آداب ثوبي الإحرام
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
ويبحث فيها عن المكروهات والمستحبات لثوبي
الإحرام ، و من المكروهات :الإحرام في
السواد ، الإحرام في المشبع بالعصفر ونحوه، الإحرام في
الثياب المعلّمة ، الإحرام في الثوب
الملحم بالحرير، الإحرام في الثياب
الوسخة . وثياب الذي يستحب الإحرام فيه
القطن.
وقد تقدّم البحث في ذلك.
قال
الشيخ الطوسي : «يكره
الإحرام في الثياب المصبّغة بالعصفر وما أشبهه؛ لأجل
الشهرة وإن لم يكن ذلك محظوراً».
ويدلّ عليه ما رواه
أبان بن تغلب عن
الصادق عليه السلام قال: سأله
أخي عن الثوب يكون مصبوغاً بالعصفر ثمّ يغسل ألبسه وأنا محرم؟ قال: «نعم، ليس
العصفر من الطيب، ولكن أكره أن تلبس ما يشهرك بين الناس».
وقيّده العلّامة في
التذكرة و
المنتهى بما إذا كان مشبعاً بالعصفر، قال: «يكره المعصفر إذا كان مشبعاً ولا يكره إذا لم يكن مشبعاً عند علمائنا».
وقد منعه بعض العامّة
استناداً إلى أنّه من الطيب.
والظاهر عدم
اختصاص ذلك بالرجال، بل يكره للنساء الإحرام في مثل ذلك أيضاً.
قال الشيخ الطوسي: «يكره لها أن تلبس الثياب المصبوغة المفدمة»، يعني
المشبعة .
يكره للمحرم لبس الثياب
المعلّمة في حال الإحرام والإحرام فيها،
والمُعلّم هو الثوب المشتمل على لون يخالف لونه كالمصبوغ من لونين.
قال
العلّامة الحلّي : «يجوز الإحرام في الثياب المعلمة، و
اجتنابه أفضل؛ لقول الصادق عليه السلام: «لا بأس أن يحرم الرجل في الثوب المعلّم، وتركه أحبّ إليّ إذا قدر على غيره».
يكره الإحرام في الثوب
المُلْحم بالحرير،
ويدلّ عليه خبر
ليث المرادي ، قال: سألت
أبا عبد اللَّه عليه السلام عن الثوب المعلّم هل يحرم فيه الرجل؟ قال: «نعم، إنّما يكره المُلْحم».
لكن في
الوسائل : «نعم، إنّما يحرم المُلْحم».
يكره الإحرام في الثياب
الوسخة ، بل يغسلها قبل الإحرام؛
لاستحباب التنظيف، ولكن إذا توسّخ حين الإحرام فلا يغسله؛ لما رواه
محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن الرجل يحرم في ثوب وسخ؟ قال: «لا، ولا أقول أنّه حرام، ولكن تطهيره أحبّ إليّ وطهوره غسله، ولا يغسل الرجل ثوبه الذي يحرم فيه حتى يحلّ وإن توسّخ، إلّا أن تصيبه
جنابة أو شيء فيغسله».
ويحمل النهي عن الغسل فيه على
الكراهة لجواز
التحويل ، واستحباب
الطواف في الثوب الذي أحرم فيه، وليس ذلك بواجب.
ولكن في
التهذيب أنّه: «لا يجوز للمحرم أن يغسل ثوبه إلّا إذا أصابه ما يوجب
إزالته »،
ثمّ استدلّ بالرواية المذكورة.
أفضل الثياب للإحرام
القطن ، بلا خلاف فيه ظاهراً،
بل نسبه بعضهم إلى قطع
الأصحاب ،
والظاهر من بعض آخر
التخيير بين القطن والكتّان،
ولعلّ الدليل
على
استحباب القطن هو التأسّي، فقد روي لبسه في إحرام
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،
وأيضاً قد ورد
الأمر بلبس القطن مطلقاً في جملة من النصوص.
ثمّ إنّ أفضله البيض؛
لتظافر الأخبار بالأمر بلبسه كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «خير ثيابكم البيض، فألبسوها أحياءكم، وكفّنوا بها موتاكم»؛
ولما رواه
معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «كان ثوبا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين أحرم فيهما يمانيين عبري و
أظفار ، وفيهما كفن».
والظاهر أنّهما كانا أبيضين؛ للقطع باستحباب ذلك في
الكفن .
وفي
الوسيلة : أنّ الأفضل بياض القطن ثمّ الكتّان.
ولا بأس بالثوب
الأخضر و
المعصفر وغيرهما؛ لأنّ
خالد بن أبي العلاء الخفّاف رأى
الإمام الباقر عليه السلام وعليه برد أخضر وهو محرم.
ويستحب أن يكونا سالمين من الشبهة والقذارة، شريفين بالصلاة بهما أو
بالتبرّك بالأماكن المشرّفة على أصحابها السلام.
الموسوعة الفقهية، ج۶، ص۳۹۲-۳۹۵.