• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

مراحل تكوين فقه أهل البيت عليهم السلام

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



مراحل تكوين فقه أهل البيت عليهم السلام وتطوّره‌ وقد تقدم أنّ هذا الفقه يرى انّ البيان الشرعي المتمثّل في الكتاب والسنة هو المصدر الأساس لاستكشاف الحكم الشرعي، وانّ ما صدر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم و الأئمة من أهل بيته من النصوص والأحاديث تمثل بمجموعها السنة الشريفة التي لا يجوز الخروج عنها ولا الاجتهاد في قبالها، وانّ عملية الاجتهاد الفقهي يبدأ في طول صدور هذه النصوص وبعدها في إطار فهمها و استخراج الأحكام منها. وهذا كلّه يعني انّ هناك مرحلتين وعصرين في تاريخ هذا الفقه: ۱- مرحلة صدور البيان الشرعي (فقه الروايات). ۲- مرحلة الاجتهاد في اطار البيان الشرعي.

محتويات

۱ - مرحلة فقه الروايات (عصر الصدور)
       ۱.۱ - عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
       ۱.۲ - عصر الأئمة |الأئمة الأطهار عليهم السلام
۲ - عصر التشريع
       ۲.۱ - تبليغ القرآن
       ۲.۲ - تبليغ السنة
       ۲.۳ - مدون القرآن الكريم والسنة الشريفة
       ۲.۴ - كتاب علي
       ۲.۵ - رواية الإمام الصادق عليه السلام
       ۲.۶ - عصر تأسيس التشريع الاسلامي
       ۲.۷ - عصر تبيين النص وصيانته
       ۲.۸ - رواية أمير المؤمنين عليه السلام
       ۲.۹ - صدور النصوص والروايات وتربيت العلماء
       ۲.۱۰ - قول عبد الله بن عطاء المكي
       ۲.۱۱ - الرواة غير الشيعة
       ۲.۱۲ - مدرسة أهل البيت عليهم السلام
       ۲.۱۳ - عهد الامامين الصادقين عليهما السلام
       ۲.۱۴ - رواة الأئمة عليهم السلام
۳ - كتب الاصول وغير الاصول
       ۳.۱ - قول الشيخ الطهراني
       ۳.۲ - المجاميع الحديثية الأربع
۴ - مميزات عصر الصدور
۵ - مرحلة الفقه الاجتهادي (عصر الاجتهاد)
۶ - المراجع
۷ - المصدر



وهذا العصر ينقسم بدوره إلى عصرين:

۱.۱ - عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم


وهو عصر التشريع و اكتمال الشريعة من خلال ما نزل به الوحي على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأعلنته الآية الكريمة: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ...).

۱.۲ - عصر الأئمة |الأئمة الأطهار عليهم السلام


من الامام علي أمير المؤمنين عليه السلام وإلى الامام الثاني عشر عليه السلام، وهو عصر تبيين التشريع وصيانته.
وبهذا يكون عصر صدور النصّ والبيان الشرعي في فقه أهل البيت عليهم السلام ممتداً إلى بدايات القرن الرابع الهجري، ممّا وفّر لهذا الفقه حجماً كبيراً ووافياً من النصوص الشرعية والتي تمكّنه من تخريج حكم كل الأبواب والمسائل الفقهية على أساس فقه النص والبيان الشرعي.



عصر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، استغرق ثلاث وعشرين سنة قام النبي فيها بوظيفته تجاه التشريع الاسلامي خير قيام وأتمّه، فلم يرحل عن الدنيا إلّا بعد أن قام بدور وضع الأساس للتشريع الاسلامي وذلك من خلال:

۲.۱ - تبليغ القرآن


تبليغ القرآن للناس تبليغاً كاملًا والأمر بكتابته وجمعه وضبط آياته- على ما هو الصحيح والثابت من انّ القرآن جمع على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبأمره.
والشائع أنّه يبلغ عدد آيات القرآن الكريم المتعلقة بالأحكام (آيات الأحكام) نحواً من خمسمائة آية تغطّي جميع أو جلّ الأبواب الموجودة في الفقه كما يظهر ذلك بمراجعة الكتب المصنّفة في ذلك، وهناك استدلالات ببعض آيات الأحكام وقعت من قبل الفقهاء في كتب الفقه الاستدلالية لم يُشَر اليها في الكتب المعدّة لذلك. ويكون تناول آيات الأحكام للتشريعات على سبيل التفصيل والتنصيص تارة، وعلى سبيل العمومات و الإجمال اخرى، وعلى سبيل الإشارة و الإلماح ثالثة.

