بركات شهر رمضان
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
لشهر رمضان بركات عظيمة ونعَمِ الّتي لا تعدّ ولا تحصى. جلال هذا الشهر وعظمته وبركاته المعنوية والمادية الّتي تنهمر على أهل
الإيمان، هي ممّا ينأى عن الوصف من منظور الأحاديث الإسلامية، فلو توفّر المسلمون على معرفةٍ صحيحةٍ ببركات هذا الشهر الفضيل، وأدركوا عظيم مواهبه وحبواته، لتمنّوا أن تكون السَّنة برمّتها
شهر رمضان، على ما يفيده الحديث النَّبوي الشريف بهذا الشأن: «لَو يَعلَمُ العِبادُ ما في رَمَضانَ؛ لَتَمَنَّت أن يَكُونَ رَمَضانُ سَنَةً».
«يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): الصِّيامُ جُنَّةٌ
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم):
الصَّومُ جُنَّةٌ مِنَ النّارِ
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): الصِّيامُ جُنَّةٌ وحِصنٌ حَصينٌ مِنَ
النّارِ.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): الصَّومُ جُنَّةٌ ما لَم يَخرِقها
. (قال
الشريف الرضي (رحمهالله) -بعد نقل الرواية-: وهذه استعارة؛ وذلك أنّه (عليهالصلاةوالسلام) شبّه الصوم الّذي يُجنّ صاحبه من لواذع
العذاب وقوارع
العقاب إذا أخلص له
النيّة وأصلح فيه
السريرة؛ فجعل (عليهالصلاةوالسلام) من اعتصم في صومه من الزلل وتوقّى جرائر القول والعمل كمن صان تلك الجُنّة وحفظها، وجعل من اتبع نفسه هواها وأوردها رداها كمن خرق تلك الجنّة وهتكها، فصارت بحيث لا تُجِنّ من جارحة ولا تعصم من جانحة، وذلك من أحسن التمثيلات وأوقع التشبيهات
.)
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): عَلَيكُم بِالصَّومِ؛ فَإِنَّهُ مَحسَمَةٌ لِلعِرقِ(مَحْسَمَة للعِرق: مقطعة [النكاح|للنكاح]]
)، مُذهِبٌ لِلأَشَرِ(الأشَر: البَطَر، وقيل أشدّ البَطَر
)
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): يا مَعشَرَ الشَّبابِ، عَلَيكُم بِالباهِ(الباهُ -مثل الجاه-: لُغَة في الباءة؛ وهي
الجِماع)، فَإِن لَم تَستَطيعوهُ فَعَلَيكُم بِالصِّيامِ؛ فَإِنَّهُ وِجاؤُهُ(الوِجاء: أن تُرَضّ اُنثَيا الفحل رضّاً شديداً، يُذهب
شهوة الجماع، ويتنزّل في قَطعه منزلة الخَصي... أراد أنَّ الصوم يقطع النكاح كما يقطعه الوِجاء
)
.
الكافي عن محمّد بن يحيى رفعه: جاءَ إلَى النَّبِيِّ (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسولَ اللّه ِ، لَيسَ عِندي طَولٌ فَأَنكِحُ النِّساءَ، فَإِلَيكَ أشكُو العُزوبِيَّةَ! فَقالَ: «وَفِّر شَعرَ جَسَدِكَ وأدِمِ الصِّيامَ». فَفَعَلَ، فَذَهَبَ ما بِهِ مِنَ الشَّبَقِ(الشَّبَق: شدّةُ الميل إلى الجماع. يقال: شبِقَ الرجل شَبَقاً فهو شَبِقٌ: هاجت به شهوة الجماع
)
.
الإمام الصادق عن آبائه (علیهمالسّلام): إنَّ النَّبِيَّ (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) قالَ لِأَصحابِهِ: «ألا اُخبِرُكُم بِشَيءٍ إن أنتُم فَعَلتُموهُ تَباعَدَ الشَّيطانُ مِنكُم كَما تَباعَدَ المَشرِقُ مِنَ المَغرِبِ؟» قالوا: بَلى. قالَ: «الصَّومُ يُسَوِّدُ وَجهَهُ»
.
