أدعية التهيؤ لشهر رمضان
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
أدعِيَةُ التَّهَيُّوَ لِضِيافَةِ اللّه: أ- دعاءُ آخِرِ لَيلَةٍ مِن
شَعبان، ب- أدعِيَةُ
رُؤيَةِ هِلالِ شَهرِ رَمَضانَ، ج- أدعِيَةُ دُخولِ
شَهرِ رَمَضانَ.
الإمام الصادق (علیهالسّلام) -مِمّا كانَ يَقولُهُ في آخِرِ لَيلَةٍ مِن
شَعبان-: اللّهُمَّ إنَّ هذَا الشَّهرَ المُبارَكَ الَّذي اُنزِلَ فيهِ
القُرآنُ هُدىً لِلنّاسِ وبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ قَد حَضَرَ، فَسَلِّمنا فيهِ وَسَلِّمهُ لَنا وتَسَلَّمهُ مِنّا في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ، يا مَن أخَذَ القَليلَ وشَكَرَ الكَثيرَ اقبَل مِنِّي اليَسيرَ. اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ أن تَجعَلَ لي إلى كُلِّ خَيرٍ سَبيلاً، ومِن كُلِّ ما لا تُحِبُّ مانِعا، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ، يا مَن عَفا عَنّي وعَمّا خَلَوتُ بِهِ مِنَ السَّيِّئاتِ، يا مَن لَم يُؤاخِذني بِارتِكابِ
المَعاصي، عَفوَكَ عَفوَكَ عَفوَكَ يا كَريمُ، إلهي وَعَظتَني فَلَم أتَّعِظ، وزَجَرتَني عَن مَحارِمِكَ فَلَم أنزَجِر، فَما عُذري؟ فَاعفُ عَنّي يا كَريمُ، عَفوَكَ عَفوَكَ. اللّهُمّ، إنّي أسأَلُكَ الرّاحَةَ عِندَ
المَوتِ، وَالعَفوَ عِندَ الحِسابِ، عَظُمَ
الذَّنبُ مِن عَبدِكَ فَليَحسُنِ التَّجاوُزُ مِن عِندِكَ، يا أهلَ التَّقوى ويا أهلَ المَغفِرَةِ، عَفوَكَ عَفوَكَ.
مِمّا كانَ يَقولُهُ في آخِرِ لَيلَةٍ مِن شَعبان، اللّهُمَّ إنّي عَبدُكَ وَابنُ عَبدِكَ وَابنُ أمَتِكَ، ضَعيفٌ فَقيرٌ إلى رَحمَتِكَ، وأنتَ مُنزِلُ الغِنى وَالبَرَكَةِ عَلَى العِبادِ، قاهِرٌ مُقتَدِرٌ، أحصَيتَ أعمالَهُم وقَسَمتَ أرزاقَهُم، وجَعَلتَهُم مُختَلِفَةً ألسِنَتُهُم وألوانُهُم، خَلقا مِن بَعدِ خَلقٍ، لا يَعلَمُ العِبادُ عِلمَكَ، ولا يَقدِرُ العِبادُ قَدرَكَ، وكُلُّنا فَقيرٌ إلى رَحمَتِكَ، فَلا تَصرِف عَنّي وَجهَكَ، وَاجعَلني مِن صالِحي خَلقِكَ فِي العَمَلِ وَالأَمَلِ
وَالقَضاءِ وَالقَدَرِ. اللّهُمَّ أبقِني خَيرَ البَقاءِ، وأفنِني خَيرَ
الفَناءِ؛ عَلى مُوالاةِ أولِيائِكَ ومُعاداةِ أعدائِكَ وَالرَّغبَةِ إلَيكَ وَالرَّهبَةِ مِنكَ،
وَالخُشوعِ وَالوَفاءِ وَالتَّسليمِ لَكَ، وَالتَّصديقِ بِكِتابِكَ، وَاتِّباعِ
سُنَّةِ رَسولِكَ. اللّهُمَّ ما كانَ في قَلبي مِن شَكٍّ أو ريبَةٍ، أو جُحودٍ أو قُنوطٍ، أو فَرَحٍ أو بَذَخٍ، أو بَطَرٍ أو خُيَلاءَ، أو
رِياءٍ أو سُمعَةٍ، أو شِقاقٍ أو
نِفاقٍ، أو
كُفرٍ أو فُسوقٍ أو عِصيانٍ، أو عَظَمَةٍ أو شَيءٍ لا تُحِبُّ، فَأَسأَلُكَ يا رَبِّ أن تُبدِلَني مَكانَهُ إيمانا بِوَعدِكَ، ووَفاءً بِعَهدِكَ، ورِضا بِقَضائِكَ،
وزُهدا فِي الدُّنيا، ورَغبَةً فيما عِندَكَ، واُثرَةً (الاُثرة: المَكرُمة المتوارثة، والبقيّة من العلم تؤثر
) وطُمَأنينَةً
وتَوبَةً نَصوحا، أسأَلُكَ ذلِكَ يا رَبَّ العالَمينَ. إلهي أنتَ مِن حِلمِكَ تُعصى، ومِن كَرَمِكَ وَجودِكَ تُطاعُ؛ فَكَأَنَّكَ لَم تُعصَ، وأنَا ومَن لَم يَعصِكَ سُكّانُ أرضِكَ، فَكُن عَلَينا بِالفَضلِ جَوادا، وبِالخَيرِ عَوّادا، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ. وصَلَّى اللّه ُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً دائِمَةً لا تُحصى ولا تُعَدُّ، ولا يَقدِرُ قَدرَها غَيرُكَ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ
.