۲.۲ - تبليغ السنة


وهي الأحاديث التي صدرت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لتعليم الامّة الأحكام من الواجبات والمحرمات والمكروهات والمستحبات، وتبيّن تفصيل العبادات وأحكامها وأحكام العقود والايقاعات والجهاد والحدود والقصاص والديات إلى غير ذلك مما كان يقوم به النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه في تلك المدة أو يأمر به الآخرين.
ومجموع ما صدر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثير جداً، وهو عند أهل البيت عليهم السلام يبلغ من حيث الكمّ ما يمكن أن يغطّي جميع حاجات الفقه ويشمل كل ما يحتاجه الإنسان في حياته، إمّا بنحو الخصوص والتنصيص أو من خلال قاعدة عامّة، كما أشرنا إلى ذلك وذكرنا بعض الروايات الواردة بشأنه، كما ذكرنا انّ هذا لم يكن عند كل الصحابة ومن كان في ذلك العصر، وإنّما كان عند الإمام علي عليه السلام والعترة الطاهرة.

۲.۳ - مدون القرآن الكريم والسنة الشريفة


ويرجع هذا إلى انّ الامام عليّاً عليه السلام كان قد دوّن القرآن الكريم والسنة الشريفة على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم تدويناً كاملًا. وقد أشارت إلى ذلك العديد من الروايات وكتب التاريخ؛ نورد فيما يلي ما رواه الشيخ الكليني في الكافي بسند معتبر عن علي عليه السلام نفسه حيث يقول في حديث طويل:
«وقد كنت أدخل على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كل يوم دخلة وكل ليلة دخلة فيخليني فيها أدور معه حيثما دار، وقد علم أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم انّه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري، فربما كان في بيتي يأتيني رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أكثر ذلك في بيتي، وكنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلاني وأقام عنّي نساءه فلا يبقى عنده غيري، وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عنّي فاطمة ولا أحد بنيّ، وكنت إذا سألته أجابني، وإذا سكتّ عنه وفنيت مسائلي ابتدأني، فما نزلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم آية من القرآن إلّا أقرأنيها وأملاها عليّ، فكتبتها بخطّي وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وخاصّها وعامّها، ودعا اللَّه أن يعطيني فهمها وحفظها فما نسيت آية من كتاب اللَّه ولا علماً أملاه عليَّ وكتبته منذ دعا اللَّه لي بما دعا، وما ترك شيئاً علّمه اللَّه من حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي كان أو يكون ولا كتاب منزل على أحد قبله من طاعة أو معصية إلّا علّمنيه وحفظته، فلم أنس حرفاً واحداً، ثمّ وضع يده على صدري ودعا اللَّه لي أن يملأ قلبي علماً وفهماً وحكماً ونوراً. فقلت: يا نبي اللَّه بأبي أنت وامّي منذ دعوت اللَّه لي بما دعوت لم أنسَ شيئاً ولم يفتني شي‌ء لم أكتبه. أ فتتخوّف عليّ النسيان فيما بعد؟ فقال: لا، لست أتخوّف عليك النسيان والجهل».

۲.۴ - كتاب علي


وقد عبّر عن هذه المدوّنات التي يشير اليها الامام علي عليه السلام في الأحاديث الصادرة بعد ذلك عن الأئمة عليهم السلام ب « كتاب علي »، وهو أوّل كتاب جمع فيه العلم على عهد رسول اللَّه، وقد انتقل إلى الأئمة من ولده من بعده كما تنصّ على ذلك روايات مستفيضة؛ ففي رواية ينقلها النجاشي في فهرسته بسنده إلى عذافر الصيرفي قال: كنت مع الحكم بن عتيبة عند أبي جعفر عليه السلام فجعل يسأله- وكان أبو جعفر عليه السلام له مكرماً- فاختلفا في شي‌ء، فقال أبو جعفر: «يا بني قم فأخرج كتاب علي عليه السلام ، فأخرج كتاباً مدروجاً عظيماً ففتحه وجعل ينظر حتى أخرج المسألة، فقال أبو جعفر عليه السلام: هذا خطّ علي عليه السلام و إملاء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وأقبل على الحكم وقال: يا أبا محمّد اذهب أنت وسلمة و أبو المقدام حيث شئتم يميناً وشمالًا فوالله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرئيل عليه السلام ».
وهناك روايات اخرى كثيرة عنهم عليهم السلام ورد فيها ذكر كتاب علي أو الصحيفة أو الجامعة، والتعبير فيها جميعاً: انّه كتاب كبير أو صحيفة طويلة طولها سبعون ذراعاً فيه كلّ حلال وحرام وكلّ ما يحتاج إليه الناس حتى أرش الخدش، وأنّها باملاء رسول اللَّه وخطّ علي، وهذا ما قد يدلّ على انّ الجميع كتاب واحد سمّي بأسماء مختلفة.

