سورة النحل هي السورة السادسة عشرة من القرآن وإحدى السور المكية التي تدخل في الجزء الرابع عشر من القرآن. وهذه السورة تسمى نحل؛ لأنه يشير إلى النحلة وإلهام الله. الحديث عن نعم الله والإشارة إلى البعث وأدلة التوحيد وعظمة الله من المواضيع التي تناولتها هذه السورة. سورة النحل تأمر بالعدل، الإحسان، الهجرة، الجهاد و تنهى عن الظلم ونقض المعاهدات. وتحريم أكل الخمر، الميتة، لحم الخنزير و الدم من الأحكام العملية المذكورة في هذه السورة. وقد روي عن النبي (صلیاللهعلیهوآله) أن من قرأ سورة النحل لم يحص الله له من النعمة في الدنيا. كما أن السلامة من فتنة إبليس وجنوده مذكورة من فوائد قراءة هذه السورة. محتويات۲ - أسماء السورة ۳ - وجه التسمیة ۴ - عدد الآیات ۵ - عدد الکلمات ۶ - عدد الحروف ۷ - أغراض السورة ۸ - المحتوی و الموضوعات ۹ - الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة ۱۰ - محل النزول ۱۱ - زمان النزول ۱۲ - جوّ النزول ۱۳ - الترتیب في المصحف ۱۴ - الترتیب حسب النزول ۱۵ - العلاقة مع السورة السابقة ۱۶ - الخصوصیة ۱۷ - المراجع ۱۸ - المصدر النحل: ذباب العسل. سورة النحل، سورة النِعَم. «سورة النحل»؛ قد سميت هذه السورة بسورة النحل للإشارة الى الأمر العجيب الدقيق في شأن النحل فهي تعمل بإلهام من الفطرة التي أودعها إيّاها الخالق و هذا الإلهام لون من الوحي تعمل النحل بمقتضاه، و هي تعمل بدقة عجيبة يعجز عن مثلها العقل المفكّر سواء في بناء خلاياها، أو في تقسيم العمل بينها أو في طريقة إفرازها للعسل المصفّى. و هي تتّخذ بيوتها حسب فطرتها، في الجبال و الشجر و ما يعرشون أي ما يرفعون من الكروم و غيرها، و قد ذلّل اللّه لها سبل الحياة بما أودع في فطرتها و في طبيعة الكون حولها من توافق. «سورة النعم»؛ هذه السورة كانت تسمى سورة النعم بسبب ما عدد اللّه فيها من نعمه على عباده. هي مائة و ثمان و عشرون آية. هي الفان و ثمانمائة و أربعون كلمة. (الجدیر بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنیة مختلفة) هي سبعة ألف و سبعمائة و سبعة أحرف. (الجدیر بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنیة مختلفة) الغرض من هذه السورة إنذار المشركين بالعذاب، و إبطال شركهم، و ردّ شبههم على القرآن و النبوة و البعث، و هي أمور متشابكة متلازمة و قد افتتحت بآيتين، أجملت فيهما تلك الأغراض، و قصد بهما التمهيد لتفصيل الكلام فيها. يمكننا إجمال محتويات السورة المسبوكة بعناية و إحكام بما يلي: ۱- ذكر النعم الإلهية، و تفصيلها بما يثير دافع الشكر عند كل ذي حس حي، ليقترب الإنسان من خالق هذه النعم و واهبها. و من النعم المذكورة في السورة: نعمة المطر، نور الشمس، أنواع النباتات و الثمار، المواد الغذائية الأخرى، الحيوانات الداجنة بما تقدمه من خدمات و منافع للإنسان، مستلزمات وسائل الحياة و حتى نعمة الولد و الزوجة، و بعبارة شاملة (أنواع الطيبات). و لهذا أطلق البعض عليها (سورة النعم). ۲- الحديث عن أدلة التوحيد، عظمة ما خلق الخالق، المعاد، إنذار المشركين و المجرمين. ۳- تناول الأحكام الإسلامية المختلفة، من قبيل: الأمر بالعدل، الإحسان، الهجرة و الجهاد، النهي عن الفحشاء، المنكر، الظلم، الاستبداد و خلف العهد، بالإضافة إلى الدعوة لشكر اللّه تعالى على نعمة الجزيلة، و تأتي الإشارة في آيات عديدة إلى أنّ إبراهيم (عليهالسّلام) رجل التوحيد لأنه كان من الشاكرين. ۴- الحديث عن بدع المشركين مع ذكر أمثلة جميلة حية. ۵- و أخيرا تحذير الإنسانية من وساوس الشيطان. أبي بن كعب عن النبي (صلیاللهعلیهوآله) قال : «من قرأها لم يحاسبه الله تعالى بالنعم التي أنعمها عليه في دار الدنيا و أعطي من الأجر كالذي مات و أحسن الوصية و إن مات في يوم تلاها أو ليلة كان له من الأجر كالذي