ومنه ما يعطيه اللَّه تعالى عباده جزاء أعمالهم الصالحة سواء كان هذا الجزاء في الدنيا أو في الآخرة، منه قوله تعالى: «وَ آتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا»،
ومنه أيضاً ما يعطيه الناس بعضهم بعضاً من العوض عن الأعمال فيسمّى أجر واجرة.
وقد سمّى القرآنمهر الزوجة أجراً، قال تعالى: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ»،
وقد ذكر بعض اللغويين فرقاً بين الأجر والثواب، قال أبو هلال العسكري: «إنّ الأجر يكون قبل الفعل المأجور عليه...
والثواب لا يكون إلّا بعد العمل... وأيضاً فإنّ الثواب قد شهر في الجزاء على الحسنات، والأجر يقال في هذا المعنى ويقال على معنى الاجرة التي هي من طريق المثامنة بأدنى الأثمان، وفيها معنى المعاوضة بالانتفاع».
يوقعه على الوجه المطلوب منه، فيقع باطلًا ولا يستحق به الأجر، قال الشيخ الطوسي: «إبطال العمل واحباطه، عبارة عن ايقاعه على خلاف الوجه الذي يستحق به الثواب، أ لا ترى أحدنا لو ضمن لغيره عوضاً على نقل شيء من موضع إلى موضع بعينه فنقله إلى موضع غيره، فإنّه لا يستحق الاجرة، وجاز أن يقال: أحبطت عملك وأبطلته؛ لأنّك أوقعته على خلاف الوجه المأمور به، ولم توقعه على الوجه الذي تستحق عليه الاجرة».