الإمام الباقر (علیهالسّلام): كانَ
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) إذا اُهِلَّ (أي إذا اُبْصِرَ
) هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ استَقبَلَ
القِبلَةَ ورَفَعَ يَدَيهِ فَقالَ: اللّهُمَّ أهِلَّهُ (أهِلّه: أي أطلِعه علينا وأرِنا إيّاه. والمعنى: اجعل رؤيتنا مقرونة بالأمن والإيمان. ويحتمل أن يكون الإهلال بمعنى الدخول كقولهم: أهلَلْنا الهِلالَ: إذا دخلنا فيه
) عَلَينا بِالأَمنِ وَالإِيمانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ، وَالعافِيَةِ المُجَلِّلَةِ (المجلّلة: هي إمّا بكسر اللام المشدّدة؛ أي الشاملة لجميع البدن، يقال: سحابٌ مجلِّلٌ؛ أي يجلّل الأرض بالمطر؛ أي يعمّ. ذكره
الجوهري. أو بفتحها؛ أي العافية الّتي جلّلت علينا وجعلت كالجُلّ شاملة لنا، من قولهم: اللّهمّ جَلِّلهم خزيا؛ أي عظِّمهم به كما يتجلّل الرجل بالثوب. ذكره الجزري
)، وَالرِّزقِ الواسِعِ، ودَفعِ الأَسقامِ. اللّهُمَّ ارزُقنا صِيامَهُ وقِيامَهُ وتِلاوَةَ القُرآنِ فيهِ. اللّهُمَّ سَلِّمهُ لَنا وتَسَلَّمهُ مِنّا وسَلِّمنا فيهِ
.
الإمام الصادق عن آبائه (عليهمالسّلام): كانَ
عَلِيٌّ (علیهالسّلام) إذا كانَ
بِالكوفَةِ يَخرُجُ وَالنّاسُ مَعَهُ يَتَراءى هِلالَ شَهرِ رَمَضانَ، فَإِذا رَآهُ قالَ: اللّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَينا بِالأَمنِ وَالإِيمانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ، وصِحَّةٍ مِنَ السُّقمِ، وفَراغٍ لِطاعَتِكَ مِنَ الشُّغلِ، وَاكفِنا بِالقَليلِ مِنَ النَّومِ
.
الإمام الصادق (علیهالسّلام) -كانَ إذا اُهِلَّ هِلالُ شَهرِ رَمَضانَ قالَ-: اللّهُمَّ أدخِلهُ عَلَينا بِالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ،
وَاليَقينِ وَالإِيمانِ، وَالبِرِّ وَالتَّوفيقِ لِما تُحِبُّ وتَرضى
.
الإمام الصادق (علیهالسّلام): كانَ رَسولُ اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) إذا دَخَلَ
شَهرُ رَمَضانَ يَقولُ: اللّهُمَّ إنَّهُ قَد دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ، اللّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وجَعَلتَهُ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى
وَالفُرقانِ. اللّهُمَّ فَبارِك لَنا في شَهرِ رَمَضانَ، وأعِنّا عَلى صِيامِهِ وصَلاتِهِ، وتَقَبَّلهُ مِنّا
.
الإمام زين العابدين (علیهالسّلام) -في دُعائِهِ إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ-: الحَمدُ للّه ِ الَّذي هَدانا لِحَمدِهِ، وجَعَلَنا مِن أهلِهِ؛ لِنَكونَ لاِءِحسانِهِ مِنَ الشّاكِرينَ، ولِيَجزِيَنا عَلى ذلِكَ جَزاءَ المُحسِنينَ. وَالحَمدُ للّه ِ الَّذي حَبانا (حبا فلانا: أعطاه بلا جزاء ولا منّ، وحاباه: اختصّه
) بِدينِهِ، وَاختَصَّنا بِمِلَّتِهِ، وسَبَّلَنا في سُبُلِ إحسانِهِ، لِنَسلُكَها بِمَنِّهِ إلى رِضوانِهِ؛ حَمدا يَتَقَبَّلُهُ مِنّا، ويَرضى بِهِ عَنّا. وَالحَمدُ للّه ِ الَّذي جَعَلَ مِن تِلكَ السُّبُلِ شَهرَهُ رَمَضانَ؛ شَهرَ
الصِّيامِ، وشَهرَ
الإِسلامِ، وشَهرَ الطَّهورِ، وشَهرَ التَّمحيصِ، وشَهرَ القِيامِ «الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَيِّنَـتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ»
. فَأَبانَ فَضيلَتَهُ عَلى سائِرِ الشُّهورِ بِما جَعَلَ لَهُ مِنَ الحُرُماتِ المَوفورَةِ وَالفَضائِلِ المَشهُورَةِ، فَحَرَّمَ فيهِ ما أحَلَّ في غَيرِهِ إعظاما، وحَجَرَ فيهِ المَطاعِمَ وَالمَشارِبَ إكراما، وجَعَلَ لَهُ وَقتا بَيِّنا؛ لا يُجيزُ -جَلَّ وعَزَّ -أن يُقَدَّمَ قَبلَهُ، ولا يَقبَلُ أن يُؤَخَّرَ عَنهُ. ثُمَّ فَضَّلَ لَيلَةً واحِدَةً مِن لَياليهِ عَلى لَيالي ألفِ شَهرٍ، وسَمّاها
لَيلَةَ القَدرِ «تَنَزَّلُ الْمَلَئِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ»
، سَلامٌ دائِمُ البَرَكَةِ إلى
طُلوعِ الفَجرِ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ بِما أحكَمَ مِن قَضائِهِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وألهِمنا مَعرِفَةَ فَضلِهِ، وإجلالَ حُرمَتِهِ، وَالتَّحَفُّظَ مِمّا حَظَرتَ فيهِ، وأعِنّا عَلى صِيامِهِ بِكَفِّ الجَوارِحِ عَن مَعاصيكَ، وَاستِعمالِها فيهِ بِما يُرضيكَ؛ حَتّى لا نُصغِيَ بِأَسماعِنا إلى لَغوٍ، ولا نُسرِعَ بِأَبصارِنا إلى لَهوٍ، وحَتّى لا نَبسُطَ أيدِيَنا إلى مَحظورٍ، ولا نَخطُوَ بِأَقدامِنا إلى مَحجورٍ، وحَتّى لا تَعِيَ بُطونُنا إلاّ ما أحلَلتَ، ولا تَنطِقَ ألسِنَتُنا إلاّ بِما مَثَّلتَ، ولا نَتَكَلَّفَ إلاّ ما يُدني مِن ثَوابِكَ، ولا نَتَعاطى إلاَّ الَّذي يَقي مِن عِقابِكَ، ثُمَّ خَلِّص ذلِكَ كُلَّهُ مِن رِياءِ المُرائينَ، وسُمعَةِ المُسمِعينَ، لا نُشرِكُ فيهِ أحَدا دونَكَ، ولا نَبتَغي فيهِ مُرادا سِواكَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وقِفنا فيهِ عَلى مَواقيتِ الصَّلَواتِ الخَمسِ بِحُدودِهَا الَّتي حَدَّدتَ، وفُروضِهَا الَّتي فَرَضتَ، ووَظائِفِهَا الَّتي وَظَّفتَ، وأوقاتِهَا الَّتي وَقَّتَّ، وأنزِلنا فيها مَنزِلَةَ المُصيبينَ لِمَنازِلِها؛ الحافِظينَ لِأَركانِها؛ المُؤَدّينَ لَها في أوقاتِها، عَلى ما سَنَّهُ عَبدُكَ ورَسولُكَ -صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ -في رُكوعِها وسُجودِها وجَميعِ فَواضِلِها، عَلى أتَمِّ الطَّهورِ وأسبَغِهِ، وأبيَنِ الخُشوعِ وأبلَغِهِ.
