التوبة تعني عودة العبد إلى الله، وهي من أكثر المصطلحات شيوعاً في القرآن و الأحاديث. في ۶۹ آية من القرآن يتناول موضوع التوبة، ومن خلال التعبير عن محبة الله لمن تاب، يدعو الناس إلى التوبة. وفي الأحاديث تأكيد على مكانة التوبة وأهميتها والنهي عن تأخيرها. وفي جزء آخر من الأحاديث، بتقسيم الذنوب إلى حق الله وحق الناس، بينت طرق التوبة من أنواع الذنوب. وللتوبة درجات، أدنى درجاتها التوبة من الذنوب، وأعلى الدرجات التوبة من الغفلة، والتوبة من الالتفات إلى غير الله، والتوبة من مراقبة غير الله تعالى. محتويات۲ - أسماء السورة ۳ - وجه التسمیة ۴ - عدد الآیات ۵ - عدد الکلمات ۶ - عدد الحروف ۷ - أغراض السورة ۸ - المحتوی و الموضوعات ۹ - الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة ۱۰ - محل النزول ۱۱ - زمان النزول ۱۲ - جوّ النزول ۱۳ - الترتیب في المصحف ۱۴ - الترتیب حسب النزول ۱۵ - العلاقة مع السورة السابقة ۱۶ - الخصوصیة ۱۷ - المراجع ۱۸ - المصدر التوبة: الرجوع من الذنب. سورة التوبة، سورة البرائة، سورة الفاضحة، سورة العذاب، سورة المقشقشة، سورة المنقرة، سورة البحوث، سورة الحافرة، سورة المثیرة، سورة المبعثرة، سورة المدمدمة، سورة المخزیة، سورة المنکّلة، سورة المشردة، سورة المنقرة. «سورة التوبة»؛ سميت بذلك لكثرة ما فيها من التوبة كقوله «وَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ»، «فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ»، «ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا». «سورة البرائة»؛ سميت بذلك لأنها مفتتحة بها و نزلت بإظهار البراءة من الكفار. «سورة الفاضحة»؛ سميت بذلك لأنها فضحت المنافقين بإظهار نفاقهم. «سورة العذاب»؛ سمیت بذلک لأنها نزلت بعذاب الكفار. «سورة المقشقشة»؛ سمیت بذلك لأنها تبرئ من آمن بها من النفاق و الشرك لما فيها من الدعاء إلى الإخلاص. يقال قشقشه إذا برأه و تقشقش المريض من علته إذا أفاق و برأ منها. «سورة البحوث»؛ سمیت بذلك لأنها تتضمن ذكر المنافقين و البحث عن سرائرهم. «سورة الحافرة»؛ سمیت بذلک لأنها حفرت عن قلوب المنافقين ما كانوا يسترونه. «سورة المثیرة»؛ سمیت بذلک لأنها أثارت مخازيهم و مقابحهم. «سورة المبعثرة»؛ سمیت بذلك لأنها تبعثر عن أسرار المنافقين أي تبحث عنها. «سورة المدمدمة»؛ سمیت بذلک لأنها دمدمت علی المنافقین. «سورة المخزیة»؛ سمیت بذلک لأنها أخزت المنافقین. «سورة المنقرة»؛ سمیت بذلک لأنها نقرت عن أحوال المنافقین. «سورة المنکّلة»؛ سمیت بذلک لأنها نکلت المنافقین. «سورة المشردة»؛ سمیت بذلک لأنها شردت بالمنافقین. هي مائة و ثلاثون آية. هي أربعة آلاف و ثمان و تسعون كلمة. (الجدیر بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنیة مختلفة) هي عشرة آلاف و أربعمائة و ثمانون حرفا. (الجدیر بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنیة مختلفة) نزلت هذه السورة لتحديد علاقة المسلمين بأعدائهم في آخر عهد النبوّة، و كان أعداؤهم على ثلاثة أقسام: أوّلها مشركو العرب، و قد نبذت في هذه السورة عهود الذين لم يفوا بعهودهم منهم، و أمهلوا فيها أربعة أشهر يسيحون في الأرض، و أتمّ فيها عهد من و في بعهده إلى مدته، لتخلص جزيرة العرب للمسلمين وحدهم. و ثانيها من حاربهم من اليهود و النصارى، و قد أمروا فيها بقتالهم و قبول الجزية منهم إذا سالموهم. و ثالثها المنافقون، و قد فضحوا فيها، و كشفت أسرارهم، و أمر المسلمون بمقاطعتهم و البعد