• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

إكرام النبي (ص)وأهل بيته عليهم السلام

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



يجب إكرام النبي صلى‏ الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام، فإنّ الأدلّة في الكتاب والسنّة على وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واتّباعه ومحبّته ومناداته بأدب وعدم أذيّته ومراعاة مشاعره وتحريم نكاح نسائه بعده، وعدم التقدّم عليه وغير ذلك، كلّها ناطقة بوجوب احترامه وإكرامه وحرمة إهانته، بل هذا من الواضحات عند المسلمين قاطبةً.
وأمّا إكرام أهل البيت عليهم السلام فيكفي في وجوبه قوله تعالى: «قُل لَاأَسئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»، فإنّ أجر الرسالة هو مودّة ذوي القربى ، وهم كما ورد: أهل البيت؛ عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
[۲] مجمع البيان، ج۵، ص۲۸.

ومظاهر إكرامهم عليهم السلام هي:




فقد حثّت الروايات على زيارة المشاهد المقدّسة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام، بل ذهب بعض الفقهاء إلى أنّه يجب على إمام المسلمين إجبار الناس على زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا تركوها جميعاً، وإن منع بعض آخر الوجوب.
قال الإمام الصادق عليه السلام: «من زار إماماً مفترض الطاعة وصلّى عنده أربع ركعات كتب اللَّه له حجّة وعمرة ». وقال الإمام الرضا عليه السلام في رواية الحسن بن علي الوشّاء: «إنّ لكلّ إمام‏ عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم؛ فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كان أئمّتهم شفعاءهم يوم القيامة».
كما حثّت الأخبار على زيارة مشاهدهم المشرّفة في أيّام معيّنة، كيوم كيوم عاشوراء ، والإكثار فيها من الصلاة على محمّد وآله عليهم السلام والابتهال إلى اللَّه تعالى باللعنة على أعدائهم.
[۸] مسارّ الشيعة (مصنّفات الشيخ المفيد)، ج۷، ص۴۴.

وروي أيضاً أنّ من زار الإمام الحسين عليه السلام وبات عنده ليلة عاشوراء حتى يصبح حشره اللَّه تعالى ملطّخاً بدم الحسين عليه السلام في جملة الشهداء معه عليه السلام.
[۹] مسارّ الشيعة (مصنّفات الشيخ المفيد)، ج۷، ص۴۴.




لا تقلّ المشاهد المشرّفة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الميامين عليهم السلام مكانة واحتراماً عن المساجد، فيجب الحكم بحرمة تنجيسها، ووجوب تطهيرها فيما إذا لم يلزم من تركها الهتك، وإلّا فلا إشكال في ثبوت الحكم؛ لأنّ صيانة المشهد الشريف من الهتك والإهانة داخلة في المراتب المتيقّن وجوبها من مراتب تعظيم شعائر اللَّه تعالى.
[۱۰] بحوث في شرح العروة، ج۴، ص۳۱۵.




لا يجوز التقدّم في الصلاة على قبر المعصوم إذا كان مستلزماً للهتك وإساءة الأدب.
[۱۲] تحرير الوسيلة، ج۱، ص۱۳۵، م ۹.




قد ثبت في محلّه استحباب إحياء مناسبات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام من مواليدهم ووفياتهم وإقامة المجالس العزائية ونحو ذلك، ونشر الحديث عنهم وذكر فضائلهم وترويجها بين الناس، وتعريف القاصي والداني بأخلاقهم وعلومهم ومكانتهم ومنزلتهم... وهذا كلّه- مضافاً إلى الأدلّة الخاصة الواردة فيه- مشمول لعمومات إكرامهم وتعظيمهم أيضاً.



ومن مظاهر التعظيم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله عليهم السلام، وقد ورد الحثّ على ذلك في نصوص كثيرة، فإنّ الصلاة عليهم جميعاً كلّما ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم نوع من أنواع التعظيم والإكرام والإجلال.



يفهم من كلمات بعض الفقهاء أنّه يستحبّ إكرام كلّ من يكون إكرامه إكراماً لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، فقد حكموا باستحباب تقديم الهاشمي في إمامة الجماعة إذا كان ممّن يحسن القراءة؛
[۱۸] الذخيرة، ج۱، ص۳۹۱.
استناداً إلى أنّه نوع إكرام لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم.
[۲۱] الذخيرة، ج۱، ص۳۹۱.

قال الشهيد الأوّل - بعد اعترافه بعدم الوقوف على مستند لتقديم الهاشمي في إمامة الجماعة سوى ما روي مرسلًا أو مسنداً بطريق غير معلوم من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «قدّموا قريشاً ولا تَقَدَّموها»
[۲۲] كنز العمّال، ج۱۲، ص۲۲، ح ۳۳۷۸۹- ۳۳۷۹۱.
-: «نعم، فيه إكرام لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم؛ إذ تقديمه لأجله نوع إكرام، وإكرام رسول اللَّه وتبجيله ممّا لا خفاء بأولويّته».
وروي في جامع الأخبار عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه كان يقول: «أكرموا أولادي، وحسّنوا آدابي».
[۲۴] جامع الأخبار، ج۱، ص۱۳۷.
ومن إكرام الهاشمي استحباب تقبيل يده تقرّباً من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كما صرّح به بعض الفقهاء.
[۲۵] صراط النجاة، ج۲، ص۵۵۹.

