ليلة القدر
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
«إِنَّـآ أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ». إنّها ليلة القدر؛ اللّيلة المجلّلة بنزول
القرآن، هي اللّيلة الّتي تعدّ أسمى ليالي السنة وأعظمها
بركة، وهي اللّيلة العظيمة الّتي نعتها
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم)، بقوله: «
شَهرُ رَمَضانَ سَيِّدُ الشُّهورِ، ولَيلَةُ القَدرِ سَيِّدَةُ اللَّيالي» ووصفها
الإمام الصادق (علیهالسّلام) بأنّها
قلب هذا الشهر: «قَلبُ شَهرِ رَمَضانَ لَيلَةُ القَدرِ».
«إِنَّـآ أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ». إنّها ليلة القدر؛ اللّيلة المجلّلة
بنزول القرآن، هي اللّيلة الّتي تعدّ أسمى ليالي السنة وأعظمها بركة، وهي اللّيلة العظيمة الّتي نعتها
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم)، بقوله: «
شَهرُ رَمَضانَ سَيِّدُ الشُّهورِ، ولَيلَةُ القَدرِ سَيِّدَةُ اللَّيالي»
. لقد بلغ من منزلة هذه اللّيلة والدور البليغ الّذيتؤدّيه فيالضيافة الرمضانية والانتفاع من بركات هذه الضيافة ومواهبها، أن وصفها
الإمام الصادق (علیهالسّلام) بأنّها
قلب هذا الشهر: «قَلبُ شَهرِ رَمَضانَ لَيلَةُ القَدرِ»
. فمن يريد أن يعيش رمضان شهرا حيّا نابضا بالحركة
والحياة مشعّا بالفاعلية والعطاء، ينبغي له أن يراقب ذلك القلب، فمراقبة هذا القلب يمكن أن تغيّر المصير وتُؤمّن عمر
الإنسان برمته: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ». بغية التعرّف على قلب شهر رمضان، ومن أجل كسب المزيد من خيرات هذه اللّيلة وبلوغ
الأمل من عطاءاتها وحبواتها، نسجّل فيما يلي عددا من النقاط المستلهمة من هدي نصوص
أهل البيت (علیهمالسّلام) وأحاديثهم الوضّاءة:
قوله سبحانه: «وَ مَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ». يدلّ بوضوح، على أنَّ
إدراك المعنى الحقيقي لليلة القدر هو أمر شاقّ تكتنفه صعوبات جمّة، وأنَّ هذا المعنى هو فوق المستوى الإدراكي لعامّة الناس. بديهي إذا كان المخاطب بالآية هو رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم)، فسيكون الاستفهام في قوله: «مَآ أَدْرَاكَ» لتعظيم ليلة القدر وتكريمها على ما يظهر، مردّ ذلك، أنَّ من نزل القرآن على قلبه، ومن روحه موضع ليلة القدر، وتهبط عليه
الملائكة لتدبير اُمور العالم وتقدير شؤونه، لا يمكن أن يكون جاهلاً بحقيقة ليلة القدر. أكثر من ذلك، قد تتيسّر مشاهدة حقيقة ليلة القدر ولو بقدر لعدد من
أهل السير والسلوك، عبر انتفاعهم من تعاليم أهل البيت (علیهمالسّلام) في هذا المجال. لقد عرض العالم الرباني آية اللّه
ملكي تبريزي للسؤال التالي: «مامعنى رؤية ليلة القدر، وما معنى لذّته؟» ثُمَّ أجاب عليه بما يلي: «رؤية ليلة القدر عبارة عن
كشف ما يقع فيها من نزول
الأمر إلى الأرض، كما يُكشف
لإمام العصر (علیهالسّلام) في اللّيلة»(انظر تمام كلامه (قدسسره).)
