الاستعاذة
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
هي طلب
العوذ من
الله أو وهي قول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
الاستعاذة: هي
الالتجاء والاعتصام بالغير، يقال: عاذ بفلان، أي لاذ به ولجأ إليه واعتصم.
وفي
القرآن الكريم «فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»،
معناه: إذا أردت قراءة القرآن فقل: أعوذ باللَّه من
الشيطان الرجيم ووسوسته.
وحقيقة الاستعاذة- على ما في بعض التفاسير-
استدفاع ما يخاف من شرّه بما يطمع ذلك منه،
أو استدفاع الأدنى بالأعلى على وجه
الخضوع والتذلّل.
ليس للاستعاذة اصطلاح خاص. نعم، تطلق غالباً في
الفقه على قول: (أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم)، أو (أعوذ باللَّه السميع العليم من الشيطان الرجيم)، ونحو ذلك، والمعنى: أستجير باللَّه تعالى دون غيره.
والشيطان: هو كلّ متمرّد من
الجنّ والإنس والدوابّ.
وقد يكون
المستعاذ منه غير الشيطان، كالاستعاذة من مضلّات الفتن وسوء الخلق ونحو ذلك.
الاستعاذة
مستحبّة في نفسها في كلّ زمان، وقد تكون مستحبّة لغيرها، كاستحبابها عند قراءة القرآن وفي
القراءة في
الصلاة وعند دخول الحمّام وغيرها.
لا شكّ أنّ الاستعاذة تطهّر
اللسان عمّا جرى عليه من غير ذكر اللَّه تعالى؛ ليستعدّ لذكره، ولتنظيف
القلب من الوسوسة والغلط
والنسيان والرياء والعجب ونحوها.
فهي فرار من الكثرات ومظاهر الشيطان إلى عالم
التوحيد ومظاهر الحقّ تعالى.
قال عزّوجلّ: «وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ»،
أي التجأ إليه، وتحصّن به.
ومن الناحية العملية لابدّ أن تترك الاستعاذة اللفظيّة أثرها على الإنسان لتجعله ملتجأً إلى اللَّه تعالى فارّاً إليه.
وردت الاستعاذة في الكتاب
والسنّة بصيغ وأشكال مختلفة، مثل: (أعوذ) و (أتعوّذ) و (اعيذ) و (أعذني) و (أستعيذ) و (معاذ اللَّه) وغيرها من الصيغ، والتي تختلف باختلاف الحالات والظروف.وأكثرها استعمالًا ما جاء بلفظ (أعوذ).
ثمّ إنّ الصيغ المتقدّمة تزداد وتختلف باختلاف المستعاذ به والمستعاذ منه؛ إذ قد يكون المستعاذ به هو اللَّه تعالى أو وجهه الكريم أو عفوه ورضاه أو عزّته وربوبيّته، وقد يكون غير ذلك.
وكذا الحال في المستعاذ منه، فقد يكون هو الشيطان الرجيم أو همزات الشياطين أو
الخبيث المخبّث أو خزي
الدنيا أو
النفس الأمّارة أو سخط اللَّه وعقابه في الدنيا
والآخرة ، وغير ذلك من الأمور التي تختلف صور الاستعاذة باختلافها، كما يلاحظ ذلك في
الأدعية والزيارات والتعويذات.
وهو اللَّه تبارك وتعالى، وقد يكون بلفظ الجلالة، كقولنا: (أعوذ باللَّه)، وقد يكون بصفاته، كقولنا: (أعوذ بالرحمن)، وقد يكون بالأسماء العامّة قاصداً بها الذات المقدّسة، كقولنا: (أعوذ بالعالم القادر).
ويشهد له قوله تعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ»،
أو قوله تعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ».
هذا، وأمّا الاستعاذة بغير اللَّه تعالى فقد ورد في بعض
الروايات الاستعاذة
برسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم،
وبالأئمّة الأطهار عليهم السلام، بمعنى
اللوذ بهم واللجوء إليهم، كوسيلة إلى اللَّه تعالى.