ووَفِّقنا فيهِ لِأَن نَصِلَ أرحامَنا بِالبِرِّ وَالصِّلَةِ، وأن نَتَعاهَدَ جيرانَنا بِالاْءِفضالِ وَالعَطِيَّةِ، وأن نُخَلِّصَ أموالَنا مِنَ التَّبِعاتِ، وأن نُطَهِّرَها بِإِخراجِ
الزَّكَواتِ. وأن نُراجِعَ مَن هاجَرَنا، وأن نُنصِفَ مَن ظَلَمَنا، وأن نُسالِمَ مَن عادانا، حاشا مَن عودِيَ فيكَ ولَكَ؛ فَإِنَّهُ العَدُوُّ الَّذي لا نُواليهِ، وَالحِزبُ الَّذي لا نُصافيهِ. وأن نَتَقَرَّبَ إلَيكَ فيهِ مِنَ الأَعمالِ الزّاكِيَةِ بِما تُطَهِّرُنا بِهِ مِنَ الذُّنوبِ، وتَعصِمُنا فيهِ مِمّا نَستَأنِفُ مِنَ العُيوبِ؛ حَتّى لا يورِدَ عَلَيكَ أحَدٌ مِن مَلائِكَتِكَ إلاّ دونَ ما نورِدُ مِن أبوابِ
الطّاعَةِ لَكَ، وأنواعِ القُربَةِ إلَيكَ. اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ بِحَقِّ هذَا الشَّهرِ، وبِحَقِّ مَن تَعَبَّدَ لَكَ فيهِ مِن ابتِدائِهِ إلى وَقتِ فَنائِهِ -مِن مَلَكٍ قَرَّبتَهُ، أو نَبِيٍ أرسَلتَهُ، أو عَبدٍ صالِحٍ اِختَصَصتَهُ -أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأهِّلنا فيهِ لِما وَعَدتَ أولِياءَكَ مِن كَرامَتِكَ، وأوجِب لَنا فيهِ ما أوجَبتَ لِأَهلِ المُبالَغَةِ في طاعَتِكَ، وَاجعَلنا في نَظمِ مَنِ استَحَقَّ الرَّفيعَ الأَعلى بِرَحمَتِكَ. اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وجَنِّبنَا الإِلحادَ في
تَوحيدِكَ، وَالتَّقصيرَ في تَمجيدِكَ، وَالشَّكَّ في دينِكَ، وَالعَمى عَن سَبيلِكَ، وَالإِغفالَ لِحُرمَتِكَ، وَالاِنخِداعَ لِعَدُوِّكَ
الشَّيطانِ الرَّجيمِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وإذا كانَ لَكَ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن لَيالي شَهرِنا هذا رِقابٌ يُعتِقُها عَفوُكَ أو يَهَبُها صَفحُكَ، فَاجعَل رِقابَنا مِن تِلكَ الرِّقابِ، وَاجعَلنا لِشَهرِنا مِن خَيرِ أهلٍ وأصحابٍ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَامحَق ذُنوبَنا مَعَ امِّحاقِ هِلالِهِ، وَاسلَخ عَنّا تَبِعاتِنا مَعَ انسِلاخِ أيّامِهِ؛ حَتّى يَنقَضِيَ عَنّا وقَد صَفَّيتَنا فيهِ مِنَ الخَطيئاتِ وأخلَصتَنا فيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وإن مِلنا فيهِ فَعَدِّلنا، وإن زِغنا فيهِ فَقَوِّمنا، وإنِ اشتَمَلَ عَلَينا عَدُوُّكَ الشَّيطانُ فَاستَنقِذنا مِنهُ. اللّهُمَّ اشحَنهُ (شَحَنَ: ملأ
) بِعِبادَتِنا إيّاكَ، وزَيِّن أوقاتَهُ بِطاعَتِنا لَكَ، وأعِنّا في نَهارِهِ عَلى صِيامِهِ، وفي لَيلِهِ عَلَى
الصَّلاةِ وَالتَّضَرُّعِ إلَيكَ، وَالخُشوعِ لَكَ وَالذِّلَّةِ بَينَ يَدَيكَ؛ حَتّى لا يَشهَدَ نَهارُهُ عَلَينا بِغَفلَةٍ، ولا لَيلُهُ بِتَفريطٍ. اللّهُمَّ وَاجعَلنا في سائِرِ الشُّهورِ وَالْأَيّامِ كَذلِكَ ما عَمَّرْتَنا، وَاجعَلنا مِن عِبادِكَ الصّالِحينَ «الَّذِينَ يَرِثُونَ
الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَــلِدُونَ»
، «وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَ جِعُونَ»، ومِنَ الَّذينَ «يُسَـرِعُونَ فِى الْخَيْرَتِ وَ هُمْ لَهَا سَـبِقُونَ»
. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ في كُلِّ وَقتٍ وكُلِّ أوانٍ وعَلى كُلِّ حالٍ، عَدَدَ ما صَلَّيتَ عَلى مَن صَلَّيتَ عَلَيهِ، وأضعافَ ذلِكَ كُلِّهِ بِالأَضعافِ الَّتي لا يُحصيها غَيرُكَ، إنَّكَ فَعّالٌ لِما تُريدُ
.