. على أنَّ رؤية هذه الحقيقة والارتقاء إليها أمر عظيم وشأن جليل، وهو كما وصفه
الإمام الصادق (علیهالسّلام) بقوله: «إنَّ القَلبَ الَّذي يُعايِنُ ما يُنزَلُ في لَيلَةِ القَدرِ لَعَظيمُ الشَّأنِ»
. بيد أنَّ
الإسلام لم يترك الناس هَمَلاً على هذا الصعيد، فمن أجل أن ينعم عامّة الناس بمعرفة إجمالية عن معنى ليلة القدر، اضطلعت النصوص الإسلامية بتصوير ملامح لهذه الحقيقة، عبر بيان خصائص تلك اللّيلة وتلمّس فضائلها، ممّا سنطلّ على أمثلة له في النقطة التالية.
•
فضائل ليلة القدر، قال
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم):
شَهرُ رَمَضانَ سَيِّدُ الشُّهورِ، ولَيلَةُ القَدرِ سَيِّدَةُ اللَّيالي
؛ وقال
الإمام الصادق (علیهالسّلام): قَلبُ شَهرِ رَمَضانَ لَيلَةُ القَدرِ
؛ وقال
الإمام الباقر (علیهالسّلام): لَم يُنزَلِ
القُرآنُ إلاّ في لَيلَةِ القَدرِ، يُقَدَّرُ في
لَيلَةِ القَدرِ كُلُّ شَيءٍ يَكونُ في تِلكَ السَّنَةِ إلى مِثلِها مِن قابِلٍ مِن
خَيرٍ أو
شَرٍّ، أو
طاعَةٍ أو
مَعصِيَةٍ، أو مَولودٍ أو
أجَلٍ أو
رِزقٍ، فَما قُدِّرَ في تِلكَ اللَّيلَةِ وقُضِيَ فَهُوَ مِنَ المَحتومِ وللّه ِِ فيهِ
المَشِيَّةُ.
•
خصائص ليلة القدر، أ- فيها تَقديرُ كُلِّ شَيءٍ يَكونُ فِي السَّنَةِ
، ب- هِيَ أوَّلُ السَّنَةِ وآخِرُها
، ج- اِختِصاصُها
بِوُلاةِ الأَمرِ، د- خير من ألف شهر
، ه-
نُزولُ المَلائِكَةِ فيها إلى
صاحِبِ الأَمرِ، و- سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطلَعِ الفَجرِ
.
•
تحديد ليلة القدر، أيُّ لَيلَةٍ هِيَ؟ أمّا ما جاء بشأن تحديدها من روايات عن طريق
أهل البيت (علیهمالسّلام) فيكمن تقسيمه إلى خمس مجاميع، هي: المجموعة الاُولى: الروايات الّتي تدلّ على أنَّ
ليلة القدر في العشر الأُخَر من
شهر رمضان، المجموعة الثانية: الروايات الّتي تدلّ على تحرّيها في إحدى الليالي الثلاث: التاسعة عشرة، الحادية والعشرين، والثالثة والعشرين
، المجموعة الثالثة: الروايات الّتي تدلّ على أنّها في إحدى ليلتين: الليلة الحادية والعشرين، أو الثّالثة والعشرين
، المجموعة الرابعة:
الروايات الّتي تدلّ على أنَّ الليلة الثالثة والعشرين
، هي ليلة القدر على التحديد، المجموعة الخامسة: الروايات الّتي تدلّ على أنَّ الليالي الثلاث: التّاسعة عشرة، والحادية والعشرين والثّالثة والعشرين، لكلّ واحدة منها دورها الّذي تنهض به في تحديد مقادير
الإنسان وتقرير مصيره واُموره
، ولكن الدور الأساسي والأخير منوط بليلة الثّالثة والعشرين.
•
اختلاف الآفاق في ليلة القدر، تبرز واحدة من المسائل المهمّة على صعيد البحث في
ليلة القدر، بطبيعة هذه اللّيلة، وفيما إذا كانت واحدة في المناطق المختلفة أم متفاوتة ؟ لقد قاد البحث في هذه المسألة إلى تبلور عدد من النظريات، نشير لها كما يلي:
۱. النظرية المنسوبة إلى مشهور
فقهاء الإمامية، فيما يذهب إليه هؤلاء من عدم تساوي بداية
الشهور القمرية في جميع البلدان، بل يعدّ اتحاد الاُفق (إلاّ في الحالات الّتي يثبت فيها
الهلال بالرؤية القطعية.) بينها شرطا في ثبوت الهلال.