۲.۵ - رواية الإمام الصادق عليه السلام


وقد حفظت قطعة من هذه الأمالي بعينها اليوم- وذلك من فضل اللَّه تعالى- أوردها الشيخ أبو جعفر الصدوق في المجلس السادس والستين من كتاب أماليه وهي مشتملة على كثير من الآداب والسنن وأحكام الحلال والحرام يقرب من ثلاثمائة بيت (سطر) رواها باسناده إلى الإمام الصادق عليه السلام بروايته عن آبائه الكرام. وقد قال الصادق عليه السلام في آخره: انّه جمعه من الكتاب الذي هو إملاء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وخطّ علي بن أبي طالب عليه السلام .

۲.۶ - عصر تأسيس التشريع الاسلامي


والمقصود انّ عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان عصر تأسيس التشريع الاسلامي واكتمال الشريعة وكمالها، وانّه فيه قد تمّ تبليغ القرآن وتدوينه وجمعه وصدور السنّة النبوية الشريفة وتدوينها وجمعها، وفي هذا العهد الشريف بدأ التأليف الاسلامي في مجال التشريع وكان عمدة ذلك وأساسه من قِبل الإمام علي عليه السلام.

۲.۷ - عصر تبيين النص وصيانته


وأمّا عصر الأئمة من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم- عصر تبيين النصّ وصيانته- فقد امتدّ من وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنة ۱۱ هجرية إلى عصر الغيبة الكبرى عام ۳۲۹ هجرية، وقد قام الأئمة الهداة من أهل البيت عليهم السلام في هذه الفترة بتبيين الدين الحنيف والتشريع الالهي الذي أنزله اللَّه سبحانه على نبيّه الأكرم وأكمله له، وعلّمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بعده بصورة كاملة وافية لأخيه ووصيّه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام ومنه إلى الأئمة من ولده ليصونوا بذلك الدين عن التحريف وتلاعب المبتدعين ويكونوا إلى جانب الكتاب الكريم ميزاناً للحق وأماناً للخلق.

۲.۸ - رواية أمير المؤمنين عليه السلام


وفي ذلك يقول أمير المؤمنين عليه السلام - في كلام له، وقد سأله سائل عن أحاديث أهل البدع وعمّا في أيدي الناس من اختلاف الأحاديث-: «انّ في أيدي الناس حقاً وباطلًا وصدقاً وكذباً وناسخاً ومنسوخاً وعامّاً وخاصّاً ومحكماً ومتشابهاً وحفظاً ووهماً، ولقد كُذِبَ على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم على عهده حتى قام خطيباً فقال: من كذب عليَّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار، وإنّما أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس:
رجل منافق مظهر للايمان متصنّع بالاسلام، لا يتأثّم ولا يتحرّج، يكذب على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم متعمداً، فلو علم الناس انّه منافق كاذب لم يقبلوا منه ولم يصدقوا قوله، ولكنهم قالوا: صاحب رسول اللَّه رآه وسمع منه ولقن عنه، فيأخذون بقوله، وقد أخبرك اللَّه عن المنافقين بما أخبرك ووصفهم بما وصفهم بذلك. ثمّ بقوا بعده فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والبهتان فولوهم الأعمال وجعلوهم حكّاماً على رقاب الناس فأكلوا بهم الدنيا وإنّما الناس مع الملوك والدنيا إلّا من عصم اللَّه، فهذا أحد الأربعة.
ورجل سمع من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً لم يحفظه على وجهه فوهم فيه ولم يتعمّد كذباً، فهو في يديه ويرويه ويعمل به ويقول: أنا سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، فلو علمه المسلمون انّه وَهَمَ فيه لم يقبلوه منه، ولو علم هو انّه كذلك لرفضه.
ورجل ثالث سمع من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً يأمر به، ثمّ انّه نهى عنه وهو لا يعلم، أو سمعه ينهى عن شي‌ء، ثمّ أمر به وهو لا يعلم. فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ، فلو علم انّه منسوخ لرفضه، ولو علمه المسلمون إذ سمعوه منه انّه منسوخ لرفضوه.
وآخر رابع لم يكذب على اللَّه ولا على رسوله، مبغض للكذب خوفاً من اللَّه وتعظيماً لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يَهم بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به على سمعه لم يزد فيه ولم ينقص منه، فهو حفظ الناسخ فعمل به وحفظ المنسوخ فجنَّب عنه وعرف الخاص والعام والمحكم والمتشابه فوضع كلّ شي‌ء موضعه.
وقد كان يكون من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم الكلام له وجهان، فكلام خاص وكلام عام فيسمعه من لا يعرف ما عنى اللَّه سبحانه ولا ما عنى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، فيحمله السامع ويوجهه على غير معرفة بمعناه وما قصد به وما خرج من أجله، وليس كل أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم من كان يسأله ويستفهمه، حتى أن كانوا ليحبّون أن يجي‌ء الأعرابي والطارئ فيسأله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يسمعوا، وكان لا يمرّ بي من ذلك شي‌ء إلّا سألته عنه وحفظته، فهذه وجوه ما عليه الناس في اختلافهم وعللهم في رواياتهم».
[۶] نهج البلاغة، ج۱، ص۳۲۵- ۳۲۸، الخطبة رقم ۲۱۰.

