الأذن
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
هو
جزء من أجزاء
البدن الإنسان والحيوان،يسمع منه
الصوت.
الاذن في
اللغة- بضم الذال وسكونها-:عضو
السمع في
الإنسان والحيوان.
وهو عند
الفقهاء بنفس
المعنى أيضاً.
أحكام الأذن التي تعرّض لها الفقهاء ما يلي:
يستحبّ
الأذان في اذن
المولود اليمنى
والإقامة في اذنه اليسرى
ليكون له
عصمة من
الشيطان الرجيم والصرع وامّ الصبيان،
وقد وردت بذلك
الأخبار الكثيرة،
كما تعرّض لذلك الفقهاء في الأذان عند
البحث عن (ما يشرع له الأذان)، كما يذكر أيضاً في باب
العقيقة.
أفتى الفقهاء بوجوب
الإمساك وكفّ السمع عن سماع
اللهو والإصغاء إليه وإلى جميع ما لا يرضاه اللَّه تعالى من
الأغاني وأصوات العيدان
والطنابير وغير ذلك من
المناهي وقول
الفحش،
كما وردت بذلك الأخبار التي فيها: أنّ ما فرضه اللَّه على الاذنين هو الإصغاء إلى ما أمر اللَّه به،
والتنزّه عن الاستماع إلى ما حرّم وما لا يحلّ ممّا نهى اللَّه عز وجلّ عنه وعن الإصغاء إلى ما يسخطه.
قال تعالى في ذلك: «وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَ يُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ».
لمّا كانت الأذن آلة للسمع لا نفسه، فالجناية عليها توجب
القصاص في
العمد والدية في
الخطأ، وفي ذهاب السمع
بقطع الأذنين ديتان، ولو ذهب السمع كلّه بقطع إحدى الأذنين فدية ونصف،
وقد فصّل الفقهاء ذلك في باب (الجنايات والديات).
يستحبّ ثقب أذن
المولود في
اليوم السابع من الولادة،
وقد وردت به
روايات ذكرها الفقهاء في مصطلح (ولادة)، منها: ما روي عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال
لفاطمة عليها السلام: «اثقبي أذني
الحسن والحسين».
يستحب
للمؤذّن أن يضع
إصبعيه في أذنيه حال الأذان، وقد ذكر الفقهاء ذلك عند
التعرض لمستحبّات الأذان.
يستحبّ
للمصلّي رفع اليدين في
تكبيرة الإحرام في كلّ
صلاة فرض أو نفل إلى
حذاء أذنيه، وكذا في كلّ تكبيرات الصلاة،
وقد وردت به الأخبار الكثيرة.
وكذا يستحبّ له أن يضع يديه حال
السجود بحذاء أذنيه.
يستحبّ لعامل
الزكاة وسم
الصدقات، وأقوى موضع منها في
الغنم الآذان؛
لما روي
أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يسم الغنم في آذانها، مضافاً إلى ما فيه من
التمييز عن غيرها.
تعرّض الفقهاء في
الهدي إلى عدم
إجزاء مقطوعة الأذن من دون فرق بين قطع بعض الأذن أو جميعها؛
للأخبار الكثيرة الواردة فيه. نعم لا بأس
بمشقوقة الاذن
ومثقوبتها على وجه لا ينقص منها شيء،وكذلك بالنسبة إلى
الأضحية. وفصّل الفقهاء
القول في ذلك في بابي الهدي والاضحية.
عدّ فقهاؤنا
النجاسات عشرة أنواع ولم يعتبروا ما يسيل من الاذن من النجاسات، فما يخرج من الاذن ليس بنجس.
يكره
للصائم التقطير في الأذن.
وفي اعتبار الأذنين من
الرأس وعدمه خلاف بين الفقهاء تظهر
ثمرته في عدة مسائل:
حكم
تغطية الأذنين
للمحرم وأنّه هل يحرم ذلك أو لا؟ وتفصيل ذلك في محلّه.
غسل الأذنين أو
مسحهما للوضوء، فقد اتّفق فقهاؤنا على عدم
اعتبار الأذنين من الوجه، خلافاً لبعض
أبناء السنّة، وحينئذٍ فيختلف الحكم في عدم جواز غسل الأذنين أو مسحهما في الوضوء،
ذكر الفقهاء ذلك في باب الوضوء.
ستر
المرأة أذنيها حين الصلاة، وقد تعرّض الفقهاء
لذلك في وجوب
الستر على المرأة في الصلاة.
صدق
ارتماس الصائم بإدخالهما في
الماء وعدمه، وكذا المحرم.
داخل الاذنين:
لم يعتبر فقهاؤنا داخل الأذنين من
الجوف، وحينئذٍ فلو قطّر الصائم في أذنه
دهناً أو غيره لم يفطر.
وخالف
أبو الصلاح في ذلك فاعتبر داخل الأذن من الجوف، وعليه فيفطر الصائم بإدخال شيء إلى
باطن الأذن وإن لم يصل إلى
حلقه، وقد تعرّض الفقهاء لبحث ذلك في باب الصوم. وكذا اختلف الفقهاء
في
كراهة جعل
الكافور في اذن
الميت أو
استحبابه، والبحث عنه ينظر في باب
التحنيط.
وأمّا غسل باطن الأذنين في الغُسل فلا يجب، وما ورد في كلمات بعض الفقهاء
من الأمر بغسل باطن الأذنين يراد به ما يظهر للرائي من سطح باطنهما عند تعمّد
الرؤية لدخوله في الظاهر، لا باطن
الصماخ.
نعم، يستحب تخليل الأذنين مع وصول الماء إلى ظاهرهما، ولو لم يصل إلّا به وجب.
هل يعبّر بالاذن عن
الذات؟
اتّفق فقهاؤنا على أنّ الأذن من أجزاء
البدن لا يعبّر بها عن الشخص، وفرّعوا عليه أنّ
الزوج لو أضاف
الطلاق ونحوه إلى اأذن فقال: اذنك طالق، لم يقع الطلاق؛ لأنّ الطلاق يقع بذات الزوجة لا ببعض أجزائها وما قصد إليه،
وقال بعض فقهاء
الجمهور بوقوعه:ذهب
الشافعي وزفر إلى وقوع الطلاق باضافته إلى الأذن..
والبحث عنه مفصّلًا في باب الطلاق
والخلع ونحوهما.
وأمّا بالنسبة إلى
العتق فاختلف الفقهاء في وقوعه إذا اضيف إلى الأذن كما لو قال: أعتقت اذنك، وقد وقع
الكلام في ذلك في باب العتق.
هل الأذن ممّا يحرم إليه
النظر في المرأة؟
اتّفق الفقهاء على أنّ المرأة كلّها
عورة، فلا يجوز النظر إليها حتى الأذنين،
ولا يجوز للمرأة أيضاً إظهارأذنيها
للأجنبي، كما أنّ
المستفاد من الآية: «وَ لا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ...» وجوب
ستر الزينة المتصلة بالأذن أيضاً كوجوب ستر محلّ الزينة.وتفصيل ذلك في محلّه.
الموسوعة الفقهية ج۸، ص۳۳۶-۳۳۹.