المستحبات حال الأذان الخاصة
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
الأمور التي يستحب في الأذان الخاصة هي
القيام ورفع الصوت وجعل المؤذّن إصبعيه في اُذنيه.ما يستحبّ حال الأذان خاصّة:
يستحبّ أن يقف المؤذّن على موضع مرتفع حال
الأذان .
وفي بعض كتب [[|العلّامة]] وغيره
الإجماع عليه؛
لأمر
النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلالًا أن يعلو على الجدار حال الأذان في خبر
عبد اللَّه بن سنان ،عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «كان طول حائط مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قامة، فكان صلى الله عليه وآله وسلم يقول لبلال إذا أذّن: اعل فوق الجدار وارفع صوتك بالأذان.
ولأنّه أبلغ في رفع الصوت، فيكون النفع به أتمّ وأعمّ، بل أنّه المناسب
لاعتبار المنارة في المسجد،
ولا خصوصيّة
للمنارة على باقي أفراد المرتفع؛
وذلك لعدم ورود
النقل به،
بل الوارد عن أبي الحسن عليه السلام حين سئل عن الأذان في المنارة أسنّة هو؟قال: «إنّما كان يؤذّن للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في الأرض، ولم يكن يومئذٍ منارة».
وربّما يستشعر من هذه الرواية
كراهة الصعود على المنارة؛ لما فيه من
الإشراف على بيوت الناس،
إلّا أنّ العلّامة ذهب إلى استحبابه؛ للأمر بوضع المنارة على حائط المسجد غير مرتفعة،
كما في رواية
السكوني . عن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام: «أنّ
عليّاً عليه السلام مرّ على منارة طويلة فأمر بهدمها، ثمّ قال: لا ترفع المنارة إلّا مع سطح المسجد».
ولو لا استحباب الأذان فيها لكان
الأمر بوضعها عبثاً، كما في خبر عبد اللَّه بن سنان المتقدّم.واجيب عنه:
أوّلًا: بالمنع من حصول الوضع ممّن يعتدّ بفعله،
وأنّها لم تكن بأمر
الإمام عليه السلام حتى يسندها إلى الاستحباب.قال
المحدث البحراني في
الحدائق: «إنّ وضع المنارة والأمر بها لم يحصل من الإمام عليه السلام حتى يسندها إلى استحباب الأذان فيها بكون الأمر بوضعها عبثاً، والواضع لها إنّما هو الثاني في أيّامه.والظاهر أنّه عليه السلام لمّا كان غير متمكّن من إزالة بدعه كما ينبغي فغاية ما أمكنه المنع من ارتفاعها وإشرافها على بيوت الناس التي حول المسجد».
وثانياً: أنّ غاية ما يستفاد من رواية السكوني
إباحة وضع المنارة، وهو لا يستلزم الاستحباب، وأمّا رواية عبد اللَّه بن سنان فليس فيها ذكر المنارة.
هذا، ولا يخفى أنّ الظاهر
اختصاص هذا المستحب بالأذان الإعلامي فقط، كما صرّح بذلك بعض الفقهاء؛
لعدم اعتبار أن يكون أذان الصلاة من فوق مكان مرتفع.
يستحبّ أن يضع المؤذّن إصبعيه في
اذنيه حال الأذان كما صرّح به جمع من الفقهاء؛
لأنّه من
السنّة ،
كما رواه
الحسن بن السري عن
أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «من السنّة إذا أذّن الرجل أن يضع
إصبعيه في اذنيه».
ولما روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه أمر بلالًا بذلك، وقال:«إنّه أرفع لصوتك».
وصرّح بعض الفقهاء بأنّ استحباب ذلك إنّما يختصّ بالأذان الإعلامي،
كما هو الظاهر من التعليل في النبوي.ويمكن
اعتبار الحكمة من هذا الاستحباب التحرّز عن وصول
الضرر إلى الأذنين كما ذكره بعض.
يستحبّ رفع الصوت بالأذان
إذا كان ذكراً، من دون خلاف فيه؛
لأنّه أنفع في
الإعلام المقصود للأذان وإقامة شعار المسلمين،
وللروايات الكثيرة الدالّة على ذلك، كقول الصادق عليه السلام في صحيح
عبد الرحمن : «إذا أذّنت فلا تخفينّ صوتك؛ فإنّ اللَّه يأجرك مدّ صوتك فيه»،
ونحو ذلك. كما في خبر معاوية بن وهب قال عليه السلام: «اجهر به وارفع به صوتك.
وقول
الباقر عليه السلام في صحيح زرارة:وكلّما اشتدّ صوتك من غير أن تجهد نفسك كان من يسمع أكثر، وكان أجرك في ذلك أعظم».
ولا فرق في استحباب رفع الصوت بين أذاني الإعلام والصلاة؛ لإطلاق الأخبار كالفتاوى،
إلّا أنّ
المحدّث البحراني ذهب إلى اختصاص ذلك بالأذان الإعلامي فقط.
نعم، صرّح بعض الفقهاء بأنّ المؤذّن لا يرفع صوته إلى حدّ يبطله
أو يتعب نفسه،
كما أنّه لو كان مريضاً يجوز له
الإسرار به وإن كان لا بدّ من
إسماع نفسه، وكذا لو كان الأذان للحاضرين جاز له
إخفاته بحيث لا يتجاوزهم وإن كان الرفع أفضل.
الموسوعة الفقهية، ج۸، ص۱۴۵-۱۴۸.