•
تصفيد الشياطين في شهر رمضان، أنَّ الشياطين تغلّ في شهر رمضان، وعندئذٍ يثار عدد من الأسئلة في هذا السياق، هي: ما
الشيطان؟ في نطاق ما يتّسم به نظام الخليقة والوجود من حكمة، لماذا سُمح للشيطان بإغواء
الإنسان؟ ما الثغور الّتي تمتدّ إليها سلطة الشيطان على الإنسان؟ لماذا صار اللّه سبحانه إلى تصفيد الشياطين ومنعها من ممارسة تأثيرها الضالّ في
شهر رمضان، في حين تركها حرّة فيما عداه من الشهور؟ وأخيرا: إذا كانت الروايات الدالّة على هذا المعنى صحيحة، فلماذا يجنحعدد من الصائمين إلى ارتكاب
الذنوب واجتراح الخطايا في هذا الشهر؟
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): صوموا تَصِحّوا
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): إنَّ اللّه َ عز و جل أوحى إلى نَبِيٍّ مِن أنبِياءِ
بَني إسرائيلَ أن «أخبِر قَومَكَ أن لَيسَ عَبدٌ يَصومُ يَوماً اِبتِغاءَ وَجهي إلاّ أصحَحتُ جِسمَهُ، وأعظَمتُ أجرَهُ»
.
«يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اسْتَعِينُواْ
بِالصَّبْرِ وَ الصَّلَوةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّـبِرِينَ»
.
الإمام الصادق (علیهالسّلام): إذا نَزَلَت (بِـ) الرَّجُلِ النّازِلَةُ(النازلة: المصيبة الشديدة
) أوِ الشِّدَّةُ فَليَصُم؛ فَإِنَّ اللّه َ عز و جل يَقولُ: «وَ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ»
يَعنِي الصِّيامَ
.
الإمام عليّ (علیهالسّلام) -في
حَديثِ المِعراجِ-: إنَّ النَّبِيَّ (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) سَأَلَ رَبَّهُ سُبحانَهُ لَيلَةَ المِعراجِ فَقالَ:... يا رَبِّ، وما ميراثُ الصَّومِ؟ قالَ: «الصَّومُ يورِثُ
الحِكمَةَ، وَالحِكمَةُ تورِثُ
المَعرِفَةَ، وَالمَعرِفَةُ تورِثُ
اليَقينَ؛ فَإِذَا استَيقَنَ العَبدُ لا يُبالي كَيفَ أصبَحَ؛ بِعُسرٍ أم بِيُسرٍ»
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) -لاِسامَةَ بنِ زَيدٍ-: يا اُسامَةُ، عَلَيكَ بِالصَّومِ؛ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ إلَى اللّه ِ. إنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَى اللّه ِ مِن ريحِ فَمِ الصّائِمِ تَرَكَ الطَّعامَ وَالشَّرابَ للّه ِ عز و جل، فَإِنِ استَطَعتَ أن يَأتِيَكَ
المَوتُ وبَطنُكَ جائِعٌ وكَبِدُكَ ظَمآنُ فَافعَل؛ فَإِنَّكَ تُدرِكُ شَرَفَ المَنازِلِ فِي
الآخِرَةِ، وتَحِلُّ مَعَ
النَّبِيِّينَ.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): إنَّ لِكُلِّ صائِمٍ دَعوَةً
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): الصّائِمُ لا تُرَدُّ دَعوَتُهُ
.