وقال عليه السلام في خطبة اخرى في تحديد المرجع الأصيل من العلماء وهم علماء أهل البيت عليهم السلام في كلام طويل: «عباد اللَّه ابصروا عيب معادن الجور، وعليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته؛ فإنّ العلم الذي نزل به آدم عليه السلام وجميع ما فُضّل به النبيّون عليهم السلام في محمّد خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم وفي عترته الطاهرين عليهم السلام، فأين يتاه بكم؟! بل أين تذهبون؟!».
[۷] دعائم الإسلام، ج۱، ص۹۸.


۲.۹ - صدور النصوص والروايات وتربيت العلماء


وقد صدر عن الأئمة الأطهار في هذه الفترة الكثير من النصوص والروايات وقاموا بنشر مختلف العلوم والمعارف الاسلامية وتخريج العلماء وتربيتهم خصوصاً في عصر الامامين الباقر والصادق عليهما السلام الذي استغرق أكثر من نصف قرن (۹۵- ۱۴۸ ه)، وقد قارنت هذه المدة فترة الانتقال بين الدولتين الأموية والعباسية وما مُنيتا به من ضعف، حيث كانت الاولى في هوّة انحدارها وأمّا الثانية فلأنّها بعد لما تهدأ ثورتها وتستقر دولتها بسبب ما تعانيه من مطاردة ذيول الدولة المبادة، فكان يعتبر هذا العهد عهد الانفراج للنشاط الفكري والفقهي لمدرسة أهل البيت عليهم السلام فهو عصر انتشار علوم آل محمّد عليهم السلام ، فكان فضلاء الشيعة ورواتهم في تلك السنين آمنين على أنفسهم مطمئنين متجاهرين بولاء أهل البيت عليهم السلام معروفين بذلك بين الناس، وفي هذه الفترة كتبوا عن أئمتهم أكثر ما كتبوه وألفوه، وبسعيهم وجهودهم حفظت الشريعة ونشرت علوم آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد كان لكل من الأئمة من أهل البيت عليهم السلام- سيّما الامامين الصادقين- رواقه الخاصّ به للدرس والتعليم في المسجد النبوي الشريف، كما كان لكلّ منهم في بيته مجلس عامر بالرواة وطلبة العلم والمستفتين الوافدين من مختلف أنحاء المعمورة، وبخاصة في أيّام الحج، حيث كان أصحابهم يدوّنون كل ما لديهم من أسئلة ويتقدمون بها إلى مقام الامام عند تشرفهم بلقياه. وقد عرفوا عند كل الطبقات بأنّهم أهل بيت العلم وورثة التراث النبوي الطاهر وانهم مفهّمون.

۲.۱۰ - قول عبد الله بن عطاء المكي


يقول عبد الله بن عطاء المكي : «ما رأيت العلماء عند أحد أصغر منهم عند أبي جعفر- يعني الباقر عليه السلام - ولقد رأيت الحكم بن عتبة (ت/ ۱۱۴ ه) مع جلالته في القوم بين يديه كأنّه صبي بين يدي معلّمه». وقال أيضاً: انّ رجلًا سأل ابن عمر عن مسألة فلم يدر بما يجيبه فقال: اذهب إلى ذلك الغلام فسله وأعلمني بما يجيبك- وأشار به إلى محمّد بن علي الباقر عليه السلام -. فسأله وأجابه فرجع ابن عمر فأخبره، فقال ابن عمر: انّهم أهل بيت مفهّمون».

