• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

الاستشفاء

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



لتصفح عناوين مشابهة، انظر الاستشفاء (توضيح) .
الاستشفاء طلب الشفاء ، والأصل فيه الإباحة ، فقد يكون واجباً كما إذا توقّف عليه حفظ النفس المحترمة، وقد يكون مندوباً كالاستشفاء بالقرآن الكريم و الصدقة و الدعاء ، وقد يكون محرّماً كالاستشفاء بالخمر وغيره من المحرّمات من غير ضرورة، كما أنّه قد يكون مكروهاً كالاستشفاء بمياه الجبال الحارّة .





۱.۱ - في اللغة


الاستشفاء- لغةً- طلب الشفاء ، والشفاء- بالكسر- مصدر بمعنى البرء من المرض ، يقال: شفاه اللَّه من مرضه يشفيه شفاءً إذا أبرأه وأذهب مرضه،
[۱] النهاية (ابن الأثير)، ج۲، ص۴۸۸.
أو هو بمعنى الدواء من باب تسمية السبب باسم المسبّب.
[۳] أقرب الموارد، ج۱، ص۶۰۱.


۱.۲ - في الاصطلاح


واستعمله الفقهاء بنفس المعنى اللغوي.




۲.۱ - التداوي


وهو التعالج ، يقال: تداوى بالشي‏ء أي تعالج به، وتداوى أي تناول الدواء.
[۴] مجمع البحرين، ج۱، ص۶۲۳.
و التداوي قريب من الاستشفاء معنىً، يقال: يحلّ بول الإبل للاستشفاء، كما يقال: يحلّ بوله للتداوي، ويقال أيضاً: يكره الاستشفاء بمياه الجبال الحارّة، كما يقال: يكره التداوي بتلك المياه.

۲.۲ - التطبيب


من معانيه المداواة و العلاج ، يقال: طبّب فلان فلاناً أي داواه.
[۵] النهاية (ابن الأثير)، ج۳، ص۱۱۰.
[۶] تاج العروس، ج۱، ص۳۵۲.

والفرق بين التطبيب والاستشفاء هو أنّ التطبيب تشخيص داء المريض ومداواته، وأمّا الاستشفاء فهو طلب المريض البرء من المرض أو طلبه الدواء، كما أنّ التداوي هو تعاطي الدواء وتناوله.



يختلف الحكم التكليفي للاستشفاء بحسب الموارد بعد كون الأصل فيه الإباحة ، فقد يكون واجباً كما إذا توقّف عليه حفظ النفس المحترمة ، وقد يكون مندوباً كالاستشفاء بالقرآن الكريم و الصدقة و الدعاء ، وقد يكون محرّماً كالاستشفاء بالخمر وغيره من المحرّمات من غير ضرورة، كما أنّه قد يكون مكروهاً كالاستشفاء بمياه الجبال الحارّة.
وسيتّضح تفاصيل هذه الأقسام من خلال البحوث الآتية.




۴.۱ - الاستشفاء بالقرآن الكريم


وصف اللَّه تبارك وتعالى كتابه العزيز بالشفاء و الرحمة حيث قال: «وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً ». و الإطلاق في الآية يقتضي أنّ القرآن الكريم كما أنّه شفاء من الأمراض الباطنيّة - كالكفر و النفاق و الكبر و الحسد - كذلك هو شفاء من الأمراض الظاهريّة الجسميّة.
ومن هنا قال المحقق الطبرسي - تبعاً للشيخ الطوسي - : إنّ من جملة وجوه الشفاء في القرآن «أنّه يتبرّك به و بقراءته ، ويستعان به على دفع العلل و الأسقام ، ويدفع اللَّه به كثيراً من المكاره والمضارّ على ما تقتضيه الحكمة ».
وقد دلّت نصوص كثيرة على أنّ القرآن شفاء من كلّ داء، وأنّ الاستشفاء به وببعض سوره وآياته دفعاً للعلل والأسقام مندوب إليه: فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه اللَّه».
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «من قرأ مائة آية من أيّ آي القرآن شاء، ثمّ قال سبع مرّات: (يا اللَّه)، فلو دعا على الصخور فلقها».
وعن الإمام الكاظم عليه السلام أنّه قال: «في القرآن شفاء من كلّ داء».
وعنه عليه السلام أيضاً أنّه قال: «من نالته علّة فليقرأ في جيبه امّ الكتاب سبع مرّات، فإن سكنت، وإلّا فليقرأها سبعين مرّة فإنّها تسكن».
وعن النبي صلى الله عليه و آله وسلم: «في الحمد- سبع مرّات- شفاء من كلّ داء، فإن عوّذ بها صاحبها مائة مرّة وكان الروح قد خرج من الجسد ردّ اللَّه عليه الروح».
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ عليها آية الكرسي وليضمر في نفسه أنّها تبرأ، فإنّه يعافى إن شاء اللَّه تعالى».
وعن حمّاد بن عثمان عن أبي عبد اللَّه عليه السلام ، قال: شكا رجل إليه من حمّى قد تطاولت، فقال عليه السلام: «اكتب آية الكرسي في إناء ثمّ دفه بجرعة من ماء فاشربه». وغير ذلك من الروايات المأثورة عن المعصومين عليهم السلام.