ومن الواضح هنا أنّ هذا الاستحباب - بناءً على قاعدة التسامح في أدلّة السنن لو كان المدرك هو الروايات الخاصّة الضعيفة السند- يتعلّق بإكرام أبناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم مطلقاً إلّاما خرج بالدليل، وأمّا بناءً على جعل إكرامهم حسناً لتعنونه بأنّه إكرام لشخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم المستحبّ إكرامه فلا يكون إكرام أولاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنفسهم، وعليه فلابدّ من مراعاة ما فيه إكرام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلا يصحّ إكرام الكافر ولو كان في أولاد النبي بوصف ذلك إكراماً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيلزم المراعاة في الموارد المختلفة، بل قد يكون الأمر كذلك حتى لو كان المدرك هو إطلاقات النصوص؛ للشكّ في انعقاد إطلاق فيها لمثل هذه الموارد.



يتميّز من بين إكرام الأولاد إكرام الولد المسمّى بمحمّد، فقد روى أبو هارون - مولى آل جعدة- قال: كنت جليساً لأبي عبد الله عليه السلام بالمدينة، ففقدني أيّاماً، ثمّ إنّي جئت إليه فقال لي: «لم أرك منذ أيّام يا أبا هارون؟» فقلت: ولد لي غلام، فقال: «بارك اللَّه فيه، فما سمّيته؟» قلت: سمّيته محمّداً، قال: فأقبل بخدّه نحو الأرض وهو يقول: «محمّد! محمّد! محمّد!» حتّى كاد يلصق خدّه بالأرض، ثمّ قال: «بنفسي وبولدي وبأهلي وبأبويَّ وبأهل الأرض كلّهم جميعاً الفداءلرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، لا تسبّه، ولا تضربه، ولا تسي‏ء إليه...».
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «إذا سمّيتم الولد محمّداً فأكرموه، وأوسعوا له في المجلس، ولا تقبّحوا له وجهاً». والحقت به أسماء سائر أهل البيت عليهم السلام.
وكذلك تتميّز البنت المسمّاة بفاطمة حيث ينبغي عدم إهانتها؛ وذلك لما ورد عن السكوني، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وأنا مغمومٌ مكروبٌ، فقال لي: « يا سكوني ، ما غمُّك؟» فقلت: ولدت لي ابنةٌ، فقال: «يا سكوني، على الأرض ثقلها، وعلى اللَّه رزقها، تعيش في غير أجلك، وتأكل من غير رزقك»، فسرى- واللَّه- عنِّي، فقال: «ما سمَّيتها؟» قلت: فاطمة، قال: «آه آه آه!»، ثمَّ وضع يده‏ على جبهته- إلى أن قال-: ثمّ قال لي: «أمّا إذا سمَّيتها فاطمة فلا تسبَّها، ولا تلعنها، ولا تضربها».
وهذا الحكم كما يفيد إكرام الأولاد كذلك هو نوع من إكرام النبي صلى الله عليه وآله وسلم والسيّدة الزهراء عليها السلام؛ لأنّ إكرام الولد المسمّى باسمهما إنّما كان لمكانتهما واحترامهما وإكرامهما.


 
۱. الشورى/سورة ۴۲، الآية ۲۳.    
۲. مجمع البيان، ج۵، ص۲۸.
۳. المبسوط، ج۱، ص۵۱۵.    
۴. النهاية، ج۱، ص۲۸۵.    
۵. السرائر، ج۱، ص۶۴۷.    
۶. الوسائل، ج۱۴، ص۳۳۲، ب ۲ من المزار، ح ۲۵.    
۷. الوسائل، ج۱۴، ص۳۲۲، ب ۲ من المزار، ح ۵.    
۸. مسارّ الشيعة (مصنّفات الشيخ المفيد)، ج۷، ص۴۴.
۹. مسارّ الشيعة (مصنّفات الشيخ المفيد)، ج۷، ص۴۴.
۱۰. بحوث في شرح العروة، ج۴، ص۳۱۵.
۱۱. المنهاج (الخوئي)، ج۱، ص۱۴۳، م ۵۴۶.    
۱۲. تحرير الوسيلة، ج۱، ص۱۳۵، م ۹.
۱۳. هداية العباد، ج۱، ص۱۳۷، م ۶۹۹.    
۱۴. النهاية، ج۱، ص۱۱۱- ۱۱۲.    
۱۵. المعتبر، ج۲، ص۳۴۷.    
۱۶. المسالك، ج۱، ص۳۱۵.    
۱۷. المدارك، ج۴، ص۳۵۷.    
۱۸. الذخيرة، ج۱، ص۳۹۱.
۱۹. كشف اللثام، ج۲، ص۳۲۲.    
۲۰. المدارك، ج۴، ص۳۵۷.    
۲۱. الذخيرة، ج۱، ص۳۹۱.
۲۲. كنز العمّال، ج۱۲، ص۲۲، ح ۳۳۷۸۹- ۳۳۷۹۱.
۲۳. الذكرى، ج۴، ص۴۱۴.    
۲۴. جامع الأخبار، ج۱، ص۱۳۷.
۲۵. صراط النجاة، ج۲، ص۵۵۹.
۲۶. الوسائل، ج۲۱، ص۳۹۳، ب ۲۴ من أحكام الأولاد، ح ۴.    
۲۷. الوسائل، ج۲۱، ص۳۹۴، ب ۲۴ من أحكام الأولاد، ح ۷.    
۲۸. الوسائل، ج۲۱، ص۳۹۶، ب ۲۶ من أحكام الأولاد.    
۲۹. الوسائل، ج۲۱، ص۴۸۲، ب ۸۷ من أحكام الأولاد، ح ۱.    




الموسوعة الفقهية، ج۱۶، ص۲۳۱-۲۳۵.    



جعبه ابزار