سورة الحجر هي السورة الخامسة عشرة و إحدى سور المكية من القرآن، وتقع في الجزء الرابعة عشرة. و سبب تسمية هذه السورة بالهجر هو الإشارة إلى قصة قوم النبي صالح (علیهالسلام)، أي قوم ثمود في الآيات ۸۰ إلى ۸۴، الذين سُموا بأصحاب حجر لوجودهم في أرض تحمل نفس الاسم. تتحدث سورة الحجر عن أصل الكون و علامات القيامة و الإيمان بالله و أهمية القرآن و عظمته و معاقبة الظالمين. وفي هذه السورة قصة خلق آدم (علیهالسلام)، و سجود الملائكة له إلا إبليس، و قصة حضور الملائكة لإبراهيم و تبشيرهم له، و عذاب قوم لوط و قومه. و ذكر قصة قوم ثمود. و الآية التاسعة من آيات سورة الحجر الشهيرة، والتي أكد فيها الله على نزول الذكر وحفظه. وقد اعتبر كثير من المفسرين هذه الآية دليلا على عدم تحريف القرآن. وجاء في فضل قراءة سورة الحجر أن الله يكافئ قارئها بعشرة أمثال المهاجرين و الأنصار. محتويات۲ - أسماء السورة ۳ - وجه التسمیة ۴ - عدد الآیات ۵ - عدد الکلمات ۶ - عدد الحروف ۷ - أغراض السورة ۸ - المحتوی و الموضوعات ۹ - الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة ۱۰ - محل النزول ۱۱ - زمان النزول ۱۲ - جوّ النزول ۱۳ - الترتیب في المصحف ۱۴ - الترتیب حسب النزول ۱۵ - العلاقة مع السورة السابقة ۱۶ - الخصوصیة ۱۷ - المراجع ۱۸ - المصدر الحجر و التحجير: أن يجعل حول المكان حجارة، يقال: حجرته حجرا، فهو محجور، و حجّرته تحجيرا فهو مُحجَّر، و سمّي ما أحيط به الحجارة حجرا، و به سمّي حجر الكعبة و ديار ثمود. سميت هذه السورة سورة الحجر، و لا يعرف لها اسم غيره. سميت هذه السورة الحجر، إشارة إلى أصحاب الحجر و هم قوم صالح (علیهالسلام). و الحجر تقع بين الحجاز و الشام إلى وادي القرى، و هي ظاهرة إلى اليوم، فقد نحتوها في الصخر، في ذلك الزمان البعيد، ممّا يدلّ على القوّة و الحضارة. هي تسع و تسعون آية. هي ستمائة و أربع و خمسون كلمة. (الجدیر بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنیة مختلفة) هي ألفان و سبعمائة و ستون حرفا. (الجدیر بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنیة مختلفة) يقصد من هذه السورة إثبات تنزيل القرآن مثل السور السابقة، و لكنه يأخذهم فيها بالترهيب و التحذير ممّا حصل للمكذّبين قبلهم، و قد افتتحت بهذه الدعوى و مجادلتهم فيها، ثم انتقل السياق من هذا إلى ترهيبهم بذكر أخبار المكذّبين قبلهم. ثم ختمت بما يناسب هذا الغرض المقصود منها. يمكننا تلخيص ما حوته السورة في سبع نقاط: ۱- الآيات المتعلقة بمبدأ عالم الوجود، و الإيمان به بالتدبر في أسرار الإيجاد. ۲- الآيات المتعلقة بالمعاد و عقاب الفجرة الفسقة. ۳- أهمية القرآن باعتباره كتابا سماويا. ۴- محاولة إيقاظ و تنبيه البشر من خلال طرح قصّة خلق آدم، و تمرد إبليس، و تبيان عاقبة التمرد. ۵- زيادة في محاولة الإيقاظ و التنبيه من خلال عرض القصص القرآني لما جرى لأقوام لوط، صالح و شعيب (عليهم السّلام). ۶- إنذار و بشارة، مواعظ لطيفة و تهديدات عنيفة، إضافة إلى المرغبات المشوقة. ۷- مخاطبة النّبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) لتقوية صبره و ثباته قبال ما يحاك من دسائس، و بالذات ما كان يجري داخل إطار مكّة. أبي بن كعب عن النبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) قال: من قرأها أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد المهاجرين و الأنصار و المستهزءين بمحمد (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم). مكية