اليَوْم (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
الیَوْم:
(الْیَوْمَ فی ضَلالٍ مُّبینٍ) و فسّر بعض المفسّرين كلمة (اليوم) في جملة
لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ بيوم القيامة، أي إن معنى الآية: إنّهم سيصبحون ناظرين سامعين، إلّا أنّ هذا
النظر و
السمع سوف لا ينفعهم في ذلك اليوم، و سيكونون في
ضلال مبين. لكن يبدو أن التّفسير الأوّل أصح. الألف و اللام في كلمة (اليوم) هي ألف و لام العهد، إلا أنّه طبقا للتفسير الأوّل العهد الحضوري، و على التّفسير الثّاني العهد الذكري.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«اليَوْم» نذكر أهمها في ما يلي:
(أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: أي ما أسمعهم وأبصرهم بالحق يوم يأتوننا ويرجعون إلينا وهو يوم القيامة فيتبين لهم وجه الحق فيما اختلفوا فيه كما حكى اعترافهم به في قوله : «
رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ»
وأما الاستدراك الذي في قوله : «
لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» فهو لدفع توهم أنهم إذا سمعوا وأبصروا
يوم القيامة وانكشف لهم الحق سيهتدون فيسعدون بحصول
المعرفة و
اليقين فاستدرك أنهم لا ينتفعون بذلك ولا يهتدون بل الظالمون اليوم في
ضلال مبين لظلمهم.
و ذلك أن اليوم يوم جزاء لا يوم عمل فلا يواجهون اليوم إلا ما قدموه من العمل و أثره و ما اكتسبوه في أمسهم ليومهم و أما أن يستأنفوا يوم القيامة عملا يتوقعون جزاءه غدا فليس لليوم غد ، و بعبارة أخرى هؤلاء قد رسخت فيهم ملكة الضلال في
الدنيا و انقطعوا عن موطن الاختيار بحلول
الموت فليس لهم إلا أن يعيشوا مضطرين على ما هيئوا لأنفسهم من الضلال لا معدل عنه فلا ينفعهم انكشاف
الحق و ظهور الحقيقة.
وذكر بعضهم أن المراد بالآية أمر
النبي (صلىاللهعليهوآله) أن يسمع القوم و يبصرهم ببيان أنهم يوم يحضرون للحساب و الجزاء سيكونون في ضلال مبين. و هو وجه سخيف لا ينطبق على الآية البتة.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان: يعني أن
الكافرين في الدنيا آثروا الهوى على الهدى فهم في ذهاب عن الدين و عدول عن الحق و المراد أنهم في الدنيا جاهلون و في الآخرة عارفون حيث لا تنفعهم المعرفة و قال أبو مسلم : و هذا يدل على أن قوله سبحانه
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ ليس معناه
الآفة في
الأذن و
اللسان و
العين بل هو أنهم لا يتدبرون ما يسمعون و يرون و لا يعتبرون أ لا ترى أنه جعل قوله «
لََكِنِ اَلظََّالِمُونَ اَلْيَوْمَ فِي ضَلاََلٍ مُبِينٍ» في مقابلته فأقام
السمع و
البصر مقام الهدى إذ جعله في مقابلة الضلال المبين (و الثاني) أن معناه أسمعهم و أبصرهم أي بصرهم و بين لهم أنهم إذا أتوا مع الناس إلى موضع الجزاء سيكونون في ضلال مبين عن
الجنة و
الثواب عن الجبائي قال و يجوز أن يكون المعنى أسمع
الناس بهؤلاء
الأنبياء و أبصرهم بهم ليعرفوهم و يعرفوا خبرهم فيؤمنوا بهم لكن من كفر بهم من
الظالمين اليوم يعني يوم القيامة في ضلال عن الجنة و هذا بعيد و قد استدرك على الجبائي في قوله و الأولى و الأظهر في الآية الوجه الأول.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.