الحالات التي يستحب فيها الأكل
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
توجد عدّة حالات يستحبّ فيها
الأكل وهي:
لو قصد الإنسان بأكله التقوّي على الطاعة والعبادة وتحصيل علم يتقرّب به إلى اللَّه، ويزور به
الحجّ الندبي وغير ذلك، كان مثاباً على فعله.قال الفيض
الكاشاني : «فمن يُقدم على الأكل ليستعين به على العلم والعمل ويقوى به على
التقوى فلا ينبغي أن يترك نفسه مهملًا سُدى، يسترسل بالأكل
استرسال البهائم في المرعى».
أمّا الهدي التطوّعي فيستحبّ الأكل منه بلا خلاف،
بل ادّعي عليه
الإجماع ؛
لقوله تعالى: «فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ».
ولما رواه
معاوية بن عمّار عن
أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «إذا ذبحت أو نحرت فكل وأطعم كما قال اللَّه تعالى: «فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ»»، فقال: «القانع: الذي يقنع بما أعطيته، والمعترّ : الذي يعتريك، والسائل: الذي يسألك في يديه، والبائس:
الفقير ».
وكذا يستحبّ أن يأكل
الإنسان من الاضحيّة المسنونة ثلثها، ويهدي ثلثها، ويتصدّق بثلثها،
وادّعي عليه الإجماع.
واستدلّ له
بما رواه
أبو الصباح الكناني ، قال: سألت أبا عبد اللَّه عليه السلام عن لحوم الأضاحي، فقال: «كان
علي بن الحسين وأبو جعفر عليهما السلام يتصدّقان بثلث على جيرانهما، وثلث على السؤّال، وثلث يمسكانه
لأهل البيت ».
يستحبّ للإنسان أن يطعم- أي يأكل بنفسه- شيئاً قبل الخروج إلى المصلّى في يوم الفطر،
وبعد عوده في الأضحى ممّا ضحّى به إن كان، إجماعاً منّا بقسميه.
واستدلّ
لذلك بروايات:
منها: ما عن جرّاح
المدائني عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «ليطعم
يوم الفطر قبل أن يصلّي، ولا يطعم يوم الأضحى حتى ينصرف
الإمام ».
وينبغي أن يكون المأكول في الفطر تمراً؛ تأسّياً
بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لما روي عنه أنّه كان يأكل قبل خروجه تمرات ثلاثاً أو
خمساً أو سبعاً أو أقلّ أو أكثر.
يستحبّ
إجابة دعوة
المؤمن والمسلم استحباباً مؤكّداً ولو على خمسة أميال، والأكل عنده؛
للروايات: منها: ما رواه
إسحاق بن يزيد عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «إنّ من حقّ المسلم على المسلم أن يجيبه إذا دعاه».
ومنها: ما عن
ياسر الخادم عن
أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: «السخيّ يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه، والبخيل لا يأكل من طعام الناس؛ لئلّا يأكلوا من طعامه».
ومنها: ما روي عن
رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «إنّ من أعجز العجز رجلًا دعاه أخوه إلى طعامه فتركه من غير علّة».
بل يستحبّ إجابة دعوة المؤمن والأكل عنده وإن كان المدعوّ صائماً ندباً،
فقد روى
الحسين بن حمّاد عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «إذا قال لك
أخوك : كل وأنت صائم فكُل، ولا تلجئه إلى أن يقسم عليك».
====الأكل مع الضيف====
يستحبّ أكل صاحب الطعام مع الضيف.
ويدلّ عليه ما رواه جميل عن |أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: سمعته يقول: «إنّ الزائر إذا زار المزور فأكل معه ألقى عنه الحشمة، وإذا لم يأكل معه ينقبض قليلًا».
وعن
علي بن جعفر عن أخيه
موسى عليه السلام : «أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أتاه الضيف أكل معه، ولم يرفع يده من الخوان حتى يرفع الضيف».
الموسوعة الفقهية، ج۱۶، ص۲۸۴-۲۸۶.