الإمام الصادق (علیهالسّلام): إذا حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ فَقُل: اللّهُمَّ قَد حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ وقَدِ افتَرَضتَ عَلَينا صِيامَهُ، وأنزَلتَ فيهِ القُرآنَ هُدىً لِلنّاسِ وبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ. اللّهُمَّ أعِنّا عَلى صِيامِهِ، اللّهُمَّ تَقَبَّلهُ مِنّا، وسَلِّمنا فيهِ وتَسَلَّمهُ مِنّا في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ
.
الإقبال: دُعاءٌ آخَرُ إن دَعَوتَ بِهِ أوَّلَ لَيلَةٍ في شَهرِ الصِّيامِ فَقَدِّم لَفظَ: «لَيلَتي هذِهِ» عَلى «يَومي هذا»، وإن دَعَوتَ بِهِ أوَّلَ يَومٍ مِنَ الشَّهرِ فَادعُ بِاللَّفظَةِ الَّتي يَأتي فيهِ، وَالَّذي رَجَحَ في خاطِري أنَّ الدُّعاءَ بِهِ في أوَّلِ يَومٍ مِنهُ. رَوَيناهُ بِإِسنادِنا إلى أبي مُحَمَّدٍ هارونَ بنِ موسَى التَّلَّعُكبَرِيِّ، بِإِسنادِهِ إلى أبي عَبدِ اللّه ِ (علیهالسّلام) قالَ: يَقولُ عِندَ حُضورِ شَهرِ رَمَضانَ: اللّهُمَّ هذا شَهرُ رَمَضانَ المُبارَكُ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وجَعَلتَهُ هُدىً لِلنّاسِ وبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ قَد حَضَرَ، فَسَلِّمنا فيهِ وسَلِّمهُ لَنا وتَسَلَّمهُ مِنّا في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ. وأسأَلُكَ اللّهُمَّ أن تَغفِرَ لي في شَهري هذا، وتَرحَمَني فيهِ، وتُعتِقَ رَقَبَتي مِنَ
النّارِ، وتُعطِيَني فيهِ خَيرَ ما أعطَيتَ أحَدا مِن خَلقِكَ، وخَيرَ ما أنتَ مُعطيهِ، ولا تَجعَلهُ آخِرَ شَهرِ رَمَضانَ صُمتُهُ لَكَ مُنذُ أسكَنتَني أرضَكَ إلى يَومي هذا، وَاجعَلهُ عَلَيَ أتَمَّهُ نِعمَةً، وأعَمَّهُ عافِيَةً، وأوسَعَهُ رِزقا، وأجزَلَهُ وأهنَأَهُ. اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ وبِوَجهِكَ الكَريمِ ومُلكِكَ العَظيمِ، أن تَغرُبَ الشَّمسُ مِن يَومي هذا، أو يَنقَضِيَ بَقِيَّةُ هذَا اليَومِ، أو يَطلُعَ الفَجرُ مِن لَيلَتي هذِهِ، أو يَخرُجَ هذَا الشَّهرُ؛ ولَكَ قِبَلي مَعَهُ تَبِعَةٌ أو ذَنبٌ أو خَطيئَةٌ تُريدُ أن تُقايِسَني بِذلِكَ، أو تُؤاخِذَني بِهِ، أو تَقِفَني بِهِ مَوقِفَ خِزيٍ فِي
الدُّنيا وَالآخِرَةِ، أو تُعَذِّبَني بِهِ يَومَ ألقاكَ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ. اَللّهُمَّ إنّي أدعوكَ لِهَمٍّ لا يُفَرِّجُهُ غَيرُكَ، ولِرَحمَةٍ لا تُنالُ إلاّ بِكَ، ولِكَربٍ لا يَكشِفُهُ إلاّ أنتَ، ولِرَغبَةٍ لا تُبلَغُ إلاّ بِكَ، ولِحاجَةٍ لا تُقضى دونَكَ. اللّهُمَّ فَكَما كانَ مِن شَأنِكَ ما أرَدتَني بِهِ مِن مَسأَلَتِكَ، ورَحِمتَني بِهِ مِن ذِكرِكَ، فَليَكُن مِن شَأنِكَ سَيِّدِي الإِجابَةُ لي فيما دَعَوْتُكَ، وَالنَّجاةُ لي فيما قَد فَزِعتُ إلَيكَ مِنهُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَافتَح لي مِن خَزائِنِ رَحمَتِكَ رَحمَةً لا تُعَذِّبُني بَعدَها أبَدا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ، وَارزُقني مِن فَضلِكَ الواسِعِ
رِزقا حَلالاً طَيِّبا لا تُفقِرُني بَعدَهُ إلى أحَدٍ سِواكَ أبَدا، تَزيدُني بِذلِكَ لَكَ شُكرا، وإلَيكَ فاقَةً وفَقرا، وبِكَ عَمَّن سِواكَ غِنىً وتَعَفُّفا. اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن تَكونَ جَزاءَ إحسانِكَ الإِساءَةُ مِنّي، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن اُصلِحَ عَمَلي فيما بَيني وبَينَ النّاسِ، واُفسِدَهُ فيما بَيني وبَينَكَ. اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن تُحَوِّلَ سَريرَتي بَيني وبَينَكَ، أو تَكونَ مُخالِفَةً لِطاعَتِكَ. اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن يَكونَ شَيءٌ مِنَ الأَشياءِ آثَرَ عِندي مِن طاعَتِكَ. اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أعمَلَ مِن طاعَتِكَ قَليلاً أو كَثيراً اُريدُ بِهِ أحَداً غَيرَكَ، أو أعمَلَ عَمَلاً يُخالِطُهُ رِياءٌ. اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن هَوىً يُردي مَن يَركَبُهُ. اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أجعَلَ شَيئا مِن
