وقيل: هي بنت السائبة ، والسائبة: هي الناقة التي ولدت عشرة أبطن كلّهنّ إناث سيّبت، فلم تركب ولم يشرب لبنها إلّا ولدها أو الضيف حتى تموت، وبحرت اذن بنتها الأخيرة، فتسمّى البحيرة بمنزلة امّها في أنّها سائبة.
وقيل: إنّها الناقة التي أنتجت خمسة أبطن، فإن كان آخرها ذكراً بحروا اذنها- أي شقّوها- وأعفوا ظهرها من الركوب و الحمل و الذبح ، ولا تحلأ عن ماء ترده ولا تمنع من مرعى، وإذا لقيها المعيي المنقطع به الطريق لم يركبها.
لم يتعرّض الفقهاء للبحيرة بحكم خاصّ، ولكن قالوا: إنّ أهل الجاهلية جعلوا أحكاماً خاصّة للبحيرة، فحرّموا أكلها و شرب لبنها وركوب ظهرها ونحو ذلك، فكأنّها نوع حبس و وقف من قبلها.