الآدمي
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
هوالذي ينسب إلى
آدم ابوالبشرعليه السلام ويکون من
ذريّته .
آدميّ نسبة إلى آدم، وآدم
أصله أأْدم- بهمزتين وزان أفعل، واستقرب البعض أن يكون على فاعل- و
الجمع: أوادم»، و
المقصود بآدم
أبو البشر عليه السلام، وقد نُقل هذا الوجه عن
الأخفش، وقوّاه
ابن جنّي ، ويراد بالآدمي كلّ من كان من
ذرّيته، وفي
المعجم الكبير- الصادر عن
مجمع اللغة العربية-: «الآدميّ:
الإنسان »
، واختلف في اشتقاق
اسم آدم فقال بعضهم: سمّي بذلك لأنّه خُلق من أديم
الأرض، أي وجهها وترابها
، أو من أدَمة
الأرض ، أي ما يلي وجه الأرض
.
وقيل: من الادمة، أي
السمرة؛ لسمرة في لونه، وقيل: من الادْمة، بمعنى الخُلطة، يقال: جعلت فلاناً ادْمة أهلي، أي خلطته بهم
، سمّي بذلك لكونه
مخلوقاً من عناصر مختلفة وقوى متفرّقة
، كما قال تعالى: «مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ»
، وقيل: من
الإدام ؛ وهو ما يطيّب به
الطعام، سمّي بذلك لما طُيّب به من
الروح المنفوخ فيه، قال تعالى: «وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي»
.
وقال بعضهم: هو
التراب بالعبرانية، وقال آخرون: أعجمي وفي
تاج العروس قال شيخنا: والصحيح انّه أعجمي
، كما مال إليه في
الكشاف قائلًا: وأقرب أمره أن يكون على فاعل كآزر وعازر وعابر
... معرّب، ومعناه
بالسريانية: الساكن
، وذكر في
المنجد، أن آدم يطلق على أفراد الجنس.
وفيه أيضاً: «آدم في عبريّة
التوراة آدام: الإنسان عامّة، الإنسان الأوّل (آدم)، وفي
الفينيقيّة و
الفونيّة أدم: إنسان، شخص، وفي
الأوجاريتيّة أدم: الإنسان عامّة، اناس، رجال، وفي العربية الجنوبية القديمة أدم: تابع، خادم
، ويستعمل مضافاً إليه، نحو قولهم: لحم الآدميّ، وكلام الآدميّ، وحقّ الآدميّ، كما يستعمل وصفاً لما يتعلّق
بالإنسان، نحو أن يقال: اللحم الآدميّ، وشبه ذلك.
والفقهاء يستعملونه بالمعنى اللغوي نفسه، ويرادفه عندهم: إنسان، وشخص، وبشر.
من الاسس الثابتة في الشريعة تكريم الآدميّ، كما كرَّمه الله تكويناً، وممّا يدلّ على ذلك أمران:
الأوّل: توجيه
التكاليف إليه باعتباره عاقلًا لا بدّ أن يعي مسئوليته في الحياة ويفكّر بمستقبله في
الآخرة، وحرصت
الشريعة من خلال أحكامها و
آدابها على هدايته و
إرشاده إلى
الكمال الحقيقي ونيل
الكرامة عند اللَّه، قال سبحانه: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا»
.
الثاني:
احترام حقوق الآدميّ
المادية و
المعنوية وحمايتها- سواء بلحاظ كونه فرداً أو مجتمعاً- وإن لم يكن
مكلّفاً كما لو كان صغيراً وقاصراً، بل ورد التأكيد على احترامه
حيّاً و
ميتاً، ونطقت بذلك النصوص، فعن
الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام : «أنّ حرمته ميّتاً كحرمته وهو حيّ»
،
وهذا الاحترام يتفاوت شدّة وضعفاً، فهو بالنسبة إلى
الموحِّد والمعتقد بالرسالات الالهية أشدّ، وبالنسبة إلى
المسلم أشدّ من سابقه، و
المؤمن أشدّ منهما، نعم، قد يُسقِط أحدٌ احترامَه باختياره، كما لو كان
محارباً للَّه ورسوله.
{ومن تلك الأسس}:
أ-
طهارة الآدميّ، وخصّها المشهور بالمسلم والملحَق به،
ب-أحكام ميتة الآدميّ من حيث
النجاسة و
التغسيل و
التكفين و
التحنيط و
الدفن، ونحوها،
ج-عدم وقوع
التذكية على الآدميّ
،
د-
حرمة أكل لحم الآدميّ إلّا عند
الاضطرار،
،
ه- كون كلام الآدمي مبطلًا
للصلاة ،
هذا، وقد وقع
البحث في
صدق كلام الآدميّ على بعض الألفاظ، كقول:
آمين ،
ز- حقّ الآدميّ:يقسّم الفقهاء عادةً
الحقوق إلى قسمين:
حقّ الناس (حقّ الآدميّ) و
حقّ اللَّه، ولكلّ من القسمين أحكامه الخاصّة به من حيث طرق الإثبات، وتقدّم حقّ الآدميّ عند
التنافي مع حقّ اللَّه، وغير ذلك
، هذا، وثمّة أحكام متعلّقة بالآدميّ بما هو معروض لعنوان آخر، كالمسلم و
الكافر و
البالغ و
الحرّ و
الانثى ونحو ذلك، ولتفصيل هذه الأحكام يرجع إلى تلك العناوين.
الموسوعة الفقهية ج۱، ص۲۲۳-۲۲۵.