عنهم. لمّا كان نزول هذه السورة إبّان انتشار الإسلام في الجزيرة العربية، و تحطيم آخر مقاومة للمشركين فقد كان لما حوته من مفاهيم أهمية بالغة و مواضيع حساسة. إذ يتعلق قسم منها بالبقية الباقية من عبدة الأوثان و المشركين، و قطع العلاقات معهم، و إلغاء المعاهدات و المواثيق التي كانت بينهم و بين المسلمين، لنقضهم لها مرارا، ليتم تطهير المحيط الإسلامي من رجس الوثنية إلى الأبد. و حيث إن بعض الأعداء عند انتشار رقعة الإسلام و تحطيم قوى الشرك غيّر مظهره بغية النفوذ بين المسلمين، و لتوجيه ضربة قاضية للإسلام من قبل المنافقين فإنّ قسما مهما من آيات هذه السورة تتحدّث عن المنافقين و عاقبهم، و تحذر المسلمين منهم. و بعض آيات هذه السورة تتحدّث عن الجهاد في سبيل اللّه و أهميته، لأنّ الغفلة عن هذا الأمر الحياتي في ذلك الظرف الحساس تبعث على ضعف المسلمين و تقهقرهم أو انكسارهم. كما أنّ قسما منه يكمل البحوث السابقة التي تناولت انحراف أهل الكتاب «اليهود و النصارى» عن حقيقة التوحيد، و تتكلم عن انصراف علمائهم عن واجبهم في التبليغ و قيادة المجتمع. و في بعض آيات هذه السورة حثّ للمسلمين على الاتحاد و رص الصفوف- تعقيبا على ما جاء آنفا في الحث على الجهاد- و توبيخ للمتخاذلين المتحرّفين أو الضعاف الذين يتذرعون بذرائع واهية للتخلص من هذا الواجب، ثمّ إنّ فيها ثناء على المهاجرين السابقين إلى الهجرة، و الصفوة من المؤمنين الصادقين. و حيث سبّب انتشار الإسلام و اتساع رقعة مجتمعه آنئذ ظهور حاجات مختلفة ينبغي توفيرها، فقد عرضت بقية الآيات من هذه السورة موضوع الزكاة و تحريم تراكم الثروات و اكتنازها، و وجوب طلب العلم أو التعلّم و تعليم الجهلة، و تناولت بحوثا متنوعة أخرى كقصة هجرة النّبي، و الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال، و أخذ الجزية من الأقليات الدينية غير الإسلامية كاليهود و النصارى، و ما إلى ذلك. أبي بن كعب عن النبي (صلیاللهعلیهوآله) قال: «من قرأ سورة الأنفال و براءة فأنا شفيع له الخبر بتمامه». و روى الثعلبي بإسناده عن عائشة عن رسولالله (صلیاللهعلیهوآله) أنه قال: «ما نزل علي القرآن إلا آية آية و حرفا حرفا خلا سورة البراءة و قل هو الله أحد فإنهما نزلتا علي و معهما سبعون ألف صف من الملائكة كل يقول يا محمد استوص بنسبة الله خيرا». هي مدنية كلها و قال بعضهم غير آيتين «لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ» إلى آخر السورة. نزلت سورة التوبة بعد سورة المائدة، و كان نزولها في ذي القعدة أو ذي الحجّة من السنة التاسعة للهجرة، و كان النبي (صلیاللهعلیهوآله) أرسل أبابكر في أخريات ذي القعدة ليحجّ بالناس، فنزلت هذه السورة بعد سفره، و فيها نبذ العهود للمشركين جميعهم الذين لم يفوا بعهودهم، فأرسل بها عليّا ليبلّغها إلى الناس في يوم الحج الأكبر، فلحق أبا بكر في الطريق، ثم أبلغها الناس في ذلك اليوم، ثم نادى: لا يحجّ بعد العام مشرك، و لا يطوف بالبيت عريان. فتكون سورة التوبة، من السور التي نزلت بين غزوة تبوك و وفاة النبي (صلیاللهعلیهوآله). هذه السورة مدنية من أواخر ما نزل من القرآن- إن لم تكن هي آخر ما نزل من القرآن- و من ثم قد تضمنت أحكاما نهائية في العلاقات بين الأمة المسلمة و سائر الأمم في الأرض؛ كما تضمنت تصنيف المجتمع المسلم ذاته، و تحديد قيمه و مقاماته، و أوضاع كل طائفة فيه و كل طبقة من طبقاته ، و وصف واقع هذا المجتمع بجملته و واقع كل طائفة منه و كل طبقة وصفا دقيقا مصورا