ولكن الاستعاذة بغير اللَّه وأوليائه غير مشروعة كالاستعاذة بالجنّ فقد ذكر أنّ الرجل من العرب كان إذا نزل
الوادي في سفره ليلًا، قال: أعوذ بعزيز هذا الوادي من شرّ سفهاء قومه،
فنهى اللَّه تعالى عن ذلك بقوله: «وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً».
وردت الاستعاذة من امور كثيرة، أهمّها الشيطان الرجيم، قال سبحانه وتعالى:«فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ».
ويمكننا التعرّف على أفرادها الاخرى من خلال الأدعية المأثورة عن
أهل البيت عليهم السلام، كما في دعاء الاستعاذة الوارد في
الصحيفة السجّادية للإمام زين العابدين عليه السلام:«اللهمّ إنّي أعوذ بك من هيجان
الحرص ، وسورة
الغضب ، وغلبة
الحسد ، وضعف
الصبر ، وقلّة
القناعة ... ومتابعة الهوى، ومخالفة الهدى، وسنة
الغفلة ، وتعاطي الكلفة، وإيثار الباطل على الحقّ،
والإصرار على المأثم،
واستصغار المعصية،
واستكبار الطاعة... ونعوذ بك من سوء السريرة، واحتقار الصغيرة، وأن يستحوذ علينا الشيطان، أو ينكبنا الزمان، أو يتهضّمنا
السلطان ... ونعوذ بك من
الحسرة العظمى، والمصيبة الكبرى، وأشقى الشقاء، وسوء المآب، وحرمان
الثواب ، وحلول
العقاب .اللهمّ صلِّ على محمّد وآله، وأعذني من كلّ ذلك برحمتك، وجميعَ المؤمنين والمؤمنات، يا أرحم الراحمين».
هذا، وقد ورد عنهم عليهم السلام في بعض المأثورات الاستعاذة من مضلّات الفتن، وسوء الخلق، ومن النار، وعذاب
القبر ، وغير ذلك.
الاستعاذة مستحبّة عند
التلاوة بلا خلاف، سواء كانت في الصلاة أو خارجها.
وقد اتّفق القرّاء على التلفّظ بها قبل التسمية.
ولها صيغ يأتي الكلام عنها في بحث الاستعاذة للقراءة في الصلاة.
المشهور استحباب الاستعاذة للقراءة في الصلاة،
بل ادّعي
الإجماع عليه.
نعم، حكي عن أبي علي
الطوسي القول بوجوبها. إلّاأنّ الإجماع على
خلافه .
واستدلّ للاستحباب بقوله تعالى: «فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»،
والروايات
كصحيحة الحلبي عن
أبي عبد اللَّه عليه السلام، حيث ورد فيها أنّه عليه السلام بعد أن ذكر دعاء التوجّه بعد
تكبيرة الإحرام قال: «ثمّ تعوّذ من الشيطان الرجيم، ثمّ اقرأ
فاتحة الكتاب »،
وغيرها.
وهذه
الآية وبعض الروايات وإن كان ظاهرها الوجوب؛ لظهور الأمر فيه، إلّاأنّ الإجماع على الاستحباب وذلك- مضافاً إلى الأصل وعدم الخصوصية في الوجوب- يدفعه بعض الروايات،
كصحيحة حمّاد عن
الإمام الصادق عليه السلام الواردة في كيفية الصلاة، فقد جاء فيها:«استقبَل... القبلة بخشوع واستكانة فقال:اللَّه أكبر، ثمّ قرأ الحمد بترتيل...».
وما روي عنه عليه السلام أيضاً: «فإذا قرأت فسمِّ»،
ولم نعثر على حديث بهذا اللفظ، لكنّه مستفاد من الوسائل،ref>
وغيرهما،
حيث لم يرد فيهما التعرّض للاستعاذة قبل القراءة، بل في بعضها التصريح بعدم لزومها. ففي خبر
فرات بن أحنف عن
أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول- في حديث-: «وإذا قرأت بسم اللَّه الرحمن الرحيم فلا تبالي أن لا تستعيذ»..
