الإلتماس
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
وهو تكرار الطلب والتلمس مرة بعد مرة.
الالتماس: هو الطلب، والتلمّس: التطلّب مرّة بعد اخرى.
وقيل: الالتماس طلبٌ باللمس، ثمّ سمّي كلّ طلبٍ التماساً مجازاً.
واستعمله
الفقهاء بنفس المعنى اللغوي، لكنّه تارة يكون بالقول، واخرى بالفعل كالطلب.
فالالتماس القولي هو طلب شخص شيئاً من آخر مساوٍ له،
كالتماس شخص الدعاء من المريض.
والالتماس الفعلي هو: طلب شيء والسعي وراء تحصيله، سواء كان الشيء مادّياً كالتماس الماء قبل
التيمّم بدلًا من الوضوء، والتماس المال الحلال في
المضاربة ، أو معنوياً كالعلم.
يختلف حكم الالتماس باختلاف موارده:
يجب التماس الماء قبل التيمّم بدلًا من
الوضوء ،
بل ادّعي عليه الإجماع.
ويدلّ عليه نفس دليل وجوب الوضوء؛ لأنّ مقدّمات الواجب تكون واجبة شرعاً أو عقلًا، ومجرد الشكّ واحتمال العجز عنه لا يكون عذراً عقلًا على ما حقّق في محلّه من
علم الاصول .
هذا، مضافاً إلى دلالة بعض الروايات على ذلك، فعن
زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال: «إذا لم يجد المسافر الماء فليطلب ما دام في الوقت، فإذا خاف أن يفوته الوقت فليتيمّم وليصلّ».
وفي خبر
السكوني عن
جعفر بن محمّد عن أبيه عن علي عليهم السلام أنّه قال: «يطلب الماء في السفر إن كانت حزونة فغلوة، وإن كانت سهولة فغلوتين، لا يطلب أكثر من ذلك».
وما يحكى عن
الأردبيلي من الحكم باستحباب الطلب مع عدم ثبوت ذلك عنه، ضعيف.
يستحبّ لعائد المريض التماس
الدعاء منه؛
للروايات.
منها: رواية
أبي عبيدة عن
أبي جعفر عليه السلام قال: «مَن عاد مريضاً في اللَّه لم يسأل المريض للعائد شيئاً إلّااستجاب اللَّه له».
ومنها: ما رواه
عيسى بن عبد الله القمي - في حديث- قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: «ثلاثة دعوتهم مستجابة: الحاج والغازي والمريض».
ومنها: ما رواه
سيف بن عميرة قال: قال
أبو عبد الله عليه السلام: «إذا دخل أحدكم على
أخيه عائداً له، فليسأله يدعو له، فإنّ دعاءه مثل دعاء الملائكة».
يستحب التماس وطلب
ليلة القدر في ليالي
شهر رمضان ،
وفي العشر الأواخر آكد، وأكثر الروايات
أنّها تطلب في إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين، منها: رواية
حسّان بن مهران عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن ليلة القدر، فقال: «التمسها في ليلة إحدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين».
يكره التماس الربح الزائد من
المؤمن إلّا أن يشتري بأكثر من مئة درهم فيربح عليه قوت اليوم، أو يشتري للتجارة فيرفق به أو للضرورة؛
لما روي عن سليمان ابن صالح وأبي شبل جميعاً عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «ربح المؤمن على
المؤمن ربا إلّاأن يشتري بأكثر من مئة درهم فاربح عليه قوت يومك، أو يشتريه
للتجارة فاربحوا عليهم وارفقوا بهم».
إذا كرهت المرأة
زوجها وآثرت فراقه، فله أن يلتمس منها على
طلاقها ما شاء من المال والمتاع والعقار، فيقول لها: (إن أردت أن افارقك فادفعي إليّ كذا من المال)، فإذا أجابته إلى ما التمسه، قال لها: (قد
خلعتك على كذا وكذا، فإن رجعت في شيء من ذلك فأنا أملك ببضعك).
لا إشكال بين الفقهاء في أنّ
الحجر على
المفلّس لا يتحقّق إلّابشروط منها: التماس
الغرماء أو بعضهم،
بمعنى طلبهم الحجر عليه، فلا يحجر عليه مع عدم التماس أحدهم؛ للأصل.
صرّح الفقهاء بأنّ الحقّ إذا ثبت على شخصٍ لا يحكم الحاكم به إلّابالتماس وطلب من صاحبه؛
لأنّه حقّ له، فلا يستوفى إلّابمسألته.
الموسوعة الفقهية، ج۱۶، ص۳۳۲-۳۳۴.