ذكروا أنّ المراد بامّ المؤمنين كلّ امرأة عقد عليها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ودخل بها، وإن طلّقها بعد ذلك، وعلى هذا فإن عقد عليها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ولم يدخل بها فإنّها لا يطلق عليها لفظ امّ المؤمنين، ومن دخل بها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم على وجه التسرّي لا على وجه النكاح لا يطلق عليها امّ المؤمنين أيضاً كمارية القبطيّة .
وردت في الفقه بعض الأحكام المتعلّقة بامّهات المؤمنين، ونحن نتعرّض لها من حيث علاقتها بهذا الوصف الثابت لهنّ فقط، لا من حيث كونهنّ زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأهمّها ما يلي:
وقد يقال: إنّ تحريم أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المسلمين جميعاً إنّما هو للنهي الوارد في القرآن ، لا لتسميتهنّ بامّهات المؤمنين، في قوله سبحانه وتعالى: «وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ»، ولا لتسميته والداً؛ لأنّ هذه التسمية إنّما وقعت على وجه المجاز لا الحقيقة ، بل المراد وجوب احترامهنّ؛ ولذلك لا يحلّ النظر إليهنّ ولا الخلوة بهنّ ولا المسافرة .