مبينا. و من مراجعة نصوص السورة مراجعة موضوعية؛ و مراجعة ما جاء في الروايات المأثورة عن أسباب النزول و ملابساته؛ و مراجعة أحداث السيرة النبوية كذلك. يتبين أن السورة بجملتها نزلت في العام التاسع من الهجرة. و لكنها لم تنزل دفعة واحدة. و مع أننا لا نملك الجزم بالمواقيت الدقيقة التي نزلت فيها مقاطع السورة في خلال العام التاسع، إلا أنه يمكن الترجيح بأنها نزلت في ثلاث مراحل. المرحلة الأولى منها كانت قبل غزوة تبوك في شهر رجب من هذا العام. و المرحلة الثانية كانت في أثناء الاستعداد لهذه الغزوة ثم في ثناياها. و المرحلة الثالثة كانت بعد العودة منها. أما مقدمات السورة من أولها إلى نهاية الآية الثامنة و العشرين منها فقد نزلت متأخرة في نهاية السنة التاسعة قبيل موسم الحج في ذي القعدة أو في ذي الحجة. و هذا على الإجمال هو كل ما يمكن ترجيحه و الاطمئنان إليه. و قد تضمنت السورة في المقطع الأول منها- من أولها إلى ختام الآية الثامنة و العشرين- تحديدا للعلاقات النهائية بين المعسكر الإسلامي و المشركين عامة في الجزيرة؛ مع إبراز الأسباب الواقعية و التاريخية و العقيدية التي يقوم عليها هذا التحديد، بالأسلوب القرآني الموحي المؤثر، و في تعبيرات قوية الإيقاع حاسمة الدلالة، عميقة التأثير. و ظاهر من الأسلوب القرآني في الآيات التي اقتطفناها هنا، و في آيات المقطع كله؛ و من القوة في التحضيض و التأليب على قتال المشركين و مقاطعتهم في الجزيرة قاطبة، مدى ما كان يعتلج في نفوس الجماعة المسلمة- أو فريق منها على الأقل له وزنه- من التحرج و التخوف و التردد في اتخاذ هذه الخطوة الحاسمة في ذلك الحين، بسبب عوامل شتى. أما المقطع الثاني في السورة فقد تضمن تحديدا للعلاقات النهائية كذلك بين المجتمع المسلم و أهل الكتاب عامة؛ مع بيان الأسباب العقيدية و التاريخية و الواقعية التي تحتم هذا التحديد؛ و تكشف كذلك عن طبيعة الإسلام و حقيقته المستقلة؛ و عن انحراف أهل الكتاب عن دين اللّه الصحيح عقيدة و سلوكا؛ بما يجعلهم- في اعتبار الإسلام- ليسوا على دين اللّه الذي نزله لهم؛ و الذي به صاروا أهل كتاب. و في المقطع الثالث يبدأ النعي على المتثاقلين الذين دعوا إلى التجهز للغزوة فتثاقلوا إلى الأرض و تكاسلوا عن النفير. هؤلاء ليسوا كلهم من المنافقين. و ظاهر من صيغ التأنيب و التهديد و التوكيد المكررة في هذا المقطع؛ و من تذكير الذين آمنوا بنصر اللّه للرسول (صلىاللّهعليهوآلهوسلم) إذ أخرجه الذين كفروا؛ دون أن يكون لأحد من البشر مشاركة في هذا النصر؛ و من الأمر الجازم لهم بأن ينفروا خفافا و ثقالا. ظاهر من هذا كله ما كان في الموقف من مشقة و من تخلف و من قعود و من تهيب و من تردد، اقتضى هذا الحشد من التأنيب و التهديد و التوكيد و التذكير و الأمر الشديد. ثم يجي ء المقطع الرابع في سياق السورة و هو أطول مقاطعها، و هو يستغرق أكثر من نصفها في فضح المنافقين و أفاعيلهم في المجتمع المسلم، و وصف أحوالهم النفسية و العملية، و مواقفهم في غزوة تبوك و قبلها و في أثنائها و ما تلاها، و كشف حقيقة نواياهم و حيلهم و معاذيرهم في التخلف عن الجهاد و بث الضعف و الفتنة و الفرقة في الصف، و إيذاء رسولاللّه (صلىاللّهعليهوآلهوسلم) و الخلص من المؤمنين. يصاحب هذا الكشف تحذير الخلصاء من المؤمنين من كيد المنافقين، و تحديد العلاقات بين هؤلاء و هؤلاء، و المفاصلة بين الفريقين و تمييز كل منهما بصفاته و أعماله. و هذا القطاع يؤلف في الحقيقة جسم السورة؛ و يتجلى من خلاله كيف عاد