وإنّما تستحبّ الاستعاذة في
الركعة الاولى خاصّة بعد دعاء التوجّه وقبل قراءة الفاتحة، ولا تتكرّر في باقي الركعات على المشهور
بل ادّعي عليه الإجماع.
لحصول الغرض به، وهو التعوّذ في الوسوسة،
ولأنّ الصلاة فعل واحد فيكفي فيه الاستعاذة الواحدة.
وأنّه ظاهر الأخبار حيث لم يستفد منها إلّا الشرعيّة فيها،
وإطلاق الآية يقيّد بذلك.
مع أنّ تكرار الاستعاذة في كلّ ركعة يحتاج إلى دليل، وليس في الشرع ما يدلّ عليه.
ومع ذلك قوّى بعض الفقهاء
عدم الاختصاص، بل يعمّ كلّ ركعة يقرأ فيها، بل وللقراءة في غير الصلاة إن لم يثبت الإجماع على
الاختصاص بالركعة الاولى؛ وذلك لعموم الآية،
وموثّقة
سماعة قال: سألته عن الرجل يقوم في الصلاة فينسى فاتحة الكتاب، قال: «فليقل:أستعيذ باللَّه من الشيطان الرجيم، إنّ اللَّه هو السميع العليم، ثمّ ليقرأها ما دام لم يركع...».
هذا كلّه في مشروعيّة الاستعاذة في كلّ ركعة من الصلاة بنحو الورود.وأمّا استحبابها في نفسها بما هو دعاء أو ذكر لا بنحو الورود الخاصّ فلا كلام فيه.
توجد عدّة صيغ للاستعاذة في القراءة في الصلاة وغيرها، نذكرها فيما يلي:الاولى: أن يقول: (أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم)،
وهي الصيغة المشهورة بين الفقهاء.
واستدلّوا لها:
أوّلًا: بمطابقتها لقوله تعالى: «فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»، فمن يرى خلافها فعليه الدليل.
وثانياً: برواية
الخدري عن
النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، حيث ورد فيها: أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول قبل القراءة: «أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم».
الصيغة الثانية: أن يقول: (أعوذ باللَّه السميع العليم من الشيطان الرجيم). وقد اعتبرها البعض أكمل من غيرها،
بل أرجح؛ لما فيها من الوصف وقوّة الدليل،
وهي الموجودة في
المقنع والمقنعة .
وقد دلّت عليها رواية
معاوية بن عمّار عن الإمام الصادق عليه السلام في الاستعاذة، قال: «أعوذ باللَّه السميع العليم من الشيطان الرجيم».
ورواية
الحميري عن
صاحب الزمان (عجّل اللَّه تعالى فرجه).
وقد ذكر بعضهم
التخيير بين هاتين الصيغتين.
هذا، وقد زاد
ابن البرّاج على هذه الصيغة قوله: (إنّ اللَّه هو السميع العليم).نسبه إليه في الذكرى.
الصيغة الثالثة: أن يقول: (أستعيذ باللَّه من الشيطان الرجيم، إنّ اللَّه هو السميع العليم)، كما دلّت عليها رواية سماعة.
والظاهر كفاية كلّ استعاذة، إلّاأنّ الأولى
الاقتصار على ما ورد في الروايات.
المشهور بين الفقهاء استحباب الإسرار بالتعوّذ ولو في الصلاة الجهريّة،
بل ادّعي عليه الإجماع.
ونسبه بعضهم إلى عمل الأئمّة عليهم السلام.
على أنّ صحيحة صفوان مشعرة به، حيث ورد فيها: صلّيت خلف أبي عبد اللَّه عليه السلام أيّاماً وكان يقرأ في فاتحة الكتاب بسم اللَّه الرحمن الرحيم، وإذا كان صلاة لا يجهر فيها بالقراءة جهر ببسم اللَّه الرحمن الرحيم، وأخفى ما سوى ذلك.
نعم، في رواية
حنان بن سدير - التي قال فيها: صلّيت خلف أبي عبد اللَّه عليه السلام فتعوّذ بإجهار، ثمّ جهر ببسم اللَّه الرحمن الرحيم
- دلالة على جهره عليه السلام بالتعوّذ.