مات فأحسن الوصية». و روى محمد بن مسلم عن أبيجعفر (علیهالسلام) قال: «من قرأ سورة النحل في كل شهر كفي المغرم في الدنيا و سبعين نوعا من أنواع البلاء أهونه الجنون و الجذام و البرص و كان مسكنه في جنة عدن و هي وسط الجنان». أربعون آية من أولها مكية و الباقي من قوله «وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ» إلى آخر السورة مدنية عن الحسن و قتادة و قيل مكية كلها غير ثلاث آيات نزلت في انصراف النبي (صلیاللهعلیهوآله) من أحد «وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا» إلى آخر السورة نزلت بين مكة و المدينة عن ابن عباس و عطا و الشعبي و في إحدى الروايات عن ابن عباس بعضها مكي و بعضها مدني فالمكي من أولها إلى قوله «وَ لَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ» و المدني قوله «وَ لا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا» إلى قوله «بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ». أخرج النحّاس من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: «سورة النحل نزلت بمكة سوى ثلاث آيات من آخرها فإنهن نزلن بين مكة و المدينة في منصرف رسولاللّه (صلیاللهعلیهوآله) من أحد»، و قيل: و هي قوله: «(وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ الآية)» و قوله: «(وَ اصْبِرْ وَ ما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ)» في شأن التّمثيل بحمزة و قتلى أحد، و قوله: «ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا» و قيل: الثالثة: «(وَ لا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا)» إلى قوله: «بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ». نزلت سورة النحل بعد سورة الكهف، و هي من السور التي نزلت بعد سورة الإسرا ء و قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة النحل في ذلك التاريخ أيضا، و قيل إنها من السور المدنية. قال بعض المفسّرين: إنّ الآيات الأربعين الأوّل من السورة نزلت في مكّة و بقية الآيات نزلت في المدينة، في حين يعتبر البعض الآخر منهم جميع آياتها مكّية سوى الآيات المتعلقة بغزوة أحد (الآيات الثلاثة الأخيرة). فالمتيقن بخصوص السورة أنّ آياتها مكّية و مدينة، إلّا أنّه لا يمكن تشخيص ما هو مكي أو مدني بالدقة الكافية سوى الموارد المذكورة. و على أية حال، فمن خلال ملاحظة السورة يبدو لنا أنّ بحوثها تتناول ما تتناوله الآيات المكّية تارة مثل: التوحيد، المعاد، محاربة الشرك و عبادة الأصنام، و تارة أخرى ما تتناوله الآيات المدينة مثل: الأحكام الاجتماعية و مسائل الجهاد و الهجرة. هذه السورة هي السورة «السادسة عشرة» من القرآن بترتیب المصحف. هذه السورة هي السورة «السبعون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الکهف. (الجدیر بالذکر أن الأقوال فی ترتیب السور القرآنیة حسب النزول مختلفة) لما ختم الله سبحانه سورة الحجر بوعيد الكفار كان افتتاح هذه السورة بوعيدهم أيضا. اعتبر هذه السورة - في أحد القولین - من سور المئین. قال ابن قتيبة: [ [۲۹]
حسيني جلالي، محمّدحسين، دراسة حول القرآن الکریم، ص ۳۷.
و قیل: هي: «البرائة، النحل، هود، يوسف، الکهف، الإسراء، الأنبياء، طه، المؤمنون، الشعراء و الصافات». قال رسولاللّه (صلىاللّهعليهوآلهوسلّم): «أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصل». و في الآیتین «التاسعة و الأربعین» و «الخمسین» من هذه السورة سجدة التلاوة. و مع غضّ النظر عمّا قیل في مکیة أکثر آیاتها أو مدنیها ذکر فی هذه السورة بعض الأحکام الفقهیة. مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية الفئات في هذه الصفحة : سور الجزء الرابع عشر | سور ذات آيات الإعتقادیة | سور ذات مباحث فقهية | سور مکیة
|