في قول قتادة، مجاهد و قال الحسن إلا قوله: «وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ» و قوله «كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ». نزلت سورة الحجر بعد سورة يوسف، و نزلت سورة يوسف بعد سورة الإسراء و قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة الحجر في ذلك التاريخ أيضا. هذه السورة مكية بجملتها نزلت بعد سورة يوسف، في الفترة الحرجة، ما بين «عام الحزن» و عام الهجرة. تلك الفترة التي تحدثنا عن طبيعتها و ملابساتها و معالمها من قبل في تقديم سورة يونس و في تقديم سورة هود و في تقديم سورة يوسف بما فيه الكفاية. و هذه السورة عليها طابع هذه الفترة، و حاجاتها و مقتضياتها الحركية. إنها تواجه واقع تلك الفترة مواجهة حركية؛ و توجه الرسول (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) و الجماعة المسلمة معه، توجيها واقعيا مباشرا و تجاهد المكذبين جهادا كبيرا. كما هي طبيعة هذا القرآن و وظيفته. و لما كانت حركة الدعوة في تلك الفترة تكاد تكون قد تجمدت، بسبب موقف قريش العنيد منها و من النبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) و العصبة المؤمنة معه؛ حيث اجترأت قريش على رسولاللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) بما لم تكن تجترئ عليه في حياة أبيطالب. و اشتد استهزاؤها بدعوته؛ كما اشتد إيذاؤها لصحابته. فقد جاء القرآن الكريم في هذه الفترة يهدد المشركين المكذبين و يتوعدهم؛ و يعرض عليهم مصارع المكذبين الغابرين و مصائرهم؛ و يكشف للرسول (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) عن علة تكذيبهم و عنادهم؛ و هي لا تتعلق به و لا بالحق الذي معه، لكنها ترجع إلى العناد الذي لا تجدي معه الآيات البينات. و من ثم يسلي الرسول (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) و يواسيه؛ و يوجهه إلى الإصرار على الحق الذي معه؛ و الصدع به بقوة في مواجهة الشرك و أهله؛ و الصبر بعد ذلك على بطء الاستجابة و وحشة العزلة، و طول الطريق! و من هنا تلتقي هذه السورة في وجهتها و في موضوعها و في ملامحها مع بقية السور التي نزلت في تلك الفترة؛ و تواجه مثلها مقتضيات تلك الفترة و حاجاتها الحركية. أي الحاجات و المقتضيات الناشئة من حركة الجماعة المسلمة بعقيدتها الإسلامية في مواجهة الجاهلية العربية في تلك الفترة من الزمان بكل ملابساتها الواقعية. هذه السورة هي السورة «الخامسة عشرة» من القرآن بترتیب المصحف. هذه السورة هي السورة «الرابعة و الخمسون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد یوسف. (الجدیر بالذکر أن الأقوال فی ترتیب السور القرآنیة حسب النزول مختلفة) لما ختم الله سبحانه سورة إبراهيم (علیهالسلام) بذكر القرآن و أنه بلاغ و كفاية لأهل الإسلام افتتح هذه السورة بذكر القرآن و أنه مبين للأحكام. افتحتت السورة بالحروف المقطعة و هي من الرائیات. أخرج ابن مردويه عن أنس قال: سمعت رسولاللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يقول: ««إن اللّه أعطاني الرائيات إلى الطّواسين مكان الإنجيل»». (الرائيات: هي السور المبدوءة بـــ «الر» و الطواسين: هي السور المبدوءة بــ «طسم» أو «طس»). هذه السورة من المثاني. قال ابن قتیبة [ مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية الفئات في هذه الصفحة : سور الجزء الرابع عشر | سور الرائیات | سور ذات آيات الإعتقادیة | سور ذات مباحث فقهية | سور مکیة
|