لكن هناك من حملها على بيان جواز ذلك
أو تعليم التعوّذ؛
إذ ليس
الإجهار بها حراماً، بل هو جائز وإن ترك المستحبّ.
ومع ذلك مال
المجلسي إلى الإجهار؛ لعدم وجدانه دليلًا على الإسرار، والإجماع لم يثبت، ورواية سدير تدلّ على استحباب الجهر خصوصاً للإمام، محتملًا في
صحيحة صفوان المتقدمة أنّه عليه السلام لم يتعوّذ في تلك الصلاة وإن كان بعيداً، وأنّ دخولها في (ما سوى ذلك) غير معلوم؛ إذ يحتمل أن يكون المراد ما سوى ذلك من القراءة أو الفاتحة، بل هو الظاهر من السياق، وإلّا فمعلوم أنّه عليه السلام كان يجهر
بالتسبيحات والتشهدات وسائر
الأذكار ،
واستجوده المحدّث البحراني.
لا تتدارك الاستعاذة إذا فاتت عمداً أو سهواً؛ لفوات محلّها.
لمّا كانت الاستعاذة في محلّ القراءة مشرّعة لأجل القراءة فليس للمأموم التعوّذ حينئذٍ مع سقوطها عنه؛
لأنّه إذا سقط الأصل سقط التبع.
ومن هذا القبيل سقوط استحباب التعوّذ في صلاة
الجنائز - وهو قول أكثر أهل العلم
- لأنّها مخفّفة ولا قراءة فيها.
من المسنون- إجماعاً كما في الخلاف
- أنّه إذا مرّ المصلّي بآية نقمة تعوّذ منها.
وقد وردت الروايات في ذلك: كقول الإمام الصادق عليه السلام في موثّق سماعة: «ينبغي لمن قرأ القرآن إذا مرّ بآية من القرآن فيها مسألة أو تخويف أن يسأل عند ذلك خير ما يرجو، ويسأله العافية من النار ومن العذاب».
وقوله عليه السلام في
مرسل البرقي : «ينبغي
للعبد إذا صلّى أن يرتّل في قراءته، فإذا مرّ بآية فيها ذكر
الجنّة وذكر النار سأل اللَّه الجنّة وتعوّذ باللَّه من النار».
والظاهر من الرواية الاولى ومن غيرها عدم اختصاص ذلك بالقراءة في الصلاة، وإن ذكره الفقهاء فيها.وكيف كان، فاللازم في الصلاة ألّا يطيل الدعاء والاستعاذة بحيث يخرج عن هيئة الصلاة أو نظم القراءة المعتادة، وإلّا بطلت صلاته.
هذا، وكما يستحبّ
للإمام سؤال الرحمة والاستعاذة من النقمة إذا مرّ بآيتيهما، كذلك يستحبّ للمأموم؛
لما رواه
الحلبي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، قال: سألته عن الرجل يكون مع الإمام، فيمرّ بالمسألة أو بآية فيها ذكر جنّة أو نار، قال: «لا بأس بأن يسأل عند ذلك، ويتعوّذ من النار، ويسأل اللَّه الجنّة».
يمكن علاج كثرة
الشكّ والسهو في الصلاة بامور:
منها: الاستعاذة باللَّه من الشيطان الرجيم، بأن تطعن فخذك الأيسر بإصبعك اليمنى المسبّحة إذا دخلت في الصلاة،
وتقول- كما ورد في خبر
السكوني عن الإمام الصادق عليه السلام-: «... بسم اللَّه وباللَّه، توكّلت على اللَّه، أعوذ باللَّه السميع العليم من الشيطان الرجيم، فإنّك تنحره وتطرده».
ونحوه خبر
علي بن أبي حمزة عن
الإمام الكاظم عليه السلام.
۵
يستحبّ إذا تحلّل من الصلاة أن يتعوّذ من النار ويسأل الجنّة،
فعن
زرارة قال: قال
الإمام الباقر عليه السلام: «لا تنسوا الموجبتين- أو قال:- عليكم بالموجبتين في دبر كلّ صلاة»، قلت: وما الموجبتان؟قال: «تسأل اللَّه الجنّة، وتعوذ باللَّه من النار».