الإمام الباقر (علیهالسّلام): لَمّا كَلَّمَ اللّه ُ
موسَى بنَ عِمرانَ (علیهالسّلام) قالَ موسى:... إلهي، فَما جَزاءُ مَن صامَ في بَياضِ النَّهارِ يَلتَمِسُ بِذلِكَ رِضاكَ؟
الإمام الباقر (علیهالسّلام): قالَ: «يا موسى، لَهُ جَنَّتي، ولَهُ الأَمانُ مِن كُلِّ هَولٍ يَومَ القِيامَةِ،
وَالعِتقُ مِنَ النّارِ»
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): إذا كانَ
يَومُ القِيامَةِ تَخرُجُ الصُّوّامُ مِن قُبورِهِم، يُعرَفونَ بِرِياحِ صِيامِهِم، أفواهُهُم أطيَبُ مِن ريحِ
المِسكِ، فَيُلقَونَ بِالمَوائِدِ وَالأَباريقِ مُخَتَّمَةً بِالمِسكِ، فَيُقالُ لَهُم: «كُلوا فَقَد جُعتُم، وَاشرَبوا فَقَد عَطِشتُم، ذَرُوا النّاسَ وَاستَريحوا فَقَد أعيَيتُم إذِ استَراحَ النّاسُ». فَيَأكُلونَ ويَشرَبونَ ويَستَريحونَ وَالنّاسُ في عَناءٍ وظَمَاً
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): الصِّيامُ
وَالقُرآنُ يَشفَعانِ لِلعَبدِ يَومَ القِيامَةِ؛ يَقولُ الصِّيامُ: أي رَبِّ، مَنَعتُهُ الطَّعامَ وَالشَّهَواتِ بِالنَّهارِ؛ فَشَفِّعني فيهِ، وَيقولُ القُرآنُ: مَنَعتُهُ النَّومَ بِاللَّيلِ؛ فَشَفِّعني فيهِ -قالَ-: فَيُشَفَّعانِ
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): مَن صامَ يَوما في سَبيلِ اللّه عز و جل باعَدَ اللّه ُ مِنهُ
جَهَنَّمَ مَسيرَةَ مِئَةِ عامٍ
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): مَن صامَ يَوماً في
سَبيلِ اللّه ِ فَريضَةً باعَدَ اللّه ُ مِنهُ جَهَنَّمَ كَما بَينَ السَّماواتِ وَالأَرَضينَ السَّبعِ، ومَن صامَ يَوماً تَطَوُّعاً باعَدَ اللّه ُ مِنهُ جَهَنَّمَ مَسيرَةً كَما بَينَ السَّماءِ
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): مَن خُتِمَ لَهُ بِصِيامِ يَومٍ دَخَلَ
الجَنَّةَ.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): مَن مَنَعَهُ الصِّيامُ مِن طَعامٍ يَشتَهيهِ كانَ حَقّاً عَلَى اللّه ِ أن يُطعِمَهُ مِن طَعامِ الجَنَّةِ، ويَسقِيَهُ مِن شَرابِها
.
الإمام الحسن (علیهالسّلام): مَن صامَ عَشَرَةَ أشهُرِ رَمَضانَ مُتَوالِياتٍ دَخَلَ الجَنَّةَ
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ حَدَّثَ نَفسَهُ أن يَصومَ إن عاشَ، فَإِن ماتَ بَينَ ذلِكَ دَخَلَ الجَنَّةَ
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): إنَّما سُمِّيَ رَمَضانُ؛ لِأَ نَّهُ يُرمِضُ
الذُّنوبَ .
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): مَن صامَ رَمَضانَ وقامَهُ إيمانا
وَاحتِسابا (ای طلبا لوجه اللّه وثوابه. والاحتساب فی الاعمال الصالحة وعند المکروهات: هو البدار الی طلب الاجر وتحصیله بالتسلیم والصبر، او باستعمال انواع البرّ، والقیام بها علی الوجه المرسوم فیها؛ طلبا للثواب المرجوّ منها
) غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ، ومَن قامَ
لَيلَةَ القَدرِ إيمانا وَاحتِسابا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): مَن صامَ رَمَضانَ؛ وعَرَفَ حُدودَهُ؛ وتَحَفَّظَ مِمّا كانَ يَنبَغي لَهُ أن يَتَحَفَّظَ فيهِ، كَفَّرَ ما قَبلَهُ
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): إنَّ مَن تَمَسَّكَ في شَهرِ رَمَضانَ بِسِتِّ خِصالٍ غَفَرَ اللّه ُ لَهُ ذُنوبَهُ: أن يَحفَظَ دينَهُ، ويَصونَ نَفسَهُ، ويَصِلَ رَحِمَهُ، ولا يُؤذِيَ جارَهُ، ويَرعى إخوانَهُ، ويَخزُنَ لِسانَهُ. أمَّا الصِّيامُ فَلا يَعلَمُ
ثَوابَ عامِلِهِ إلاَّ اللّه ُ
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): سُمِّيَ شَهرُ رَمَضانَ شَهرَ العِتقِ؛ لِأَنَّ للّه في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ سِتَّمِئَةِ عَتيقٍ، وفي آخِرِهِ مِثلَ ما أعتَقَ فيما مَضى
.
