• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

الأمر والنهي (من يجب عليه)

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



لتصفح عناوين مشابهة، انظر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (توضيح).
لا يختصّ وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بصنف من الناس دون صنف، بل يجب القيام بهذه الفريضة على كلّ من اجتمعت فيه شرائط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أفراد المجتمع ، فمن رأى منكراً وتمكّن من النهي عنه لزمه، سواء كان من العلماء وغيرهم، و العدول و الفساق - على القول بعدم اشتراط العدالة في الآمر والناهي- و السلطان و الرعيّة ، و الأغنياء و الفقراء ، و الذكور و الإناث ، وإن قام به واحد سقط الوجوب عن غيره، وإن لم يقم به أحد أثم الجميع، واستحقّوا العقاب .
[۱] المنهاج (الحكيم)، ج۱، ص۴۸۹، م ۵.






۱.۱ - الأفراد


فكلّ فرد من أفراد المجتمع إذا رأى منكراً واجتمعت فيه شرائط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و تمكّن من النهي عنه، وجب عليه القيام بذلك.

۱.۲ - الأمة


كما إذا تحقّق منكر لا يمكن رفعه إلّا بتعاضد الامّة، فحينئذٍ يجب على الامّة القيام بذلك، مع وجود الشرائط و مراعاة الأهمّية ؛ لعدم اختصاص وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأفراد أو بطبقة خاصّة.
ويمكن أن يستدلّ لذلك ببعض الروايات التي دلّت على أنّه ينبغي للعامّة أن تنكر على الخاصّة إذا رأت منهم منكراً بصورة علنية، فمن‏ ذلك ما ورد عن مسعدة ابن صدقة عن جعفر بن محمّد عليه السلام قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ اللَّه لا يعذّب العامّة بذنب الخاصّة إذا عملت الخاصّة بالمنكر سرّاً من غير أن تعلم العامّة، فإذا عملت الخاصّة بالمنكر جهاراً فلم تغيّر ذلك العامّة استوجب الفريقان العقوبة من اللَّه عزّوجلّ».
وهذا معناه أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس وظيفة العلماء فقط، ولا وظيفة النافذين المسؤولين في الدولة الإسلامية فحسب، بل هي وظيفة الجميع تجاه الجميع كلّ بحسبه.

۱.۳ - ولاة الأمر


كالموارد التي تنحصر مسؤوليّتها بعاتق ولي الأمر، كما لو توقّف النهي عن المنكر على الجرح و القتل ، فلا يجوز لأحد الإقدام عليها إلّا سلطان الزمان المنصوب من قبل اللَّه تعالى، أو من نصبه الإمام لإقامتها، على قولٍ معروف، كما سيأتي الكلام فيه عند البحث في مراتب الإنكار .
نعم، يجب على المؤمنين إعانة الولي الشرعي في ذلك. ووجه وجوبه أنّه من باب الإعانة على البرّ و التقوى ، كما هو صريح كثير من الفقهاء .
وقد كانت سنّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم و الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام أيّام ولايتهما الفعلية على بلاد المسلمين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما كان علي عليه السلام يأمر ولاته وعمّاله بذلك أيضاً.

۱.۴ - أعيان المسلمين


أعيان المسلمين و وجهاؤهم وأصحاب النفوذ الاجتماعي و الاقتصادي و الإعلامي فيهم، فعليهم من الوجوب ما ليس على غيرهم من حيث قدرتهم على القيام بامور لا يقدر الكثيرون على القيام بها، فينبغي عليهم تهيئة الأجواء اللازمة لانتشار المعروف ومحو المنكر، فإنّ مناط الوجوب هو القدرة، فيجب على القادر ما لا يجب على العاجز .



يتأكّد وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حقّ المكلّف بالنسبة إلى أهله وذويه الأقرب فالأقرب.
فيجب عليه إذا رأى منهم التهاون في الواجبات - كالصلاة وأجزائها وشرائطها، بأن لا يأتوا بها على وجهها لعدم صحّة القراءة و الأذكار الواجبة، أو لا يتوضّؤوا وضوءً صحيحاً أو لا يطهّروا أبدانهم و لباسهم من النجاسة على الوجه الصحيح - أمرهم بالمعروف حتّى يأتوا بها على وجهها، وكذا الحال في بقية الواجبات.
وكذا إذا رأى منهم التهاون في اجتناب المحرّمات- كالغيبة ، و النميمة ، و العدوان من بعضهم على بعض أو على غيرهم، أو غير ذلك من المحرّمات - فإنّه يجب أن ينهاهم عن المنكر حتى ينتهوا عن المعصية .
[۱۷] المنهاج (الحكيم)، ج۱، ص۴۹۰، م ۸.


۲.۱ - دلالة آية الكريمة


و المستند في ذلك قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَ أَهلِيكُم نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الحِجَارَةُ عَلَيهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ...».
فإنّ إطلاق الأمر بالوقاية يدلّ على لزوم تجنيبهم النار بحملهم على فعل الواجبات وترك المحرّمات، بل قد جعلهم قرين الأنفس ، فكما يجب على الإنسان‌ حمل نفسه على الخير تجنّباً للعقاب الإلهي كذلك يجب عليه حمل أهله على ذلك.