ورد أنّ
الحاجّ إذا أتى الموقف يوم
عرفة استحبّ له أن يستعيذ باللَّه من الشيطان؛
لأنّه حريص على أن يذهله في هذا الموقف عن
الإخلاص للَّهوالتوجّه إليه.
فعن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «فإذا وقفت
بعرفات فاحمد اللَّه... وتعوّذ باللَّه من الشيطان؛ فإنّ الشيطان لن يذهلك في موضع أحبّ إليه من أن يذهلك في ذلك الموضع...»،
ح ۴.
يستحبّ أن يقف
الطائف بالبيت عند
المستجار في
الشوط السابع، ويقول: (هذا مقام العائذ بك من النار).
صرّح جماعة من الفقهاء
باستحباب التعوّذ عند دخول بيت الخلاء؛ لرواية معاوية بن عمّار قال: سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول: «بسم اللَّه، اللهمّ إنّي أعوذ بك من
الخبيث المخبث، الرجس
النجس ، الشيطان الرجيم».
ذكر الفقهاء من آداب دخول الحمّام أنّه يستحبّ عنده سؤال الجنّة والاستعاذة من النار.
يستحبّ للداخل في
السوق أن يتعوّذ باللَّه تعالى من شرّها وشرّ أهلها.
ورد عن
الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: «إذا أردت
الحجامة فاجلس بين يدي الحجّام وأنت متربّع وقل: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، أعوذ باللَّه الكريم في حجامتي من العين في الدم ومن كلّ سوء...».
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:«إذا أتى أهله وخشي أن يشاركه الشيطان، يقول: بسم اللَّه، ويتعوّذ باللَّه من الشيطان».
ورد استحباب الاستعاذة عند باب المنزل إذا أراد
السفر ،
كما في صحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال:«إذا خرجت من منزلك فقل: بسم اللَّه، توكّلت على اللَّه، لا حول ولا قوّة إلّاباللَّه، اللهمّ إنّي أسألك خير ما خرجت له، وأعوذ بك من شرّ ما خرجت له...».
وصحيحه الآخر عنه عليه السلام أيضاً قال:«إذا خرجت من بيتك تريد
الحجّ والعمرة - إلى أن قال:- اللهمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السفر...».
وهناك موارد اخرى ورد استحباب الاستعاذة فيها، كالاستعاذة حين النوم،
وحين الدخول على
المريض ،
وحين تلقين
الميّت ، وحال
دفنه ، وغيرها.
الاستعاذة مستحبّة في جميع أيّام الاسبوع، كما ورد ذلك عن الإمام الباقر عليه السلام،
لكنّها تتأكّد في أوقات خاصّة:
منها:
يوم الجمعة ، ففي
الحديث : «ما طلعت
الشمس على يوم ولا غربت على يوم أفضل منه- إلى أن قال:- ولا استعاذ من شرّ إلّاأعاذه منه».
ومنها: الليالي العشر الأواخر من شهر
رمضان ؛ فإنّه يستحبّ أن يقال في كلّ ليلة منها: (أعوذ بجلال وجهك الكريم...)
إلى آخر الدعاء،
كما ورد في الخبر.
ومنها: عند
الغروب والطلوعين، فقد ورد عن
جابر عن الإمام الباقر عليه السلام: «أنّ إبليس إنّما يبثّ جنود
الليل من حين تغيب الشمس إلى مغيب
الشفق ، ويبثّ جنود النهار من حين يطلع
الفجر إلى مطلع الشمس، وذكر أنّ نبيّ اللَّه كان يقول:أكثروا ذكر اللَّه عزّوجلّ في هاتين الساعتين، وتعوّذوا باللَّه عزّوجلّ من شرّ إبليس وجنوده، وعوّذوا صغاركم في هاتين الساعتين، فإنّهما ساعتا غفلة».
الموسوعة الفقهية، ج۱۲، ص۳۵-۴۷.