الإمام الصادق (عليهالسّلام): إنَّ للّه عز و جل في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ عُتَقاءَ وطُلَقاءَ مِنَ النّارِ إلاّ مَن أفطَرَ عَلى مُسكِرٍ، فَإِذا كانَ في آخِرِ لَيلَةٍ مِنهُ أعتَقَ فيها مِثلَ ما أعتَقَ في جَميعِهِ
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم)-في
فَضلِ شَهرِ رَمَضانَ-: هُوَ شَهرٌ أوَّلُهُ رَحمَةٌ، وأوسَطُهُ مَغفِرَةٌ، وآخِرُهُ الإِجابَةُ وَالعِتقُ مِنَ النّارِ
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ فُتِّحَت أبوابُ الرَّحمَةِ، وغُلِّقَت أبوابُ جَهَنَّمَ، وسُلسِلَتِ الشَّياطينُ
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): مَن صامَ شَهرَ رَمَضانَ فَحَفِظَ فَرجَهُ ولِسانَهُ وكَفَّ أذاهُ عَنِ النّاسِ، غَفَرَ اللّه ُ لَهُ ذُنوبَهُ ما تَقَدَّمَ مِنها وما تَأَخَّرَ، وأعتَقَهُ مِنَ النّارِ، وأحَلَّهُ دارَ القَرارِ، وقَبِلَ شَفاعَتَهُ في عَدَدِ رَملِ عالِجٍ (رَمْل عالِج: جبال متواصلة يتّصل أعلاها بالدهناء وأسفلها بنجد، ويتّسع اتّساعا كثيرا.
وعوالج الرمال: جمع عالِج؛ وهو ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض.
) مِن مُذنِبي
أهلِ التَّوحيدِ.
الخصال عن
جابر بن عبد اللّه عن رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) اُعطِيَت اُمَّتي في شَهرِ رَمَضانَ خَمسا لَم يُعطَهُنَّ اُمَّةُ نَبِيٍّ قَبلي: أمّا واحِدَةٌ: فَإِذا كانَ أوَّلُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ نَظَرَ اللّه ُ عز و جل إلَيهِم، ومَن نَظَرَ اللّه ُ إلَيهِ لَم يُعَذِّبهُ أبَدا. وأمَّا الثّانِيَةُ: فَإِنَّ خُلوفَ (الخُلوفُ-بضمّ الخاء على الأصح، وقيل بفتحها: هو رائحة الفَم المتغيّر، من قولهم: خَلَفَ فمُ الصائم خُلوفا: أي تغيّرت رائحة فمه.
) أفواهِهِم-حينَ يُمسونَ-عِندَ اللّه ِ عز و جل أطيَبُ مِن ريحالمِسكِ. وأمَّا الثّالِثَةُ: فَإِنَّ
المَلائِكَةَ يَستَغفِرونَ لَهُم في لَيلِهِم ونَهارِهِم. وأمَّا الرّابِعَةُ: فَإِنَّ اللّه َ عز و جل يَأمُرُ جَنَّتَهُ أنِ استَغفِري وتَزَيَّني لِعِبادي، فَيوشِكُ أن يَذهَبَ عَنهُم نَصَبُ الدُّنيا وأذاها ويَصيروا إلى جَنَّتي وكَرامَتي. وأمَّا الخامِسَةُ: فَإِذا كانَ آخِرُ لَيلَةٍ غُفِرَ لَهُم جَميعا. فَقالَ رَجُلٌ: في لَيلَةِ القَدرِ يا رَسولَ اللّه ِ؟ فَقالَ: ألَم تَرَ إلَى العُمّالِ إذا فَرَغوا مِن أعمالِهِم وُفّوا؟!
