سورة غافر، هي السورة الأربعون و هي مکیة في الجزء الرابع والعشرين من القرآن الكريم،و سمّيت هذه السورة بهذا الاسم في كثيرٍ من المصاحف و التّفاسير لقوله تعالى في الآية الثالثة فيها،وتسمى أيضاً بسورة المؤمن، وتتحدث عن أسماء الله الحسنى، وعن تهديد الطواغيت والكفّار بالعذاب في هذه الدنيا، كما تتحدث بشكل واسع عن قصة مؤمن آل فرعون، وتتحدث أيضاً عن مشاهد يوم القيامة، وعن دعوة الرسول الأكرم (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) بالصبر والتحمل. محتويات۲ - أسماء السورة ۳ - وجه التسمية ۴ - عدد الآيات ۵ - عدد الکلمات ۶ - عدد الحروف ۷ - أغراض السورة ۸ - المحتوی و الموضوعات ۹ - الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة ۱۰ - محل النزول ۱۱ - زمان النزول ۱۲ - جوّ النزول ۱۳ - الترتيب في المصحف ۱۴ - الترتيب حسب النزول ۱۵ - العلاقة مع السورة السابقة ۱۶ - الخصوصية ۱۷ - المراجع ۱۸ - المصدر الغَفر: السَّتر و التغطية، و منه قولهم: غفر اللَّه ذنبك: أي ستره فلم يؤاخذك به. و اللَّه عز و جل الغافر و الغفور و الغفار. سورة غافر، سورة المؤمن،سورة الطول، سورة حم أولي،سورة حم المؤمن. «سورة غافر»؛ تسمى هذه السورة سورة «غافر»، لقوله تعالى في أوّلها («غافِرِ الذَّنْبِ وَ قابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ...»). «سورة المؤمن»؛ تسمى سورة «المؤمن» لاشتمالها على حديث مؤمن آل فرعون «و اسمه خربيل» في قوله تعالى («وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ »). «سورة الطول»؛ تسمي سورة «الطول»، لقوله تعالى («...ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ»). «سورة حم أولي»؛ تسمى «حم الأولى» لأنها السورة الأولى في(الحواميم). «سورة حم المؤمن»؛ وردت تسمية هذه السورة في السنة «حم المؤمن ». «روى الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) : من قرأ حم المؤمن إلى إليه المصير، و آية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتي يمسي» الحديث». هي خمس و ثمانون آية. هي ألف و مائة و تسع و تسعون كلمة. (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة) هي أربعة ألف و تسع مائة و ستون حرفا. (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة) الغرض من هذه السورة كالغرض من السورة السابقة (سورة الزمر) و هو الحثّ على إخلاص العبادة للّه. و لهذا ذكرت بعدها، و الفرق بينهما في ذلك أنّ المشركين أخذوا في السورة السابقة بطريق الدليل على فساد اعتقادهم في شفعائهم، و إن جاء فيه شي ء من الترغيب و الترهيب، و أخذوا في هذه السورة بطريق الترغيب و الترهيب، و إن جاء فيه شي ء من الطريق الأول. بشكل عام يمكن النظر إلى محتوى السورة في إطار ما تثيره النقاط و الأقسام الآتية: القسم الأوّل: و هو يضم طليعة آيات السورة التي تتحدث عن بعض من أسماء اللّه الحسنى، خصوصا تلك التي ترتبط ببعث معاني الخوف و الرجاء في القلوب، مثل قوله تعالى: (غافِرِ الذَّنْبِ و شَدِيدِ الْعِقابِ). القسم الثّاني: تهديد الكفّار و الطواغيت بعذاب هذه الدنيا الذي سبق و أن نال أقواما اخرى في ماضي التأريخ، بالإضافة إلى التعرّض لعذاب الآخرة، و تتناول بعض الصور و المشاهد التفصيلية فيه. القسم الثّالث: بعد أن وقفت السورة على قصة موسى و فرعون، بدأت بالحديث بشكل واسع عن قصة ذلك الرجل المؤمن الواعي الشجاع الذي اصطلح عليه ب «مؤمن آل فرعون» و كيف واجه البطانة الفرعونية و خلّص موسى عليه السّلام من كيدها. القسم الرّابع: تعود السورة مرّة اخرى للحديث عن مشاهد القيامة، لتبعث في القلوب الغافلة الروح و اليقظة. القسم الخامس: تتعرض السورة المباركة فيه إلى قضيتي التوحيد و الشرك، بوصفهما دعامتين لوجود الإنسان و حياته، و في ذلك تتناول جانبا من دلائل التوحيد، بالإضافة إلى ما تقف عليه من مناقشة لبعض شبهات المشركين. القسم السّادس: تنتهي السورة- في محتويات القسم الأخير هذا- بدعوة رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) للتحمل و الصبر، ثمّ تختم بالتعرض إلى خلاصات