سورة الكهف هي السورة الثامنة عشرة وإحدى من سور المكية، وهي تقع في الجزأين الخامس عشر والسادس عشر من القرآن. وسبب تسمية هذه السورة بالكهف هو قصة أصحاب الكهف فيها. و الإيمان بالحق وعمل الصالح من وصايا هذه السورة للناس. وتعد قصة أصحاب الكهف وقصة موسى (علیهالسلام) و عبدالله (الخضر) وقصة ذو القرنين وقصة شخصين في باغستان من أهم القصص التي روتها هذه السورة. ويقال أن سورة الكهف نزلت عندما أراد بعض قريش أن يتعلموا من اليهود بعض المسائل ليختبروا النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم). وكانت هذه القضايا هي مسألة القصص الثلاثة المروية وزمن القيامة. ومن الآيات المشهورة في سورة الكهف الآية ۵۰ التي تحكي قصة سجود الملائكة لآدم وتحدي إبليس. هناك روايات كثيرة في فضل قراءة سورة الكهف، منها قوله صلى (صلىاللهعليهوآلهوسلم): إن سورة الكهف لما نزلت طاردها سبعون ألف ملك، وملأت عظمة هذه السورة السماء و الأرض. ومن قرأ هذه السورة في يوم الجمعة غفر الله له ذنوبه إلى الجمعة الأخرى وأضاء له نورا يضيء في السماء ويحفظه من فتنة الدجال. محتويات۲ - أسماء السورة ۳ - وجه التسمیة ۴ - عدد الآیات ۵ - عدد الکلمات ۶ - عدد الحروف ۷ - أغراض السورة ۸ - المحتوی و الموضوعات ۹ - الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة ۱۰ - محل النزول ۱۱ - زمان النزول ۱۲ - جوّ النزول ۱۳ - الترتیب في المصحف ۱۴ - الترتیب حسب النزول ۱۵ - العلاقة مع السورة السابقة ۱۶ - الخصوصیة ۱۷ - المراجع ۱۸ - المصدر الكهف: الغار في الجبل، و جمعه كهوف. سورة الکهف، سورة أصحاب الکهف، سورة الحائلة. «سورة الکهف»؛ «سورة أصحاب الکهف»: قد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لذكر قصة أصحاب الكهف فيها. «سورة الحائلة»؛ تدعى فى التوراة: الحائلة، لأنها تحول بين قارئها و بين النار. هي مائة و عشر آيات. هي ألف و خمسمائة و سبع و سبعون كلمة. (الجدیر بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنیة مختلفة) هي سبعة آلاف و ثلاثمائة و ستون حرفا. (الجدیر بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنیة مختلفة) قد افتتحت هذه السورة بمقدّمة في بيان الغرض من تنزيل القرآن، و هو إنذار الكافرين و تبشير المؤمنين؛ فليس على النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) إلا أن ينذرهم و يبشّرهم و لا يصحّ له أن يحزن لعدم إيمان قومه و رؤسائهم به، لأنه لا قيمة لما عندهم من أمر الدنيا. و قد مهّد بهذا لذكر قصة أصحاب الكهف، لأنهم آثروا دينهم على دنيا قومهم، و اعتزلوهم في الكهف حينما خافوا منهم على دينهم، ثم ذيّل قصة أصحاب الكهف بما يناسب الغرض من ذكرها؛ ثم ذكر قصة الرجل الطوّاف و هو ذو القرنين، و ذيّلها بما ذيّلها به إلى آخر السورة. تبدأ السورة بحمد الخالق جلّ و علا، و تنتهي بالتوحيد، الإيمان و العمل الصالح. يشير محتوى السورة كما في أغلب السور المكّية إلى قضية المبدأ، المعاد، الترغيب و الإنذار. و تشير أيضا إلى قضية مهمّة كان المسلمون يحتاجونها في تلك الأيّام بشدّة، و هي عدم استسلام الأقلية مهما كانت صغيرة إلى الأكثرية مهما كانت قوية في المقاييس الظاهرية، بل عليهم أن يفعلوا كما فعلت المجموعة الصغيرة القليلة من أصحاب الكهف، أن يبتعدوا عن المحيط الفاسد و يتحركوا ضدّه. فإذا كانت لديهم