شُكري فيما أنعَمتَ بِهِ عَلَيَّ لِغَيرِكَ؛ أطلُبُ بِهِ رِضا خَلقِكَ. اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أتَعَدّى حَدّا مِن حُدودِكَ؛ أتَزَيَّنُ بِذلِكَ لِلنّاسِ، وأركَنُ بِهِ إلَى الدُّنيا. اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِعَفوِكَ مِن عُقوبَتِكَ، وأعوذُ بِرِضاكَ مِن سَخَطِكَ، وأعوذُ بِطاعَتِكَ مِن مَعصِيَتِكَ، وأعوذُ بِكَ مِنكَ، جَلَّ ثَناءُ وَجهِكَ، لا اُحصِي الثَّناءَ عَلَيكَ ولَو حَرَصتُ، وأنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ، سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ. اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ مِن مَظالِمَ كَثيرَةٍ لِعِبادِكَ عِندي، فَأَيُّما عَبدٍ مِن عِبادِكَ أو أمَةٍ مِن إمائِكَ كانَت لَهُ قِبَلي مَظلِمَةٌ ظَلَمتُهُ إيّاها في مالِهِ أو بَدَنِهِ أو عِرضِهِ لا أستَطيعُ أداءَ ذلِكَ إلَيهِ ولا أتَحَلَّلُها مِنهُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأرضِهِ أنتَ عَنّي بِما شِئتَ وكَيفَ شِئتَ، وهَبها لي. وما تَصنَعُ يا سَيِّدي بِعَذابي وقَد وَسِعَت رَحمَتُكَ كُلَّ شَيءٍ !؟ وما عَلَيكَ يا رَبِّ أن تُكرِمَني بِرَحمَتِكَ ولا تُهينَني بِعَذابِكَ !؟ ولا يَنقُصُكَ يا رَبِّ أن تَفعَلَ بي ما سَأَلتُكَ وأنتَ واجِدٌ لِكُلِّ شَيءٍ ! اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ مِن كُلِّ ذَنبٍ تُبتُ إلَيكَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فيهِ، ومِمّا ضَيَّعتُ مِن فَرائِضِكَ وأداءِ حَقِّكَ -مِنَ الصَّلاةِ وَالزَّكاةِ، وَالصِّيامِ،
وَالجِهادِ،
وَالحَجِّ،
وَالعُمرَةِ، وإسباغِ
الوُضوءِ،
وَالغُسلِ مِنَ
الجَنابَةِ، وقِيامِ اللَّيلِ، وكَثرَةِ
الذِّكرِ،
وكَفّارَةِ اليَمينِ، وَالاِستِرجاعِ فِي المَعصِيَةِ، وَالصُّدودِ مِن كُلِّ شَيْءٍ قَصَّرتُ فيهِ؛ مِن فَريضَةٍ أو سُنَّةٍ -فَإِنّي أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ مِنهُ، ومِمّا رَكِبتُ مِنَ الكَبائِرِ، وأتَيتُ مِنَ المَعاصي، وعَمِلتُ مِنَ الذُّنوبِ، وَاجتَرَحتُ مِنَ السَّيِّئاتِ، وأصَبتُ مِنَ الشَّهَواتِ، وباشَرتُ مِنَ الخَطايا، مِمّا عَمِلتُهُ مِن ذلِكَ عَمدا أو خَطَأً؛ سِرّا أو عَلانِيَةً. فَإِنّي أتوبُ إلَيكَ مِنهُ ومِن سَفكِ الدَّمِ،
وعُقوقِ الوالِدَينِ، وقَطيعَةِ الرَّحِمِ، وَالفَرارِ مِنَ الزَّحفِ، وقَذفِ المُحصَناتِ، وأكلِ
أموالِ اليَتامى ظُلما، وشَهادَةِ الزّورِ، وكِتمانِ
الشَّهادَةِ، وأن أشتَرِيَ بِعَهدِكَ في نَفسي ثَمَنا قَليلاً، وأكلِ
الرِّبا وَالغُلولِ (الغلول: الخيانة في المغنم، والسرقة من الغنيمة قبل القسمة
)، وَالسُّحتِ
وَالسِّحرِ، وَالكِتمانِ وَالطِّيَرَةِ (الطِّيرة: التشاؤم بالشيء، وأصله -فيما يقال -التطيّر بالسوانح (وهو ما جاء عن يسارك) والبوارح (وهو ما جاء عن يمينك) من الطير والظباء وغيرهما. وكان ذلك يصدّهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع
)،
وَالشِّركِ وَالرِّياءِ، وَالسَّرِقَةِ
وشُربِ الخَمرِ، ونَقصِ المِكيالِ وبَخسِ الميزانِ، وَالشِّقاقِ (الشِّقاق: الخِلافُ والعداوة
) وَالنِّفاقِ، ونَقضِ
العَهدِ وَالفِريَةِ، وَالخِيانَةِ وَالغَدرِ، وإخفارِ الذِّمَّةِ (أخفر الذّمة: أي لم يفِ بها
)
وَالحَلفِ،
وَالغيبَةِ وَالنَّميمَةِ وَالبُهتانِ، وَالهَمزِ وَاللَّمزِ وَالتَّنابُزِ بِالأَلقابِ، وأذَى الجارِ ودُخولِ بَيتٍ بِغَيرِ إذنٍ، وَالفَخرِ
وَالكِبرِ وَالإِشراكِ وَالإِصرارِ وَالاِستِكبارِ، وَالمَشيِ فِي الأَرضِ مَرَحا، وَالجَورِ فِي الحُكمِ، وَالاِعتِداءِ فِي
الغَضَبِ، ورُكوبِ الحَمِيَّةِ، وتَعَضُّدِ الظّالِمِ،
وعَونٍ عَلَى الإِثمِ وَالعُدوانِ، وقِلَّةِ العَدَدِ فِي الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ، ورُكوبِ
