الأعمال المؤكدة في شهر رمضان
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
ما يُؤَكَّدُ استِحبابُهُ مِنَ الأَعمالِ: أ- التَّطَوُّعُ بِخَصلَةٍ مِن خِصالِ
الخَيرِ، ب- تَفطيرُ الصّائِمينَ، ج- كَثرَةُ
الإِنفاقِ، د- كَثرَةُ
تِلاوَةِ القُرآنِ، ه- كَثرَةُ
الاِستِغفارِ، و- كَثرَةُ
الدُّعاءِ وَالذِّكرِ، و- كَثرَةُ
الصَّلاةِ، ز-
العُمرَةُ بَعدَ مُضِيِّ لَيلَةِ الثّالثِ والعشرين، ح-
الاِعتِكاف، ط- قِراءَةُ
سورَةِ الفَتحِ فِي التَّطَوُّعِ.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): مَن تَطَوَّعَ بِخَصلَةٍ مِن خِصالِ
الخَيرِ في
شَهرِ رَمَضانَ كانَ كَمَن أدّى سَبعينَ فَريضَةً مِن فَرائِضِ اللّه ِ عز و جل، ومَن أدّى فيهِ فَريضَةً مِن
فَرائِضِ اللّه ِ كانَ كَمَن أدّى سَبعينَ فَريضَةً مِن فَرائِضِ اللّه ِ تَعالى فيما سِواهُ مِنَ الشُّهورِ
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): مَن فَطَّرَ (قال
السيّد ابن طاووس (قدسسره): اعلم أنّ فضل إطعام الطعام معقول فضله بأنوار العقول المصدّقة
للأنبياء والمرسلين (صلواتاللّهعليهمأجمعين) وذلك: أنّ القيام لأهل الصيام بالطعام كأنّه تملّك لطاعتهم وسلب منهم لعبادتهم؛ فإنّ القوّة الموجودة في الأجساد الّذين تؤثرهم بالزاد تصير كأنّها قوّة العبد المطعِم لهم الّتي في جسد مهجته. فكما أنّ قوّة جسده كلّما حصل بها كان معدودا مِن عبادته، فكذا يكون كلّما صدر عن القوّة بتفطير الصائم تكون مكتوبة لمن يطعمه في ديوان طاعته
) صائِما كانَ لَهُ مِثلُ أجرِهِ مِن غَيرِ أن يَنقُصَ مِنهُ شَيءٌ، وما عَمِلَ بِقُوَّةِ ذلِكَ الطَّعامِ مِن بِرٍّ
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): فِطرُكَ لِأَخيكَ المُسلِمِ وإدخالُكَ السُّرورَ عَلَيهِ أعظَمُ أجرا مِن صِيامِكَ
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) -
لِعَلِيٍّ (علیهالسّلام) -: يا عَلِيُّ، ثَلاثُ فَرَحاتٍ لِلمُؤمِنِ فِي
الدُّنيا: لِقاءُ الإِخوانِ، وتَفطيرُ الصّائِمِ، وَالتَّهَجُّدُ مِن آخِرِ اللَّيلِ
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): مَن فَطَّرَ مُؤمِنا في شَهرِ رَمَضانَ كانَ لَهُ بِذلِكَ
عِتقُ رَقَبَةٍ ومَغفِرَةٌ لِذُنوبِهِ فيما مَضى، فَإِن لَم يَقدِر إلاّ عَلى مَذقَةِ لَبَنٍ فَفَطَّرَ بِها صائِما أو شَربَةٍ مِن ماءٍ عَذبٍ وتَمرٍ لا يَقدِرُ عَلى أكثَرَ مِن ذلِكَ، أعطاهُ اللّه ُ هذَا
الثَّوابَ.
الإمام الباقر (علیهالسّلام): لَأَن اُفَطِّرَ رَجُلاً مُؤمِنا في بَيتي أحَبُّ إلَيَّ مِن عِتقِ كَذا وكَذا نَسَمَةٍ مِن وُلدِ إسماعيلَ
.