القدرة على المواجهة، فعليهم خوض الجهاد و الصراع و إن عجزوا عن المواجهة فعليهم بالهجرة. من قصص هذه السورة أيضا قصّة شخصين، أحدهما غنيّ مرفه إلّا أنّه غير مؤمن، و الآخر فقير مستضعف و لكنّه مؤمن. و قد صمد الفقير المستضعف المؤمن و لم يفقد شرفه عزته و إيمانه أمام الغني، بل قام بنصيحته و إرشاده، و لمّا لم ينفع معه تبرأ منه، و قد انتهت المواجهة إلى انتصاره. و هذه القصّة تذكر المسلمين و خاصّة في بداية عصر الإسلام و تقول لهم: إنّ من سنة الأغنياء أن يكون لهم فورة من حركة و نشاط مؤقت سرعان ما ينطفئ لتكون العاقبة للمؤمنين. كما يشير جانب آخر من هذه السورة إلى قصة موسى و الخضر (عليهماالسّلام) لم يستطع الصبر في مقابل أعمال كان ظاهرها يبدو مضرا، و لكنّها في الواقع كانت مليئة بالأهداف و المصالح، إذ تبيّنت لموسى (عليهالسّلام) و بعد توضيحات الخضر مصالح تلك الأعمال، فندم على تعجله. و في هذا درس للجميع أن لا ينظروا إلى ظاهر الحوادث و الأمور، و ليتبصروا بما يكمن خلف هذه الظواهر من بواطن عميقة و ذات معنى. قسم آخر من السورة يشرح أحوال (ذي القرنين) و كيف استطاع أن يطوي العالم شرقه و غربه، ليواجه أقواما مختلفة بآداب و سنن مختلفة، و أخيرا استطاع بمساعدة بعض الناس أن يقف بوجه مؤامرة (يأجوج) و (مأجوج) و أقام سدا حديديا في طريقهم ليقطع دابرهم (تفصيل كل هذه الإشارات المختصرة سيأتي لاحقا إن شاء اللّه تعالى) حتى تكون دلالة هذه القصة بالنسبة للمسلمين، هو أن يهيئوا أنفسهم بأفق أوسع لنفوذ إلى الشرق و الغرب بعد أن يتحدوا و يتحصنوا ضدّ أمثال يأجوج و مأجوج. الظريف أنّ السورة تشير إلى ثلاث قصص (قصة أصحاب الكهف، قصة موسى و الخضر، و قصة ذي القرنين) حيث أنّ هذه القصص بخلاف أغلب القصص القرآنية لم تكرّر في مكان آخر من القرآن (أشارت الآية (۹۶) من سورة الأنبياء (علیهمالسلام) إلى يأجوج و مأجوج دون ذكر ذي القرنين). و هذه الإشارة تعتبر واحدة من خصائص هذه السورة المباركة. و خلاصة الكلام أن السورة تحتوي على مفاهيم تربوية مؤثرة في جميع الأحوال. أبي بن كعب عن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) قال: «من قرأها فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة فإن خرج الدجال في تلك الثمانية الأيام عصمه الله من فتنة الدجال و من قرأ الآية التي في آخرها «قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ» حين يأخذ مضجعه كان له في مضجعه نور يتلألأ إلى الكعبة حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يقوم من مضجعه فإن كان في مكة فتلاها كان له نورا يتلألأ إلى البيت المعمور حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يستيقظ». سمرة بن جندب عن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) قال: «من قرأ عشر آيات من سورة الكهف حفظا لم تضره فتنة الدجال و من قرأ السورة كلها دخل الجنة». و عن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) قال: «ألا أدلكم على سورة شيعها سبعون ألف ملك حين نزلت ملأت عظمتها ما بين السماء و الأرض قالوا بلى قال سورة أصحاب الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر الله له إلى الجمعة الأخرى و زيادة ثلاثة أيام و أعطي نورا يبلغ السماء و وقى فتنة الدجال». و روى الواقدي بإسناده عن أبي الدرداء