۴.۲ - الاستشفاء بتربة الإمام الحسين عليه السلام


الاستشفاء (تربة الإمام الحسين عليه السلام) ،الاستشفاء تارةً يكون بتربة الإمام الحسين عليه السلام بالتمسّح بها و إمراره ا على موضع الألم و الوجع ، أو بحمل المريض لها معه، وهذا ممّا لا ريب في جوازه ومندوبيّته.

۴.۳ - الاستشفاء بالدعاء والصدقة


ورد في نصوص متظافرة الأمر بالدعاء والصدقة والاستشفاء بهما: فعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «داووا مرضاكم بالصدقة».
وعن الإمام الكاظم عليه السلام أنّه قال: «لكلّ داء دعاء، فإذا الهم المريض الدعاء فقد أذن اللَّه في شفائه». ونحو ذلك. وقد وردت أيضاً في النصوص أدعية مخصوصة لدفع الأمراض.

۴.۴ - الاستشفاء بماء زمزم وماء الميزاب


تدلّ النصوص على أنّ في جملة من الأشياء شفاء ورد فيها الحثّ و الترغيب على الاستشفاء والتداوي بها كماء زمزم وماء ميزاب الكعبة وماء السماء قبل وصوله إلى الأرض و سؤر المؤمن و العسل وغيرها من الأطعمة والأشربة ، والتفصيل موكول إلى محلّه.

۴.۵ - الاستشفاء والتداوي بطين الأرمني


استثنى جماعة من الفقهاء من حرمة أكل الطين طين الأرمني للتداوي به، وتفصيل البحث في محلّه.

۴.۶ - الاستشفاء والتداوي ببول الإبل


نشير أوّلًا إلى آراء الفقهاء في حكم أبوال ما يؤكل لحمه في حال الاختيار ، ويتّضح من خلال ذلك حكم التداوي ببول الإبل ، وآرائهم كالتالي:
۱- يحلّ بول ما يؤكل لحمه مطلقاً عند عدم الضرورة وحال الاختيار، وعلى هذا الرأي يحلّ بول الإبل كغيره ممّا يؤكل لحمه سواء كان للتداوي أو لغيره.
۲- يحرم بول مأكول اللحم إلّا بول الإبل، فإنّه يجوز للاستشفاء والتداوي.
[۲۹] المنهاج (الحكيم)، ج۲، ص۳۷۵، م ۱۸.

۳- يحرم بول مأكول اللحم مطلقاً من دون فرق في ذلك بين الإبل وغيرها، فحال بول الإبل حال غيره من أبوال ما يؤكل لحمه في المنع، ويجوز الشرب عند الحاجة إليه للتداوي، من دون فرق بين بول الإبل وغيره.
[۳۰] المنهاج (الحكيم)، ج۲، ص۳۷۵، م ۱۸، تعليقة الشهيد الصدر، رقم ۳۶.