۲.۱۱ - الرواة غير الشيعة


وقد روى الكثيرون من غير الشيعة الأحاديث عن الامامين الباقر والصادق عليهما السلام أمثال محمّد بن مسلم بن عبيد اللَّه بن شهاب الزهري المدني (ت/ ۱۲۴ ه)، و أيّوب السجستاني (ت/ ۱۳۱ ه)، و يحيى بن سعيد الأنصاري المدني (ت/ ۱۴۳ ه)، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي (ت/ ۱۵۰ ه)، وسفيان بن سعيد بن مسروق الثوري (ت/ ۱۵۹ ه)، وسفيان بن عيينة الكوفي محدّث الحرم المكي (ت/ ۱۹۸ ه)، و مالك بن أنس الأصبحي (ت/ ۱۷۹ ه)، و عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح القرشي (ت/ ۱۵۰ ه)، و شعبة بن الحجاج البصري (ت/ ۱۵۹ ه)، وغيرهم.
وقد سجّل هؤلاء وغيرهم من كبار الأئمة والعلماء انطباعهم عن الصادق عليه السلام بما يعرب عن منتهى تقديرهم واجلالهم للبيت العلوي الطاهر، وأنّهم المثل الأعلى في المعرفة والزهد والطاعة. فهذا أبو حنيفة النعمان (ت/ ۱۵۰ ه) يقول: «ما رأيت أفقه من جعفر بن محمّد ». وهذا مالك بن أنس (ت/ ۱۷۹ ه) يقول: «اختلفت إليه زماناً فما كنت أراه إلّا على احدى ثلاث خصال: إمّا مصلٍّ وإمّا صائم وإمّا يقرأ القرآن». ويقول أيضاً: «ما رأت عيني أفضل من جعفر بن محمّد فضلًا وعلماً وورعاً».

۲.۱۲ - مدرسة أهل البيت عليهم السلام


ومدرسة أهل البيت عليهم السلام كانت مدرسة جامعة لم يقتصر التدريس فيها على اصول العقيدة و الفقه واصوله، وإنّما تعدى ذلك إلى تدريس التفسير والقراءات و الفلسفة والكلام والطب والفلك والكيمياء وغير ذلك، وقد تخرّج من هذه المدرسة كبار العلماء في كل هذه العلوم، كما هي مذكورة أسماؤهم في كتب السير والطبقات.
إلّا أنّ أكثر اهتمام الأئمة كان منصباً على تربية الفقهاء والرواة ليحفظوا الدين ويحملوا الرسالة ويكونوا امناء عليها، قال الامام الصادق عليه السلام (ت/ ۱۴۸ ه) في حق أربعة من أصحابه ورواته- وهم: بريد بن معاوية العجلي (ت/ ۱۵۰ ه)، وزرارة (اسمه عبد ربّه، وزرارة لقبه. )بن أعين (ت/ ۱۴۸ ه)، ومحمّد بن مسلم الثقفي الطائفي (ت/ ۱۵۰ ه)، و ليث المرادي -: «أربعة نجباء امناء اللَّه على حلاله وحرامه، لو لا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست».
وقال فيهم أيضاً: «ما أجد أحداً أحيا ذكرنا وأحاديث أبي إلّا زرارة و أبو بصير ليث المرادي ومحمّد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي، ولو لا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا، هؤلاء حفّاظ الدين وامناء أبي عليه السلام على حلال اللَّه وحرامه، وهم السابقون الينا في الدنيا والسابقون الينا في الآخرة».

۲.۱۳ - عهد الامامين الصادقين عليهما السلام


وأكثر هؤلاء الرواة قد تخرّجوا على يد الامامين الصادقين عليهما السلام، فكانت منهم تلك الأجيال المتعاقبة من رسل فكر أهل البيت، وكان منهم هذا الكمّ الوفير من التراث الاسلامي الشيعي الذي يعدّ- بحق- الأساس القوي في رسوخه والسخيّ في عطائه، حتى اشتهر أنّ عدد من روى عن الامام الصادق عليه السلام من مشهوري أهل العلم بلغ أربعة ألاف شخص وانّه صنّف من جواباته في المسائل أربعمائة كتاب تسمّى الاصول، رواها أصحابه وأصحاب أبيه من قبله وأصحاب ابنه موسى الكاظم عليه السلام (ت/ ۱۵۹ ه)، ولم يبق فنّ من فنون العلم إلّا روي عنه عليه السلام فيه أبواب.
وقد ألّف أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف بابن عقدة (ت/ ۳۳۳ ه) كتاباً بأسماء الرجال الذين رووا عن الصادق عليه السلام وعدّ أربعة آلاف رجل، وأخرج فيه لكلّ رجل الحديث الذي رواه. وسبب هذا ما أشرنا إليه من الانفراج الذي حصل في زمان هذين الامامين من قبل الحكّام بالنسبة إلى مدرسة أهل البيت وشيعتهم والذي عاد في عهد الأئمة بعدهما- وخصوصاً في زمن الامام موسى بن جعفر عليه السلام- إلى التضييق عليهم و اضطهادهم حتى أُودع الامام المظلوم السجن وقتل على يد سندي بن شاهك بالسم، إلّا أنّ المدرسة الفقهية والفكرية لأهل البيت عليهم السلام كانت قد اكتملت وتمّ بناؤها في عهد الصادقين عليهما السلام.
ولم تكن تلك الضغوط والجنايات تجدي غير المزيد من رسوخ المدرسة ومحبوبيتها و اتساع رقعة انتشارها و ازدياد عدد أفرادها ونشاطها ممّا سبّب المزيد من قلق الحكّام وخوفهم، فقاموا بسياسة جلب الأئمة من المدينة إلى دار الخلافة ووضعهم تحت الرقابة المشدّدة العلنية أو السرية، وقد أوجب ذلك تحديد نشاط الأئمة وصعوبة ارتباط شيعتهم بهم رغم انتشارهم وكثرتهم، وهذا أحد الأسباب لما يلاحظ من قلّة صدور الروايات وقلّة الرواة عن الأئمة في هذه المرحلة بالنسبة لعهد الامامين الصادقين عليهما السلام.

