها في خبر اليسع القمّي قال: قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام:اريد الشي‏ء فأستخير اللَّه فيه، فلا يوفّق فيه الرأي، أفعله أو أدعه؟ فقال: «انظر إذا قمت إلى الصلاة؛ فإنّ الشيطان أبعد ما يكون من الإنسان إذا قام إلى الصلاة، فانظر إلى أيّ شي‏ء يقع في قلبك فخذ به، وافتتح المصحف فانظر إلى أوّل ما ترى‏ فيه فخذ به إن شاء اللَّه»».

۲.۳ - الاستخارة بالحصى والسبحة


وقد تعرّض الفقهاء لها كيفيتين:
الاولى:
ما ورد في رواية الشهيد الأوّل عن عدّة من مشايخه عن العلّامة الحلّي عن والده، عن السيّد رضي الدين بن طاوس ، عن محمّد بن محمّد الآوي الحسيني عن صاحب الأمر عليه السلام قال: «يقرأ الفاتحة عشراً- وأقلّه ثلاثاً، ودونه مرّة- ثمّ يقرأ القدر عشراً، ثمّ يقول هذا الدعاء ثلاثاً: اللهمّ إنّي أستخيرك لعلمك بعاقبة الامور، وأستشيرك لحسن ظنّي بك في المأمول و المحذور ، اللهمّ إن كان الأمر الفلاني ممّا قد نيطت بالبركة أعجازه وبواديه، وحفّت بالكرامة أيّامه ولياليه، فخر لي اللهمّ فيه خيرة تردّ شموسه ذلولًا، وتقعض أيّامه سروراً، اللهمّ إمّا أمر فآتمر وإمّا نهي فأنتهي، اللهمّ إنّي أستخيرك برحمتك خيرة في عافية، ثمّ تقبض على قطعة من السبحة وتضمر حاجته، إن كان عدد تلك القطعة زوجاً فهو افعل، وإن كان فرداً لا تفعل، وبالعكس».
ومثلها مرسلة ابن طاوس عن الإمام الصادق عليه السلام : «من أراد أن يستخير اللَّه تعالى فليقرأ الحمد عشر مرّات، و «إِنَّا أَنْزَلْناهُ» عشر مرّات، ثمّ يقول:»، وذكر الدعاء، إلّا أنّه قال بعد قوله: «والمحذور» : «اللهمّ إن كان أمري هذا قد نيطت»، وبعد قوله: «سروراً» : «يا اللَّه، إمّا أمر فآتمر، وإمّا نهي فأنتهي، اللهمّ خر لي برحمتك خيرة في عافية، ثلاث مرّات، ثمّ تأخذ كفّاً من الحصى أو سبحة، ويكون قد قصد بقلبه إن خرج عدد الحصى والسبحة فرداً كان: افعل، وإن خرج زوجاً كان: لا تفعل.
[۱۲] فتح الأبواب، ج۱، ص۲۷۲.
[۱۳] فتح الأبواب، ج۱، ص۲۷۴.

قال الشهيد الأوّل: «لم تكن هذه (الاستخارة)مشهورة في العصور الماضية قبل زمان السيّد الكبير العابد رضي الدين محمّد بن محمّد الآوي الحسيني المجاور بالمشهد المقدّس الغروي رضى الله عنه».
وقال المحقّق النجفي: «وعليهما (الخبرين المذكورين‏) العمل في زماننا هذا من العلماء وغيرهم».
ثمّ إنّه قد تعرّض في ذيل كلامه لعدّة مسائل، فإنّه ذهب أوّلًا إلى قوّة إرادة التمثيل من الحصى والسبحة لكلّ معدود، إلّا أنّه قال: إنّ الأحوط الاقتصار عليهما، وقال أيضاً: إنّ الأولى الاقتصار على السبحة الحسينية وإن كان الأقوى الاكتفاء بكلّ ما يسبّح به خصوصاً إذا كانت من تراب الرضا عليه السلام ونحوه، بل كلّ معدود.
والمسألة الأخيرة التي تعرّض لها هي أنّه لا يعتبر العدد المخصوص في السبحة كالثلاث أو الأربع والثلاثين؛ لعدم الدليل.
الكيفيّة الثانية:
والكيفية الثانية للاستخارة بالسبحة ما وصفها السيّد العاملي بأنّها: «متعارفة عند جملة من أهل زماننا ينسبونها إلى مولانا القائم صلوات اللَّه عليه وعلى آبائه الطاهرين، وهي أن يقبض على السبحة بعد قراءة ودعاء ويسقط ثمانية ثمانية، فإن بقي واحد فحسنة في الجملة، وإن بقي اثنان فنهي واحد، وإن بقي ثلاثة فصاحبها بالخيار؛ لتساوي الأمرين، وإن بقي أربعة فنهيان، وإن بقي خمسة فعند بعض أنّها يكون فيها تعب، وعند بعض أنّ فيها ملامة ، وإن بقي ستّة فهي الحسنة الكاملة التي تحبّ العجلة ، وإن بقي سبعة فالحال فيها ما ذكر في الخمسة من اختلاف الرأيين أو الروايتين، وإن بقي ثمانية فقد نهي عن ذلك أربع مرّات...».
[۱۸] مفتاح الكرامة، ج۳، ص۲۷۸.