الظَّنِّ وَاتِّباعِ
الهَوى، وَالعَمَلِ بِالشَّهوَةِ، وَالأَمرِ بِالمُنكَرِ، وَالنَّهيِ عَنِ المَعروفِ، وفَسادٍ فِي الأَرضِ، وجُحودِ الحَقِّ، وَالإِدلاءِ إلَى الحُكّامِ بِغَيرِ حَقٍّ، وَالمَكرِ وَالخَديعَةِ،
وَالبُخلِ، وقَولٍ فيما لا أعلَمُ، وأكلِ الميتَةِ وَالدَّمِ
ولَحمِ الخِنزيرِ وما اُهِلَّ لِغَيرِ اللّه ِ بِهِ،
وَالحَسَدِ وَالبَغيِ وَالدُّعاءِ إلَى الفاحِشَةِ. وَالتَّمَنّي بِما فَضَّلَ اللّه ُ، وَالإِعجابِ بِالنَّفسِ، وَالمَنِّ بِالعَطِيَّةِ، وَالاِرتِكابِ إلَى الظُّلمِ، وجُحودِ القُرآنِ، وقَهرِ اليَتيمِ، وَانتِهارِ السّائِلِ (انتهره: زجره
)، وَالحِنثِ فِي الأَيمانِ وكُلِّ يَمينٍ كاذِبَةٍ فاجِرَةٍ، وظُلمِ أحَدٍ مِن خَلقِكَ في أموالِهِم وأشعارِهِم وأعراضِهِم وأبشارِهِم (أبشار: جمعُ جمعِ بَشَرَة، وهو ظاهر جلد الإنسان
). وما رَآهُ بَصَري، وسَمِعَهُ سَمعي، ونَطَقَ بِهِ لِساني، وبَسَطَت إلَيهِ يَدي، ونَقَلَت إلَيهِ قَدَمي، وباشَرَهُ جِلدي، وحَدَّثَت بِهِ نَفسي مِمّا هُوَ لَكَ مَعصِيَةٌ، وكُلِّ يَمينٍ زورٍ. ومِن كُلِّ فاحِشَةٍ وذَنبٍ وخَطيئَةٍ عَمِلتُها في سَوادِ اللَّيلِ وبَياضِ النَّهارِ، فِي مَلاءٍ أو خَلاءٍ، مِمّا عَلِمتُهُ أو لَم أعلَمهُ، ذَكَرتُهُ أو لَم أذكُرهُ، سَمِعتُهُ أو لَم أسمَعهُ، عَصَيتُكَ فيهِ رَبّي طَرفَةَ عَينٍ، وفيما سِواها مِن حِلٍّ أو حَرامٍ تَعَدَّيتُ فيهِ أو قَصَّرتُ عَنهُ، مُنذُ يَومَ خَلَقتَني إلى أن جَلَستُ مَجلِسي هذا، فَإِنّي أتوبُ إلَيكَ مِنهُ، وأنتَ يا كَريمُ تَوّابٌ رَحيمٌ. اللّهُمَّ يا ذَا المَنِّ وَالفَضلِ وَالمَحامِدِ الَّتي لا تُحصى، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاقبَل تَوبَتي، ولا تَرُدَّها لِكَثرَةِ ذُنوبي وما أسرَفتُ عَلى نَفسي؛ حَتّى لا أرجِعَ في ذَنبٍ تُبتُ إلَيكَ مِنهُ، فَاجعَلها يا عَزيزُ تَوبَةً نَصوحا صادِقَةً مَبرورَةً لَدَيكَ مَقبولةً مَرفوعَةً عِندَكَ، في خَزائِنِكَ الَّتي ذَخَرتَها لِأَولِيائِكَ حينَ قَبِلتَها مِنهُم ورَضيتَ بِها عَنهُم. اللّهُمَّ إنَّ هذِهِ
النَّفسَ نَفسُ عَبدِكَ، وأسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأن تُحَصِّنَها مِنَ الذُّنوبِ وتَمنَعَها مِنَ الخَطايا وتَحرُزَها مِنَ السَّيِّئاتِ، وتَجعَلَها في حِصنٍ حَصينٍ مَنيعٍ لا يَصِلُ إلَيها ذَنبٌ ولا خَطيئَةٌ، ولا يُفسِدُها عَيبٌ ولا مَعصِيَةٌ؛ حَتّى ألقاكَ
يَومَ القِيامَةِ وأنتَ عَنّي راضٍ وأنَا مَسرورٌ، تَغبِطُني مَلائِكَتُكَ وأنبِياؤُكَ وجَميعُ خَلقِكَ، وقَد قَبِلتَني وجَعَلتَني طائِعا طاهِرا زاكِيا عِندَكَ مِنَ الصّادِقينَ. اللّهُمَّ إنّي أعتَرِفُ لَكَ بِذُنوبي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجعَلها ذُنوبا لا تُظهِرُها لِأَحَدٍ مِن خَلقِكَ، يا غَفّارَ الذُّنوبِ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ عَمِلتُ سوءاً وظَلَمتُ نَفسي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِر لي، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ. اللّهُمَّ إن كانَ مِن عَطائِكَ ومَنِّكَ وفَضلِكَ وفي عِلمِكَ وقَضائِكَ أن تَرزُقَنِي التَّوبَةَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاعصِمني بَقِيَّةَ عُمُري، وأحسِن مَعونَتي فِي الجِدِّ وَالاِجتِهادِ وَالمُسارَعَةِ إلى ما تُحِبُّ وتَرضى وَالنَّشاطِ وَالفَرَحِ وَالصِّحَّةِ، حَتّى أبلُغَ في عِبادَتِكَ وطاعَتِكَ الَّتي يَحِقُّ لَكَ عَلَيَ رِضاكَ.
وأن تَرزُقَني بِرَحمَتِكَ ما اُقيمُ بِهِ حُدودَ دينِكَ، وحَتّى أعمَلَ في ذلِكَ بِسُنَنِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ، وَافعَل ذلِكَ بِجَميعِ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ في مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها، اللّهُمَّ إنَّكَ تَشكُرُ اليَسيرَ وتَغفِرُ الكَثيرَ، وأنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ -تَقولُها ثَلاثا-
.
