• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

الأمن (الاجتماعي العام)

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



لتصفح عناوين مشابهة، انظر الأمن (توضيح).
ذكر الفقهاء أنّ من أهمّ وظائف الدولة الإسلاميّة - مثل سائر الدول- تهيئة الأمن للمؤمنين بحيث تكون بلادهم على أمن من كيد الأشرار و الكفّار ، و تمكين المؤمنين من قطع أيادي الأعداء ودفع المعتدين على أراضيهم، وأنّه يجب المحافظة عليها، وأنّ ذلك مطلوب للشارع.
[۱] البيع (الخميني)، ج۲، ص۶۱۹.
[۲] إرشاد الطالب، ج۳، ص۳۸.





ذكر الفقهاء أنّ من أهمّ وظائف الدولة الإسلاميّة - مثل سائر الدول- تهيئة الأمن للمؤمنين بحيث تكون بلادهم على أمن من كيد الأشرار والكفّار، و تمكين المؤمنين من قطع أيادي الأعداء ودفع المعتدين على أراضيهم، وأنّه يجب المحافظة عليها، وأنّ ذلك مطلوب للشارع.
[۳] البيع (الخميني)، ج۲، ص۶۱۹.
[۴] إرشاد الطالب، ج۳، ص۳۸.


۱.۱ - قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم


وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: «يا علي ، لا خير في القول إلّامع الفعل ...ولا في الحياة إلّامع الصحّة، ولا في الوطن إلّامع الأمن و السرور ».

۱.۲ - قول علي ابن ابي طالب عليه السلام


وقال الإمام علي عليه السلام في وظائف الدولة و الحكومة : «... فالجنود تحصين الرعيّة بإذن اللَّه تعالى‏، وزين الملك ، وعزّ الإسلام ، وسبب الأمن و الحفظ ، ولا قوام للجند إلّابما يخرج اللَّه لهم من الخراج و الفي‌ء الذي يقوون به على جهاد عدوّهم، وعليه يعتمدون فيما يصلحهم ومن تلزمهم مؤونته من أهليهم ...».
[۷] الدعائم، ج۱، ص۳۵۷.




ولا يقتصر الحكم بالحفاظ على الأمن العام على مجرّد دفع الأعداء عن بلاد المسلمين، بل يشمل تأمين الأمن الداخلي الموجب لاستقرار الوطن الإسلامي، وهذا الأمن له عدّة أشكال:

۲.۱ - الأمن الاجتماعي والسياسي


بحيث لا تكون هناك اضطرابات سياسية و أزمات حادّة تؤدّي إلى فقدان الأمن في المجتمع، فعلى الدولة والمواطنين أن يسعوا للحفاظ على الأمن السياسي، وأن تمارس الأطراف السياسية إدارة هادئة لحركة خلافاتها السياسية .

۲.۲ - الأمن‏ الاقتصادي


وذلك عبر ملاحقة مظاهر الاحتكار و الاتّجار الممنوع بما يؤدّي إلى تشرذم اقتصادي و ولادة طبقية حادّة وفقر مدقع من شأنهما تبديل الأمن بالفوضى.

۲.۳ - الأمن الوظيفي


بحيث يأمن الموظّفون في دوائر الدولة و المؤسّسات المستقلّة على وظائفهم ولا يتعرّضون للظلم من قبل أرباب العمل، ويعيشون الطمأنينة في أعمالهم التي يقومون بها، بما يحقّق التنمية الاقتصادية وغيرها.

۲.۴ - الأمن العائلي


بحيث يكون أفراد الأسرة في مأمنٍ من أن يقع عليهم ظلمٌ وجور، كأن يكون الأبناء في مأمنٍ من ظلم الآباء، أو الزوجات في مأمنٍ من ظلم الأزواج .
إلى غيرها من أشكال الأمن التي تطالب الامّة ككل- إلى جانب الدولة الإسلامية- بالسعي لتأمينها بهدف تحقيق التقدّم والتنمية الشاملة.
و لتحقيق الأمن العام في المجتمع تتضافر جهود السلطة السياسية و التنفيذية و التشريعية ، إلى جانب السلطة القضائية و النقابات ومؤسّسات المجتمع المدني؛ لأنّ حفظ أمن الامّة الإسلامية من الواجبات الأساسية في الشريعة الغرّاء ، وهذا ما يحتاج إلى تكاتف الجهود ووضع برامج تنسيقية لتحقيقه.



من أبرز أشكال الحفاظ على الأمن الاجتماعي العام ما تقوم به وزارات الأمن و الاستخبارات في الدولة، ومن الواضح أنّ هناك أحكاماً تتعلّق بوظائف أجهزة الأمن والاستخبارات لا بأس بالإشارة إلى بعضها إجمالًا:

۳.۱ - تأسيس وزارات الأمن


إنّ تأسيس وزارات الأمن وأجهزة الاستخبارات من الواجبات النظامية التي تقع مقدّمةً لحماية المجتمع الإسلامي من مخططات الأعداء ومن الفوضى الداخلية، فيكون واجباً بهذا اللحاظ.