۲. ما ذهب إليه عدد من المحققين من أنَّ بداية الشهور القمرية هي واحدة في جميع المناطق،وعندئذٍ إذا ثبت
شهر رمضان في منطقة فسيثبت في بقية المناطق أيضا
.
۳.تفيد النظرية الثالثة إلى أنَّ ليلة القدر عبارة عن دورة كاملة للَّيل في كلّ الكرة الأرضية، وحينئذٍ ليس هناك فرق بين تساوي بداية الشهور القمرية في جميع الأقاليم والمناطق وبين اختلافها فيها
.
لكن يالها من سعادة غامرة ينعم بها اُولئك النفر ممّن لا يحتاج إلى مثل هذا الكلام في تحديد ليلة القدر ومعرفتها، فاُولئك يشاهدون حقائق هذه اللَّيلة
ونزول الملائكة والروح ببصيرة القلوب، وهم من ثَمَّ ينغمرون بجلال هذه اللَّيلة وينعمون ببركاتها وهباتها على أفضل ما يُرجى، على أنَّ هذه النعمة الّتي يحظى بها هؤلاء لا تقف عند حدود ليلة القدر، بل تتخطّى ذلك إلى تحديد أوّل الشهر أيضا من دون حاجة إلى
الاستهلال وإلى شهادة الشهود وإلى استعمال الأجهزة العلمية
.
•
دوام ليلة القدر، تفيد عمليّة دراسة آيات
سورة القدر وتحليل النصوص الإسلامية، أنَّ ليلة القدر لا تختصّ بزمان
نزول القرآن وبعصر النَّبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم)، وإنَّما هي دائمة مستمرّة
منذ بداية
خلق الإنسان، وأوّل وجوده إلى نهاية العالم وآخر وجود
الإنسان فيه
.
•
أفضل أعمال ليلة القدر، قال
النَّبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): «يا
أبا ذَرٍّ الجُلوسُ ساعَةً عِندَ مُذاكرَةِ
العِلمِ خَيرٌ لَك مِن
عِبادَةِ سَنَةٍ
صِيامِ نَهارِها وَقِيامِ لَيلِها»
.
•
آداب ليلة القدر المشتركة، آدابُ لَيلَةِ القَدرِ المُشتَرَكَةُ: أ-
الغُسل، ب-
الإِحياء، ج-
الدُّعاء، د-
زِيارَةُ الإمامِ الحُسَينِ (علیهالسّلام)، ه-
الصَّلاة.
•
آداب ليلة القدر المختصة، مايَختَصُّ بِإِحدَى اللَّيالي: ۱. ما يَختَصُّ بِاللَّيلَةِ التّاسِعَةَ عَشرَةَ
؛ ۲. ما يَختَصُّ بِاللَّيلَةِ الحادِيَةِ وَالعِشرينَ: أ- تَأكيدُ
الغُسلِ، ب- تَأكيدُ الاِهتِمامِ بِهذِهِ اللَّيلَةِ
؛ ۳. ما يَختَصُّ بِاللَّيلَةِ الثّالِثَةِ وَالعِشرينَ: أ- تَأكيدُ الغُسلِ
، ب- تَأكيدُ
الإِحياءِ، ج- تَأكيدُ
الصَّلاةِ مِئَةَ رَكعَةٍ
، د- تَأكيدُ زِيارَةِ
الإِمامِ الحُسَينِ، ه- قِراءَةُ
سورَةِ العَنكَبوتِ وَالرّومِ وَالدُّخانِ، و- قِراءَةُ
سورَةِ القَدرِ ألفَ مَرَّةٍ
، ز- الدُّعاءُ
لِصاحِبِ الأَمرِ.
•
يوم القدر، في فَضلُ يَومِ القَدرِ وأدَبُهُ: أنَّ يومَ ليلةِ القَدرِ مِثلُ
لَيلة القَدرِ.
مراقبات شهر رمضان، المحمدي الري شهري، الشيخ محمد، ص۲۰۹-۲۵۱.