سورة يوسف أو سورة أحسن القصص هي السورة الثانية عشرة وإحدى سور القرآن المكية، وهي في الجزأين ۱۲ و۱۳. إن التعامل مع قصة حياة حضرة يوسف (علیهالسلام) كأفضل القصص هو سبب تسمية هذه السورة بـ "يوسف". قصة يوسف هي القصة الوحيدة في القرآن التي رويت بالتفصيل في سورة واحدة من أولها إلى آخرها، وباستثناء الآيات القليلة الأخيرة، فإن جميع آيات هذه السورة مخصصة لقصة يوسف. الغرض من سورة يوسف هو التعبير عن ولایة الله و نجاة عباده المخلصين والوصول بهم إلى قمة الكرامة في أصعب المواقف. محتويات۲ - أسماء السورة ۳ - وجه التسمیة ۴ - عدد الآیات ۵ - عدد الکلمات ۶ - عدد الحروف ۷ - أغراض السورة ۸ - المحتوی و الموضوعات ۹ - الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة ۱۰ - محل النزول ۱۱ - زمان النزول ۱۲ - جوّ النزول ۱۳ - الترتیب في المصحف ۱۴ - الترتیب حسب النزول ۱۵ - العلاقة مع السورة السابقة ۱۶ - الخصوصیة ۱۷ - المراجع ۱۸ - المصدر یوسف (علیهالسلام)؛ هو نبيّ من الأنبیاء الکرام. قال رسولالله (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) : ««إن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (عليهمالسلام)»». سورة یوسف، سورة أحسن القصص. «سورة یوسف»؛ قد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لأنها نزلت في قصة يوسف مع أبيه و إخوته. «سورة أحسن القصص»؛ قال الكرماني في «العجائب» في قوله تعالى: «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ»، قيل: «هو قصة يوسف، و سمّاها أَحْسَنَ الْقَصَصِ لاشتمالها على ذكر حاسد و محسود، و مالك و مملوك، و شاهد و مشهود، و عاشق و معشوق، و حبس و إطلاق، و سجن و خلاص، و خصب و جدب، و غيرها ممّا يعجز عن بيانها طوق الخلق». هي مائة و إحدى عشرة آية. هي ألف و سبعمائة و ستة و سبعون كلمة. (الجدیر بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنیة مختلفة) هي سبعة آلاف و ستة و سبعون حرفا. (الجدیر بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنیة مختلفة) يقصد من هذه السورة إثبات تنزيل القرآن، كما يقصد من سورتي «يونس» و «هود»، و لهذا ذكرت بعدهما، و تختلف طريقة إثباته فيها عن طريقة إثباته فيهما، لأن طريقة إثباته فيهما، كانت بتحدّيهم أن يأتوا بسورة أو عشر سور مثله؛ أما طريقة إثباته في هذه السورة، فبأنه يقصّ عليهم من تفصيل أخبار يوسف (علیهالسلام)، ما لا يمكن أميّا مثله أن يعرفه. و قد جاءت هذه السورة في هذا الغرض على ثلاثة أقسام: أولها في مقدمة، يقصد منها التمهيد لقصة يوسف، و ثانيها، في قصة يوسف، و ثالثها، في خاتمة تناسب ما سيقت له هذه القصة. محتوى هذه السورة على خلاف سور القرآن الاخرى مرتبط بعضه ببعض، و يبيّن جوانب مختلفة من قصّة واحدة وردت في اكثر من عشرة فصول، مع بيان اخاذ موجز، عميق، و طريف و مثير. و بالرغم من انّ القصّاصين غير الهادفين، او من لهم أغراض رخيصة سعوا الى ان يحوّلوا هذه القصّة المهذّبة الى قصّة عشق يحرك اهل الهوى و الشهوة!! و ان يمسخوا الوجه الواقعي ليوسف (عليهالسّلام) بحيث بلغت الحال ان يصوروا «فيلما سينمائيا» و ينشروه بصورة مبتذلة. الّا انّ القرآن- و كلّ ما فيه أسوة و عبرة- عكس في ثنايا هذه القصّة اسمى دروس العفة و ضبط النفس و التقوى و الايمان، حتى لو انّ إنسانا قراها عدة مرات فإنّه يتأثر بدون اختيار بأسلوبها الجذّاب في كل مرّة. و لذا فقد عبّر القرآن عنها بـــ «أَحْسَنَ الْقَصَصِ» و جعل فيها العبر للمعتبرين أُولِي الْأَلْبابِ. أبي بن كعب عن النبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) قال: علموا أرقاءكم سورة يوسف فإنه أيما مسلم تلاها و علمها أهله و ما ملكت يمينه هون الله تعالى عليه سكرات الموت و أعطاه القوة أن لا يحسد مسلما. و روى أبوبصير عن أبيعبدالله (علیهالسلام) قال: من قرأ سورة يوسف في كل يوم أو في كل ليلة بعثه الله يوم القيامة و جماله مثل جمال يوسف و لا يصيبه فزع يوم القيامة و كان من خيار عباد الله الصالحين و قال فيها إنها كانت في التوراة مكتوبة. و روى إسماعيل بن أبيزياد عن أبيعبدالله عن أبيه عن آبائه (علیهالسلام) قال: رسولالله (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) لا تنزلوا نساءكم الغرف و لا تعلموهن الكتابة و لا تعلموهن سورة يوسف و علموهن الغزل و سورة النور. مكية و قال المعدل عن ابن عباس غير أربع آيات نزلن بالمدينة ثلاث من أولها و الرابعة «لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَ إِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ». نزلت سورة «يوسف» بعد سورة «هود»، و قد نزلت سورة «هود» بعد «الإسراء» و قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة «يوسف» في ذلك التاريخ أيضا. روى أن اليهود سألوا النبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) و هو في مكة أو أرسلوا له من يسأله عن نبي كان بالشام أخرج ابنه إلى مصر فبكى عليه حتى عمى [ السورة كلها لحمة واحدة عليها الطابع المكي واضحا في موضوعها و في جوها و في ظلالها و في إيحاءاتها. بل إن عليها طابع هذه الفترة الحرجة الموحشة بصفة خاصة. ففي الوقت الذي كان رسولاللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلم) يعاني من الوحشة و الغربة و الانقطاع في جاهلية قريش منذ عام الحزن و تعاني معه الجماعة المسلمة هذه الشدة، كان اللّه سبحانه يقص على نبيه الكريم قصة أخ له كريم یوسف بن ابراهیم (علیهمالسلام) يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (عليهمصلواتاللّهوسلامهأجمعين) و هو يعاني صنوفا من المحن و الابتلاءات: محنة كيد الإخوة. و محنة الجب و الخوف و الترويع فيه. و محنة الرق و هو ينتقل كالسلعة من يد إلى يد على غير إرادة منه، و لا حماية و لا رعاية من أبويه و لا من أهله. و محنة كيد امرأة العزيز و النسوة، و قبلها ابتلاء الإغراء و الشهوة و الفتنة! و محنة السجن بعد رغد العيش و طراوته في قصر العزيز. ثم محنة الرخاء و السلطان المطلق في يديه، و هو يتحكم في أقوات الناس و في رقابهم، و في يديه لقمة الخبز التي تقوتهم! و محنة المشاعر البشرية و هو يلقى بعد ذلك إخوته الذين ألقوه في الجب و كانوا السبب الظاهر لهذه المحن و الابتلاءات كلها. هذه المحن و الابتلاءات التي صبر عليها يوسف (عليهالسلام) و زاول دعوته إلى الإسلام من خلالها، و خرج منها كلها متجردا خالصا؛ آخر توجهاته، و آخر اهتماماته، في لحظة الانتصار على المحن جميعا؛ و في لحظة لقاء أبويه و لم شمله؛ و في لحظة تأويل رؤياه و تحققها كما رآها: «إذ قال يوسف لأبيه: يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر. رأيتهم لي ساجدين». آخر توجهاته و آخر اهتماماته في هذه اللحظة هي التوجه المخلص المتجرد المنيب إلى ربه، منخلعا من هذا كله بكليته. هذه السورة هي السورة «الثانیة عشرة» من القرآن بترتیب المصحف. هذه السورة هي السورة «الثانیة و الخمسون» حسب النزول و نزلت بعد هود. (الجدیر بالذکر أن الأقوال فی ترتیب السور القرآنیة حسب النزول مختلفة) لما ختم الله سبحانه سورة هود بذكر قصص أنباء الرسل افتتح هذه السورة بأن من تلك القصص قصة يوسف (علیهالسلام) و إخوته و أنها من أحسن القصص. افتحتت السورة بالحروف المقطعة و هي من الرائیات. أخرج ابن مردويه عن أنس قال: «سمعت رسولاللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يقول: «إن اللّه أعطاني الرائيات إلى الطّواسين مكان الإنجيل»». (الرائيات: هي السور المبدوءة بـــ «الر» و الطواسين: هي السور المبدوءة بــ «طسم» أو «طس»). اعتبر هذه السورة - في أحد القولین - من سور المئین. قال ابن قتيبة: [ [۲۴]
حسيني جلالي، محمّدحسين، دراسة حول القرآن الکریم، ص ۳۷.
و قیل: هي: «البرائة، النحل، هود، يوسف، الکهف، الإسراء، الأنبياء، طه، المؤمنون، الشعراء و الصافات». قال رسول اللّه (صلىاللّهعليهوآلهوسلّم): «أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصل». ذکر في هذه السورة قصة حیاة يوسف (علیهالسلام) و هي أطول قصة في القرآن، تجتمع حلقاتها كلّها في سورة واحدة. مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية الفئات في هذه الصفحة : سور الجزء الثالث عشر | سور الجزء الثانی عشر | سور الرائیات | سور ذات آيات الإعتقادیة | سور ذات آيات مشهورة | سور ذات قصص الأنبیاء | سور مکية
|