وظاهره عدم الفرق بين كون اللون المختلف بياضاً أو غيره، بصورة النقاط أو غيرها.
ولعلّ الظاهر من غيره أيضاً ذلك، قال ابن منظور : «البَرَش والبُرشَة: لون مختلف ، نقطة حمراء واخرى سوداء أو غبراء أو نحو ذلك... الأبرش : الذي فيه ألوان وخِلط... والبَرَش في شعر الفرس : نكت صغار تخالف سائر لونه...».
وقد مرّ من بعض أهل اللغة أيضاً تفسير البرش بما فيه نقاط تخالف لونه- أو على استحباب كلا الوصفين و الالتزام بأفضلية المنقّطة؛ وذلك لأنّهما متوافقان، فلا وجه لتقييد أحدهما بالآخر بعد احتمال تعدّد الحكم، خصوصاً في المستحبّات التي تحتمل تعدّد الحكم باختلاف مراتب الفضل فيها كما ثبت في محلّه.
ولعلّه لذلك اقتصر جمع من الفقهاء على ذكر البرش،
نعم، يحتمل في الأخير الجمع بين الأخبار بحمل المطلق على المقيّد أيضاً، وإن كان فيه بُعد لما سبق من الوجه .
ولكن الموجود في كثير من المتون الجمع بين الأوصاف المذكورة في الأخبار.
قال الشيخ الطوسي : «ويستحبّ أن يكون الحصى برشاً... ويكون قدرها مثل الأنملة منقّطة كحليّة».
وقد تكلّف الشهيد الثاني في توجيه ذلك بحمل وصف (البرش) في كلام المحقّق على اختلاف ألوان الحصى بعضها مع بعض، ووصف (المنقّطة) على كون الحصاة الواحدة كذلك في نفسها.
وظاهرهم شمول البرش للمنقّطة أيضاً، فهي أخصّ، قال الفاضل الأصفهاني : «ولكن في النهاية الأثيريّة : أنّ البرشة لون مختلط حمرةً وبياضاً أو غيرهما، وفي المحيط : أنّه لون مختلط بحمرة، وفي تهذيب اللغة عن الليث : أنّ الأبرَش الذي فيه ألوان وخلطٌ. وحينئذٍ يكون أعمّ من المنقّطة»».
وظاهر بعضهم أنّ النسبة بينهما عموم من وجه، قال في جامع المدارك : «ولعلّ الفرق بين البرش والمنقّطة بأنّ البرش ما اختلط لونه حمرة وبياضاً، والمنقّط ما فيه نقطٌ تخالف لونه، فهما وصفان قد يجتمعان وقد يختلفان».