قال العالم الرباني
ملكي تبريزي (قدسسره): من مهمّات أعمال هذا الشهر
إفطار (أي تفطير) الصائمين، وقد سمعتَ أجر ذلك في خطبة النبيّ (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم)، والأهمُّ في ذلك أيضا
إخلاصُ النيّة والتأدّب
بأدب اللّه (جلّجلاله) وألاّ يكون باعِثُه على ذلك إلاّ تحصيل رضاه، لا إظهار شرف الدنيا ولا شرف
الآخرة، ولا
التقليد ولا رسوم العادات، ويَهتَمّ في تخليص عمله من هذه القصود، ويختبرها ببعض الكواشف، ولا يطمئنّ من تلبيس
الهوى والشيطان، ويكون في ذلك مستمدّا من اللّه (جلّجلاله) في أصل إفطاره، وفي تعيين من يُفطّره من المؤمنين، وفيما يفطّر به مِنَ الطعام، وكيفيّة معاملته مع ضيفه، فإنّ ذلك كلّه تختلف كيفيّاته مع القصود، ويَعرف أهل
اليقظة مداخل الشيطان فيها، فيَجتَنِبُ عمّا يوافق أمرَه ويتّبع ما يوافق لأمر مولاه ورضا مالِكِ دينه ودنياه، فيفوز بقبوله ومثوباته فوق آماله ومُناه. وهكذا يهتمّ في إخلاص قصده بقبول دعوة الغير للإفطار ويجتهد في ذلك، وقد ينتفع المخلِصُ من قبول دعوة
مؤمن وحضور مجلسه وإفطاره معه بما لا ينتفع غيره من عبادة دهر من الدهور، ولذا كانت هِمَّةُ
الأولياء على تخليص الأعمال لا تكثيرها اعتبارا من عمل
آدم وإبليس، وقد رُدَّت مِنَ الخبيث عبادةُ آلاف السنين وقُبِلَ من آدم
توبة واحدة مع الإخلاص، وصارَت سببا لاِجتِبائِه واصطِفائِه
.
سنن الترمذي عن أنس: سُئِلَ النَّبِيُّ (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم):... أيُّ
الصَّدَقَةِ أفضَلُ؟ قالَ: «صَدَقَةٌ في رَمَضانَ»
.
صحيح البخاري عن
ابن عبّاس: ص كانَ النَّبِيُّ (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) أجوَدَ النّاسِ بِالخَيرِ، وكانَ أجوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حينَ يَلقاهُ جِبريلُ، وكانَ
جِبريلُ (علیهالسّلام) يَلقاهُ كُلَّ لَيلَةٍ في رَمَضانَ حَتّى يَنسَلِخَ، يَعرِضُ عَلَيهِ النَّبِيُّ (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم)
القُرآنَ، فَإِذا لَقِيَهُ جِبريلُ (علیهالسّلام) كانَ أجوَدَ بِالخَيرِ مِنَ الرّيحِ المُرسَلَةِ
.
الإمام الصادق (علیهالسّلام): مَن تَصَدَّقَ في شَهرِ رَمَضانَ بِصَدَقَةٍ صَرَفَ اللّه ُ عَنهُ سَبعينَ نَوعا مِنَ
البَلاءِ.
الفقه المنسوب
للإمام الرضا (علیهالسّلام): أحسِنوا إلى عِيالِكُم ووَسِّعوا عَلَيهِم؛ فَإِنَّهُ قَد أروي عَنِ العالِمِ (علیهالسّلام) أنَّهُ قالَ: «إنَّ اللّه َ لا يُحاسِبُ الصّائِمَ عَلى ما أنفَقَهُ في مَطعَمٍ ولا مَشرَبٍ، وإنَّهُ لا إسرافَ في ذلِكَ»
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) - في
آدابِ شَهرِ رَمَضانَ -: أكثِروا فيهِ مِن تِلاوَةِ القُرآنِ
.
