البسط
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
لتصفح عناوين مشابهة، انظر
البسط (توضيح) .
البسط
نقيض القبض، وبسط الشيء: نشره، و
الانبساط : ترك
الاحتشام . ويأتي البسط أيضاً بمعنى السرور . ومنه حديث
النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حقّ
السيّدة فاطمة عليها السلام : «يبسطني ما يبسطها»، أي يسرّني ما يسرّها؛ والبسط بمعنى
السلطة أيضاً، واستعمله
الفقهاء فيما كان له وجود عددي وحسابي بمعنى
التقسيط و
التوزيع ، كبسط
الدية وبسط الثمن وفي معناه الكنائي كما في (بسط اليد)، ويريدون به
التسلّط ونفوذ
التصرّف .
البسط:
نقيض القبض، بسطه يبسطه بسطاً فانبسط، وبسّطه فتبسّط، وبسط اليد: مدّها، وانبسط
النهار وغيره: امتدّ وطال.
وبسط الشيء: نشره، والبسطة: السعة، و
الانبساط : ترك الاحتشام.
كما يأتي البسط أيضاً بمعنى
السرور . ومنه حديث
النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حقّ
السيّدة فاطمة عليها السلام : «يبسطني ما يبسطها»،
أي يسرّني ما يسرّها؛ لأنّ
الإنسان إذا سُرَّ انبسط وجهه واستبشر.
والبسط بمعنى
السلطة أيضاً كما في قوله سبحانه وتعالى: «وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ»
أي: مسلّطون عليهم، كما يقال: بسط يده عليه، أي سلّط عليه.
استعمل
الفقهاء (البسط) في جميع معانيه اللغوية المتقدّمة، فاستعملوه فيما يقابل القبض، كبسط الكفّين والذراعين، وفي معنى المدّ كانبساط الشمس.
واستعملوه أيضاً فيما كان له تحقّق نفسي ومعنوي، كترك
الاحتشام و
إدخال السرور .
واستعملوه أيضاً فيما كان له وجود عددي وحسابي بمعنى
التقسيط و
التوزيع ، كبسط الدية وبسط الثمن.
واستعملوه في معناه الكنائي كما في (بسط اليد)، ويريدون به
التسلّط ونفوذ التصرّف، كما في بسط يد
الإمام عليه السلام ونائبه الخاصّ أو العام. ومن أمثلته الفقهية ما ذكره بعضهم من توقّف
إقامة الحدود و
الجهاد و
صلاة العيدين على بسط يد الإمام عليه السلام ونائبه العام أو الخاص.
قسّط الشيء: فرّقه.
ويقال: قسّط
الخراج تقسيطاً، إذا جعله أجزاءً معلومة.
والعلاقة بين البسط والتقسيط هي
الترادف في مورده.
وهو في اللغة بمعنى
التجزئة والتفريق.
والصلة بين البسط والتقسيم أنّهما مترادفان من حيث المعنى كذلك.
وهو في اللغة بمعنى القسمة و
التفريق ،
ويقال: وزّع الشيء، أي قسّمه وفرّقه.
فالتوزيع والبسط لفظان مترادفان في المعنى كما في التقسيط والتقسيم.
وهو- لغة- خلاف
التجميع ،
يقال: فرّقت الشيء تفريقاً وتفرقة، فانفرق وافترق وتفرّق.
وعليه فالبسط والتفريق مترادفان في المعنى كذلك.
تترتّب على البسط أحكام تختلف
باختلاف موارده ومعانيه فيها، نشير إليها فيما يلي:
•
البسط بمعنى النشر ، ويشتمل على مجموعة من الأحكام التي يمكن ذكرها إجمالًا، منها: ۱-بسط
الكف ، ۲-البسط على
القبر بعد
الدفن، ۳-بسط الكفين في
تكبيرة الإحرام ، ۴- على
الفخذين في
التشهّد و
التسليم ، ۵-على الفخذين في
قيام الصلاة، ۶- على الأرض حال
النهوض ، ۷-على الأرض أثناء
السجود ، و...
