• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

إحياء النفس

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



هو جعل النفس حياً.




وهو لغة جعل النفس ذات حياة بنفخ و ايلاج الروح فيها، فيتوقّف صدقه على سبق الموت وعدم الحياة كما في قوله تعالى: «وَ كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ»، وقوله تعالى: «وَ هُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ».



وقد يستعمل بالعناية في حفظ النفس عن الهلاك بدفع الموت وما في حكمه عنه، سواء كان بسبب الحوادث الطبيعيّة من حرق أو غرق ونحوهما أو من جانب متعدٍّ ذي شعور كالمحارب أو غير ذي شعور كالصائل و الشارد.
ومن ذلك قوله تعالى: «وَ مَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً»، ففي رواية فضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام: قول اللَّه عز وجل: «وَ مَنْ أَحْياها...»، قال: «من حرق أو غرق» قلت: فمن‏ أخرجها من ضلال إلى هدى؟ قال: «ذاك تأويلها الأعظم».
نعم، قد يستعمل بالعناية أيضاً في إرشاد الجاهل و هداية الضالّ، كما في قوله تعالى: «اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ»، بل قوله تعالى: «وَ مَنْ أَحْياها...» بناءً على تفسيرهما بذلك كما احتمله بعض المفسّرين. بل في رواية سماعة عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، قال: قلت له: قول اللَّه عز وجل: «مَنْ قَتَلَ نَفْساً... وَ مَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً» فقال: «من أخرجها من ضلال إلى هدى فكأنّما أحياها، ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها».



إحياء النفس بالمعنى الأوّل- أي جعل النفس ذات حياة- حيث كان خارجاً عن قدرة المكلفين فلا يتعلّق به تكليف، بل خارج عن موضوع الفقه، نعم لو تحقق هذا المعنى في الخارج وصار الميّت حيّاً- أحياناً- بإذن من اللَّه، ولو على يدي مخلوق، فيمكن البحث حينئذٍ عن بعض الأحكام الوضعيّة تجاهه، كطهارة بدنه إذا لم يغسّل بعد، وحكم أملاكه قبل الموت، وحكم نسبته مع أرحامه قبل الموت من حيث المحرميّة و التوارث ونحوهما.
وأمّا بالمعنى الثاني- وهو حفظ النفس المحترمة عن الهلاك فالمعروف وجوبه، و تفصيله في مصطلح حفظ النفس.
كما أنّه بالمعنى الثالث أيضاً متعلّق للتّكليف؛ للأدلّة الدالّة على وجوب إرشاد الجاهل وهدايته فيما لا يعلم من اصول الدين و فروعه من الأحكام الكلّية؛ لتعلّق غرض الشارع المقدّس بالعمل بها، وهو الغرض الأعلى من ارسال الرسل و انزال الكتب، وقد مرّت رواية سماعة في هذا المعنى. والتفصيل في محلّه.


 
۱. البقرة/سورة ۲، الآية ۲۸.    
۲. الحجّ/سورة ۲۲، الآية ۶۶.    
۳. المائدة/سورة ۵، الآية ۳۲.    
۴. الوسائل، ج۱۶، ص۱۸۶، ب ۱۹ من الأمر والنهي، ح ۲.    
۵. الأنفال/سورة ۸، الآية ۲۴.    
۶. التبيان، ج۵، ص۱۰۱.    
۷. مجمع البيان، ج۴، ص۴۵۱.    
۸. الوسائل، ج۱۶، ص۱۸۷، ب ۱۹ من الأمر والنهي، ح ۳.    




الموسوعة الفقهية، ج۷، ص۲۳۱-۲۳۲.    



جعبه ابزار