• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

البتراء

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



كل أمر انقطع من الخير أثره فهو الأبتر والبتراء و خطبة بتراء إذا لم يذكر فيها اسم الله تعالى ولاصُلّي على النّبي صلي الله عليه وآله .




البتر : القطع، يقال: بترتُ الشي‌ء بتراً، إذا قطعته قبل الإتمام .
[۱] المصباح المنير، ج۱، ص۳۵.
[۲] مجمع البحرين، ج۱، ص۱۱۲.
و الاسم منه أبتر، أي أقطع، و الانثى بتراء.



ويستعمل في الروايات ولدى الفقهاء في نفس المعنى ، فيقال لكلّ أمر لم يبدأ ببسم اللَّه أو بحمد اللَّه تعالى: أبتر، كناية عن عدم ترتّب الأثر المطلوب منه، وعن عدم البركة فيه.
ويقال للتحيّة و الصلاة على النبي دون آله : الصلاة البتراء، وللصلاة التي سلّم المصلّي على ركعةٍ : الصلاة البتراء، و للضحايا إذا لم يكن لها ذنب من أصلٍ أو قطع ذنبها: المبتورة أو البتراء.
[۳] النهاية (ابن الأثير)، ج۱، ص۹۴.

وقد يكنّى به عن عدم الخير أو الأثر المتوقّع أو نقصه كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم حاكياً عن اللَّه عزّوجلّ- في حديث - عن علي عليه السلام : «... كلّ أمر ذي بال لا يذكر بسم اللَّه فيه فهو أبتر».
وقول الإمام الصادق عليه السلام : «كلّ دعاء لا يكون قبله تحميد فهو أبتر...».
قال الشهيد الثاني : «والأبتر يطلق على المقطوع مطلقاً، وعلى مقطوع الذنب ، وعلى ما لا عقب ولا نتيجة له، وعلى ما انقطع من الخير أثره».
[۶] الروض، ج۱، ص۲۲.

وقال المحقّق المازندراني : «فهو أبتر، أي أقطع... و المراد به النقص، أو القطع من القبول أو الصُعود ».



وقع الكلام في البتراء في بعض الامور كما يلي:

۳.۱ - الصلاة البتراء


وقع الكلام بين الفقهاء في أنّ الأصل في الصلوات أن تكون ركعتين ركعتين بسلام بعدهما، أو يجوز الصلاة بركعة أيضاً؟
المعروف بينهم الأوّل إلّافيما قام الدليل عليه كنافلة العشاء وصلاة الوتر ، وعلى المبنى المشهور تعدّ الصلاة بركعة من البتراء، وهي باطلة ؛ لأنّها مقطوعة قبل تمامها .
ومن الأدلّة على المبنى المشهور ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم من النهي عن البتراء
[۹] نصب الراية، ج۲، ص۱۳۵.
[۱۰] نصب الراية، ج۲، ص۲۰۱.
- ۲۰۲، مضافاً إلى عدم ثبوت دليل بالنسبة للصلاة بركعة واحدة لتوقيفيّتها ، فلا يجوز لاستلزامه التشريع المحرّم إلّاأن يؤتى بها برجاء المطلوبيّة.

۳.۲ - التحية (الصلاة) البتراء


من المسلّمات استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلّما ذكر اسمه بنصّ القرآن :
«إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلَّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً »، بل وجوبها في بعض المواطن كتشهّد الصلاة وخطبة الجمعة ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة عليه صلاة بتراء، وذلك بأن يقتصر في الصلاة عليه من دون ضم آله عليهم السلام إليه، كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «لا تصلّوا عليَّ الصلاة البتراء»، فقالوا، وما الصلاة البتراء؟ قال: «تقولون: اللّهمّ صلّ على محمّد وتمسكون، بل قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ».
[۱۳] الصواعق المحرقة، ج۱، ص۱۴۶.