واستدلّ للقول بجواز الشرب للتداوي في خصوص الإبل بما دلّ على أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر قوماً اعتلّوا بالمدينة أن يشربوا أبوال الإبل فشفوا. وبما روي عن الإمام الكاظم عليه السلام أنّه قال: «أبوال الإبل خير من ألبانها، ويجعل اللَّه الشفاء في ألبانها ».
ويناقش فيه- مضافاً إلى ضعف السند - بأنّه ليس بصدد بيان الجواز التكليفي، بل هو مسوق إلى بيان الوجهة الطبيّة، وأنّ أبوال الإبل ممّا يتداوى بها الناس، ويدلّ على ذلك قوله عليه السلام في ذيل الرواية : «ويجعل اللَّه الشفاء في ألبانها».
ويدلّ على عدم اختصاص جواز التداوي ببول الإبل بل شموله لبول غيره من البقر و الغنم موثّق عمّار عن الإمام الصادق عليه السلام قال: سئل عن بول البقر يشربه الرجل، قال عليه السلام: «إن كان محتاجاً إليه يتداوى به يشربه، كذلك أبوال الإبل والغنم». فيدلّ هذا الحديث بمنطوقه على جواز شرب بول الإبل والبقر والغنم عند الاحتياج إليه للتداوي، ويدلّ بمفهومه على الحرمة لغير التداوي.
ويدلّ أيضاً على عدم اختصاص الجواز ببول الإبل ما رواه سماعة قال: سألت أبا عبد اللَّه عليه السلام عن شرب الرجل أبوال الإبل والبقر والغنم ينعت له من الوجع هل يجوز له أن يشرب؟ قال: «نعم، لا بأس به».
ولكنّ هذا الحديث لا يدلّ على الحرمة لغير التداوي؛ لأنّ القيد ليس في كلام الإمام عليه السلام بل في كلام السائل ، مع أنّه لو كان في كلامه عليه السلام لما كان دالّاً على الحرمة ؛ إذ لا مفهوم للقيد.




۵.۱ - الاستشفاء والتداوي بالمحرمات


لا يجوز الاستشفاء والتداوي بشي‏ءٍ محرّم إذا لم ينحصر الدواء فيه بلا خلاف في ذلك، وأمّا في صورة الانحصار فيجوز؛ لأنّ الاضطرار رافع للتكليف .
[۳۸] وسيلة النجاة، ج۲، ص۲۶۰، م ۳۴.


۵.۲ - الاستشفاء بمياه الجبال الحارة


أفتى كثير من الفقهاء بكراهة الاستشفاء والتداوي بمياه الجبال الحارّة التي تشمّ منها رائحة الكبريت ، وادّعى المحقّق النجفي عدم الخلاف في ذلك.
واستدلّ عليه برواية مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنّه قال: «نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عن الاستشفاء بالحميات، وهي العيون الحارّة التي تكون في الجبال التي توجد فيها رائحة الكبريت، وقيل: إنّها من فيح جهنّم». والنهي فيها محمول على الكراهة. وقد نوقش في الاستدلال بها بضعف السند بمسعدة. ولم يرد في حق مسعدة توثيق ، إلّا أنّه من رجال كامل الزيارات ، فبناءً على وثاقة جميع رجال هذا الكتاب ولو لم يكن من مشايخ صاحبه فلا نقاش في سند الرواية.
وعلى تقدير الحكم بالكراهة استناداً إلى الرواية فلا بدّ من الحكم بها في جميع أنحاء الاستشفاء من الشرب والجلوس فيها ونحو ذلك؛ لإطلاق الاستشفاء، بل قد يستفاد من التعليل في ذيل الرواية كراهية مطلق الاستعمال كالتوضّي.
إلّا أنّ الفاضل النراقي احتمل هنا عدم شمول التعليل لمثل الوضوء ، حيث قال: «يمكن أن يقال: إنّ الخروج من فيح جهنّم يمكن أن يمنع عن حصول الشفاء ولا يقدح في أمر آخر، فلا يدلّ التعليل على التعميم ، ولذا قال في الفقيه : وأمّا ماء الحميات فإنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنّما نهى أن يستشفى بها، ولم ينه عن التوضّؤ بها».
مع أنّ ظاهر هذا النقل عدم كون التعليل من الإمام عليه السلام. نعم، ظاهر الرواية حسب نقل الشيخ الطوسي هو أنّه منه عليه السلام، حيث جاء في ذيلها هكذا: «... فإنّها تخرج من فوح جهنّم ».