الإمام الباقر (علیهالسّلام): لِكُلِّ شَيءٍ رَبيعٌ، ورَبيعُ القُرآنِ شَهرُ رَمَضانَ
.
الكافي عن
عليّ بن أبي حمزة: دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّه ِ (علیهالسّلام) فَقالَ لَهُ
أبو بَصيرٍ: جُعِلتُ فِداكَ ! أقرَأُ القُرآنَ في شَهرِ رَمَضانَ في لَيلَةٍ؟ فَقالَ: «لا». قالَ: فَفي لَيلَتَينِ؟ قالَ: «لا». قالَ: فَفي ثَلاثٍ؟ قالَ: «ها» - وأشارَ بِيَدِه («ها» كلمة تنبيه للمخاطب ينبّه به على ما يساق إليه من الكلام. و«أشار بيده» كأنّه أشار إليه أن يسكت
) -. ثُمَّ قالَ: «يا أبا مُحَمَّدٍ، إنَّ لِرَمَضانَ حَقّا وحُرمَةً لا يُشبِهُهُ شَيءٌ مِنَ الشُّهورِ، وكانَ أصحابُ مُحَمَّدٍ (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) يَقرَأُ أحَدُهُمُ القُرآنَ في شَهرٍ أو أقَلَّ؛ إنَّ القُرآنَ لا يُقرَأُ هَذرَمَةً (الهَذْرَمة: السرعة في القراءة
) ولكِن يُرَتَّلُ تَرتيلاً، فَإِذا مَرَرتَ بِآيَةٍ فيها ذِكرُ
الجَنَّةِ فَقِف عِندَها وسَلِ اللّه َ عز و جل الجَنَّةَ، وإذا مَرَرتَ
بِآيَةٍ فيها ذِكرُ النّارِ فَقِف عِندَها وتَعَوَّذ بِاللّه ِ مِنَ
النّارِ»
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): إنَّ في رَمَضانَ يُنادي مُنادٍ بَعدَ ثُلُثِ اللَّيلِ الأَوَّلِ، أو ثُلُثِ اللَّيلِ الآخِرِ: ألا سائِلٌ يَسأَلُ فَيُعطى؟ ألا مُستَغفِرٌ يَستَغفِرُ فَيُغفَرَ لَهُ؟ ألا تائِبٌ يَتوبُ فَيَتوبَ اللّه ُ عَلَيهِ
؟
الإمام عليّ (علیهالسّلام): عَلَيكُم في شَهرِ رَمَضانَ بِكَثرَةِ
الاِستِغفارِ وَالدُّعاءِ؛ فَأَمَّا الدُّعاءُ فَيُدفَعُ بِهِ عَنكُمُ البَلاءُ، وأمَّا الاِستِغفارُ فَيَمحى ذُنوبَكُم
.
الإمام الصادق (علیهالسّلام): كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهماالسلام إذا كانَ شَهرُ رَمَضانَ لَم يَتَكَلَّم إلاّ
بِالدُّعاءِ وَالتَّسبيحِ وَالاِستِغفارِ
وَالتَّكبيرِ.
«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) -في دُعاءِ اللَّيلَةِ الثّامِنَةِ مِن شَهرِ رَمَضان-: اللّهُمَّ هذا شَهرُكَ الَّذي أمَرتَ فيهِ عِبادَكَ بِالدُّعاءِ وضَمِنتَ لَهُمُ
الإِجابَةَ، وقُلتَ: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ»
.