النفاق بعد فتح مكة فاستشرى بعد ما كاد أن يتلاشى من المجتمع المسلم قبيل الفتح. و المقطع الخامس في سياق السورة هو الذي يتولى هذا التصنيف. و منه نعلم أنه كان إلى جوار السابقين المخلصين من المهاجرين و الأنصار- و هم الذين كانوا يؤلفون قاعدة المجتمع المسلم الصلبة القوية- جماعات أخرى. الأعراب و فيهم المخلصون و المنافقون و الذين لم تخالط قلوبهم بشاشة الإيمان و المنافقون من أهل المدينة. و آخرون خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا و لم يتم انطباعهم بالطابع الإسلامي و لم يصهروا في بوتقة الإسلام تماما. و طائفة مجهولة الحال لا تعرف حقيقة مصيرها متروك أمرها للّه وفق ما يعلمه من حقيقة حالها و مآلها. و متآمرون يتسترون باسم الدين! و النصوص القرآنية تتحدث عن هذه الجماعات كلها في اختصار مفيد؛ و تقرر كيف تعامل في المجتمع المسلم، و توجه رسولاللّه (صلىاللّهعليهوآلهوسلم) و الخلص من المسلمين إلى طريقة التعامل مع كل منهم. و ظاهر من تعدد الطوائف و الطبقات و المستويات الإيمانية في المجتمع المسلم كما تصفه هذه النصوص مدى الخلخلة التي وجدت فيه بعد الفتح، مما كان المجتمع قد برئ منه أو كاد قبيل فتح مكة كما سيجيء. و المقطع السادس في سياق السورة يتضمن تقريرا لطبيعة البيعة الإسلامية مع اللّه على الجهاد في سبيله و طبيعة هذا الجهاد و حدوده، و واجب أهل المدينة و من حولهم من الأعراب فيه، و أنه لا يحل لهم أن يتخلفوا عنه و ما كان لهم أن يتخلفوا عن رسولاللّه و لا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه؛ و ضرورة المفاصلة مع المشركين و المنافقين. و في ثنايا هذا المقطع يرد بيان لما قضى اللّه به في شأن بعض الذين تخلفوا عن الغزوة مخلصين غير منافقين؛ و وصف لبعض أحوال المنافقين و موقفهم تجاه ما يتنزل من القرآن الكريم. هذه السورة هي السورة «التاسعة» من القرآن بترتیب المصحف. هذه السورة هي السورة «الرابعة عشرة بعد المائة» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد المائدة. (الجدیر بالذکر أن الأقوال فی ترتیب السور القرآنیة حسب النزول مختلفة) لما ختم الله سبحانه سورة الأنفال بإيجاب البراءة عن الكفار افتتح هذه السورة بأنه تعالى و رسوله بريئان منهم كما أمر المسلمين بالبراءة منهم. لم تفتح هذه السورة بالبسملة. اعتبر البعض أنّها مع سورة الأنفال کسورة واحدة و عند الآخرین هما جمیعا سورتان مستقلتان. اعتبر هذه السورة - في أحد القولین - من سور المئین. قال ابن قتيبة: [ [۴۳]
حسيني جلالي، محمّدحسين، دراسة حول القرآن الکریم، ص ۳۷.
و قیل: هي «البرائة، النحل، هود، يوسف، الکهف، الإسراء، الأنبياء، طه، المؤمنون، الشعراء و الصافات». و هي من السبع الطوال. و القول في السبع الطوال مختلف؛ اعتبر البعض أنها هي: البقرة و آل عمران و النساء و المائدة و الأنعام و الأعراف و الأنفال مع التوبة و قال البعض بل السابعة يونس و ليست الأنفال و التوبة منها (هذا قول سعید بن جبیر). [۴۶]
الشهرستاني، محمد بن عبدالکریم، مفاتيح الأسرار و مصابيح الأبرار، ج ۱، ص ۳۰.
قال رسولاللّه (صلىاللّهعليهوآلهوسلم): «أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصل». و كانت «براءة» من آخر ما نزل من القرآن و قیل هي آخر سورة نزّلت کاملة. مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية الفئات في هذه الصفحة : سور الجزء العاشر | سور ذات آيات مشهورة | سور ذات قصص تاريخية | سور ذات مباحث فقهية | سور طوال | سور مدنية
|