الكافي عن عليّ بن رئاب عن
الإمام الكاظم (علیهالسّلام) اُدعُ بِهذَا الدُّعاءِ في شَهرِ رَمَضانَ مُستَقبِلَ (مستقبل: هو إمّا بكسر الباء أو بالفتح، وعلى التقديرين فهو مبني على أنّ السنة الشرعية أوّلها شهر رمضان
) دُخولِ السَّنَةِ، وذَكَرَ أنَّهُ مَن دَعا بِهِ مُحتَسبِا مُخلِصا لَم تُصِبهُ في تِلكَ السَّنَةِ فِتنَةٌ ولا آفَةٌ يُضَرُّ بِها دينُهُ وبَدَنُهُ، ووَقاهُ اللّه ُ -عَزَّ ذِكرُهُ -شَرَّ ما يَأتي بِهِ تِلكَ السَّنَةَ: اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذي دانَ (دان: ذلّ وأطاع
) لَهُ كُلُّ شَيءٍ، وبِرَحمَتِكَ الَّتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ، وبِعِزَّتِكَ الَّتي قَهَرتَ بِها كُلَّ شَيءٍ، وبِعَظَمَتِكَ الَّتي تَواضَعَ لَها كُلُّ شَيءٍ، وبِقُوَّتِكَ الَّتي خَضَعَ لَها كُلُّ شَيءٍ، وبِجَبَروتِكَ الَّتي غَلَبَت كُلَّ شَيءٍ، وبِعِلمِكَ الَّذي أحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ، يا نورُ يا قُدّوسُ، يا أوَّلُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ويا باقي بَعدَ كُلِّ شَيءٍ، يا أللّه ُ يا رَحمانُ يا أللّه ُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُنزِلُ النِّقَمَ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَقطَعُ الرَّجاءَ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُديلُ الأَعداءَ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَرُدُّ الدُّعاءَ وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي يُستَحَقُّ بِها نُزولُ البَلاءِ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَحبِسُ غَيثَ السَّماءِ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَكشِفُ الغِطاءَ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُعَجِّلُ الفَناءَ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تورِثُ النَّدَمَ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَهتِكُ العِصَمَ، وألبِسني دِرعَكَ الحَصينَةَ الَّتي لا تُرامُ، وعافِني مِن شَرِّ ما اُحاذِرُ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ في مُستَقبِلِ سَنَتي هذِهِ. اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وَالأَرَضينَ السَّبعِ وما فيهِنَّ وما بَينَهُنَّ ورَبَّ العَرشِ العَظيمِ، ورَبَّ
السَّبعِ المَثاني وَالقُرآنِ العَظيمِ، ورَبَّ
إسرافيلَ وميكائيلَ وجَبرَئيلَ، ورَبَّ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وأهلِ بَيتِهِ سَيِّدِ المُرسَلينَ وخاتَمِ النَّبِيِّينَ، أسأَلُكَ بِكَ وبِما سَمَّيتَ يا عَظيمُ، أنتَ الَّذي تَمُنُّ بِالعَظيمِ وتَدفَعُ كُلَّ مَحذورٍ، وتُعطي كُلَّ جَزيلٍ وتُضاعِفُ مِنَ الحَسَناتِ بِالقَليلِ وَالكَثيرِ وتَفعَلُ ما تَشاءُ، يا قَديرُ يا أللّه ُ، يا رَحمانُ يا رَحيمُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ، وألبِسني في مُستَقبِلِ هذِهِ السَّنَةِ سِترَكَ، ونَضِّر وَجهي بِنورِكَ، وأحِبَّني (في
تهذيب الأحكام: «وأحيِني».) بِمَحَبَّتِكَ، وبَلِّغني رِضوانَكَ وشريفَ كَرامَتِكَ وجَزيلَ عَطائِكَ مِن خَيرِ ما عِندَكَ ومِن خَيرِ ما أنتَ مُعطٍ أحَدا مِن خَلقِكَ، وألبِسني مَعَ ذلِكَ عافِيَتَكَ، يا مَوضِعَ كُلِّ شَكوى ويا شاهِدَ كُلِّ نَجوى، ويا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ ويا دافِعَ كُلِّ ما تَشاءُ مِن بَلِيَّةٍ، يا كَريمَ العَفوِ يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، تَوَفَّني عَلى مِلَّةِ
إبراهيمَ (أي دِينه
) وفِطرَتِهِ، وعَلى دينِ مُحَمَّدٍ وسُنَّتِهِ، وعَلى خَيرِ
وَفَاةٍ فَتَوَفَّني؛ مُوالِيا لِأَولِيائِكَ مُعادِيا لِأَعدائِكَ. اللّهُمَّ وجَنِّبني في هذِهِ السَّنَةِ كُلَّ عَمَلٍ أو قَولٍ أو فِعلٍ يُباعِدُني مِنكَ، وَاجلِبني إلى كُلِّ عَمَلٍ أو قَولٍ أو فِعلٍ يُقَرِّبُني مِنكَ في هذِهِ السَّنَةِ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ، وَامنَعني مِن كُلِّ عَمَلٍ أو فِعلٍ أو قَولٍ يَكونُ مِنّي أخافُ ضَرَرَ عاقِبَتِهِ وأخافُ مَقتَكَ إيّايَ عَلَيهِ، حَذَرا أن تَصرِفَ وَجهَكَ الكَريمَ عَنّي فَأَستَوجِبَ بِهِ نَقصا مِن حَظٍّ لي عِندَكَ، يا رَؤوفُ يا رَحيمُ. اللّهُمَّ اجعَلني في مُستَقبِلِ هذِهِ السَّنَةِ في حِفظِكَ وجِوارِكَ وكَنَفِكَ، وجَلِّلني سِترَ عافِيَتِكَ، وهَب لي كَرامَتَكَ، عَزَّ جارُكَ وجَلَّ ثَناءُ وَجهِكَ ولا إلهَ غَيرُكَ. اللّهُمَّ اجعَلني تابِعا لِصالِحِ مَن مَضى مِن
أولِيائِكَ وألحِقني بِهِم، وَاجعَلني مُسَلِّما لِمَن قالَ
بِالصِّدقِ عَلَيكَ مِنهُم، وأعوذُ بِكَ يا إلهي أن تُحيطَ بِهِ خَطيئَتي وظُلمي وإسرافي عَلى نَفسي وَاتِّباعي لِهَوايَ وَاشتِغالي بِشَهَواتي، فَيَحولَ ذلِكَ بَيني وبَينَ رَحمَتِكَ ورِضوانِكَ، فَأَكونَ مَنسِيّا عِندَكَ، مُتَعَرِّضا لِسَخَطِكَ ونِقمَتِكَ. اللّهُمَّ وَفِّقني لِكُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ تَرضى بِهِ عَنّي،وقَرِّبني بِهِ إلَيكَ زُلفى. اللّهُمَّ كَما كَفَيتَ نَبِيَّكَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله هَولَ عَدُوِّهِ، وفَرَّجتَ هَمَّهُ وكَشَفتَ غَمَّهُ وصَدَقتَهُ وَعدَكَ وأنجَزتَ لَهُ مَوعِدَكَ بِعَهدِكَ، اللّهُمَّ بِذلِكَ فَاكفِني هَولَ هذِهِ السَّنَةِ وآفاتِها وأسقامَها وفِتنَتَها وشُرورَها وأحزانَها وضيقَ المَعاشِ فيها، وبَلِّغني بِرَحمَتِكَ كَمالَ العافِيَةِ بِتَمامِ دَوامِ العافِيَةِ وَالنِّعمَةِ عِندي إلى مُنتَهى أجَلي، أسأَلُكَ سُؤالَ مَن أساءَ وظَلَمَ وَاعتَرَفَ، وأسأَلُكَ أن تَغفِرَ لي ما مَضى مِنَ الذُّنوبِ الَّتي حَصَرَتها حَفَظَتُكَ وأحصَتها كِرامُ مَلائِكَتِكَ عَلَيَ، وأن تَعصِمَني إلهي مِنَ الذُّنوبِ فيما بَقِيَ مِن عُمُري إلى مُنتَهى أجَلي، يا أللّه ُ يا رَحمانُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ وآتِني كُلَّ ما سَأَلتُكَ ورَغِبتُ إلَيكَ فيهِ؛ فَإِنَّكَ أمَرتَني بِالدُّعاءِ وتَكَفَّلتَ لي بِالإِجابَةِ
.
