ما يتحقق به الدخول في الإسلام
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
المقصود من
الإسلام في الأمور
الفقهية والأحكام التي مترتب على إسلام المرء ، هو الإسلام الظاهري دون الواقعي، فليس قبول إسلام من أظهر الإسلام كاشفاً عن الإسلام الواقعي بالضرورة، ثم نقول: إنّ الإسلام كما يتحقّق
بالاستقلال و
المباشرة ، كذلك يتحقّق
بالتبعية .
قبل الدخول في هذا البحث لابدّ من
التمييز بين مفهومين أساسيّين هنا: الإسلام الظاهري والواقعي، والمقصود من
الإسلام هنا هو الإسلام الظاهري دون الواقعي، حيث لا شكّ في الحكم بإسلام من أظهر
الشهادتين سواء علمنا
باعتقاده الباطني بالإسلام أو لم نعلم؛
نظراً إلى ظاهر القول،
فلا يتجسّس عليه،
فليس قبول إسلام من أظهر الإسلام و
الاعتراف به لكون إظهاره كاشفاً عن الإسلام الواقعي بالضرورة، بل لكونه موجداً ومحقّقاً للإسلام الظاهري، وربما يظهر هذا المعنى من كلّ من عبّر عن ذلك ب (الامور التي يتحقّق بها الإسلام).
إنّما الكلام فيما لو علمنا نفاقه وعدم مطابقة
تظاهره بالإسلام للواقع، فقد ذهب الفقهاء إلى كفاية ذلك في إسلامه؛
وذلك للأخبار المدّعى تواترها،
الدالّة على كفاية
الإقرار بالشهادتين،
وأنّ بالإسلام تحقن الدماء وتجري
المواريث ،
كما في صحيح
حمران عن
أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: سمعته يقول: «... الإسلام ما ظهر من قول أو فعل، وهو الذي عليه جماعة الناس من الفِرق كلّها، وبه حقنت الدماء، وعليه جرت المواريث وجاز
النكاح ...».
ونحوه ما ورد
في تفسير قوله تعالى: «قَالَتِ
الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا».
وقد روي نظير ذلك من غير طرقنا فقد ورد عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «امرت أن اقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلّا
اللَّه ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم...».
هذا
بالإضافة إلى
السيرة القطعيّة على قبول إسلام المظهر لهما ولو مع العلم بنفاقه، فقد تعامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أمثال
أبي سفيان مع علمه بنفاقه وعدم دخول الإسلام في قلبه.
وقد أخبر
القرآن بنفاق بعض المسلمين وعدم دخول
الإيمان في قلوبهم، بقوله تعالى: «وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ»،
وقوله تعالى أيضاً: «وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ».
وفي مقابل ذلك ذهب
السيد اليزدي إلى عدم كفاية الإسلام الصوري؛
لأنّ ألفاظ الشهادتين ليست إلّاطريقاً للكشف عن عقد القلب، فلا تكون حجّة مع العلم بمخالفتها له،
ولأنّ المنافقين كما ورد في حديث
محمّد بن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام: «... ليسوا من الكافرين، وليسوا من المؤمنين، وليسوا من المسلمين، يظهرون الإيمان ويصيرون إلى الكفر و
التكذيب لعنهم اللَّه».
واورد عليه بأنّ هذا النوع من الأدلّة غير كافٍ لإثبات كفر المنافق، خصوصاً مع ورود الروايات المتقدّمة المؤكّدة على إسلامه، ودلالة نفس الحديث على أنّهم ليسوا من الكافرين. نعم، فيه دلالة على نفي مرتبة من مراتب الإسلام.
•
الإسلام بالمباشرة، إنّ
الإسلام يتحقّق
بالاستقلال و
المباشرة ، وكذلك يتحقّق
بالتبعية ، والإسلام بالمباشرة قد يكون
بإعلانه بالقول- أي
الشهادة - واخرى بالفعل.
•
الإسلام بالتبعية، يحكم
بإسلام بعض
الطوائف لمجرّد
تبعيّتها لمسلم، منها: التبعية
للأبوين.
الموسوعة الفقهية، ج۱۳، ص۲۰-۴۶.