 
۱. النهاية (ابن الأثير)، ج۲، ص۴۸۸.
۲. لسان العرب، ج۱۴، ص۴۳۶.    
۳. أقرب الموارد، ج۱، ص۶۰۱.
۴. مجمع البحرين، ج۱، ص۶۲۳.
۵. النهاية (ابن الأثير)، ج۳، ص۱۱۰.
۶. تاج العروس، ج۱، ص۳۵۲.
۷. الإسراء/سورة ۱۷، الآية ۸۲.    
۸. التبيان، ج۶، ص۵۱۳.    
۹. مجمع البيان، ج۳، ص۴۳۶.    
۱۰. البحار، ج۸۹، ص۱۷۶، ح ۱.    
۱۱. البحار، ج۸۹، ص۱۷۶، ح ۱.    
۱۲. البحار، ج۸۹، ص۱۷۶، ح ۳.    
۱۳. البحار، ج۸۹، ص۲۳۴، ح ۱۷.    
۱۴. البحار، ج۸۹، ص۲۵۷، ح ۵۰.    
۱۵. البحار، ج۸۹، ص۲۶۲، ح ۴.    
۱۶. البحار، ج۹۲، ص۲۴، ح ۱۱.    
۱۷. الوسائل، ج۹، ص۳۷۵، ب ۳ من الصدقة، ح ۱.    
۱۸. المستدرك، ج۵، ص۱۸۴، ب ۱۰ من الدعاء، ح ۱.    
۱۹. المستدرك، ج۵، ص۱۸۴، ب ۱۰ من الدعاء.    
۲۰. الانتصار، ج۱، ص۴۲۴.    
۲۱. السرائر، ج۳، ص۱۲۵.    
۲۲. المختصر النافع، ج۱، ص۲۴۶.    
۲۳. جواهر الكلام، ج۳۶، ص۳۹۲.    
۲۴. النهاية، ج۱، ص۳۶۴.    
۲۵. المهذّب، ج۲، ص۴۳۳.    
۲۶. الوسيلة، ج۱، ص۳۶۴.    
۲۷. القواعد، ج۲، ص۶.    
۲۸. التذكرة، ج۱۲، ص۱۳۸.    
۲۹. المنهاج (الحكيم)، ج۲، ص۳۷۵، م ۱۸.
۳۰. المنهاج (الحكيم)، ج۲، ص۳۷۵، م ۱۸، تعليقة الشهيد الصدر، رقم ۳۶.
۳۱. البحار، ج۵۹، ص۸۴- ۸۵.    
۳۲. الوسائل، ج۲۵، ص۱۱۴، ب ۵۹ من الأطعمة المباحة، ح ۳.    
۳۳. مصباح الفقاهة، ج۱، ص۷۳.    
۳۴. الوسائل، ج۲۵، ص۱۱۴، ب ۵۹ من الأطعمة المحرّمة، ح ۱.    
۳۵. الوسائل، ج۲۵، ص۱۱۵، ب ۵۹ من الأطعمة المحرّمة، ح ۷.    
۳۶. جواهر الكلام، ج۳۶، ص۴۴۴- ۴۴۵.    
۳۷. جواهر الكلام، ج۳۶، ص۴۴۴.    
۳۸. وسيلة النجاة، ج۲، ص۲۶۰، م ۳۴.
۳۹. المبسوط، ج۱، ص۱۳.    
۴۰. المهذب، ج۱، ص۲۷.    
۴۱. الوسيلة، ج۱، ص۳۶۵.    
۴۲. السرائر، ج۳، ص۱۳۲.    
۴۳. الشرائع، ج۴، ص۷۵۷.    
۴۴. الجامع للشرائع، ج۱، ص۲۱.    
۴۵. القواعد، ج۱، ص۱۹۰.    
۴۶. الدروس، ج۳، ص۱۷.    
۴۷. جامع المقاصد، ج۱، ص۱۵۸.    
۴۸. المسالك، ج۱۲، ص۱۱۱.    
۴۹. جواهر الكلام، ج۳۶، ص۴۲۴.    
۵۰. مستند الشيعة، ج۱۵، ص۲۳۶.    
۵۱. الوسائل، ج۱، ص۲۲۰- ۲۲۱، ب ۱۲ من الماء المضاف، ح ۱.    
۵۲. جواهر الكلام، ج۳۶، ص۴۲۴.    
۵۳. الكافي، ج۶، ص۳۸۹، ح ۱.    
۵۴. جواهر الكلام، ج۳۶، ص۴۲۴.    
۵۵. الرياض، ج۱۲، ص۲۴۹.    
۵۶. الرياض، ج۱۲، ص۲۴۹.    
۵۷. جواهر الكلام، ج۳۶، ص۴۲۴.    
۵۸. مستند الشيعة، ج۱۵، ص۲۳۷.    
۵۹. التهذيب، ج۹، ص۱۰۱، ح ۴۴۱.    




الموسوعة الفقهية، ج۱۱، ص۳۵۰-۳۶۳.    



جعبه ابزار