• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

الاعتصام

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



هو الاستمساك و الامتساك و الامتناع و التمسك .




الاعتصام لغة- وزان افتعال-: مصدر اعتصم من عصم بمعنى منع.
والاعتصام: الامتساك و التمسّك بالشي‏ء،
[۱] النهاية (ابن الأثير)، ج۳، ص۲۴۹.
[۲] لسان العرب، ج۹، ص۲۴۵.
ومن يعتصم باللَّه واستعصم: أي امتنع، طالباً للعصمة ، واستمسك كأنّه طلب ما يعتصم به من ركوب الفاحشة .
[۳] المفردات، ج۱، ص۵۷۰.
[۴] مجمع البحرين، ج۲، ص۱۲۲۶.

واعتصمت باللَّه، أي امتنعت به من الشرّ . والاعتصام بحبل اللَّه: التمسّك به وترك الفرقة و اتّباع القرآن ،
[۶] لسان العرب، ج۹، ص۲۴۶.
[۷] مجمع البحرين، ج۲، ص۱۲۲۶.
واعتصم باللَّه امتنع بلطفه من المعصية .
[۸] تاج العروس، ج۸، ص۳۹۹.




و الفقهاء يستعملونه في نفس معناه اللغوي.
ولعلّ حديثهم عن اعتصام الماء مرجعه إلى معنى مجازي، فكأنّ الماء صار بتمسّكه بمادته مانعاً عن حصول النجاسة و الانفعال بها.



تعرّض الفقهاء لبيان حكم الاعتصام في أبواب متفرّقة من الفقه ، كالطهارة و الجهاد و الصلح وغيرها، نشير إلى أهمّها فيما يلي:

۳.۱ - الاعتصام بحبل اللّه


ذكر الفقهاء- في باب الأمر بالمعروف - من جملة المعروف المقابل للمنكر الاعتصام باللَّه،
[۱۱] مهذّب الأحكام، ج۱۵، ص۲۷۶.
قال اللَّه سبحانه وتعالى:
«وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى‏ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ »»، وقال تعالى: «فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَ فَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً»، أي ومن أراد أن يهتدي إلى صراط مستقيم، ويدخله اللَّه عاجلًا في رحمته الواسعة ويجزل له الثواب من فضله ورحمته، فليعتصم باللَّه تعالى ويلوذ بلطفه ويتمسّك بهداياته و آياته و دينه وما انزل على رسوله.
[۱۴] الأمثل، ج۲، ص۴۶۷.
[۱۵] الأمثل، ج۳، ص۴۹۷.

وقال تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا».
وقد ورد في رواية عن أبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام أنّه قال: «أوحى اللَّه عزّوجلّ إلى داود : ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيّته ، ثمّ يكيده السماوات و الأرض ومن فيهنّ إلّاجعلت له المخرج من بينهنّ...».
و المراد من الاعتصام باللَّه التمسّك بكلّ وسيلة تؤدّي إلى الارتباط به تعالى، سواء كانت في الإسلام أم القرآن الكريم أم النبي وأهل بيته الطاهرين.
وهذا يعني أنّ الاعتصام اعتراف و ممارسة لمرجعية الكتاب و السنّة بمعناها الشامل لسنّة أهل البيت عليهم السلام تماماً، كما أعلن ذلك كلّ من حديث الغدير المشهور، وحديث الثقلين وغيرهما من الروايات المعروفة.
وفي هذا يقول علي بن إبراهيم القمي بعد ذكره آية الاعتصام بحبل اللَّه المتقدمة:
وهو التوحيد و الولاية .
[۱۸] تفسير القمّي، ج۱، ص۱۰۸.

وحيث إنّ الإنسان اجتماعي بالطبع و الذات ، يعيش في حياته مختلف مظاهر الاختلاف و التشتت وينزع نحو الحرب و التخاصم ، ويقع في معرض الجهل وا لغفلة ، ويسقط فريسةً لسلطة الغرائز و الميول كان لابدّ له من شي‏ء يخرجه من بئر الماديّة وينقذه من أسر الطبيعة، وليس إلّاحبل اللَّه المتين ، الذي هو الارتباط باللَّه عن طريق الأخذ بتعاليم القرآن الكريم و الهداة الحقيقيين الذين يرتفعون بالناس من حضيض الجهل و الأنانية إلى أعلى درجة التكامل المادي والمعنوي.
[۱۹] الأمثل، ج۲، ص۴۷۲.

