سنن الركوع
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
و من السنة فيه :
التكبير ورفع اليدين ووضع اليدين علي ركبتيه.
(أن يكبّر له) قائما قبل الهوي .
(رافعا يديه، محاذيا بهما وجهه) كغيره من التكبيرات.
(ثمَّ يركع بعد إرسالهما، و) أن (يضعهما على) عيني (ركبتيه) حالة الذكر أجمع، مالئا كفيه منهما.
(مفرّجات الأصابع، رادّا ركبتيه إلى خلفه، ).
مسوّيا ظهره) بحيث لو صبّت عليه فطرة ماء لم تزل
لاستوائه
(مادّا عنقه) مستحضرا فيه : آمنت بك ولو ضربت عنقي.
(داعيا أمام التسبيح) بالمأثور.
(مسبّحا ثلاثا كبرى) أي : سبحان ربي العظيم وبحمده (فما زاد) فقد عدّ
لمولانا الصادق عليه السلام في
الركوع والسجود ستّون تسبيحة، كما في الصحيح،
وفي الخبر : دخلنا عليه عليه السلام وعنده قوم وقد كنّا صلّينا، فعددنا له في ركوعه وسجوده : سبحان ربي العظيم وبحمده أربعا أو ثلاثا وثلاثين مرّة.
وفي الموثق : «ومن كان يقوى على أن يطوّل الركوع و
السجود فليطوّل ما استطاع، يكون ذلك في تحميد الله تعالى وتسبيحه وتمجيده والدعاء والتضرع»
الحديث.
إلاّ أن يكون إماما، فلا يزيد على الثلاث إلاّ مع حبّ المأمومين
الإطالة .
وظاهر الأكثر
الاقتصار على السبع، للخبر،
وفيه ضعف سندا ودلالة، وفي آخر على التسع.
(قائلا بعد انتصابه : سمع الله لمن حمده، داعيا بعده) بالمأثور.
كلّ ذلك للنصوص، ففي الصحيح المتضمن لفعل مولانا الصادق عليه السلام تعليما لحمّاد : ثمَّ رفع يديه حيال وجهه وقال : «الله أكبر» وهو قائم، ثمَّ ركع وملأ كفّيه من ركبتيه مفرّجات، وردّ ركبتيه إلى خلفه، ثمَّ سوّى ظهره حتى لو صبّ عليه قطرة ماء أو دهن لم تزل لاستواء ظهره، ومدّ عنقه وغمض عينيه ثمَّ سبح ثلاثا، فقال : «سبحان ربي العظيم وبحمده»
الحديث.
وفي آخر «إذا أردت أن تركع فقل وأنت منتصب : الله أكبر، ثمَّ اركع وقل : ربّ لك ركعت، ولك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكّلت، وأنت ربي، خشع لك سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي ومخّي وعصبي وعظامي وما أقلّته قدماي، غير مستنكف ولا مستكبر ولا مستحسر، سبحان ربي العظيم وبحمده، ثلاث مرّات في ترسّل، وصفّ في ركوعك بين قدميك تجعل بينهما قدر شبر، وتمكّن راحتيك من ركبتيك، وتضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى قبل اليسرى، وبلّع
بأطراف أصابعك _ عين الركبة وفرّج أصابعك _. إذا وضعتها على ركبتيك (إلى أن قال : وأحبّ إليّ أن تمكّن كفيك من ركبتيك فتجعل أصابعك في عين الركبة وتفرّج بينهما)
وأقم صلبك، ومدّ عنقك، وليكن نظرك إلى ما بين قدميك ثمَّ قل : سمع الله لمن حمده ـ وأنت منتصب قائم ـ الحمد لله رب العالمين
أهل الجبروت والكبرياء والعظمة، الحمد لله ربّ العالمين، تجهر بها صوتك، ثمَّ ترفع يديك بالتكبير وتخرّ ساجدا».
ولا يجب شيء من ذلك على المشهور، بل لا خلاف فيه أجده إلاّ من
العماني والديلمي في التكبير فأوجباه.
وللمرتضى، فأوجب رفع اليدين فيه وفي كل تكبير.
وقد مضى ضعف الثاني.
وأما الأوّل فيضعّفه شذوذه أوّلا، ودعوى الذكرى
استقرار الإجماع على خلافه
ثانيا، وتصريح جملة من النصوص بعدم الوجوب، منها الموثق : عن أدنى ما يجزي من التكبير في الصلاة، قال : «تكبيرة واحدة».
والمروي في علل الفضل : أن التكبير المفروض في الصلاة ليس إلاّ واحدة وقصور السند أو ضعفه مجبور بالعمل و
الأصل .
فيصرف بها ظاهر
الأمر ، مع وروده في ضمن كثير من الأوامر المستحبة إجماعا، وهو موجب للتزلزل في الظهور جدّا.
(ويكره أن يركع ويداه تحت ثيابه) كما ذكره الجماعة،
وفاقا للمبسوط،
ومستنده غير معلوم، نعم في الموثق : في الرجل يدخل يديه تحت ثوبه، قال : «إن كان عليه ثوب آخر
إزار أو سراويل فلا بأس، وإن لم يكن فلا يجوز له ذلك، وإن أدخل يدا واحدة ولم يدخل الأخرى فلا بأس».
وهو غير مطابق لما ذكروه، لعدم اختصاصه بالركوع ونفيه البأس إذا كان عليه مئزر أو سراويل، كما عن
الإسكافي .
وعن الحلبي
إطلاق الكراهة، ملحقا الكمّين بالثياب.
ويدفعه الصحيح : عن الرجل يصلّي ولا يخرج يديه عن ثوبه، قال : «إن أخرج يديه فحسن، وإن لم يخرج فلا بأس».
رياض المسائل، ج۳، ص۲۰۴- ۲۰۷.