الاستهلال
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
هو صوت أول
البكاء و يأتي بمعنى
التبين والظهور.
الاستهلال لغة: هو
الصوت ،
وكلّ من ارتفع صوته فقد استهلّ،
ومنه استهلال
الصبي عند
الولادة ، وهو صياحه.
وفي معناه
الإهلال بالتلبية في
الحجّ ، وإهلال الهلال واستهلاله برفع الصوت
بالتكبير عند رؤيته.
ويأتي الاستهلال والإهلال أيضاً بمعنى التبيّن والظهور.
واستعمله الفقهاء بنفس هذه المعاني.
من الطرق
والأمارات الدالّة على
الحياة استهلال الصبي الذي ذكروا فيه
أحكاماً متعدّدة،
كاستحباب الصلاة عليه إذا مات بعد استهلاله،
واستحقاقه الإرث ، وتنجّز
الوصيّة في حقّه، وثبوت
القصاص والدية الكاملة إذا جني عليه، وغير ذلك.
إلّاأنّ هذه الأحكام في الحقيقة مترتّبة على ولادته حيّاً، وليس الاستهلال فيها إلّا أحد طرق
استكشاف الحياة، حاله في ذلك حال سائر الأمارات، كالعطاس
والتثاؤب والتنفّس
والارتضاع والحركة الدالّة على أنّها حركة حي دون التقلّص في العصب
والاختلاج الذي يقع مثله
للانضغاط .
وما ورد في
النصوص من التعبير بالاستهلال محمول على المثال كما صرّح بذلك
المحقّق النجفي .
ويثبت الاستهلال- بمعنى الولادة حيّاً- بشهادة رجلين على
المشهور ، بل قيل:إنّه لا خلاف فيه؛ للعمومات، ومعلوميّة كون الرجال هم الأصل في الشهادات، وأنّهم أولى من النساء في ذلك.
وكذا يثبت بشهادة رجل وامرأتين.
بل قيل: إنّه يثبت بشهادة رجل مع يمينه،
أو بأربعة نسوة،
بل يظهر من بعضهم
الاكتفاء بشهادة امرأتين مستورتين، كسائر الموارد التي لا يطّلع عليها الرجال، بل بامرأة واحدة.
ولابدّ من
الإشارة إلى أنّ
الأثر المترتّب على بعض هذه الشهادات يختلف عن الأثر المترتّب على الآخر، فيثبت- مثلًا- جميع الحقّ للصبي المستهلّ في صورة شهادة رجلين أو رجل وامرأتين،
كما أنّ المشهور ثبوت ربع الحقّ بشهادة امرأة واحدة، ونصفه بشهادة اثنتين،
وهكذا.
يستحبّ الاستهلال ليلة الثلاثين من
شعبان ورمضان ،
بل ذهب بعضهم إلى استحبابه عيناً
ووجوبه كفايةً،
بل قيل بوجوبه عيناً في آخر نهار التاسع والعشرين من شعبان مقدّمةً
للصوم الواجب عيناً.
والمقصود به- كما تقدّم- رفع الصوت بالتلبية عند
الإحرام ، وبه يعبر
الفقهاء ، والمشهور استحبابه للرجال، بل استظهر
الإجماع عليه.
نعم، نقل
الشيخ عن بعض
الأصحاب وجوبه.
الموسوعة الفقهية ج۱۲، ص۳۶۹-ص۳۷۰.