بَحيره (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
بَحیره:
(مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحیرَةٍ) «
البحيرة» هي
النّاقة التي ولدت خمسة أبطن خامسها أنثى- و قيل ذكر- فيشقون أذنها، و تترك طليقة و لا تذبح. «
البحيرة» من مادة «
بحر» بمعنى الواسع العريض، و لهذا سمي
البحر بحرا، و تسمية الناقة بالبحيرة جاءت من شق أذنها شقا واسعا عريضا.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأیضاح معنی
«بَحيره» نذكر أهمها في ما يلي:
(مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَ لاَ سَآئِبَةٍ وَ لاَ وَصِيلَةٍ وَ لاَ حَامٍ وَ لَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: أما البحيرة ففي المجمع،: أنها الناقة كانت إذا نتجت خمسة أبطن و كان آخرها ذكرا بحروا أذنها (أي شقوها شقا واسعا) و امتنعوا عن ركوبها و نحرها، و لا تطرد عن
ماء و لا تمنع عن مرعى، فإذا لقيها المعيي لم تركبها، عن
الزجاج. و قيل: إنهم كانوا إذا نتجت الناقة خمسة أبطن نظروا في
البطن الخامس فإن كان ذكرا نحروه فأكله
الرجال و
النساء جميعا ، و إن كانت أنثى شقوا أذنها فتلك البحيرة ثم لا يجز لها و بر ، ولا يذكر لها اسم
الله إن ذكيت، و لا حمل عليها، و حرم على النساء أن يذقن من لبنها شيئا، و لا أن ينتفعن بها، و كان لبنها و منافعها للرجال خاصة دون النساء حتى تموت فإذا ماتت اشتركت الرجال و النساء في أكلها، عن
ابن عباس، و قيل « إن البحيرة بنت السائبة، عن
محمدبن إسحاق »
قال
الطبرسي فی
تفسير مجمع البيان:و البحيرة: هي الناقة كانت إذا نتجت خمسة أبطن، و كان آخرها ذكرا، بحروا أذنها، و امتنعوا من ركوبها و نحرها، ولا تطرد عن ماء، و لا تمنع من مرعى، فإذا لقيها المعيى لم يركبها، عن الزجاج. و قيل إنهم كانوا إذا نتجت الناقة خمسة أبطن، نظروا في البطن الخامس، فإن كان ذكرا نحروه، فأكله الرجال و النساء جميعا، و إن كانت أنثى، شقوا أذنها، فتلك البحيرة، ثم لا يجز لها وبر، ولا يذكر عليها اسم الله، إن ذكيت، و لا حمل عليها، وحرم على النساء أن يذقن من لبنها شيئا، و لا أن ينتفعن بها، و كان لبنها و منافعها للرجال خاصة دون النساء حتى تموت، فإذا ماتت اشتركت الرجال و النساء في أكلها، عن ابن عباس. و قيل: إن البحيرة بنت السائبة، عن محمد بن إسحاق (و لا سائبة) و هي ما كانوا يسيبونه، فإن الرجل إذا نذر القدوم من سفر، أو
البرء من علة، أو ما أشبه ذلك، قال: ناقتي سائبة، فكانت كالبحيرة في أن لا ينتفع بها، و أن لا تخلى عن ماء، و لا تمنع من مرعى، عن الزجاج، و هو قول علقمة.
(قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَ حَلاَلًا قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: نسبة الرزق وهو ما يمد
الإنسان في بقائه من الأمور الأرضية من
مأكول و
مشروب و
ملبوس و غيرها إلى الإنزال مبني على حقيقة يفيدها
القرآن و هي أن الأشياء لها
خزائن عند
الله تتنزل من هناك على حسب ما قدرها الله سبحانه، قال تعالى:
(وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) و قال تعالى:
(وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) و قال:
(وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) و قال:
(وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ) و أما ما قيل : إن التعبير بالإنزال إنما هو لكون أرزاق
العباد من المطر الذي ينزله الله من
السماء، فوجه بسيط لا يطرد على تقدير صحته في جميع الموارد التي عبر فيها عن كينونتها بالإنزال كما في
الأنعام و في الحدي، والرزق الذي تذكر
الآية أن الله أنزله لهم فجعلوا منه حراما و حلالا هو الأنعام من
الإبل و
الغنم كالوصيلة، السائبة، الحام و غيرها.
قال الطبرسي فی تفسير مجمع البيان: المعنى: ثم أمر سبحانه نبيه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) أن يخاطب
كفار مكة، فقال: (قل) يا
محمد لهم:
(أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق) فجعله حلالا
(فجعلتم منه حراما وحلالا) أي: جعلتم بعضه حراما، و بعضه حلالا، يعني ما حرموا من السائبة، و البحيرة، و
الوصيلة، ونحوها مما حرموا من زروعهم. وإنما قال
(أنزل الله) لأن أرزاق
العباد من
المطر الذي ينزله الله (قل) يا محمد لهم
(آلله اذن لكم أم على الله تفترون) ومعناه: إنه لم يأذن لكم في شئ من ذلك، بل أنتم تكذبون في ذلك على الله سبحانه.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.