۳.۲ - التجسس


لا يجوز التجسّس على المسلمين شرعاً، لكن يحقّ ذلك لأجهزة الأمن عندما تكون هناك مصلحة أهم تفوق مفسدة التجسّس، كما لو توقّف حفظ أمن المجتمع ككل على ذلك، فيتمّ إجراء قانون التزاحم في هذا المورد. ويقتصر في التجسّس على المسلمين على موضع الضرورة، وهو تجسّس قد يشمل شخصاً أو أشخاصاً في تنقّلاتهم أو اتّصالاتهم السلكية و اللاسلكية أو عبر البريد - ولو الالكتروني - أو غير ذلك.
أمّا التجسّس على غير المسلمين من المحاربين فهو جائز؛ لعدم حرمتهم، وبهذا يمكن للدولة الإسلامية أن تتجسّس على المستوى الخارجي لحماية نفسها، وعلى المستوى الداخلي في موضع الضرورة.

۳.۳ - إذن الحاكم للتجسس


حيث إنّ التجسّس هنا شأن عام يتّصل بالامور العامة للبلاد؛ لهذا يشترط أن يكون بإذن من الحاكم الشرعي أو تفويض منه؛ وفقاً للأحكام العامة للولاية .
ولا يحقّ للعاملين في الحقل الأمني العمل بقناعاتهم الشخصية خارج إطار الشرع والقانون وولاية الحاكم.

۳.۴ - الفحص‏ والبحث على المشكوك


لا يجوز للأجهزة الأمنية ترتيب آثار التهمة على المشكوك في أمره ؛ وفقاً للقواعد الفقهية الواردة في باب القضاء ، لكن يحقّ لها الفحص‌ و البحث ؛ تقديماً لأهمّية الملاك الموجود في ذلك، ودفعاً للضرر المحتمل مع خطورته.

۳.۵ - الاعتقال


لا يحقّ للأجهزة الأمنية اعتقال أيّ شخص بدون مبرّر شرعي وقانوني، ولو بأن يكون عبارة عن تفويض مكوّن من بنود تحدّد الحالات التي يحقّ فيها اعتقال شخص أو مصادرة أمواله.

۳.۶ - كشف الاسرار


إذا كانت الأسرار التي حصلت عليها الأجهزة الأمنيّة ممّا يضرّ كشفه لا يجوز لوسائل الإعلام و الصحافة البوح به على تقدير الوصول إليه بحجّة السبق الصحفي، بل لابدّ من ملاحظة المصالح والمفاسد في ذلك.

۳.۷ - الكتمان الصارمة


يجب على الأجهزة الأمنية مراعاة السرّية التامة في نشاطاتها بما تقتضيه الضرورة؛ حذراً من الانكشاف أمام الأعداء بما يلحق الضرر بالدولة والامّة الإسلاميّتين، وعلى العاملين في هذا الحقل الالتزام بأشكال الكتمان الصارمة .

۳.۸ - التقني في أجهزة الأمن


حيث تتطوّر تقنيات العمل الأمني فمن الواجب على أجهزة الأمن السعي لتطوير نفسها على المستوى التقني ؛ لأنّ ذلك ممّا يحقّق الرهبة في نفوس الأعداء تارة، ويؤمّن الحماية للبلد الإسلامي اخرى.

۳.۹ - تشكيل المجموعات الأمنية


نظراً للحاجة أحياناً إلى حماية بعض الشخصيات الكبيرة في الدولة الإسلامية أو البعثات الدبلوماسية وأمثالها يجب السعي لحفظ هذه النفوس المحترمة، وتشكيل مجموعات أمنية لحمايتها من أيّ اعتداء ، فإذا انتفى الموجب لذلك كلّياً لم يعد ذلك واجباً .
 


 
۱. البيع (الخميني)، ج۲، ص۶۱۹.
۲. إرشاد الطالب، ج۳، ص۳۸.
۳. البيع (الخميني)، ج۲، ص۶۱۹.
۴. إرشاد الطالب، ج۳، ص۳۸.
۵. الفقيه، ج۴، ص۳۶۹.    
۶. الفقيه، ج۴، ص۳۷۰.    
۷. الدعائم، ج۱، ص۳۵۷.
۸. المستدرك، ج۱۳، ص۱۴۹، ب ۴۲ ممّا يكتسب به، ح ۱.    




الموسوعة الفقهية، ج۱۷، ص۲۹۱-۲۹۴.    



جعبه ابزار