ويدلّ على ما نقول ما رواه الحسن بن الحسين الأنصاري عن محمّد بن الحسين عن أبيه عن جدّه، قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام : «كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم جالساًومعه أصحابه في المسجد ، فقال: يطلُع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنّة يسأل عمّا يعنيه، فطلع عليهم رجلٌ طوالٌ شبيه برجال مُضَر، فتقدّم فسلّم على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وجلس، فقال: يا رسول اللَّه، إنّي سمعت اللَّه عزّوجلّ يقول فيما أنزل: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا» فما هذا الحبل الذي أمرنا اللَّه بالاعتصام به وألّا نتفرّق عنه؟ فأطرق رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم مليّاً ثمّ رفع رأسه وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وقال: هذا حبل اللَّه الذي من تمسّك به عُصم به في دنياه، ولم يضلّ به في آخرته، فوثب الرجل إلى علي عليه السلام فاحتضنه من وراء ظهره وهو يقول: اعتصمت بحبل اللَّه وحبل رسوله، ثمّ قام فولّى فخرج...».

۳.۲ - اعتصام الماء


قسّم الفقهاء الماء إلى معتصم وغير معتصم.
والمعتصم منه إمّا يكون بمادّته كالماء الجاري و البئر و المطر ، وإمّا يكون بكثرته كالماء الكرّ ، أو يكون متصلًا بالمعتصم.
ويقصدون بالمعتصم الماء الذي لا ينفعل بمجرّد ملاقاة النجاسة ما لم يتغيّر لونه أو طعمه أو ريحه .
وأمّا غير المعتصم- كالماء القليل وما يلحق به كالماء المضاف - فهو ينفعل بمجرّد ملاقاة النجس وإن لم يتغيّر.
[۲۷] تحريرالوسيلة، ج۱، ص۹- ۱۰.


۳.۳ - اعتصام الدم والمال


تعرّض الفقهاء في كتاب الجهاد لأسباب الاعتصام، وأنّه تعتصم دماء الكفّار و أموالهم وسائر مايتعلّق بهم بأحد أسباب الاعتصام، ونشير إلى أهمّها إجمالًا فيما يلي:

۳.۳.۱ - اعتناق الإسلام


يعصم دم الكافر الحربي و الأسير منه وأمواله وولده الصغار إذا أسلم؛
[۲۸] الشرائع، ج۱، ص۳۱۹.
[۳۰] كشف الغطاء، ج۴، ص۳۴۲.
[۳۱] كشف الغطاء، ج۴، ص۳۴۸.
لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «امرت أن اقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلّااللَّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم...».
وفي المسألة تفصيلات من حيث زمان الإسلام وما يترتّب عليه من الاعتصام كمّاً وكيفاً تذكر في محلّها.

۳.۳.۲ - الدخول في عهد الذمة


تعصم دماء الكفّار من أهل الكتاب وأموالهم إذا دخلوا في عهد الذمّة والتزموا بشروطها بتفصيل يذكر في محلّه.
[۳۶] كشف الغطاء، ج۴، ص۳۳۹- ۳۴۲.


۳.۳.۳ - الدخول في أمان المسلمين


تعصم دماء الكفّار من أهل الكتاب وأموالهم إذا اعطوا الأمان ، فيحرم على المسلمين قتل رجالهم وسبي نسائهم و ذراريهم و اغتنام أموالهم
[۳۷] الشرائع، ج۱، ص۳۱۴.
[۳۹] كشف الغطاء، ج۴، ص۳۴۲- ۳۴۸.
على تفصيل في محلّه.

۳.۳.۴ - الصلح والمهادنة مع المسلمين


تعصم دماء الكفّار وأموالهم بالصلح، أو المهادنة على ترك القتال إذا رأى الإمام أو نائبه المصلحة في الصلح، فيصلح بينهم وبين المسلمين على الوجه الأصلح على قدر ما يسعه من حقن دمائهم وأموالهم اقتصاراً على الممكن .
[۴۱] الشرائع، ج۱، ص۳۳۳.
[۴۳] كشف الغطاء، ج۴، ص۳۵۱.

وتفصيله في محلّه.

