الاتعاظ

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF

---

ليس لدى الفقهاء اصطلاح خاص له وهم يستعملونه بمعنى تقبّل العظة.

---

الوعْظ: هو النصح والتخويف والتذكير بالعواقب وبما يلين قلب الإنسان له من الثواب والعقاب. . ويقال: وعظ الرجل يعظه وَعْظاً عِظة وموعظة إذا أمره بالطاعة ووصّاه بها. والاتّعاظ- وزان افتعال- من اتّعظ، أصله اوْتعظ ابدلت الواو تاء، ودُمجت مع التاء الاخرى فصار اتّعاظ كاتّكال واتّهاب. ومعنى الاتّعاظ تقبُّل العِظة.

---

ولا يوجد لدى الفقهاء اصطلاح خاصّ بهم للفظ الاتّعاظ، فهو يستعمل عندهم بما له من معنى في اللغة.

---

لا إشكال في أنّ الاتّعاظ أمر حسن في نفسه، يستحبّه الشرع الحنيف، ويرغب فيه.
وقد يجب بحكم العقل أو الشرع لغير المؤمن أحياناً مقدّمة للاهتداء للإسلام والإيمان.
كما أنّ الاتّعاظ أحد مقاصد الشارع المقدّس في كثير من الأحكام الشرعيّة خصوصاً فيما يرتبط بالموت والعبادات البدنية.
والفقهاء لم يتعرّضوا ضمن كلماتهم إلى أحكام الاتّعاظ وإن أشاروا إلى استحباب بعض الأفعال المناسبة للاتّعاظ، وكراهة بعض الأفعال المنافية له، ومن جملة ما أشاروا إليه:
۱- يستحبّ الدعاء عند تغسيل الميّت‏ حيث علِّل بأنّه مقام اتّعاظ يستجاب فيه الدعاء.
۲- يستحبّ التحفّي عند الصلاة على الجنازة لما فيه من الاتّعاظ، وخصّه بعض الفقهاء بالإمام كما يكره رفع الصوت فيها لمنافاته الاتّعاظ.
۳- يستحبّ إعلام المؤمنين بالوفاة، وعدم الإسراع في المشي عند تشييع الجنازة، والتفكّر في مآل ومصير الإنسان فيه؛ للاتّعاظ.
۴- يستحبّ لمن ينزل القبر لتناول الميّت أو غيره التحفّي وكشف الرأس وحلّ الأزرار؛ لأنّه موضع اتّعاظ.
۵- يكره المقام عند القبور عند كثير من الفقهاء، وعلِّل بعدم الاتّعاظ، لكن لو تعلّق بالمقام عندها غرض صحيح كتلاوة القرآن ودوام الاتّعاظ بها لم يكره، بل ربّما استحبّ.
۶- يستحبّ للمصلّي ملاحظة معاني ما يقرأ والتفكّر فيها والاتّعاظ بها.
۷- يجب حضور خطبتي صلاة الجمعة على ما يستفاد من كلام بعض الفقهاء، وأمّا الاستماع إلى الخطيب فيهما، فذهب بعضهم إلى وجوب ذلك، وذهب آخرون إلى الاستحباب. وأمّا العيدين فلا يجب الحضور ولا الاستماع، وعلّل ذلك بأنّ المقصود منه الاتّعاظ.

---