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): ما مِن
مُؤمِنٍ يَصومُ شَهرَ رَمَضانَ احتِساباً إلاّ أوجَبَ اللّه تَبارَكَ وتَعالى لَهُ سَبعَ خِصالٍ: أوَّلُها: يَذوبُ الحَرامُ في جَسَدِهِ. وَالثّانِيَةُ: يَقرُبُ مِن رَحمَةِ اللّه ِ عز و جل. وَالثّالِثَةُ: يَكونُ قَد كَفَّرَ خَطيئَةَ آدَمَ أبيهِ (علیهالسّلام). وَالرّابِعَةُ: يُهَوِّنُ اللّه ُ عَلَيهِ
سَكَراتِ المَوتِ. وَالخامِسَةُ: أمانٌ مِنَ
الجوعِ وَالعَطَشِ يَومَ القِيامَةِ. وَالسّادِسَةُ: يُعطيهِ اللّه ُ بَراءَةً مِنَ النّارِ. وَالسّابِعَةُ: يُطعِمُهُ اللّه ُ عز و جل مِن طَيِّباتِ الجَنَّةِ
.
فضائل الأشهر الثلاثة عن الضحّاك عن الإمام عليّ (عليهالسّلام) قالَ رَسولُ اللّه ِ (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): «
شَعبانُ شَهري وشَهرُ رَمَضانَ شَهرُ اللّه ِ؛ فَمَن صامَ شَهري كُنتُ لَهُ شَفيعا يَومَ القِيامَةِ، ومَن صامَ شَهرَ اللّه ِ عز و جل آنَسَ اللّه ُ وَحشَتَهُ في قَبرِهِ، ووَصَلَ وَحدَتَهُ، وخَرَجَ مِن قَبرِهِ مُبيَضّا وَجهُهُ، وأخَذَ الكِتابَ بِيَمينِهِ وَالخُلدَ بِيَسارِهِ حَتّى يَقِفَ بَينَ يَدَي رَبِّهِ عز و جل، فَيَقولُ: عَبدي! فَيَقولُ: لَبَّيكَ سَيِّدي! فَيَقولُ عز و جل: صُمتَ لي؟ فَيَقولُ: نَعَم يا سَيِّدي، فَيَقولُ -تَبارَكَ وتَعالى-: خُذوا بِيَدِ عَبدي حَتّى تَأتوا بِهِ نَبِيِّي(في المصدر: «منّي»، والتصحيح من
بحار الأنوار.)، فَاُوتى بِهِ، فَأَقولُ لَهُ: صُمتَ شَهري؟ فَيَقولُ: نَعَم، فَأَقولُ: أنَا أشفَعُ لَكَ اليَومَ». -قالَ-: «فَيَقولُ اللّه ُ -تَبارَكَ وتَعالى-: أمّا حُقوقي فَقَد تَرَكتُها لِعَبدي، وأمّا حُقوقُ خَلقي فَمَن عَفا عَنهُ فَعَلَيَّ عِوَضُهُ حَتّى يَرضى». قالَ
النَّبِيُّ (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): «فَآخُذُ بِيَدِهِ حَتّى أنتَهِيَ بِهِ إلَى
الصِّراطِ فَأَجِدُهُ دَحضا مَزلَقا، لا يَثبُتُ عَلَيه أقدامُ الخاطِئينَ، فَآخُذُ بِيَدِهِ فَيَقولُ لي صاحِبُ الصِّراطِ: مَن هذا يا رَسولَ اللّه ِ؟ فَأَقولُ: هذا فُلانٌ مِن اُمَّتي، كانَ قَد صامَ بِالدُّنيا شَهرِي ابتِغاءَ شَفاعَتي، وصامَ شَهرَ رَبِّهِ ابتِغاءَ وَعدِهِ، فَيَجوزُ الصِّراطَ بِعَفوِ اللّه ِ عز و جل حَتّى يَنتَهِيَ إلى بابِ الجَنَّتَينِ، فَأَستَفتِحُ لَهُ، فَيَقولُ رِضوانُ: لَكَ اُمِرنا أن نَفتَحَ اليَومَ ولاُِمَّتِكَ». قالَ، ثُمَّ قالَ
أميرُ المُؤمِنينَ (علیهالسّلام): صوموا شَهرَ رَسولِ اللّه ِ (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) يَكُن لَكُم شَفيعا، وصوموا شَهرَ اللّه ِ تَشرَبوا مِنَ الرَّحيقِ المَختومِ
.
مراقبات شهر رمضان، المحمدي الري شهري، الشيخ محمد، ص۳۳-۴۱. مراقبات شهر رمضان، المحمدي الري شهري، الشيخ محمد، ص۵۵-۶۱.