قال المحقّق النجفي بعد التعرّض لهذه الاستخارة: «إلّا أنّا لم نقف عليها في شي‏ء من كتب الأصحاب، قديمها وحديثها، اصولها وفروعها كما اعترف به بعض المتبحّرين من مشايخنا. نعم، قد يقال بإمكان استفادتها من استخارة السبحة المتقدّمة المقتضية إيكال الأمر في علامة الجودة والردائة بالشفع و الوتر على قصد المستخير وإن كان الذي يسقط في تلك اثنان اثنان».

۲.۴ - الاستخارة بالقرعة والمساهمة


كيفيّتها: ما ورد في رواية عبد الرحمن ابن سيابة ، قال: خرجت إلى مكّة ومعي متاع كثير فكسد علينا، فقال بعض أصحابنا: ابعث به إلى اليمن ، فذكرت ذلك لأبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «ساهم بين مصر واليمن، ثمّ فوّض أمرك إلى اللَّه عزّ وجلّ، فأيّ البلدين خرج اسمه في السهم فابعث إليه متاعك»، فقلت: كيف اساهم؟ قال: «اكتب في رقعة بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، اللهمّ إنّه لا إله إلّا أنت، عالم الغيب و الشهادة ، أنت العالم وأنا المتعلّم، فانظر في أيّ الأمرين خير لي حتى أتوكّل عليك فيه وأعمل به، ثمّ اكتب: مصر إن شاء اللَّه، ثمّ اكتب في رقعة اخرى مثل ذلك، ثمّ اكتب: اليمن إن شاء اللَّه، ثمّ اكتب في رقعة اخرى مثل ذلك، ثمّ اكتب: يحبس إن شاء اللَّه ولا يبعث به إلى بلدة منهما، ثمّ اجمع الرقاع وادفعها إلى من يسترها عنك، ثمّ ادخل يدك فخذ رقعة من الثلاث رقاع، فأيّها وقعت في يدك فتوكّل على اللَّه، فاعمل بما فيها إن شاء اللَّه تعالى».
وهذا النحو من الاستخارة هو من الاستخارة ذات الرقاع، ولذا تعرّض المحقّق الهمداني للرواية المذكورة في البحث عن استكشاف ما فيه الخيرة بالرقاع.
[۲۱] مصباح الفقيه (الصلاة)، ج۱، ص۵۱۷- ۵۱۸ (حجرية).
بينما تعرّض المحقّق النجفي لهذه الاستخارة تحت عنوان مستقلّ. والرواية المذكورة ضعيفة سنداً لجهالة الراوي، إلّا أنّه يمكن الاعتماد عليها على أساس قاعدة التسامح في أدلّة السنن كما صرّح بذلك المحقّق النجفي، وقد تقدّم الكلام في ذلك.

۲.۵ - الاستخارة بالمشاورة


كيفيّتها المأثورة: هي أن لا يشاور في الأمر أحداً حتى يبدأ، فيستخير اللَّه فيه أوّلًا، ثمّ يشاور فيه، فإنّه إذا بدأ باللَّه أجرى له الخيرة على لسان من يشاء.


 
۱. الوسائل، ج۸، ص۶۳، ب ۱ من صلاة الاستخارة، ح ۱.    
۲. الوسائل، ج۸، ص۷۳، ب ۴ من صلاة الاستخارة، ح ۲.    
۳. الوسائل، ج۸، ص۷۳، ب ۴ من صلاة الاستخارة، ح ۱.    
۴. الوسائل، ج۸، ص۷۴، ب ۵ من صلاة الاستخارة، ح ۱.    
۵. الوسائل، ج۸، ص۷۵، ب ۵ من صلاة الاستخارة، ح ۳.    
۶. الوسائل، ج۸، ص۶۵، ب ۱ من صلاة الاستخارة، ح ۷.    
۷. الوسائل، ج۸، ص۶۳، ب ۱ من صلاة الاستخارة، ح ۳.    
۸. مصباح الفقيه (الصلاة)، ج۱، ص۵۱۷ (حجرية).
۹. مجموعة رسائل (اللاري)، ج۱۰، ص۵۳۰.
۱۰. الذكرى، ج۴، ص۲۶۹.    
۱۱. الوسائل، ج۸، ص۸۱- ۸۲، ب ۸ من صلاة الاستخارة، ح ۱.    
۱۲. فتح الأبواب، ج۱، ص۲۷۲.
۱۳. فتح الأبواب، ج۱، ص۲۷۴.
۱۴. الوسائل، ج۸، ص ۸۲ ب ۸ من صلاة الاستخارة، ح ۲.    
۱۵. الذكرى، ج۴، ص۲۶۹.    
۱۶. جواهر الكلام، ج۱۲، ص۱۶۳.    
۱۷. جواهر الكلام، ج۱۲، ص۱۶۴.    
۱۸. مفتاح الكرامة، ج۳، ص۲۷۸.
۱۹. جواهر الكلام، ج۱۲، ص۱۷۳.    
۲۰. الوسائل، ج۸، ص۸۴، ب ۱۱ من صلاة الاستخارة، ح ۱.    
۲۱. مصباح الفقيه (الصلاة)، ج۱، ص۵۱۷- ۵۱۸ (حجرية).
۲۲. جواهر الكلام، ج۱۲، ص۱۶۵.    
۲۳. الوسائل، ج۸، ص۷۵، ب ۵ من صلاة الاستخارة، ح ۲.    




الموسوعة الفقهية، ج۱۱، ص۲۶۷-۲۸۳.    



جعبه ابزار