الإقبال عن
عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني: صَلّى أبو جَعفَرٍ
مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الرِّضا (علیهالسّلام) صَلاةَ المَغرِبِ في لَيلَةٍ رَأى فيها
هِلالَ شَهرِ رَمَضانَ، فَلَمّا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ ونَوَى الصِّيامَ رَفَعَ يَدَيهِ فَقالَ: اللّهُمَّ، يا مَن يَملِكُ التَّدبيرَ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، يا مَن يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وما تُخفِي الصُّدورُ وتُجِنُّ الضَّميرُ وهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ، اللّهُمَّ اجعَلنا مِمَّن نَوى فَعَمِلَ، ولا تَجعَلنا مِمَّن شَقِيَ فَكَسِلَ، ولا مِمَّن هُوَ عَلى غَيرِ عَمَلٍ يَتَّكِلُ، اللّهُمَّ صَحِّح أبدانَنا مِنَ العِلَلِ، وأعِنّا عَلى مَا افتَرَضتَ عَلَينا مِنَ العَمَلِ، حَتّى يَنقَضِيَ عَنّا شَهرُكَ هذا وقَد أدَّينا مَفروضَكَ فيهِ عَلَينا، اللّهُمَّ أعِنّا عَلى صِيامِهِ، ووَفِّقنا لِقِيامِهِ، ونَشِّطنا فيهِ لِلصَّلاةِ، ولا تَحجُبنا مِنَ القِراءَةِ، وسَهِّل لَنا فيهِ إيتاءَ الزَّكاةِ. اللّهُمَّ لا تُسَلِّط عَلَينا وَصَبا (الْوصَبُ: دوام الوجع ولزومه
) ولا تَعَبا ولا سَقَما ولا عَطَبا (العَطَبُ: الهلاك
)، اللّهُمَّ ارزُقنَا
الإِفطارَ مِن رِزقِكَ الحَلالِ، اللّهُمَّ سَهِّل لَنا فيهِ ما قَسَمتَهُ مِن رِزقِكَ ويَسِّر ما قَدَّرتَهُ مِن أمرِكَ، وَاجعَلهُ حَلالاً طَيِّبا نَقِيّا مِنَ الآثامِ، خالِصا مِنَ الآصارِ (الإصر: الذنب، وجمعه آصار
) وَالأَجرامِ. اللّهُمَّ، لا تُطعِمنا إلاّ طَيِّبا غَيرَ خَبيثٍ ولا حَرامٍ، وَاجعَل رِزقَكَ لَنا حَلالاً لا يَشوبُهُ دَنَسٌ ولا أسقامٌ، يا مَن عِلمُهُ بِالسِّرِّ كَعِلمِهِ بِالإِعلانِ، يا مُتَفَضِّلاً عَلى عِبادِهِ بِالإِحسانِ، يا مَن هُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، وبِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ خَبيرٌ، ألهِمنا ذِكرَكَ وجَنِّبنا عُسرَكَ، وأنِلنا يُسرَكَ وَاهدِنا لِلرَّشادِ، ووَفِّقنا لِلسَّدادِ، وَاعصِمنا مِنَ البَلايا، وصُنّا مِنَ الأَوزارِ وَالخَطايا، يا مَن لا يَغفِرُ عَظيمَ
الذُّنوبِ غَيرُهُ، ولا يَكشِفُ السَّوءَ إلاّ هُوَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ وأكرَمَ الأَكرَمينَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ
وأهلِ بَيتِهِ الطَّيِّبينَ، وَاجعَل صِيامَنا مَقبولاً، وبِالبِرِّ وَالتَّقوى مَوصولاً، وكَذلِكَ فَاجعَل سَعيَنا مَشكورا، وقِيامَنا مَبرورا، وقُرآنَنا مَرفوعا، ودُعاءَنا مَسموعا، وَاهدِنا لِلحُسنى، وجَنِّبنَا العُسرى، ويَسِّرنا لِليُسرى، وأعلِ لَنَا الدَّرَجاتِ، وضاعِف لَنَا الحَسَناتِ، وَاقبَل مِنَّا
الصَّومَ وَالصَّلاةَ، وَاسمَع مِنَّا الدَّعَواتِ، وَاغفِر لَنَا الخَطيئاتِ، وتَجاوَز عَنَّا السَّيِّئاتِ، وَاجعَلنا مِنَ العامِلينَ الفائِزينَ ولا تَجعَلنا مِنَ المَغضوبِ عَلَيهِم ولاَ الضّالّينَ، حَتّى يَنقَضِيَ شَهرُ رَمَضانَ عَنّا وقَد قَبِلتَ فيهِ صِيامَنا وقِيامَنا، وزَكَّيتَ فيهِ أعمالَنا، وغَفَرتَ فيهِ ذُنوبَنا، وأجزَلتَ فيهِ مِن كُلِّ خَيرٍ نَصيبَنا، فَإِنَّكَ
الإِلهُ المُجيبُ
وَالرَّبُّ القَريبُ، وأنتَ بِكُلِّ شَيءٍ مُحيطٌ
.
مراقبات شهر رمضان، المحمدي الري شهري، الشيخ محمد، ص۸۳-۹۹.