۲.۱۴ - رواة الأئمة عليهم السلام


ومجموع من ذكرهم الشيخ الطوسي في رجاله من رواة الأئمة عليهم السلام بدءاً من الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (ت/ ۴۱ ه) وإلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام (ت/ ۲۵۰ ه) يبلغ ۵۴۳۶ راوياً، وإن ۳۲۱۷ منهم من الرواة عن الامام الصادق عليه السلام والباقي رواة عن سائر الأئمة مع إضافة الراوين عن الإمام المهدي عليه السلام ؛ وذلك كالتالي:
۱- الامام علي- ۴۴۲ راوياً ۲- الامام الحسن- ۴۱ راوياً ۳- الامام الحسين- ۱۰۹ راوياً ۴- الامام السجاد- ۱۷۳ راوياً ۵- الامام الباقر- ۴۶۶ راوياً ۶- الامام الصادق- ۳۲۱۷ راوياً ۷- الامام الكاظم- ۲۷۲ راوياً ۸- الامام الرضا- ۳۱۷ راوياً ۹- الامام الجواد- ۱۱۳ راوياً ۱۰- الامام الهادي- ۱۸۳ راوياً ۱۱- الامام العسكري- ۱۰۳ راوياً ۱۲- الامام المهدي- ۵۲ راوياً ويقول السيد محسن الأمين (ت/ ۱۳۷۱ ه) في حق الكتب التي صنّفها أصحاب الأئمة من رواياتهم: «قد صنّف قدماء الشيعة الاثني عشرية المعاصرين للأئمة من عهد أمير المؤمنين عليه السلام إلى عهد أبي محمّد الحسن العسكري عليه السلام ما يزيد على ستة آلاف وستمائة كتاب في الأحاديث المروية من طريق أهل البيت عليهم السلام المستمدة من مدينة العلم النبوي...».
[۲۲] الشيعة في مسارهم التاريخي، ج۱، ص۴۲۲.

وكلّ تلك الكتب مذكورة في كتب الرجال على ما ضبطه الشيخ محمّد بن الحسن بن الحرّ العاملي (ت/ ۱۱۰۴ ه) من أهل المائة الثالثة عشرة في آخر الفائدة الرابعة من كتاب وسائل الشيعة وأخذه من التراجم لأصحاب المؤلفات، فجمع ما ذكره الرجاليون لكل واحد، فكان بهذا المقدار.



وقد نوّع بعض الأصحاب هذه الكتب إلى نوعين: اصول وغير اصول. والاصول هي التي دوّن فيها مؤلّفوها الأحاديث التي سمعوها من الامام مباشرة ورووها عنه بلا واسطة، والتي سمعوها من راوٍ يرويها- بدوره- عن الامام‌ مباشرة، أي انّ ما في الاصول من أحاديث لم ينقل من كتاب، وإنّما اعتمد في طريقة تدوينه على السماع من الإمام أو ممّن يروي عن الامام مباشرة. وغير الاصول هي التي نقل اليها أو فيها مؤلّفوها محتوياتها من الأحاديث ولو عن كتاب مكتوب.
وعن هذه الكتب اصولًا وغيرها نقل أصحاب المجموعات الحديثية التي الّفت بعد عصر الأئمة عليهم السلام- أي في أواخر عصر الغيبة الصغرى وأوائل الغيبة الكبرى - محتوياتها والتي كانت هي المصدر الأساس لبناء وتأسيس المرحلة الثانية من فقه أهل البيت عليهم السلام وهي مرحلة الفقه الاجتهادي، كما سيأتي.

