• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

الإساءة

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



هي إيتاء العمل أو الشي‌ء على وجه غير صحيح.




الإساءة: الإفساد، أساء الشي‏ء:أفسده ولم يحسن عمله.
والإساءة خلاف الإحسان، يقال: أساء الرجل إساءةً: خلاف أحسن، وأساء إليه:خلاف أحسن إليه،
[۱] لسان العرب، ج۶، ص۴۱۷.
والحق به ما يشينه ويضرّه.
[۲] المعجم الوسيط، ج۱، ص۴۵۹.




وليس للفقهاء اصطلاح خاص للإساءة، بل استعمالهم لها لا يخرج عن معناها اللغوي، فهم يطلقونها تارة ويريدون بها الإفساد بمعنى إيتاء العمل أو الشي‏ء على وجه غير صحيح، كما في إساءة المقتص عند استيفائه القصاص، وإساءة الرامي عند إساءته لاستخدام آلة الرمي،
[۴] التذكرة، ج۲، ص۳۷۰ (حجرية).
ويطلقونها اخرى ويقصدون منها خلاف الإحسان، كما في إساءة الوالدين،
[۵] المنهاج (الحكيم)، ج۱، ص۱۲، م ۲۸.
وإساءة الزوج لزوجته.




۳.۱ - الأذية


وهي لغةً: أذِيَ الرجل أذىً وصل إليه المكروه فهو أذٍ مثل عمٍ، ويُعدّى بالهمزة فيقال: آذيته إيذاءً والأذية اسمٌ منه،
[۸] المصباح المنير، ج۱، ص۱۰.
وآذى الرجلُ: فَعلَ الأذى.
[۹] لسان العرب، ج۱، ص۱۰۸.
وهي تلتقي مع الإساءة في بعض المعاني عند ما يكون الإيذاء من مصاديق (خلاف الإحسان).

۳.۲ - الاعتداء


وهو لغةً: عدا عليه عدواً وعداءً وعدواناً: ظلمه وتجاوز الحدّ.
[۱۰] المعجم الوسيط، ج۱، ص۵۸۸.
والاعتداء والتعدّي والعدوان: الظلم.
[۱۱] لسان العرب، ج۹، ص۹۲.
فالاعتداء يلتقي مع الإساءة في بعض المعاني.

۳.۳ - الإفراط والتفريط


- لغةً- أفرط:جاوز الحدّ والقدر في قول أو فعل.
فرّط الشي‏ء، وفيه: قصّر فيه وضيّعه حتى فات.
[۱۲] المعجم الوسيط، ج۱، ص۶۸۳.

وفي حديث الإمام علي عليه السلام: «لا يرى الجاهل إلّا مُفرِطاً أو مفرِّطاً»،
[۱۳] نهج البلاغة، ج۱، ص۴۷۹، الحكمة ۷۰.
هو بالتخفيف المسرف في العمل، وبالتشديد المقصّر فيه.
وأمرٌ فُرُط: أي مجاوَزٌ فيه الحد، ومنه قوله تعالى: «وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً». وفَرَطَ في الأمر يَفرُط فرْطاً أي قصّر فيه وضيّعه حتى فات، وكذلك التفريط. وأفرط في الأمر: أسرف وتقدم. وفرط عليه يَفرُط: عَجِل عليه وعَدا وآذاه.
[۱۵] لسان العرب، ج۱۰، ص۲۳۵.
وهي تتّحد بالمعنى مع الإساءة حيث إنّ كلّ إفراط وتفريط إساءة.

۳.۴ - المضرّة


وهي لغة: ضرّه، ضُرّاً، وضَرّاً، وضرَراً: ألحق به مكروهاً أو أذىً.
[۱۶] المعجم الوسيط، ج۱، ص۵۳۷.