۳.۴ - الاعتصام الاجتماعي


يقصد بالاعتصام الاجتماعي - الذي صار اليوم ظاهرة عالمية- تجمّع عددٍ من الناس عاملين ضمن مؤسّسة أو جامعة أو جمعية، أو وزارة ، أو من عامة الناس في مكان معيّن داخل مركز عملهم أو في الساحات والطرقات العامّة، فيستقرّون هناك لساعات معينة أو لأيّام وربما لأكثر من ذلك، احتجاجاً على أمرٍ ما أو مطالبة بحقوقهم أو بإجراء إصلاحات أو تعديلات أو غير ذلك.
وهذا العمل جائز بحدّ نفسه ما لم يؤدّ إلى الإضرار بالآخرين، كما لو أضرّ بالمارّة أو كان يعطّل الحياة الاقتصادية، أو كان ضدّ الدولة الإسلامية بغير حقّ أو ما شابه ذلك.
نعم، قد تكون المصلحة في الاعتصام نفسه طبقاً للعناوين الثانوية، كالاعتصامات الطلابية المطالبة بالسماح بارتداء الحجاب في دول لا تسمح بارتدائه في الجامعات الرسمية، والمرجع في ذلك الحاكم الشرعي أو من يوكّله بهذا الأمر .


 
۱. النهاية (ابن الأثير)، ج۳، ص۲۴۹.
۲. لسان العرب، ج۹، ص۲۴۵.
۳. المفردات، ج۱، ص۵۷۰.
۴. مجمع البحرين، ج۲، ص۱۲۲۶.
۵. العين، ج۱، ص۳۱۳.    
۶. لسان العرب، ج۹، ص۲۴۶.
۷. مجمع البحرين، ج۲، ص۱۲۲۶.
۸. تاج العروس، ج۸، ص۳۹۹.
۹. المنهاج (الحكيم)، ج۱، ص۴۹۲.    
۱۰. المنهاج (الخوئي)، ج۱، ص۳۵۴.    
۱۱. مهذّب الأحكام، ج۱۵، ص۲۷۶.
۱۲. المنهاج (السيستاني)، ج۱، ص۴۲۰.    
۱۳. النساء/سورة ۴، الآية ۱۷۵.    
۱۴. الأمثل، ج۲، ص۴۶۷.
۱۵. الأمثل، ج۳، ص۴۹۷.
۱۶. آل عمران/سورة ۳، الآية ۱۰۳.    
۱۷. الوسائل، ج۱۵، ص۲۱۱، ب ۱۰ من جهاد النفس، ح ۲.    
۱۸. تفسير القمّي، ج۱، ص۱۰۸.
۱۹. الأمثل، ج۲، ص۴۷۲.
۲۰. الميزان، ج۳، ص۳۶۹.    
۲۱. الميزان، ج۳، ص۳۷۸.    
۲۲. الغيبة (النعماني)، ج۱، ص۴۲، ح ۲.    
۲۳. مستمسك العروة، ج۱، ص۱۹۹.    
۲۴. التنقيح في شرح العروة (الطهارة)، ج۱، ص۲۱۵.    
۲۵. التنقيح في شرح العروة (الطهارة)، ج۱، ص۲۵۶.    
۲۶. المنهاج (الخوئي)، ج۱، ص۱۷- ۱۹.    
۲۷. تحريرالوسيلة، ج۱، ص۹- ۱۰.
۲۸. الشرائع، ج۱، ص۳۱۹.
۲۹. القواعد، ج۱، ص۴۹۰.    
۳۰. كشف الغطاء، ج۴، ص۳۴۲.
۳۱. كشف الغطاء، ج۴، ص۳۴۸.
۳۲. جواهرالكلام، ج۲۱، ص۱۴۳.    
۳۳. المستدرك، ج۱۸، ص۲۰۶، ب ۱ من القصاص في النفس، ح ۵.    
۳۴. جواهر الكلام، ج۲۱، ص۱۲۴.    
۳۵. التحرير، ج۲، ص۲۰۳.    
۳۶. كشف الغطاء، ج۴، ص۳۳۹- ۳۴۲.
۳۷. الشرائع، ج۱، ص۳۱۴.
۳۸. القواعد، ج۱، ص۵۰۱- ۵۰۶.    
۳۹. كشف الغطاء، ج۴، ص۳۴۲- ۳۴۸.
۴۰. جواهرالكلام، ج۲۱، ص۹۲- ۱۰۷.    
۴۱. الشرائع، ج۱، ص۳۳۳.
۴۲. القواعد، ج۱، ص۵۱۶.    
۴۳. كشف الغطاء، ج۴، ص۳۵۱.




الموسوعة الفقهية، ج۱۴، ص۳۹۶-۴۰۰.    



جعبه ابزار