الإحسان (مشروعيته)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
لتصفح عناوين مشابهة، انظر
الإحسان (توضيح).
مشروعية الإحسان ثابتة بالعقل و
الكتاب و
السنة .
أمّا
العقل ، فإنّه يدرك
حسن الإحسان؛ لأنّ الإحسان يتضمّن المعاني الثلاثة التي ذكروها للحسن العقلي، وهي:
الأوّل:
الكمال الذي يقابله
النقص .
الثاني: ما يلائمه
الطبع ويقابله ما يشمئزّ منه الطبع.
الثالث: ما ينبغي فعله ويستحقّ عليه
المدح .
وعلى هذا
الأساس فالإحسان ممّا تنطبق عليه العناوين الثلاثة، فإنّه كمال للنفس، و
ملائم للطبع، وأنّه ممّا ينبغي فعله.
ومن هنا عدّ من
المستقلّات العقليّة
التي لا تحتاج في
إثبات حسنها إلى توسّط مقدّمة شرعيّة، بل هي ثابتة ببديهة العقل، ولذا قيل: «قد ثبت بأوائل العقول حسن الإحسان و
إيصال المنافع إلى الغير».
وأمّا الكتاب فقد ندب إلى الإحسان ورغّب فيه. ويمكن
تصنيف الآيات الدالّة عليه بالنحو التالي:
كقوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ».
وقوله تعالى: «وَ أَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ».
وقوله تعالى: «وَ أَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».
الآيات الدالّة على أنّ اللَّه سبحانه يجازي المحسنين بأحسن ما عملوا:
كقوله تعالى: «وَ لَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا
أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ».
وقوله تعالى: «وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ».
كقوله تعالى: «وَ قَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَ
بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً».
وقوله تعالى: «وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً».
وقوله تعالى: «أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً».
وقوله تعالى: «وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً».
كقوله تعالى: «هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ».
وقوله تعالى: «وَ إِذا حُيِّيتُمْ
بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها».
فمنها: ما ورد في
الترغيب إلى صنع
المعروف وهو على أصناف:
وصنف ورد في صنع المعروف إلى
المؤمن ، وصنف ورد في المعروف إلى
الرحم ، وصنف ورد في المعروف إلى الوالدين، وغير ذلك، ويأتي قسم منها في ضمن الفصول الآتية، فقد اشير فيها إلى
الحكمة التي في فعل المعروف وما له من
الأثر في تكامل النفس البشرية نحو
السعادة ، وعلى
سبيل المثال نستعرض ما يلي:
۱- عن
أبي حمزة الثمالي قال: قال لي
أبو جعفر عليه السلام : «إنّ اللَّه جعل للمعروف أهلًا من خلقه حبّب إليهم فعاله، ووجّه لطلّاب المعروف
الطلب إليهم، ويسّر لهم قضاءه، كما يسّر
الغيث الأرض
المجدبة ».
۲- وعن
داود الرقّي عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: «إنّ من أحبّ عباد اللَّه إلى اللَّه لمن حبّب إليه المعروف وحبّب إليه فعاله».
۳- وعن
أبي القداح عن
الإمام الصادق عليه السلام قال: «قال
رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم :كلّ معروف صدقة، والدالّ على
الخير كفاعله، واللَّه يحبّ
إغاثة اللهفان (
اللهيف :
المضطرّ ، واللهفان: المتحسِّر. )».
۴- وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «صنائع المعروف تقي
مصارع السوء».
۵- وعن
عمر بن يزيد قال: قال الإمام الصادق عليه السلام: «المعروف شيء سوى الزكاة، فتقرّبوا إلى اللَّه عزّ وجلّ بالبرّ و
صلة الرحم ».
ومنها: ما ورد في النصوص بالنسبة إلى الإحسان وتأثيراته الحيويّة في
إسعاد الإنسان: كقوله عليه السلام: «الإحسان غنم».
و «الإحسان
ذخر ».
و «
زينة العلم الإحسان».
و «عليك بالإحسان؛ فإنّه أفضل زراعة وأربح بضاعة».
و «أفضل
الإيمان الإحسان».
و «بالإحسان و
المغفرة للذنب يعظم
المجد ».
وعن
إسحاق بن عمّار ، قال الإمام الصادق عليه السلام: «أحسن يا إسحاق إلى أوليائي ما استطعت فما أحسن مؤمن ولا أعانه إلّا خَمَش وجه
إبليس وقرّح قلبه».
و «زكاة الظفر الإحسان».
و «اغتنم صنائع الإحسان وارع ذمم
الاخوان ».
و «لو رأيتم الإحسان شخصاً لرأيتموه شكلًا جميلًا يفوق العالمين».
الموسوعة الفقهية، ج۷، ص۱۱-۱۴.