والضرر: ضدّ النفع، والمضرّة: خلاف المنفعة، وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «لا ضرر ولا ضرار في الإسلام»، فمعنى قوله: لا ضرر أي لا يَضُرّ الرجل أخاه، وهو ضدّ النفع، وقوله: ولا ضرار أي لا يُضارّ كلّ واحد منهما صاحبه.
[۱۸] لسان العرب، ج۸، ص۴۴.
فالإساءة والمضرّة يلتقيان بالمعنى، إلّا أنّ الإساءة لا تكون إلّا قبيحة، أمّا المضرّة فقد تكون حسنة إذا قُصد بها وجه يحسن نحو المضرّة بالضرب للتأديب.
[۱۹] معجم الفروق اللغوية، ج۱، ص۴۳.




تتعلّق بالإساءة أحكام متعددة في أبواب الفقه تختلف باختلاف معانيها ومتعلّقها وشرائطها، بعضها تكليفية واخرى وضعية، وأهم هذه الموارد:

۴.۱ - الإساءة إلى الوالدين


لا ريب في حرمة الإساءة إلى الوالدين،بل هي عقوق لهما كما عرّفه بعض بها في مقابل البرّ الذي هو الإحسان، قال السيد الحكيم- عند عدّه للكبائر المخلّة بعدالة المقلّد-: وعقوق الوالدين وهو الإساءة لهما،
[۲۰] المنهاج (الحكيم)، ج۱، ص۱۲، م ۲۸.
ومثله عبارة السيد الخوئي في المنهاج. وظاهرهم أنّ مطلق الإساءة لهما موجب للعقوق، ويدلّ على ذلك ما روى حديد بن حكيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «أدنى العقوق (افّ)، ولو علم اللَّه شيئاً أهون منه لنهى عنه»، وما رواه ابراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن جدّه عنه عليه السلام أيضاً قال: «لو يعلم اللَّه شيئاً أدنى من (افّ) لنهى عنه، وهو من أدنى العقوق، ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحدّ النظر إليهما».
لكن ذهب بعض المتأخرين إلى أنّه ليس مطلق الإساءة موجباً للعقوق الذي هو من الكبائر، مستظهراً ذلك من خبر عمر بن يزيد، أنّه سأل أبا عبد اللَّه عليه السلام عن إمامٍ لا بأس به في جميع اموره عارف، غير أنّه يسمع أبويه الكلام الغليظ الذي يغيظهما، أقرأ خلفه؟ قال: «لا تقرأ خلفه ما لم يكن عاقّاً قاطعاً».
استظهر أنّ العقوق الذي هو من الكبائر القادحة في العدالة مرتبة عالية من الإساءة، وحينئذٍ لا بدّ من حمل الخبرين المتقدمين على ضرب من المبالغة، لشدّة الكراهة أو الحرمة من دون أن يبلغ مرتبة الكبيرة.
[۲۵] مصباح المنهاج، الاجتهاد والتقليد (السيّد محمّد سعيد الحكيم)، ج۱، ص۲۵۶- ۲۵۷.

ثمّ إنّ ترك الإساءة للوالدين لا يكفي بل لا بدّ من الإحسان لهما، قال تعالى: «قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» فوضع اللَّه تعالى الأمر بالإحسان موضع النهي عن الإساءة إليهما؛ للمبالغة والدلالة على أنّ ترك الإساءة هنا لا يكفي، بل لا بدّ من الإحسان، فيفهم أنّ ترك الإحسان بمنزلة الشرك في النهي والقبح.

۴.۲ - بطلان نذر الإساءة


لا شكّ أنّ إساءة المسلم غير جائزة؛ ولذا لا ينعقد النذر ولا يترتب عليه شي‏ء فيما إذا تعلّق بالإساءة لمسلم؛ لأنّه نذر لوجه من وجوه المعاصي.
[۲۸] فقه الرضا عليه السلام، ج۱، ص۲۷۱.


