بخس (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
بخس:
(وَ لا تَبْخَسُوا النَّاسَ) و «
البخس » و معناه في اللغة
التقليل، و جاء هنا بمعنى
الظلم ايضا. و يطلق على الاراضي المزروعة دون سقي «انّها بخس» لانّ ماءها قليل، حيث تعتمد على ماء
المطر فحسب، او انّ هذه الاراضي قليلة الانتاج بالنسبة الى الاراضي الزراعية الاخرى. و إذا توسعنا في معنى هذه الكلمة و مفهوم الجملة وجدناها دعوة الى رعاية جميع
الحقوق الفردية و الاجتماعية و لجميع الملل و النحل، و يظهر «بخس الحق» في كل محيط و عصر و زمان بشكل معين حتى بالمساعدة دون عوض أحيانا، و
التعاون و إعطاء قرض معين (كما هي طريقة
المستعمرين في عصرنا).
(لا تبخسوا) المأخوذة من «
البخس»، و هو في الأصل النقص ظلما من حقوق
الناس... و قد يأتي أحيانا بمعنى
الغش أو
التلاعب المنتهي إلى تضييع حقوق الآخرين.. فبناء على ما تقدم، فإن الجملة الآنفة
(وَ لا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ) لها معنى واسع يشمل جميع أنواع الغش و
التزوير و التضليل، و التلاعب في
المعاملات و غمط حقوق الآخرين.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأیضاح معنی
«بخس» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ إِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَ الْمِيزَانَ وَ لاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: وقد دعاهم أولا بعد
التوحيد الذي هو أصل
الدين إلى إيفاء الكيل و الميزان وأن لا يبخسوا الناس أشياءهم فقد كان
الإفساد في المعاملات رائجا فيهم شائعا بينهم.
قال
الطبرسي فی
تفسير مجمع البيان: و البخس: النقص عن الحد الذي يوجبه
الحق.
(مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَ زِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَ هُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: و البخس نقص
الأجر. و في
الآية تهديد لهؤلاء الذين لا يخضعون للحق لما جاءهم ولا يسلمون له إيثارا للحياة
الدنيا و نسيانا للآخرة ، وبيان لشيء من سنة الأسباب القاضية عليهم باليأس من نعيم الحياة الآخرة.
قال الطبرسي فی تفسير مجمع البيان:
(و هم فيها لا يبخسون) أي: لا ينقصون شيئا منه.
(وَ يَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَ الْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَ لاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَ لاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: و البخس
النقص كرر القول في المكيال و الميزان بالأخذ بالتفصيل بعد
الإجمال مبالغة في
الاهتمام بأمر لا غنى لمجتمعهم عنه ، وذلك أنه دعاهم أولا إلى
الصلاح بالنهي عن نقص المكيال و الميزان، و عاد ثانيا فأمر بإيفاء المكيال والميزان ونهى عن بخس الناس أشياءهم إشارة إلى أن مجرد التحرز عن نقص المكيال والميزان لا يكفي في إعطاء هذا الأمر حقه ـ وإنما نهى عنه أولا لتكون معرفة إجمالية هي كالمقدمة لمعرفة
التكليف تفصيلا ـ بل يجب أن يوفي الكائل و الوازن مكياله وميزانه و يعطياهما حقهما ولا يبخسا ولا ينقصا
الأشياء المنسوبة إلى الناس بالمعاملة حتى يعلما أنهما أديا إلى الناس أشياءهم وردا إليهم مالهم على ما هو عليه.
قال الطبرسي فی تفسير مجمع البيان:
(و لا تبخسوا الناس) أي: ولا تنقصوا الناس.
(وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَ كَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان:
الثمن البخس هو الناقص عن حق
القيمة.
قال الطبرسي فی تفسير مجمع البيان:
(و شروه بثمن بخس) اي. باعوه بثمن ناقص قليل، عن
عكرمة، و
الشعبي. و قيل: حرام، لأن ثمن
الحر حرام، عن
الضحاك، و
مقاتل، و
السدي. وسمي الحرام بخسا، لأنه لا بركة فيه، فهو منقوص البركة.
(وَ أَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَ لَا رَهَقًا) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: المراد بالهدى
القرآن باعتبار ما يتضمنه من
الهدى، و البخس
النقص على سبيل الظلم، و
الرهق غشيان
المكروه.
قال الطبرسي فی تفسير مجمع البيان: (بخسا) أي نقصانا فيما يستحقه من
الثواب.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.