تترتّب على البسط بمعنى
الانشراح بعض الأحكام التي ذكرها الفقهاء نوجزها
إجمالًا فيما يلي:
ذكر بعض الفقهاء أنّ من
آداب القضاء أن يجلس القاضي في مجلس
القضاء وعليه
السكينة والوقار من غير انبساط يجرّئ الخصوم، ولا
انقباض يمنع من اللحن بالحجّة.
لو كان في الدار
ضيافة جاز لمن بينه وبين صاحب الدار انبساط أن يدخل ويأكل إذا علم أنّه لا يشقّ على صاحب الدار ذلك.
وقد ورد عن
الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «من عظم حرمة
الصديق أن جعله اللَّه من الانس والثقة والانبساط وطرح
الحشمة بمنزلة
النفس و
الأب و
الأخ و
الابن ».
إذا صار الأب أولى بالولد، إمّا لتزويج امّه أو لبلوغه المدّة التي تنتهي فيها
حضانة الولد، جاز للُامّ
اجتماعها مع ولدها، وتأتي
الامّ بنتها من غير
إطالة ولا انبساط في بيت مطلّقها.
وعلّل بعض الفقهاء ذلك بأنّ الانثى تأتيها امّها زائرة؛ لأنّه لا يصلح لها الخروج بخلاف الامّ.
•
البسط بمعنى التقسيط ،للبسط بمعنى التقسيط و
التوزيع بعض الأحكام منها: ۱-بسط
الزكاة ، ۲-بسط
الخمس ، ۳-بسط
الثمن على المبيع صفقة، ۴-بسط الثمن فيما يصح
الصلح عليه، و..
•
بسط اليد ،اصطلح الفقهاء على نفوذ تصرّفات الإمام وقدرته على
تطبيق الأحكام الشرعية ب (بسط يد الإمام ونائبه الخاص أو العام)، والمقصود من
النائب الخاص هو
وكيل الإمام في زمان حضوره عليه السلام، والمقصود من
النائب العام هو
الفقيه الجامع للشرائط في عصر
غيبة الإمام عليه السلام، وهناك أحكام كثيرة مترتّبة على بسط يد الإمام أو نائبه .
من أعظم وظائف
الدولة الإسلامية والحاكم
الإسلامي بسط
العدل و
القسط و
إقامة الحقّ.
بل يجب ذلك على
الامّة الإسلامية أيضاً؛ نظراً لكون الغاية من
إقامة الدين وفرائضه هو
تحقيق القسط والعدل بين الناس، حتى أنّ
الشريعة ركّزت على هذا المفهوم، قال اللَّه سبحانه وتعالى: «وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ»،
وقال سبحانه: «كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلّهِ».
فالذي يظهر من هاتين الآيتين أنّ إقامة الحدود وبسط الحقّ والعدل من وظائف الحاكم الإسلامي، ويشهد له سيرة
النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإمام
أمير المؤمنين عليه السلام في مدّة حكومته القصيرة، ولا يقف هذا العدل عند حدّ بل يجب بسطه بحيث تكون السيرة مع جميع
الرعية والمسلمين والدولة بالعدل والقسط والإنصاف.
كما أنّ تولّي الكفّار يوجب الظلم و
العدوان وتفسد سيرة الإسلام المبنيّة على الحقّ بسيرهم المبنية على
اتّباع الهوى وعبادة
الشيطان .
من هنا لا يجوز
الظلم بمختلف أنواعه على الدولة والرعية معاً، بل يجب قيام كلّ الامور على معايير العدل و
الإحسان ، قال اللَّه سبحانه وتعالى: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ».
والتفصيل في محلّه.
الموسوعة الفقهية، ج۲۰، ص۲۸۵-۳۱۴.