الإيذاء (الله ورسوله)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
لتصفح عناوين مشابهة، انظر
الإيذاء (توضيح).
قال
اللَّه تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ
رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَ
الْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ
عَذَاباً مُّهِيناً»،
وقال عزّوجلّ: «وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ
النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ
أُذُنٌ » «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ».
قال
العلّامة الطباطبائي : «من
المعلوم أنّ اللَّه سبحانه منزّه من أن يناله الأذى وكلّ ما فيه وصمة النقص و
الهوان ، فذكره مع الرسول و
تشريكه في إيذائه
تشريف للرسول، و
إشارة إلى أنّ من قصد رسوله بسوء فقد قصده أيضاً بالسوء؛ إذ ليس للرسول بما أنّه رسول إلّا
ربّه ، فمن قصده فقد قصد ربّه».
وقال
الشيخ الطوسي : «أذى اللَّه، يقال: هو أذى أوليائه، وإنّما أضافه إلى نفسه
تعظيماً لأوليائه، و
مبالغة في عظم
المعصية به».
وكذا في غيرهما.
وقد يقال بأنّ أذية اللَّه تعني
القيام بالفعل الذي يكرهه اللَّه تعالى بعد
إعمال المجاز في معنى
الكراهة المناسبة له تعالى. وأمّا إيذاء
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهو فعل كلّ ما يؤذيه من فعل أو قول، في نفسه أو في زوجاته أو
أهل بيته، في حياته أو مماته.
وقد ورد بعضها على لسان
الذكر الحكيم كقوله تعالى: «هُوَ اذُنٌ»
كما مرّ، وقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا
مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْييِ مِنكُمْ وَاللَّهُ لَايَسْتَحْييِ مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهنَّ
مَتَاعاً فَسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ
حِجَابٍ ... وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ
عَظِيماً ».
وبعض مصاديقها مذكور في الروايات كما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم في
ابنته فاطمة عليها السلام : «فاطمة بضعة منّي، يؤذيني ما يؤذيها».
وقوله صلى الله عليه و
آله وسلم: «من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى اللَّه».
وما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم في
الإمام عليّ عليه السلام : «من آذى عليّاً فقد آذاني».
وكذا في
الإمام الحسن عليه السلام .
وأذيّة الرسول من
الكبائر التي توعّد فيها في
القرآن العذاب.
قال
المحقّق النجفي في عداد الكبائر: «وأمّا المعاصي التي وقع
التصريح فيها بالعذاب... (ف) الخامس: أذيّة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم؛ لقوله تعالى...».
بل أنّ إيذاء
أهل البيت عليهم السلام حتى لو لم يتعنون بأنّه إيذاء للرسول لا يجوز قطعاً.
الموسوعة الفقهية، ج۱۹، ص۲۸۴-۲۸۵.