وقد يكنّى به عن عدم الخير أو الأثر المتوقّع أو نقصه كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم حاكياً عن اللَّه عزّوجلّ- في حديث - عن علي عليه السلام : «... كلّ أمر ذي بال لا يذكر بسم اللَّه فيه فهو أبتر».
بينهم الأوّل إلّافيما قام الدليل عليه كنافلة العشاء وصلاة الوتر ، وعلى المبنى المشهور تعدّ الصلاة بركعة من البتراء، وهي باطلة ؛ لأنّها مقطوعة قبل تمامها .
ومن الأدلّة على المبنى المشهور ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم من النهي عن البتراء
من المسلّماتاستحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلّما ذكر اسمه بنصّ القرآن :
«إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلَّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً »،
بل وجوبها في بعض المواطنكتشهّد الصلاة وخطبة الجمعة ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة عليه صلاة بتراء، وذلك بأن يقتصر في الصلاة عليه من دون ضم آله عليهم السلام إليه، كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «لا تصلّوا عليَّ الصلاة البتراء»، فقالوا، وما الصلاة البتراء؟ قال: «تقولون: اللّهمّ صلّ على محمّد وتمسكون، بل قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ».
قال المحدّث البحراني في الفروع المتعلّقة بالتشهّد: «الثاني: تبعيّة آله و عترته له صلى الله عليه وآله وسلم في الوجوب والاستحباب؛ لأنّ المستفاد من الأخبار دخولها في كيفيّة الصلاة عليه، وأنّ المراد بالصلاة عليه كلّما ذكر هو أن يصلّى عليه وعلى آله وأهل بيته، لا تخصيصه بالصلاة وحده»،
في الإجزاء إن اريد البتر خلقة، وإن اريد بها مقطوعة الذنب كما هو ظاهر عبارة المنتهى ... فالمتّجه عدم إجزائها، بل قد يقال بعدم إجزائها ولو خلقة وإن قلنا بإجزاء الجمّاء والصمعاء باعتبار غلبة تعارف الصفتين المزبورتين بخلافها، فتعدّ البتراء ناقصة دون الجمّاء والصمعاء، ومع ذلك كلّه فالاحتياط لا ينبغي تركه...».