الاستغفار (أفضل أوقاته)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
لتصفح عناوين مشابهة، انظر
الاستغفار (توضيح) .
الاستغفار وإن كان
مستحبّاً في جميع الأوقات،
إلّاأنّه يتأكّد في أوقات مخصوصة، وهي:
يتأكّد الاستغفار في الأسحار؛
«لأنّ
السحر من الأوقات المضروبة لجملة من الطاعات، وأنّ فيه فضيلة
الإيثار والاستغفار طول العام، ووقت السحور
والدعاء المأثور في شهر
الصيام ، وهو أفضل الأوقات وأشرفها وأحسن الساعات وألطفها، وكم للَّهفيه من نفحة عطرة يمنّ بها على من يشاء، وجائزة موفّرة يخصّ بها من أخلص في الدعاء، وكم من عبادة فيه هبّت عليها نسمات
القبول ، ودعوة من ذي طلبةٍ مشفوعة ببلوغ المأمول، ومشكل من مسائل اتّضح بمصابيح الهداية، وعويصٍ من المطالب افتتح بمفاتيح العناية، فهو وقت للعلماء والعاملين
والعرفاء والمتعبّدين، والسعيد من سعد بإحياء هذا الوقت الشريف، واستدرّ به أخلاف الكرم من
الجواد اللطيف، وجاء في جنبه للقيام بين يدي الجبّار، وواظب فيه على
الإنابة والاستغفار ممّا اجترح في آناء
الليل والنهار ... (و) هو خير وقت يدعى فيه، ولذا أخّر
يعقوب عليه السلام بنيه في قول اللَّه عزوجل: «سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي»
في الاستغفار إلى السحر؛
لأنّ دعاء السحر مستجاب.
وهناك الكثير من النصوص الواردة في
الكتاب والسنّة تؤكّد أنّ أفضل أوقات الليل للاستغفار هو السحر
:
منها: قوله تعالى: «وَبِالأَسحَارِ هُم يَستَغفِرُونَ»،
وقوله سبحانه وتعالى: «وَالمُستَغفِرِينَ بِالأَسحَارِ»،
حيث مدح اللَّه تعالى المستغفرين في وقت السحر، فدلّ على أفضليّة الدعاء والاستغفار فيه على غيره.
وقد روي عن
الإمام الصادق عليه السلام:أنّ «من استغفر اللَّه سبعين مرّة في وقت السحر فهو من أهل هذه
الآية ».
ومنها: ما رواه
زرارة في الصحيح عن
الإمام الباقر عليه السلام: «... فإذا سمعت صوت الديوك فقل: سبّوح قدّوس ربّ
الملائكة والروح... عملت سوءً وظلمت نفسي، فاغفر لي وارحمني، إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت...».
فقد ورد عن
عبد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال- في
حديث طويل-: «يقول اللَّه تبارك وتعالى في كلّ ليلة من شهر رمضان ثلاث مرّات:هل من سائل فاعطيه سؤله؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟...».
وعن
حصين عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال:قال
أمير المؤمنين عليه السلام: «عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء، فأمّا الدعاء فيدفع به عنكم
البلاء ، وأمّا الاستغفار فتمحى به ذنوبكم».
وروايته الاخرى عنه عليه السلام أيضاً قال:«كان
علي بن الحسين عليه السلام إذا كان شهر رمضان لم يتكلّم إلّابالدعاء والتسبيح والاستغفار...».
وقد ورد التأكيد عليه عند
الإفطار ، ففي رواية عن
الإمام موسى بن جعفر عن
آبائه عليهم السلام: «أنّ لكلّ صائم عند فطوره دعوة مستجابة، فإذا كان أوّل لقمة فقل:بسم اللَّه، يا واسع المغفرة اغفر لي».
وفي اخرى: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم، يا واسع المغفرة اغفر لي» فإنّه من قالها عند إفطاره غفر له.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «ما من عبد يصوم فيقول عند إفطاره: يا عظيم يا عظيم، أنت إلهي لا إله لي غيرك، اغفر لي الذنب العظيم، إنّه لا يغفر الذنب العظيم إلّا العظيم، إلّاخرج من ذنوبه كيوم ولدته امّه».
حيث وردت فيها روايات تؤكّد على الاستغفار في ليالي الجمع طول الليل.
فقد ورد عن
إبراهيم بن أبي محمود عن
الإمام الرضا عليه السلام أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال:«إنّ اللَّه تبارك وتعالى ينزل ملكاً إلى السماء الدنيا كلّ ليلة في الثلث الأخير وليلة الجمعة في أوّل الليل، فيأمره فينادي: هل من سائل فاعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟..».
كما يستحب في يوم
الجمعة الاستغفار مئة مرّة.
الموسوعة الفقهية، ج۱۲، ص۹۴-۹۷.