الإتّباع
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
بمعنى السير وراء الغير والائتمام والائتمار والعمل بكلام الغير، وبمعنى المطالبة أيضاً.
الاتّباع (أي: وزان افتعال) من اتّبع.هو و
الإتباع من
أصل واحد.ويأتي بمعنى السير وراء
الغير و
الائتمام و
الائتمار و
العمل بكلام الغير، وبمعنى
المطالبة أيضاً.
استعمل الفقهاء لفظ الاتّباع بالمعنى الذي ذكره
أهل اللغة له، فلا يوجد لديهم
اصطلاح خاصّ بهذا اللفظ.
التأسّي ، ويستعمله الفقهاء عند
الإطلاق في
اقتداء المأموم
بالامام في
صلاة الجماعة، وهو بهذاالمعنى أخصّ من الاتّباع.
هو في اصطلاح العلماء قبول قول الغير من غير
دليل عليه بخصوصه.
وهو
اتّخاذ الشخص أو الشيء إماماً ولازمه اتّباعه.
وهي
الانصياع لأمر الغير فلا تكون إلّا عن
أمر وانصياع
، والاتّباع هو العمل على طبق أمره أو فعله ولو من غير انصياع و
خضوع.
يختلف
الحكم التكليفي للاتباع حسب
اختلاف مورده وما يضاف إليه فقد يجب وقد
يستحب وقد
يحرم أو
يكره، وفيما يلي
نشير إلى أهم هذه الموارد:
يجب اتّباع
الشارع في أحكامه و
تكاليفه لكونه المولى الحقيقي الذي تكون مولويّته ذاتية على
الإنسان، فتجب طاعته واتّباع أحكامه. وهذا
الوجوب عقلي، وما ورد بهذا الصدد من خطابات وأوامر شرعية محمولة على
الإرشاد إلى حكم العقل.
يجب اتّباع
النبي و
الأئمة المعصومين عليهم السلام في أقوالهم وأفعالهم لكونهم
حجج اللَّه على خلقه وأمناءه في عباده.
يجب على المقلِّد اتّباع
فتوى المجتهد الذي يقلّده في مقام العمل، إلّا في
الأحكام الضرورية التي لا تحتاج إلى
اجتهاد أو
تقليد.
كذلك يجب إتباع
وليّ الأمر وطاعته فيما يأمر به أو ينهى عنه في غير
معصية، فإنّ ذلك مقتضى
ولايته العامة، وإمامته.
يجب اتّباع نظر المالك والولي و
القيّم و
المتولّي في الأموال و
الأوقاف والمحجورين والصغار، ويحرم مخالفتهم بالتصرّف فيها لاشتراط
إذنهم في التصرّف في هذه الأمور.
يستحبّ اتّباع
المشيّعين للجنازة وعدم تقدّمهم عليها.
يجب في صلاة الجماعة اتّباع المأموم للإمام في الأفعال، فلا يجوز له التقدّم عليه في
ركوع أو
سجود أو غيرهما، ولا
التأخُّر عنه تأخُّراً لا يصدق معه عنوان الائتمام.
لكن لو سها الإمام في بعض أفعال
الصلاة كتشهُّده في غير موضع
التشهُّد أو غيره لم يجب على المأموم متابعته في ذلك الفعل.
يجب على الإنسان اتّباع الحق
اعتقاداً وعملًا، ولا يجوز له
العدول عن الحق وإن كان بضرره، وقد وردت كثير من
الآيات و
الروايات الدالّة على ذلك فعن
رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: «قل الحق ولو على نفسك».
ورد في كثير من الآيات والروايات
ذم اتّباع
الهوى والنهي عن العمل به، قال تعالى مخاطباً نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم: «وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَ اتَّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً»
وقال: «وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ»
وقال عزّ وجلّ: «فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى».
يجب عقلًا على الإنسان اتّباع ما دلّ عليه
الدليل العقلي أو
الشرعي وإن كان ظنّياً؛ لأنّ اتّباع ما لم يقم دليل عليه قد توقع الإنسان فيما يعود بالضرر عليه أو في المخالفة الشرعية.ولذلك وردت الآيات والروايات التي تذمّ اتّباع
الظن وما لم يقم عليه دليل معتبر، فمن ذلك قوله تعالى: «وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا»
وقوله عزّ وجلّ في تفنيد عقائد
الكفّار: «إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ».
الموسوعة الفقهية، ج۳، ص۱۴۱-۱۴۴.