الإطباق
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
هو أن يوضع
الشيء علي مثله بنحو يغطيه وقد تطابقا معا.
الإطباق: من طبق يطبق
تطبيقاً وإطباقاً، وهو وضع شيء
مبسوط على مثله حتّى يغطيه.
يقال: أطبقت الشيء على الشيء، فالأوّل طبق للثاني، وقد تطابقا، ومن هذا قولهم: أطبق الناس على كذا، كأنّ
أقوالهم تساوت على ذلك.
ويقال: أطبق
القوم على كذا: إذا أجمعوا عليه.
وأطبقت عليه
الحمّى أي دامت، ومثله أطبق عليه
الجنون .
وطابقت بين شيئين: جعلتهما على حذو واحد وألزقتهما ببعض.
و
التطبيق في الصلاة: جعل اليدين بين
الفخذين في
الركوع .
يستعمل الفقهاء لفظ الإطباق بنفس
المعنى اللغوي، فتارة يطلقونه على
إغلاق الفم، كما في إطباق فم
الميت ، واخرى بمعنى
الدوام كما في
المجنون الإطباقي، ويستعملونه أيضاً بمعنى
الإجماع ويكون غالباً مع
إضافةٍ، فيقال: (إطباق الفقهاء أو أطبق الفقهاء).
وهو في
اللغة تارة بمعنى
العزم ، يقال: أجمع فلان على كذا إذا عزم عليه، واخرى بمعنى
الاتفاق ، يقال: أجمع القوم على كذا أي اتّفقوا عليه.
وفي
الاصطلاح : هو اتّفاق جميع
العلماء في عصرٍ على حكم شرعي، أو اتفاق أهل
الحلّ والعقد من
المسلمين على الحكم، أو اتّفاق امة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم،
وغير ذلك، على
الخلاف بين علماء الاصول في تعريف
الإجماع ونكتة حجيته. ويطلقون عليه أيضاً الاتّفاق.
يختلف حكم الإطباق بحسب موارده المختلفة كما يأتي:
صرّح جماعة من الفقهاء
باستحباب إطباق فم الميت بعد موته،
تحفظاً من دخول
الهوام وقبح
المنظر .
ولعلّ
مستندهم ما ورد في النصوص الكثيرة من أساليب
التعامل مع
الميت بما يحفظ
احترامه و
مكانته .
يجوز إطباق
اللحد بالساج، و
المراد بتطبيق
الساج عليه، جعله حواليه كأنّه قد وضع في
تابوت .
ولعلّ مستندهم في ذلك
أصالة البراءة، مع عدم دليل معتبر على
العكس .
ذكر بعض الفقهاء أنّه متى كان
الإنسان في بر وأطبقت
السماء بالغيم بحيث لا يجد دليلًا على
القبلة ودخل وقت الصلاة فليصلّ إلى أربع جهات أربع دفعات.
وليست لديهم
خصوصية في الإطباق هنا وإنّما كان بمثابة حالة من حالات عدم
إمكان التعرّف على القبلة.
صرّح بعض الفقهاء بعدم جواز التطبيق في الصلاة، وهو أن يطبق إحدى يديه على الاخرى ويضعهما بين ركبتيه في
الركوع ،
وادّعي عليه الإجماع.
واستدلّ له بالإجماع ورواية كيفية الصلاة في خبر
حمّاد و
زرارة .
لكن عدّه بعضهم من مكروهات الصلاة لا محرّماتها، ولعلّه لعدم
نهوض الإجماع دليلًا مع عدم
دلالة رواية كيفية الصلاة على أنّها بصدد بيان خصوص الواجبات والمحظورات فيها.
جوّز بعض الفقهاء ستر
العورة عن الناظر المحترم بإطباق
النورة عليها؛
وذلك لحصول
الستر بذلك.
كما ورد عن
أبي جعفر عليه السلام في خبر
عبيد اللَّه المرافقي، أنّه قيل له: إنّ الذي تكره أن أراه قد رأيته، فقال عليه السلام: «كلّا إنّ النورة سترة».
لا عبرة بعبادة المجنون الإطباقي ولا
معاملاته وأقواله وأفعاله، ولا
ثواب ولا
عقاب اخرويين على فعله، وأمّا
الدنيويان فقد يترتّبان في بعض
الأحيان وليس هناك أي
أثر مترتب على ما يصدر منه، وكذا
الأدواري في حال
الجنون .
إطباق الفقهاء بمعنى إجماعهم على رأي فقهي، وهو أحد
الأدلّة الأربعة التي يستند إليها في
استنباط الحكم الشرعي.
والمتفق عليه بين فقهاء
الإمامية القائلين بحجية الإجماع أنّ الإجماع بنفسه وعنوانه ليس
حجة ولا دليلًا من الأدلّة الشرعية وإنّما هو كاشف عن الدليل الشرعي وهو
السنة ورأي
المعصوم عليه السلام.
وقد اختلفت الوجوه والمباني لدى علماء الاصول في كيفية
استكشاف رأي المعصوم عليه السلام من إجماع الفقهاء وإطباقهم على رأي
فقهي .
يطلب تفصيل ذلك كلّه من مصطلح إجماع.
الموسوعة الفقهية، ج۱۴، ص۲۵-۲۷.