عن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ثم أدرك الدجال لم يضره و من حفظ خواتيم سورة الكهف؛ كانت له نورا يوم القيامة». و روي أيضا بالإسناد عن سعيد بن محمد الجزمي عن أبيه عن جده عن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) قال: «من قرأ الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ستة أيام من كل فتنة تكون فإن خرج الدجال عصم منه». و روى العياشي بإسناده عن الحسن بن علي بن أبيحمزة عن أبيه عن أبيعبدالله (علیهالسلام) قال : «من قرأ سورة الكهف في كل ليلة جمعة لم يمت إلا شهيدا و بعثه الله مع الشهداء و وقف يوم القيامة مع الشهداء». مكية قال ابن عباس إلا آية «وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ» فإنها نزلت بالمدينة في قصة عيينة بن حصن الفزاري. نزلت سورة الكهف بعد سورة الغاشية، و هي من السور التي نزلت بعد الإسراء و قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة الكهف في ذلك التاريخ أيضا. قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فَحَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِيعُمَيْرٍ عَنْ أَبِيبَصِيرٍ عَنْ أَبِيعَبْدِاللَّهِ (علیهالسلام) قَالَ: «كَانَ سَبَبُ نُزُولِهَا يَعْنِي سُورَةَ الْكَهْفِ أَنَّ قُرَيْشاً بَعَثُوا ثَلَاثَةَ نَفَرٍ إِلَى نَجْرَانَ، النَّضْرَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ وَ عُقْبَةَ بْنَ أَبِيمُعَيْطٍ وَ الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ السَّهْمِيَّ لِيَتَعَلَّمُوا مِنَ الْيَهُودِ وَ النَّصَارَى مَسَائِلَ يَسْأَلُونَهَا رَسُولَاللَّهِ (صلىاللهعليهوآلهوسلم)، فَخَرَجُوا إِلَى نَجْرَانَ إِلَى عُلَمَاءِ الْيَهُودِ فَسَأَلُوهُمْ فَقَالُوا: سَلُوهُ عَنْ ثَلَاثِ مَسَائِلَ فَإِنْ أَجَابَكُمْ فِيهَا عَلَى مَا عِنْدَنَا فَهُوَ صَادِقٌ ثُمَّ سَلُوهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ وَاحِدَةٍ فَإِنِ ادَّعَى عِلْمَهَا فَهُوَ كَاذِبٌ قَالُوا: وَ مَا هَذِهِ الْمَسَائِلُ قَالُوا: سَلُوهُ عَنْ فِتْيَةٍ كَانُوا فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ فَخَرَجُوا وَ غَابُوا وَ نَامُوا وَ كَمْ بَقُوا فِي نَوْمِهِمْ حَتَّى انْتَبَهُوا وَ كَمْ كَانَ عَدَدُهُمْ وَ أَيُّ شَيْ ءٍ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ غَيْرِهِمْ وَ مَا كَانَ قِصَّتُهُمْ وَ اسْأَلُوهُ عَنْ مُوسَى حِينَ أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَتْبَعَ الْعَالِمَ وَ يَتَعَلَّمَ مِنْهُ مَنْ هُوَ وَ كَيْفَ تَبِعَهُ وَ مَا كَانَ قِصَّتُهُ مَعَهُ وَ اسْأَلُوهُ عَنْ طَائِفٍ طَافَ مِنْ مَغْرِبِ الشَّمْسِ وَ مَطْلَعِهَا حَتَّى بَلَغَ سَدَّ يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ مَنْ هُوَ وَ كَيْفَ كَانَ قِصَّتُهُ ثُمَّ أَمْلَوْا عَلَيْهِمْ أَخْبَارَ هَذِهِ الثَّلَاثِ مَسَائِلَ وَ قَالُوا لَهُمْ إِنْ أَجَابَكُمْ بِمَا قَدْ أَمْلَيْنَا عَلَيْكُمْ فَهُوَ صَادِقٌ وَ إِنْ أَخْبَرَكُمْ بِخِلَافِ ذَلِكَ فَلَا تُصَدِّقُوهُ قَالُوا: فَمَا الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ قَالَ: سَلُوهُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ فَإِنِ ادَّعَى عِلْمَهَا فَهُوَ كَاذِبٌ فَإِنَّ قِيَامَ السَّاعَةِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى. فَرَجَعُوا إِلَى مَكَّةَ وَ اجْتَمَعُوا إِلَى أَبِيطَالِبٍ (علیهالسلام) فَقَالُوا: يَا أَبَاطَالِبٍ إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يَزْعُمُ أَنَّ خَبَرَ السَّمَاءِ يَأْتِيهِ وَ نَحْنُ نَسْأَلُهُ عَنْ مَسَائِلَ فَإِنْ أَجَابَنَا عَنْهَا عَلِمْنَا أَنَّهُ صَادِقٌ وَ إِنْ لَمْ يُجِبْنَا عَلِمْنَا أَنَّهُ كَاذِبٌ، فَقَالَ أَبُوطَالِبٍ: سَلُوهُ عَمَّا بَدَا لَكُمْ فَسَأَلُوهُ عَنِ الثَّلَاثِ مَسَائِلَ، فَقَالَ رَسُولُاللَّهِ (صلىاللهعليهوسلم): غَداً أُخْبِرُكُمْ وَ لَمْ يَسْتَثْنِ فَاحْتُبِسَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً حَتَّى اغْتَمَّ النَّبِيُّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وَ شَكَّ أَصْحَابُهُ الَّذِينَ كَانُوا آمَنُوا بِهِ وَ فَرِحَتْ قُرَيْشٌ وَ اسْتَهْزَءُوا وَ آذَوُا وَ حَزِنَ أَبُوطَالِبٍ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً نَزَلَ عَلَيْهِ بِسُورَةِ الْكَهْفِ». هذه السوره نزولها بمکة و يشير محتواها كما في أغلب السور المكّية إلى قضية المبدأ، المعاد، الترغيب و الإنذار. و تشير أيضا إلى قضية مهمّة كان المسلمون يحتاجونها في تلك الأيّام بشدّة، و هي عدم استسلام الأقلية مهما كانت صغيرة إلى الأكثرية مهما كانت قوية في المقاييس الظاهرية، بل عليهم أن يفعلوا كما فعلت المجموعة الصغيرة القليلة من أصحاب الكهف، أن يبتعدوا عن المحيط الفاسد و يتحركوا ضدّه. فإذا كانت لديهم القدرة على المواجهة، فعليهم خوض الجهاد و الصراع، و إن عجزوا عن المواجهة فعليهم بالهجرة. هذه السورة هي السورة «السادسة عشرة» من القرآن بترتیب المصحف. هذه السورة هي السورة «التاسعة و الستون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد القلم. (الجدیر بالذکر أن الأقوال فی ترتیب السور القرآنیة حسب النزول مختلفة) ختم الله سبحانه سورة بنيإسرائيل بالتحميد و التوحيد و ذكر النبي القلم و القرآن و افتتح سورة الكهف أيضا بالتحميد و التوحيد و ذكر القرآن و النبي القلم ليتصل أول هذه بآخر تلك اتصال الجنس بالجنس. هذه السورة هي إحدى سور خمس مفتتحة بـ «الْحَمْدُ لِلَّهِ » و هنّ كلها مكية. (تلک السور هي: الفاتحة و الأنعام و الکهف و سبأ و فاطر) هذه السورة من المئین. قال ابن قتيبة: [ [۲۲]
حسيني جلالي، محمّدحسين، دراسة حول القرآن الکریم، ص ۳۷.
و قیل: هي: «البرائة، النحل، هود، يوسف، الکهف، الإسراء، الأنبياء، طه، المؤمنون، الشعراء و الصافات». قال رسولاللّه (صلىاللّهعليهوآلهوسلم): «أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصل». روى البخاريّ عن ابن مسعود أنه قال في بنيإسرائيل، الكهف، مريم، طه و الأنبياء: إنّهنّ من العتاق الأول ، و هنّ من تلادي. قال أبو عبد الله علیه السلام: ما من أحد يقرأ آخر الكهف عند النوم إلا يتيقظ في الساعة التي يريدها. و ينتصف القرآن على الفاء من قوله: «وَ لْيَتَلَطَّفْ» (الآیة التاسعة عشر من هذه السورة) مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية الفئات في هذه الصفحة : سور الجزء الخامس عشر | سور الجزء السادس عشر | سور ذات آيات الإعتقادیة | سور ذات آيات مشهورة | سور ذات قصص تاريخية | سور مکیة
|