فضائل الأوقات عن عائشة: فكانَ رَسولُ اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) إذا دَخَلَ رَمَضانُ تَغَيَّرَ لَونُهُ، وكَثُرَت صَلاتُهُ، وَابتَهَلَ فِي الدُّعاءِ وأشفَقَ مِنهُ
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): رَمَضانُ شَهرُ اللّه ِ - تَبارَكَ وتَعالى - اِستَكثِروا فيهِ مِنَ
التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ وَالتَّحميدِ وَالتَّمجيدِ وَالتَّسبيحِ
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): مَن قامَ رَمَضانَ إيمانا وَاحتِسابا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): مَن صَلّى مِنكُم في هذَا الشَّهرِ للّه ِِ عز و جل رَكعَتَينِ يَتَطَوَّعُ بِهِما، غَفَرَ اللّه ُ لَهُ
.
الإمام الصادق (علیهالسّلام): كانَ رَسولُ اللّه ِ (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) إذا جاءَ شَهرُ رَمَضانَ زادَ فِي الصَّلاةِ، وأنَا أزيدُ فَزيدوا
.
مصباح المتهجّد عن
أبي حمزة الثمالي: كانَ
عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ سَيِّدُ العابِدينَ (صَلَواتُاللّه ِعَلَيهِما) يُصَلّي عامَّةَ اللَّيلِ في شَهرِ رَمَضانَ، فَإِذا كانَ
السَّحَرُ دَعا بِهذَا الدُّعاءِ: إلهي لا تُؤَدِّبني بِعُقوبَتِكَ...
.
الإمام الصادق (علیهالسّلام): شَهرُ رَمَضانَ لا يُشبِهُهُ شَيءٌ مِنَ الشُّهورِ؛ لَهُ حَقٌّ وحُرمَةٌ، أكثِر مِنَ الصَّلاةِ مَا استَطَعتَ
.
الإمام الرضا (علیهالسّلام): كانَ أبي يَزيدُ فِي العَشرِ الأَواخِرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ في كُلِّ لَيلَةٍ عِشرينَ رَكعَةً
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) -لاِمرَأَةٍ مِنَ
الأَنصارِ-: إذا كانَ رَمَضانُ اعتَمِري فيهِ؛ فَإِنَّ
عُمرَةً في رَمَضانَ
حَجَّةٌ.
الكافي عن
الوليد بن صبيح: قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه (علیهالسّلام): بَلَغَنا أنَّ عُمرَةً في شَهرِ رَمضانَ تَعدِلُ حَجَّةً. فَقالَ: «إنَّما كانَ ذلِكَ فِي امرَأَةٍ وَعَدَها رَسولُ اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) فَقالَ لَها: اِعتَمِري في شَهرِ رَمَضانَ فَهِيَ لَكِ حَجَّةٌ»
.
الكافي عن
حمّاد بن عثمان: كانَ أبو عَبدِ اللّه (علیهالسّلام) إذا أرادَ العُمرَةَ انتَظَرَ إلى صَبيحَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ، ثُمَّ يَخرُجُ مُهِلاًّ في ذلِكَ اليَومِ
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم):
اِعتِكافُ عَشرِ شَهرِ رَمَضانَ يَعدِلُ حَجَّتَينِ وعُمرَتَينِ
.
الإمام الصادق (علیهالسّلام): اِعتَكَفَ رَسولُ اللّه ِ (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) في شَهرِ رَمَضانَ فِي العَشرِ الأَوَّلِ، ثُمَّ اعتَكَفَ فِي الثّانِيَةِ فِي العَشرِ الوُسطى، ثُمَّ اعتَكَفَ فِي الثّالِثَةِ فِي العَشرِ الأَواخِرِ، ثُمَّ لَم يَزَل يَعتَكِفُ فِي العَشرِ الأَواخِرِ
.
الإقبال عن
يزيد بن هارون عن
المسعودي: بَلَغَني أنَّهُ مَن قَرَأَ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ: «إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحا مُّبِينا»
فِي التَّطَوُّعِ، حُفِظَ ذلِكَ العامَ
.
مراقبات شهر رمضان، المحمدي الري شهري، الشيخ محمد، ص۱۱۷-۱۲۴.