۴.۳ - معاملة من لا تسوءه الإساءة


ذكر الفقهاء كراهة معاملة بعض الأصناف وعدّوا منهم الأدنين، ثمّ فسّروه بمن لا يسرّه الإحسان ولم تسؤه الإساءة. وأمّا إذا كانت بمعنى الإفساد- أي إتيان العمل أو الشي‏ء على غير وجهه الصحيح- فيترتب عليها أحكام مختلفة أيضاً بحسب متعلّقها وشرائطه، ومن هذه الموارد:

۴.۳.۱ - إساءة الرماية


وفيها يترتب الحكم بحساب الرمية على صاحبها وعدم إعادة السهم إليه ثانية ليعيد رميته، ولها صورتان:
الاولى: لو رمى فابتعد السهم عن الغرض ابتعاداً مفرطاً لإساءته الرمي.
الثانية: لو أخطأ الغرض بسبب عطبٍ‏ في آلة الرمي حصل بسبب إساءته عند استخدامها.
[۳۲] التذكرة، ج۲، ص۳۷۰ (حجرية).


۴.۳.۲ - إساءة القصاص


وفيها يترتب الحكم بما يناسب متعلّقها، كالدية أو التعزير أو غير ذلك، وصورتها الإجمالية هي:إساءة المقتص عند اقتصاصه من الجاني بتعدّي ما حدّه الشارع له بواسطة الحاكم.


 
۱. لسان العرب، ج۶، ص۴۱۷.
۲. المعجم الوسيط، ج۱، ص۴۵۹.
۳. جواهر الكلام، ج۴۲، ص۴۲۴.    
۴. التذكرة، ج۲، ص۳۷۰ (حجرية).
۵. المنهاج (الحكيم)، ج۱، ص۱۲، م ۲۸.
۶. المنهاج (الخوئي)، ج۱، ص۱۰، م ۲۹.    
۷. القواعد والفوائد، ج۱، ص۳۸۴.    
۸. المصباح المنير، ج۱، ص۱۰.
۹. لسان العرب، ج۱، ص۱۰۸.
۱۰. المعجم الوسيط، ج۱، ص۵۸۸.
۱۱. لسان العرب، ج۹، ص۹۲.
۱۲. المعجم الوسيط، ج۱، ص۶۸۳.
۱۳. نهج البلاغة، ج۱، ص۴۷۹، الحكمة ۷۰.
۱۴. الكهف/سورة ۱۸، الآية ۲۸.    
۱۵. لسان العرب، ج۱۰، ص۲۳۵.
۱۶. المعجم الوسيط، ج۱، ص۵۳۷.
۱۷. الفقيه، ج۴، ص۳۳۴، ح ۵۷۱۸.    
۱۸. لسان العرب، ج۸، ص۴۴.
۱۹. معجم الفروق اللغوية، ج۱، ص۴۳.
۲۰. المنهاج (الحكيم)، ج۱، ص۱۲، م ۲۸.
۲۱. المنهاج (الخوئي)، ج۱، ص۱۰، م ۲۹.    
۲۲. الوسائل، ج۲۱، ص۵۰۰، ب ۱۰۴ من أحكام الأولاد، ح ۲.    
۲۳. الوسائل، ج۲۱، ص۵۰۲، ب ۱۰۴ من أحكام الأولاد، ح ۷.    
۲۴. الوسائل، ج۸، ص۳۱۳، ب ۱۱ من صلاة الجماعة، ح ۱.    
۲۵. مصباح المنهاج، الاجتهاد والتقليد (السيّد محمّد سعيد الحكيم)، ج۱، ص۲۵۶- ۲۵۷.
۲۶. الأنعام/سورة ۶، الآية ۱۵۱.    
۲۷. زبدة البيان، ج۱، ص۳۹۳.    
۲۸. فقه الرضا عليه السلام، ج۱، ص۲۷۱.
۲۹. جامع المقاصد، ج۴، ص۱۰- ۱۱.    
۳۰. الروضة، ج۳، ص۲۹۳.    
۳۱. الحدائق، ج۱۸، ص۳۸.    
۳۲. التذكرة، ج۲، ص۳۷۰ (حجرية).
۳۳. كشف اللثام، ج۱۱، ص۱۹۱.    
۳۴. جواهر الكلام، ج۴۲، ص۳۱۷.    
۳۵. جواهر الكلام، ج۴۲، ص۴۲۴.    




الموسوعة الفقهية ج۱۰، ص۳۱۹-۳۲۳.    



جعبه ابزار