۲.۱.۱ - قول الشيخ الطوسي في تفسير الآية


قال: «هذا خطاب من اللَّه تعالى للمؤمنين الذين صدّقوا بتوحيد اللَّه و إخلاص العبادة له، وأقرّوا بنبوّة نبيّه صلى الله عليه و آله وسلم يأمرهم بأن يقوا أنفسهم، أي يمنعونها، ويمنعون أهليهم ناراً، وإنّما يمنعون نفوسهم بأن يعملوا الطاعات ، ويمنعون أهليهم بأن يدعوهم إليها ويحثّوهم على فعلها، وذلك يقتضي أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينبغي أن يكون للأقرب فالأقرب».
ولعلّ مقصوده هو تأكّد المسؤولية وأولويّتها بالنسبة إلى الأهل؛ لأنّه ليس على الآباء و الأزواج إلّاتهيئة الظروف المناسبة لحصول هذه الغاية ، ولعلّ من ذلك أمر الآباء بأمر الصبيان بالصلاة من ستّ أو سبع سنين، فإنّ هذا الأمر يدلّ دلالةً واضحة على أهمّية أمرهم بالمعروف رغم أنّهم لم يبلغوا الحلم بعد.

۲.۱.۲ - رواية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام


وقد ورد عنه عليه السلام- في تفسير الآية - أنّه قال: «علّموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدّبوهم».
[۲۲] كنز العمال، ج۲، ص۵۳۹، ح ۴۶۷۶.


۲.۲ - التأديب


و التأديب يحصل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما في الروايات، فمن ذلك رواية عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «لمّا نزلت هذه الآية: «يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَأَهلِيكُم نَاراً» جلس رجلٌ من المسلمين يبكي، وقال: أنا عجزت عن نفسي، كُلِّفت أهلي! فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك، وتنهاهم عمّا تنهى عنه نفسك».
ومن أبرز مظاهر الوقاية هنا الحيلولة بينهم وبين الحرام بتجنيبهم مواضع السوء ومنابت الشرّ، و تأمين الرفقة و الصداقة الصالحة لهم، ووضعهم في المدارس و الجامعات و المعاهد التي تؤمّن لهم الجوّ المناسب للتنشئة على الخير و الهدى وما شابه ذلك.

۲.۳ - أمر الوالدين ونهيهما


نعم، لم يتعرّض الفقهاء لأمر الوالدين بالخصوص ونهيهما، إلّا المحقّق القمّي، فقد جوّزه في حدود اللسان مع اللين ولم يجوّزه في غيره؛ جمعاً بين أدلّة وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبين أدلّة برّ الوالدين .
[۲۵] جامع الشتات، ج۱، ص۴۲۴.

وأشار إليه الشيخ جعفر كاشف الغطاء مع إضافة المولى، حيث قال: «يجب الاقتصار في حقّ الوالدين و المولى على الكلام الليّن».
[۲۶] كشف الغطاء، ج۴، ص۴۲۹.
[۲۷] الاستفتاءات (الخميني)، ج۱، ص۴۸۸.
[۲۸] الاستفتاءات (الخميني)، ج۱، ص۴۸۹.

بل الظاهر من قوله سبحانه وتعالى: «وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى‏ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً...»
[۲۹] لقمان، ج۱، ص۱۵.
أنّ ارتكابهما الحرام بل أعظم الحرام وهو الشرك، بل مع السعي لدفع الولد إلى الشرك أيضاً، أقصى ما يوجب عدم الطاعة، وإرداف ذلك بوجوب مصاحبتهما بالمعروف، يفهم منه عرفاً أنّ فعلهما هذا لا يجوّز العشرة بغير المعروف معهما، فتكون الآية دالّة على أولوية عشرتهما بالمعروف على سائر الأحكام ذات الصلة كالأمر والنهي.


 
۱. المنهاج (الحكيم)، ج۱، ص۴۸۹، م ۵.
۲. المنهاج (الخوئي)، ج۱، ص۳۵۲، م ۱۲۷۲.    
۳. تحرير الوسيلة، ج۱، ص۴۶۴، م ۳.    
۴. الوسائل، ج۱۶، ص۱۳۵، ب ۴ من الأمر والنهي، ح ۱.    
۵. المقنعة، ج۱، ص۸۱۰.    
۶. النهاية، ج۱، ص۳۰۱.    
۷. المراسم، ج۱، ص۲۶۳.    
۸. المهذّب، ج۱، ص۳۴۲.    
۹. التحرير، ج۲، ص۲۴۲.    
۱۰. الدروس، ج۲، ص۴۷.    
۱۱. الدروس، ج۲، ص۴۸.    
۱۲. المسالك، ج۳، ص۱۰۷.    
۱۳. جواهر الكلام، ج۲۱، ص۳۹۴.    
۱۴. تحرير الوسيلة، ج۱، ص۴۸۲.    
۱۵. المسالك، ج۳، ص۱۰۷.    
۱۶. جواهر الكلام، ج۲۱، ص۳۹۴.    
۱۷. المنهاج (الحكيم)، ج۱، ص۴۹۰، م ۸.
۱۸. المنهاج (الخوئي)، ج۱، ص۳۵۳، م ۱۲۷۴.    
۱۹. التحريم/سورة ۶۶، الآية ۶.    
۲۰. التبيان، ج۱۰، ص۵۰.    
۲۱. الوسائل، ج۴، ص۱۸، ب ۳ من أعداد الفرائض.    
۲۲. كنز العمال، ج۲، ص۵۳۹، ح ۴۶۷۶.
۲۳. التحريم/سورة ۶۶، الآية ۶.    
۲۴. الوسائل، ج۱۶، ص۱۴۸، ب ۹ من الأمر والنهي، ح ۱.    
۲۵. جامع الشتات، ج۱، ص۴۲۴.
۲۶. كشف الغطاء، ج۴، ص۴۲۹.
۲۷. الاستفتاءات (الخميني)، ج۱، ص۴۸۸.
۲۸. الاستفتاءات (الخميني)، ج۱، ص۴۸۹.
۲۹. لقمان، ج۱، ص۱۵.




الموسوعة الفقهية، ج۱۷، ص۱۷۴-۱۷۸.    



جعبه ابزار