۳.۱ - قول الشيخ الطهراني


يقول شيخنا الطهراني (ت/ ۱۳۸۹ ه) في كتابه الذريعة: «ثمّ بعد أن جمعت الاصول في المجاميع قلّت الرغبات في استنساخ أعيانها لمشقة الاستفادة منها فقلّت نسخها وتلفت النسخ القديمة تدريجاً، وأوّل تلف وقع فيها إحراق ما كان منها موجوداً في مكتبة سابور بالكرخ فيما احرق من محالّ الكرخ عند ورود طغرل بك- أوّل ملوك السلجوقية- إلى بغداد سنة ۴۴۸ ه، كما ذكره في معجم البلدان ، وذلك بعد تأليف شيخ الطائفة: التهذيب و الاستبصار وجمعهما من تلك الاصول التي كانت مصادر لها. ثمّ بعد هذا التاريخ هاجر هو من الكرخ وهبط النجف الأشرف وصيّرها مركز العلوم الدينية إلى اثنتي عشرة سنة، وتوفي بها سنة ۴۶۰ ه، وكان أكثر تلك الاصول باقياً بالصورة الأولية إلى عصر محمّد بن ادريس الحلي ، وقد استخرج من جملة منها ما جعله مستطرفات السرائر، وحصلت جملة منها عند السيد رضي الدين علي بن طاوس المتوفى سنة ۶۶۴ ه، كما ذكرها في كشف المحجة ، وينقل عنها تصانيفه. ثمّ تدرج التلف وتقليل النسخ في أعيان هذه الاصول إلى ما نراه في عصرنا هذا، ولعلّه يوجد منها في أطراف الدنيا ما لم نطلع عليها، واللَّه العالم».
[۲۴] الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج۲، ص۱۳۴- ۱۳۵.


۳.۲ - المجاميع الحديثية الأربع


وقد جمعت عمدة تلك الاصول والكتب في المجاميع الحديثية الأربع: الكافي و من لا يحضره الفقيه والتهذيب والاستبصار، وقد ضمّت هذه الاصول الحديثية كمّاً هائلًا من أحاديث الأحكام الصادرة كلّها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أحد الأئمة المعصومين عليهم السلام. وهذا من امتيازات فقه أهل البيت عليهم السلام، فأحاديث الكافي وحدها تبلغ (۱۶۱۹۹) حديثاً، والتهذيب (۱۳۵۹۰) حديثاً، ومن لا يحضره الفقيه (۵۹۶۳) حديثاً، والاستبصار (۵۵۱۱) حديثاً.
وجاء بعد ذلك في القرن العاشر الشيخ الحرّ العاملي قدس سره (ت/ ۱۱۰۴ ه) فجمع ما في الكتب الأربعة وغيرها مما حصل عليه من الكتب والاصول في موسوعته الحديثية الرائعة وسائل الشيعة فبلغت أحاديثها (۳۵۸۵۰) حديثاً. واستدرك عليه بعد ذلك الميرزا النوري (ت/ ۱۳۲۰ ه) ما عثر عليه في مصنفات حديثية اخرى من الأحاديث المتعلقة بالأحكام في كتابه مستدرك وسائل الشيعة فبلغت رواياته زهاء (۲۳۰۰۰) حديثاً، وهذا يعني أنّ مجموع ما في هاتين الموسوعتين من الروايات تبلغ قرابة ستين ألف حديثاً كلّها في الأحكام الفقهية الفرعية، وهذا ما لا نظير له في أي مذهب آخر.
وقد انتهى هذا العصر- عصر صدور البيان الشرعي- والذي كان يمكن فيه الاتّصال بالمعصوم عليه السلام وأخذ العلم والحديث منه مباشرة أو بصورة غير مباشرة وعن طريق أحد السفراء والوكلاء للإمام سنة ۳۲۹ ه ليبدأ بعده العصر الفقهي الثاني، عصر الفقه الاجتهادي .