سريعة ممّا تناولته مفصلا من قضايا ترتبط بالمبدأ و المعاد، و كسب العبرة من هلاك الأقوام الماضية، و ما تعرضت له من أنواع العذاب الإلهي في هذه الدنيا، ليكون ذلك تهديدا للمشركين. ثمّ تخلص السورة في خاتمتها إلى ذكر بعض النعم الإلهية. «أبي بن كعب عن النبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) قال: من قرأ سورة حم المؤمن من لم يبق روح نبي و لا صديق و لا مؤمن إلا صلوا عليه و استغفروا له.» «روى أبو الصباح عن أبي جعفر (علیهالسلام) قال : من قرأ حم المؤمن في كل ثلاث غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و ألزمه التقوى و جعل الآخرة خيرا له من الدنيا.» «سورة غافر مكية قال ابن عباس و قتادة إلا آيتين منها نزلتا بالمدينة («إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ» إلى قوله «لا يَعْلَمُونَ»)»و«قال الحسن إلا قوله («وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكارِ») يعني بذلك صلاة الفجر و صلاة المغرب و قد ثبت أن فرض الصلاة نزل بالمدينة.» نزلت سورة «غافر» بعد سورة «الزّمر»، و قد نزلت سورة «الزمر» بعد الإسراء و قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة «غافر» في ذلك التاريخ أيضا. هذه السورة كسائر السور المكّية، تثير في محتواها قضايا العقيدة و، تتحدث عن أصول الدين الإسلامي و مبانيه و في ذلك تلبي حاجة المسلمين في تلك المرحلة إلى تشييد و إقامة قواعد الدين الجديد. يكشف الأفق العام أنّ حديث السورة عن «مؤمن آل فرعون» ينطوي على أبعاد تربوية لمجتمع المسلمين في مكّة، فقد كان بعض المسلمين ممّن آمن بالإسلام يحافظ على علاقات طيبة مع بعض المشركين و المعاندين، و في نفس الوقت فإن إسلامه و انقياده لرسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) ليس عليهما غبار. لقد كان الهدف من هذه العلاقة مع المشركين هو توظيفها في أيّام الخطر لحماية الرسالة الجديدة و دفع الضر عن أتباعها، و في هذا الإطار يذكر التاريخ أنّ أبا طالب (علیهالسلام) عمّ رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) كان من جملة هؤلاء، كما يستفاد ذلك من بعض الرّوايات الإسلامية المروية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(علیهالسلام). هذه السورة هي السورة «الأربعون» من القرآن بترتيب المصحف. هذه السورة هي السورة «الستون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الزمر. (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة) لما ختم سبحانه سورة الزمر بذكر الملائكة و الجنة و النار افتتح هذه السورة بمثل ذلك . سورة المؤمن هي طليعة الحواميم، و الحواميم في القرآن الكريم سبع سور متتالية يلي بعضها بعضا، نزلت جميعا في مكّة، و هي تبدأ بـــ «حم».و تلک السور هي: المؤمن و الزخرف و فصلّت و الشوري و الأحقاف و الجاثية و الدخان. «قال النّبيّ (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) : لكلّ شي ء ثمرة، و ثمرة القرآن الحواميم ، هنّ روضات حسنات مخصبات، فمن أحبّ أن يرتع في رياض الجنّة فليقرأ الحواميم .» [۱۹]
طبرانی, سلیمان بن احمد، التفسير الكبير: تفسير القرآن العظيم، ج ۵، ص ۱۴۹.
و «قال ابن مسعود: «الحواميم ديباجة القرآن»»، «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : «مثل الحوامیم في القرآن مثل الحبرات في الثیاب» و نزلت كلّها بمكة.»و هذا السورة من المثاني. قال ابن قتيبة: المثاني ما ولي المئين من السّور التي دون المائة، كأنّ المئين مباد، و هذه مثان. و تلک السور هي: الأحزاب و الحجّ و القصص و النمل و النور و الأنفال و مريم و العنکبوت و الروم و يس و الفرقان و الحجر و الرعد و سبأ و فاطر و إبراهيم و ص و محمد و لقمان و الزمر. «قال رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصل .» مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية الفئات في هذه الصفحة : سور الجزء الرابع والعشرين | سور القرآن الكريم | سور المثاني | سور ذات آيات مشهورة | سور ذات قصص تاريخية | سور مفتتحة بالحروف المقطعة | سور مکیة
|