وعن طريق الإماميّة ما رواه ابن القدّاح عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «سمع أبي رجلًا متعلّقاً بالبيت وهو يقول: اللّهمّ صلّ على محمّد، فقال له أبي عليه السلام: لا تبترها، لا تظلمنا حقّنا ، قل: اللّهمّ صلّ على محمّد وأهل بيته ».
قال المحدّث البحراني في الفروع المتعلّقة بالتشهّد: «الثاني: تبعيّة آله و عترته له صلى الله عليه وآله وسلم في الوجوب والاستحباب؛ لأنّ المستفاد من الأخبار دخولها في كيفيّة الصلاة عليه، وأنّ المراد بالصلاة عليه كلّما ذكر هو أن يصلّى عليه وعلى آله وأهل بيته، لا تخصيصه بالصلاة وحده»، ومثله في غيره.

۳.۳ - البتر في الاضحية والهدي


من شرائط الهدي وكذا الاضحيّة كونهما تامّي الخلقة ، فلا يجزئ الناقص كالعوراء و العرجاء البيّن عرجها، ونحوها، وقد جعل منه البتراء، أي مقطوعة الذنب أو الإلية . ولعلّ إطلاق كلامهم: «أن يكون تامّاً»
[۱۹] الشرائع، ج۱، ص۲۶۰.
يشمله أيضاً. نعم، قد يحتمل الفرق فيه بين البتراء خلقة وعارضاً.
قال المحقّق النجفي : « الظاهر اتّحاد حكم البتراء مع الصمعاء
[۲۰] الصَّمِعُ: الصغير الاذن المليحها.
[۲۱] والصَّمْعاء من المعز: التي اذنها كاذن الظبي بين السَّكّاء- أي صغيرة الاذن- والأذناء.
والجمّاء
[۲۲] شاة جمّاء: إذا لم تكن ذات قرن.
في الإجزاء إن اريد البتر خلقة، وإن اريد بها مقطوعة الذنب كما هو ظاهر عبارة المنتهى ... فالمتّجه عدم إجزائها، بل قد يقال بعدم إجزائها ولو خلقة وإن قلنا بإجزاء الجمّاء والصمعاء باعتبار غلبة تعارف الصفتين المزبورتين بخلافها، فتعدّ البتراء ناقصة دون الجمّاء والصمعاء، ومع ذلك كلّه فالاحتياط لا ينبغي تركه...».
والتفصيل في محلّه.


 
۱. المصباح المنير، ج۱، ص۳۵.
۲. مجمع البحرين، ج۱، ص۱۱۲.
۳. النهاية (ابن الأثير)، ج۱، ص۹۴.
۴. الوسائل، ج۷، ص۱۷۰، ب ۱۷ من الذكر، ح ۴.    
۵. الوسائل، ج۷، ص۸۲، ب ۳۱ من الذكر، ح ۸.    
۶. الروض، ج۱، ص۲۲.
۷. شرح اصول الكافي (المازندراني)، ج۱۰، ص۲۹۰.    
۸. جواهر الكلام، ج۷، ص۵۲- ۵۵.    
۹. نصب الراية، ج۲، ص۱۳۵.
۱۰. نصب الراية، ج۲، ص۲۰۱.
۱۱. جواهر الكلام، ج۷، ص۵۲.    
۱۲. الأحزاب/سورة ۳۳، الآية ۵۶.    
۱۳. الصواعق المحرقة، ج۱، ص۱۴۶.
۱۴. الوسائل، ج۷، ص۲۰۲، ب ۴۲ من الذكر، ح ۲.    
۱۵. الحدائق، ج۸، ص۴۶۴.    
۱۶. مستمسك العروة، ج۶، ص۴۴۱.    
۱۷. الروضة، ج۲، ص۲۸۹.    
۱۸. الروضة، ج۲، ص۳۰۴.    
۱۹. الشرائع، ج۱، ص۲۶۰.
۲۰. الصَّمِعُ: الصغير الاذن المليحها.
۲۱. والصَّمْعاء من المعز: التي اذنها كاذن الظبي بين السَّكّاء- أي صغيرة الاذن- والأذناء.
۲۲. شاة جمّاء: إذا لم تكن ذات قرن.
۲۳. جواهر الكلام، ج۱۹، ص۱۴۵.    




الموسوعة الفقهية،ج۲۰، ص۷۰-۷۲.    



جعبه ابزار