ومن المناسب أن نشير إلى أنّ للفقاهة في عصرها الأوّل- عصر الصدور- امتيازات وخصائص شرعية تختلف عن الفقاهة في عصرها الثاني، نشير فيما يلي إلى أهمها:
۱- ثبوت الامامة العظمى والولاية الكبرى للنبي والأئمة عليهم السلام من بعده وحضورهم في هذا العصر، فيجب على الناس جميعاً اطاعتهم والرجوع اليهم في جميع الامور والعمل بما يقولون؛ عملًا بالآية الكريمة: (أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ).
۲- امكان الوصول إلى الحكم الشرعي الواقعي في هذا العصر؛ وذلك بمراجعتهم وسؤالهم عن حقائق الدين وأحكامه وأسراره.
۳- عدم جواز إعمال الاجتهاد في قبال قولهم ورأيهم من أي أحد؛ لأنّه من الاجتهاد في مقابل النص المحرّم و الباطل شرعاً وعقلًا.
۴- إنّ تصدي الفقهاء لأيّ منصب من القضاء و الإفتاء والولايات وجباية الحقوق الشرعية وغير ذلك لا يجوز إلّا بمراجعتهم والنصب من قبلهم.
۵- لا يصحّ للفقهاء الرواة في هذا العصر- في مجال استكشاف و استنباط حكم مسألة فقهية- أن يرجعوا إلى القواعد والاصول العامّة التي بأيديهم ابتداءً وقبل السؤال منهم؛ لاحتمال وجود مخصص أو مقيّد لها أو حاكم عليها، فلا يكون حجة حينئذٍ لأنّه من قبيل التمسك بالعمومات قبل الفحص عن المخصص، والفحص في زمن حضور المعصوم لا يتم إلّا بالسؤال منه.
۶- انّ طابع الفقاهة في هذا العصر يتمثل في تعلّم السنة والأحاديث وحفظها ونقلها والافتاء بما هو ظاهر وواضح منها، والرجوع في المسائل النظرية الاجتهادية إلى الأئمة عليهم السلام إلّا في حالات لا يمكن فيها الوصول اليهم، كما حدث ذلك بالتدريج لدى اتساع و انتشار مذهب أهل البيت عليهم السلام وازدياد الرقابة والضغط عليهم عليهم السلام من قبل الحكام. وهذه خصيصة مهمة تجعل عملية الفقاهة في عصر النصّ محدودة بطبيعتها؛ لأنّ مصادرها لم تكتمل ولم تنته بعد؛ إذ لعلّه بالرجوع اليهم يصدر ما يكون مخصصاً أو مفسراً أو حاكماً على العمومات والقواعد التي بأيدي الرواة، فلا يجوز لهم الاكتفاء بما حفظوه أو نقلوه في مجال الاستنباط. وقد أشارت إلى ذلك بعض الأخبار العلاجية الآمرة بالتوقف أو الاحتياط في الخبرين المتعارضين و إرجاء ذلك حتى يلقى الامام عليه السلام.



عصر الاجتهاد ، أنّ اكتمال الأحاديث والنصوص المبيّنة للشريعة الصادرة من قبل الأئمة عليهم السلام من ناحية، وتخرّج الكثيرين من الفقهاء الأفذاذ والعلماء الكبار ممّن تربّى على أيديهم من ناحية ثانية، وتزايد الضغوط والمراقبة عليهم من قبل الحكّام الجائرين من ناحية ثالثة، وتضافر الناس واقبالهم على مذهب أهل البيت تدريجياً من ناحية رابعة.



 
۱. المائدة/سورة ۵، الآية ۳.    
۲. الكافي، ج۱، ص۶۴، ح ۱.    
۳. رجال النجاشي، ج۱، ص۳۶۰.    
۴. أمالي الشيخ الصدوق، ج۱، ص۵۱۸.    
۵. الكافي، ج۱، ص۶۳.    
۶. نهج البلاغة، ج۱، ص۳۲۵- ۳۲۸، الخطبة رقم ۲۱۰.
۷. دعائم الإسلام، ج۱، ص۹۸.
۸. مستدرك الوسائل، ج۱۷، ص۲۵۶، ح ۶.    
۹. أمالي الشيخ الصدوق، ج۱، ص۵۹۳، ح ۸۲۲.    
۱۰. ألقاب الرسول وعترته، ج۱، ص۵۶.    
۱۱. تاج المواليد، ج۱، ص۲۹.    
۱۲. المستجاد من الارشاد، ج۱، ص۱۷۳.    
۱۳. بحار الأنوار، ج۴۶، ص۲۸۹عن مناقب آل أبي طالب ۳:۳۲۹.    
۱۴. مناقب آل أبي طالب، ج۳، ص۳۲۹.    
۱۵. تذكرة الحفاظ (للذهبي)، ج۱، ص۱۲۶.    
۱۶. تهذيب التهذيب، ج۲، ص۱۰۴- ۱۰۵.    
۱۷. العدد القوية، ج۱، ص۱۵۵، رقم ۸۶.    
۱۸. خلاصة الأقوال، ج۱، ص۲۳۴.    
۱۹. اختيار معرفة الرجال، ج۱، ص۳۴۸.    
۲۰. إعلام الورى بأعلام الهدى، ج۲، ص۱۹۹.    
۲۱. خلاصة الأقوال في معرفة الرجال، ج۱، ص۳۲۱- ۳۲۲.    
۲۲. الشيعة في مسارهم التاريخي، ج۱، ص۴۲۲.
۲۳. وسائل الشيعة، ج۳۰، ص۱۶۵.    
۲۴. الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج۲، ص۱۳۴- ۱۳۵.
۲۵. النساء/سورة ۴، الآية ۵۹.    
۲۶. تهذيب الأحكام، ج۶، ص۳۰۳.    




الموسوعة الفقهية، ج۱، ص۳۴- ۴۸.    



جعبه ابزار