الاستغفار (في أذكار الصلاة وتعقيباتها)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
لتصفح عناوين مشابهة، انظر
الاستغفار (توضيح).
ورد
الاستغفار في بعض أذكار
الصلاة وذلك كما في الموارد التالية:
جاء في بعض
الروايات الواردة في
تكبيرات الافتتاح دعاء يتضمّن الاستغفار بعد التكبيرة الثالثة من التكبيرات الستّ المستحبة؛ وهي رواية
الحلبي عن
الإمام الصادق عليه السلام حيث ورد فيها: «ثمّ كبّر ثلاث تكبيرات، ثمّ قل: اللهمّ أنت الملك الحقّ (المبين)، لا إله إلّاأنت سبحانك، إنّي ظلمتُ نفسي، فاغفر لي ذنبي، إنّه لا يغفر الذنوب إلّاأنت...».
وقد استدلّ بها الفقهاء على أصل
الاستحباب وكيفيّته.
ورد الاستغفار في أدعية
القنوت بصورة عامّة في اليوميّة وغيرها.
أمّا في قنوت اليوميّة فقد ذكر الفقهاء
أنّه يستحب أن يقول فيها: (ربّ اغفر وارحم وتجاوز عمّا تعلم، إنّك أنت الأعزّ الأكرم)،في نسخة: «الأجلّ».
وقد جعله غير واحد من الفقهاء أدنى
الأدعية .
أو يدعو
بما في خبر
ابن أبي سمّاك الوارد عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال:«اللهمّ اغفر لنا وارحمنا وعافِنا واعفُ عنّا في الدنيا والآخرة، إنّك على كلّ شيء قدير».
ومثله عن
ابن أبي خلف عنه عليه السلام
أيضاً.والأولى أن يكون فيه طلب
المغفرة له وللمؤمنين والمؤمنات،
فيقول: (اللهمّ اغفر لي ولجميع المؤمنين والمؤمنات).
وقد ورد
في صحيح
زرارة عن
الإمام الباقر عليه السلام- في
حديث - قال:«تقول في قنوت
الفريضة في الأيّام كلّها إلّا في
الجمعة : اللهمّ إنّي أسألك لي ولوالديّ ولولدي وأهل بيتي وإخواني المؤمنين فيك اليقينَ والعفو والمعافاة والرحمة والمغفرة والعافية في الدنيا والآخرة».
وأمّا الاستغفار في قنوت
صلاة العيد فقد قال بعض الفقهاء: إنّ أفضل ما يذكر فيه ما نقل عن
أهل البيت عليهم السلام،
كرواية
ابن أبي منصور عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «... واغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات...».
وأمّا الاستغفار في قنوت غير اليوميّة فقد صرّح أكثر الفقهاء باستحبابه في قنوت
الوتر سبعين مرّة؛
للروايات، ففي رواية ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «استغفر اللَّه في الوتر سبعين مرّة»،
ومثلها غيرها.
ومن جملة ما يقال في قنوت الوتر:(أستغفر اللَّه الذي لا إله إلّاهو الحيّ القيّوم ذو الجلال والإكرام، لجميع ظلمي وجرمي وإسرافي على نفسي وأتوب إليه) سبع مرّات.
وكان
الإمام الكاظم عليه السلام يدعو بعد
ركوع الوتر
فيقول: «... طال هجوعي، وقلّ قيامي، وهذا السحر، وأنا أستغفرك لذنبي استغفار من لم يجد لنفسه ضرّاً ولا نفعاً، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً».
وذكر بعضهم أنّه يستحبّ الاستغفار لأربعين مؤمناً أحياءً وأمواتاً، بأن يقول:(اللهمّ اغفر لفلان وفلان).
يستحبّ إضافة الاستغفار إلى
التسبيحات الأربعة في ثالثة
المغرب وأخيرتي الرباعيّات إن اختار التسبيح على
القراءة ؛
لصحيحة عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبد اللَّه عليه السلام عن الركعتين الأخيرتين من الظهر، قال: «تسبّح وتحمد اللَّه وتستغفر لذنبك، وإن شئت
فاتحة الكتاب فإنّها تحميد ودعاء».
ويجزي فيه (أستغفر اللَّه) أو (اللهمّ اغفر لي).
يستحبّ الدعاء في الجلوس بين
السجدتين ،
وقد ورد في رواية حمّاد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه عليه السلام لمّا رفع رأسه واستوى جالساً وكبّر قال: «...أستغفر اللَّه ربّي وأتوب إليه».
وفي رواية الحلبي عنه عليه السلام أيضاً أنّه قال: «... إذا رفعت رأسك فقل بين السجدتين: اللهمّ اغفر لي وارحمني وأجرني -في الوسائل: «واجبرني».- وادفع عنّي، إنّي لما أنزلت إليّ من خير
فقير ...».
اعتبر بعض الفقهاء
أنّ أكمل
التشهّد وأفضله ما رواه
أبو بصير عن أبي عبد اللَّه عليه السلام والذي ورد ضمن أذكاره: «...اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد واغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلًاّ للذين آمنوا، ربّنا إنّك رؤوف رحيم، اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد... واغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولمن دخل بيتي مؤمناً...».
من الأدعية والأذكار التي رُغّبَ فيها عقيب بعض
الصلوات المستحبّة
والفريضة،
الاستغفار.فمن جملة ما ورد في الاستغفار عقيب بعض الصلوات المستحبّة
ما روي عن
أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: من صلّى أربع ركعات يوم الجمعة قبل الصلاة... فإذا فرغ من الصلاة استغفر اللَّه مئة مرّة...».
وأمّا عقيب الفريضة
فقد ورد عن
الحسين بن حمّاد عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: «من قال في دبر صلاة الفريضة قبل أن يثني رجليه: أستغفر اللَّه الذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم ذا الجلال والإكرام وأتوب إليه، ثلاث مرّات، غفر اللَّه (عزّوجلّ) له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر».
كما روي
عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً أنّه كان يقول إذا فرغ من صلاته: «اللهمّ اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت، وما أسررت وما أعلنت، وإسرافي على نفسي، وما أنت أعلم به منّي...».
وكذا ما روي أيضاً من أدعية أهل البيت عليهم السلام،
فممّا كان يدعو به الإمام الكاظم عليه السلام عقيب صلاة الظهر وهو خارٌّ للَّه ساجد معفّر خدّيه
بالتراب ، فكان يقول عند تعفير الخدّ الأيمن بصوت حزين:«بؤت إليك بذنبي، عملت سوءً وظلمت نفسي، فاغفر لي، فإنّه لا يغفر الذنوب غيرك يا مولاي»، ثلاث مرّات.
وما تقدّم في
الأخبار المذكورة هو بعض صور الاستغفار، وهناك صور اخرى للاستغفار من جملتها: (أستغفر اللَّه ربّي وأتوب إليه)،
و (سبحانك لا إله إلّاأنت، اغفر لي ذنوبي كلّها جميعاً، فإنّه لا يغفر الذنوب كلّها جميعاً إلّاأنت...).
يستحبّ أن يدعى في آخر سجدة من
نافلة المغرب كلّ ليلة خصوصاً ليلة الجمعة
بما رواه
عبد اللَّه بن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام: «... اللهمّ إنّي أسألك بوجهك الكريم واسمك العظيم أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تغفر لي ذنبي العظيم، سبع مرّات...».
الموسوعة الفقهية، ج۱۲، ص۷۶-۸۸.