الأبطح
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
هو اسم لموضع بين
مكة ومنى.
الأبطح مسيل واسع فيه دقاق
الحصى،
من بطَحْته بطْحاً من باب نفَع معناه بسطته، وبطحته على وجهه ألقيته، فانبطح، والأبطح بمكة هو
المحصّب.
والجمع الأباطح، كسَّروه تكسير
الأسماء، وإن كان في الأصل
صفة؛ لأنّه غلب كالأبرق والأجرع، فجرى مجرى أفْكَل.
قال الخليل: «والبطحاء: مسيل فيه دقاق الحصى، فإن عرض واتّسع سمّي أبطح».
لم يتعرّض
الفقهاء للأبطح كصفة، وإنّما تعرّضوا له بما هو اسم لموضع مخصوص بين مكة ومنى. قال
ياقوت: «الأبطح يضاف إلى مكّة وإلى منى؛ لأنّ
المسافة بينه وبينهما واحدة، وربّما كان إلى منى أقرب، وهو المُحَصَّب، وهو
خَيْفُ بني كنانة... وذكر بعضهم أنّه إنّما سمّي أبطح؛ لأنّ
آدم عليه السلام بطّح فيه».
وفي
السرائر أنّ المحصّب من الأبطح: هو ما بين
العقبة وبين مكّة.
وقيل: هو ما بين
الجبل الذي عنده
مقابر مكّة والجبل الذي يقابله مصعداً في الشقّ الأيمن للقاصد مكّة، وليست المقبرة منه.
يتعرّض الفقهاء إلى
حكم الأبطح في
آداب الحج فقد ذكروا أنّه
يستحبّ للنافر من منى التحصيب وهو النزول في
وادي المُحَصَّب الذي نزل به
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ويستريح فيه قليلًا ويستلقي،
وفي خبر
أبي مريم عن
أبي عبد اللَّه عليه السلام: أنّه سئل عن الحصبة؟ فقال: «كان أبي عليه السلام ينزل الأبطح قليلًا ثمّ يجيء فيدخل
البيوت من غير أن
ينام بالأبطح». فقلت له: أ رأيت من
تعجّل في يومين إن كان من أهل
اليمن عليه أن يحصّب؟ قال: «لا».
وذهب الشيخ وغيره إلى أنّ التحصيب النزول في
مسجد الحصبة.
لكن قال
محمد بن إدريس: «وليس لهذا المسجد المذكور في الكتب أثر اليوم، وإنّما المستحبّ التحصيب، وهو نزول الموضع والاستراحة فيه
اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم».
كما أنّهم ذكروا أنّه يستحبّ
للحاجّ إذا
أحرم بالحجّ من مكّة رفع صوته
بالتلبية إذا أشرف على الأبطح؛
لقول
الصادق عليه السلام في
حسن معاوية بن عمّار: «إذا كان
يوم التروية إن شاء اللَّه
فاغتسل ثمّ البس
ثوبيك... فإذا انتهيت إلى
الردم وأشرفت على الأبطح فارفع صوتك بالتلبية حتى تأتي منى».
الموسوعة الفقهية ج۳، ص۵۰-۵۱.